رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

 تويتر @docshayji

‏@docshyji

مساحة إعلانية

مقالات

597

أ.د. عبد الله خليفة الشايجي

الحاجة لمشروع خليجي يوازن ويردع ويحمي!

23 فبراير 2025 , 02:00ص

شاركت الأسبوع الماضي في الكويت بدعوة من مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية في جامعة الكويت ومركز الخليج للأبحاث في المملكة العربية السعودية- بندوة: «تعزيز الأمن وفق رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي في ضوء التحديات والفرص الراهنة»، بحضور زملاء أكاديميين من قسم العلوم السياسية في جامعة الكويت وأقسام عديدة وباحثين وأكاديميين ورؤساء ومديري مراكز دراسات بحثية ودبلوماسيين من وزارات الخارجية الخليجية - لمناقشة رؤية الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي للأمن الإقليمي.

قدم أمين عام مجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي «رؤية مجلس التعاون للأمن الإقليمي»-في مارس 2024-وكانت سابقة تقديم دول مجلس التعاون رؤيتها للأمن الإقليمي، لكن دون تحديده ب»الأمن الخليجي»!! مؤكداً تعد «الرؤية التزاما سياسيا، وأخلاقيا يجمعنا جميعاً. فأمننا المشترك هو الأساس الذي نبني عليه آمالنا وأحلامنا لمستقبل أفضل، ونؤمن في مجلس التعاون، أن الحوار والتعاون والتنسيق واحترام وجهات النظر من الأساسيات لمواجهة كافة التحديات».

تشمل رؤية الأمن الإقليمي: المبادئ والدوافع والمنطلقات برؤية أمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ خاصة لحالة عدم الاستقرار في المنطقة والنظام العالمي. بالمجمل تؤكد الرؤية الخليجية على أهمية الحفاظ على الأمن الإقليمي واستقرار دول المنطقة وازدهار شعوبها وتعزيز الأمن والسلم الدوليين.

تُولي الرؤية الأمنية أولوية للحوار والتعاون والتنسيق واحترام وجهات النظر، وأن «أمننا المشترك هو الأساس لنبني عليه آمالنا وأحلامنا لمستقبل أفضل. ويقف المجلس على أرضية ثابتة في دعم وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، كما أكد قادة دول المجلس في مناسبات عديدة، آخرها قمة الدوحة، على الالتزام الراسخ بمواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية، ليس فقط ضمن حدود المنطقة بل وعلى الصعيد العالمي... متمسكين بالحوار كجسر للتواصل والتفاهم. مع الحرص على توسيع آفاق التعاون مع كافة شركائنا حول العالم».

* كما شرحت في مقالي في الشرق في مارس الماضي: تتضمن الرؤية الأمنية لدول مجلس التعاون 15 بنداً:

البناء على جهود دول المجلس في حلّ الخلافات عبر المفاوضات وبالطرق الدبلوماسية، وتكثيف الجهود لاستمرار الدور الريادي الفاعل لتجنيب المنطقة تداعيات الحروب ومعالجة الأزمات الإقليمية.

ودعم جهود تفعيل مبادرة السلام العربية والجهود الدولية لإيجاد حلّ عادل للقضية الفلسطينية. وتعزيز القدرات الذاتية، وتعميق الشراكات الإقليمية والدولية، ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتجفيف منابعه. والعمل المكثف لضمان استقرار أسواق الطاقة العالمية. ودعم ضمان حق الدول في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وحظر انتشارها.

وتكثيف العمل لإيجاد حلول فاعلة للتعامل مع تحديات التغير المناخي، وتنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون وتعزيز تطوير وتوظيف مصادر الطاقة المتجددة. وتكثيف العمل لمواجهة التحديات المستقبلية في مجالات الأمن المائي والأمن الغذائي ومكافحة عمليات التهريب بأنواعها ومساراتها.

وتجريم جميع الجماعات التي تقوم بأعمال إرهابية. والتنسيق وتعزيز الشراكات الدولية للمساهمة بمواجهة الجرائم الإلكترونية لتعزيز ورفع مستوى الأمن السيبراني.

شهدت منطقتنا والنظام العالمي عام 2024 تحولات ملفتة غيرت جيبوبولتيك النظام الشرق أوسطي والعالمي. شكلت تداعيات عملية «طوفان الأقصى» تغييرات في موازين القوى. وتعرضت إيران وحلفاؤها لضربات هي الأقسى منذ قيام الجمهورية قبل 45 عاماً. شنت إسرائيل هجمات مدمرة على إيران مرتين وكذلك انتقمت إيران بعلميتي الوعد الصادق 1 و2 - بقصف صاروخي وبالمسيرات على إسرائيل دون إلحاق إضرار كبيرة، سوى تأثيرها النفسي والمعنوي. وتعرض حلفاء إيران في لبنان وسوريا واليمن والعراق لضربات مؤلمة أفقدت إيران نفوذها على محور المقاومة ومشروعها. وتعمقت انتكاسات إيران بسقوط نظام الأسد في سوريا نهاية العام الماضي. واغتالت إسرائيل القيادات السياسية والأمنية والعسكرية لمحور المقاومة-حسن نصرالله أمين عام حزب الله-وفرقة النخبة العسكرية الرضوان-وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران في الصيف الماضي، وقادة حماس في غزة يحيى السنوار ومحمد الضيف.

كما شكّل عودة الرئيس الأمريكي ترامب بمواقفه وقراراته وتهجمه المستفز على الحلفاء تحديا حقيقيا لهم من غربيين وعرب من المتوسط إلى الخليج. حول حرب الإبادة على غزة ومخططه تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع وتبني السردية الإسرائيلية. وحتى عدم ممانعته بفرض سيادة إسرائيل على الضفة الغربية ومعه حل الدولتين وتصفية القضية الفلسطينية.

وأعاد ترامب فرض أقسى العقوبات على إيران والتصعيد. ويخشى من تصعيد عسكري بتحريض ودعم إسرائيلي، ما يشكل تهديداً حقيقيا للأمن الخليجي.

*أكدت في ندوة الأسبوع الماضي-برغم تأخر بلورتها وتقديمها، لكنها تُعد خطوة مقدرة بكونها الأولى منذ قيام مجلس التعاون الخليجي في مايو 1981، ويجب البناء عليها. لكنها تحتاج لمزيد من الوضوح والتفاصيل والشفافية والتحديث بعيداً عن لغة العموميات. بذكر أمن منطقة الخليج العربي بالتحديد وإضافة التأكيد على الأمن الشامل! وعدم الاكتفاء «بالأمن الإقليمي»!! وطالبت بالعمل الجاد لتقليص الاعتماد على «الأمن المستورد» الخارجي، والاعتماد أكثر على الأمن الذاتي الخليجي وبلورة مشروع خليجي جماعي رادع يتصدى لجميع المتغيرات والتحولات والتهديدات الجيو-بولتيكية الإقليمية والدولية في منطقتنا والعالم منذ إطلاق الرؤية، وتستمر بالتفاعل بديناميكية متسارعة ومهددة.

خاصة أن المبادرات الأمريكية والروسية، تشير مباشرة لأمن منطقة الخليج العربي، وحتى المبادرات الإيرانية، قدمها الرئيس روحاني عام 2019 واضحة بمسماها مبادرة أمل هرمز بحماية الأمن الخليجي، وكذلك مبادرة «مودة» الإيرانية-قدمها نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف العام الماضي. وعلقت عليها بمقال في الشرق.

كما طالبت بتوظيف مجلس التعاون قوانا الناعمة قدرات النفط والغاز، والصناديق السيادية، ودبلوماسية الوساطة النشطة. والاجماع حول الأولويات ومصادر التهديدات الأمنية، والاتفاق الجماعي لدولنا على مقارباتنا تجاه إيران والتطبيع وغزة والقضية الفلسطينية وأمن الطاقة وعودة ترامب.

** أكرر التحدي يكمن بنجاحنا بتفعيل الرؤية الأمنية لمشروع أمني خليجي جماعي يفرض توازن قوى رادعا يتصدى للتهديدات الأمنية ويحصن أمننا الجماعي!

مساحة إعلانية