رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عائشة العبيدان

Wamda.qatar@gmail.com

 

 

 

مساحة إعلانية

مقالات

771

عائشة العبيدان

وألبسنا الحزن عباءة الفرح

22 سبتمبر 2024 , 02:00ص

البهرجة الزائدة التي تمارس في مناسباتنا الاجتماعية بلا مبررات وبلا وعي أحيانا إلا انها واجهة اجتماعية سائدة، تتنافس في إبرازها الطبقات الاجتماعية الموسرة وربما أحياناً من ذوي الدخل المحدود، وتحمّلها الديون والقروض البنكية، أصبحت حديث المجتمع كظاهرة مستنكرة والسير في اتجاهها مازال قائمًا.

أليس سبحانه القائل «يقولون ما لا يفعلون « هكذا نحن وهذا سلوكنا نستنكر ولكننا ! ضعفاء أمام التعامل مع البهرجة والإسراف في المناسبات الاجتماعية، نزداد إسرافاً وبهرجة، ونزداد حديثًا ونفاقا وتباهياً وبلا حدود من أجل إبراز المظاهر المكانية والمالية بمعنى ابراز مفهوم الغنى والطبقة الاجتماعية، كنا نألف ذلك في حفلات الزواج وتوابعه الحناء والخطبة وعقد القران، النقود تداس بالأقدام دون أن ندرك الإثم الذي سيقع علينا والعقوبة الإلهية في زوال النعم، وهدايا التوزيع باختلاف أشكالها وتكلفتها لا تستعمل، والبوفيهات بشتى الأطعمة وبإسراف لاتأكل، دون أن نستشعر المجاعة التي تعم المجتمعات الفقيرة العربية والإسلامية، نخشى أن تدور علينا الدوائر وتنقلب الموازين.

.. هذه الصورة النمطية الاجتماعية من البهرجة والإسراف انتقلا إلى مجالس ومخيمات العزاء، وطغيا على أجواء الحزن والألم الذي يستشعر به أهل الميت في لحظات فقدان ميتهم، دون الإحساس بما يعتلج قلوبهم من ألم، وما تذرف عيونهم من دموع، حتى افتقد الحزن قيمته وهيبته، لاعاد له مكانة في نفوس المعزّين، انتهى زمن الصمت والهدوء والاستماع للقرآن الكريم يدوي بصوت القارئ في مجالس العزاء ومواساة أهل الميت والتي ألفناها سابقًا. ونزداد معها هدوءا وسكينه واحترامًا، فما الذي يحدث اليوم !! وهل أصبحنا من اللاوعي لا نميز بين الفرح والحزن، بين ضحكات الفرح ودموع الحزن، بين تقديم واجبات العزاء وواجبات الفرح، هذا مانراه اليوم، ما أصعبها من لحظات ! تلك السلوكيات نراها اليوم أمامنا في الواقع، البعض بكامل مكياجه وعباءات مزركشة وشنط ماركات وغيرها، والادهى الأحاديث الجانبية والأصوات العالية والقهقهات والضحكات التي تسود المكان وتطغى على أجواء الحزن والهدوء الذي من المفترض يسودان الأجواء متزامنا مع ما يشعر به أهل الميت من ألم وحزن، وتعدت القبور والدفن، ناهيك عن الانشغال بالجوالات وتقديم البوفيهات بأشكالها المتعددة والمبالغة في الضيافة، وتوزيع الكتيبات والمصاحف بأشكالها وزخارفها والتي مع الأسف تملأ البيوت ولا تقرأ ولا يلقى لها بالاً. هذا نمط مجالس العزاء اليوم فكيف يجد الحزن موقعه واحترامه ؟!!!!

…. كنا نعتقد كلما تعلّمنا واتسعت مداركنا، ونمت أحاسيسنا كلما استطعنا التمييز في كيفية التعامل مع مناسبات الفرح والحزن والتمييز في تأدية واجباتهما،، ماذا نرى ومع ترددنا لبيوت العزاء الاجتماعية، ليس هناك موقع للحزن لا صمت يتزامن مع الأجواء ولا هدوء يبعث في القلوب السكينة، ولا التزام بالجلوس والاستقرار، فمتى يكون الاتزان والانضباط بضوابط الدين والابتعاد عن البدع والتكلف والعادات السيئة التي ترهق كاهل الناس، ومجاراة للمجتمع ديدننا ؟! ومتى التخلص من هذا البرستيج الدخيل !! ومتى يكون للموت رهبة وجزع في النفوس ؟!!

مساحة إعلانية