رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
من جديد، تبرز قطر كصانعة سلام في بحر متلاطم من الحروب والصراعات والأزمات، إلا أنها تظل متفردة في سياساتها ونهجها ودورها الإقليمي والدولي، الذي يتربع على مصداقية عالية، وثقة كبيرة من المجتمع الدولي.
يحسب لدولة قطر وسياستها الحكيمة والراشدة، ودبلوماسيتها النشطة والوازنة، إنجاز وساطة ناجحة وتحقيق هدنة تبدأ من اليوم في قطاع غزة، الذي تعرض لعدوان غاشم، ومجازر وحشية من قبل الكيان الإسرائيلي.
فعلى مدار 46 يوما قادت قطر بدبلوماسيتها النشطة والمؤثرة، جهودا جبارة لوقف العدوان على أهلنا في قطاع غزة، وبذلت مساعي سياسية ودبلوماسية مكثفة إقليميا ودوليا، واستقبلت وفودا متعددة بعضها على مستوى رؤساء دول ورؤساء حكومات ووزراء لدول فاعلة في العالم.
منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كان الموقف القطري واضحا في تحليله لتطورات الأوضاع، فكانت قطر أول دولة تصدر بيانا يحمل الكيان الإسرائيلي مسؤولية التصعيد، بسبب السياسات العنصرية والإجراءات غير القانونية التي يمارسها ضد الشعب الفلسطيني في القدس والمسجد الأقصى وأراضي 48 ومناطق مختلفة.
لم يكن التوصل إلى انجاز الهدنة أمرا سهلا وميسرا، بل كانت هناك تحديات وصعاب وإشكالات، لكن كل ذلك لم يمنع قطر من مواصلة العمل بكل جهد وإخلاص لوقف العدوان على غزة، إيمانا منها بالواجب الأخوي تجاه أهل غزة والشعب الفلسطيني عموما، لذلك واصلت جهودها لنحو شهر ونصف الشهر عبر تحركات واتصالات ومشاورات ومباحثات وزيارات لمنع الكيان الإسرائيلي من مواصلة عدوانه على غزة.
ولم تقف قطر وقيادتها عند التنديد أو الاستنكار، أو تتخذ موقف المتفرج لما يتعرض له الأشقاء في قطاع غزة، بل قادت حراكا على كل صعيد، وتولى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في مراحل متعددة إدارة الجهود والتحركات والاشراف ومتابعة المستجدات، بل اضافة الى استقباله لعدد من رؤساء الدول والحكومات والمسؤولين الذين توافدوا على الدوحة، التي تحولت لمحور عالمي لأوسع حركة دبلوماسية، قام سموه بجولات وزيارات لعدد من الدول، وكان وقف العدوان على غزة في صدارة مباحثات سموه مع قادة الدول التي زارها، وقاد بنفسه وفود قطر إلى القمم التي عقدت بعد العدوان على غزة، ايمانا من سموه بضرورة وقف العدوان المتصاعد على اهلنا في غزة، فكرست قطر وقيادتها جهودها عبر وساطة صادقة ومخلصة لتحقيق وقفا للعدوان، فكان أن تحققت هذه الهدنة، التي تمثل انتصارا للضمير الإنساني في وجه الآلة العسكرية الإسرائيلية.
الهدنة – التي تحققت بجهود مشتركة مع الأشقاء في مصر - ستتيح ادخال عدد أكبر من القوافل الانسانية والمساعدات الاغاثية بما فيها الوقود المخصص للاحتياجات الانسانية لأهلنا في قطاع غزة، تعد انتصارا ذا اتجاهين، وقف العدوان الاسرائيلي والمجازر الوحشية والجرائم التي لم يشهد لها التاريخ الحديث التي ترتكب بحق المدنيين والمؤسسات المدنية والصحية والتعليمية في غزة، وفي نفس الوقت هي انتصار جديد للسياسة القطرية في معالجة الأزمات، لتؤكد من جديد سلامة نهجها وعلاقاتها الخارجية، وما تحظى به من مصداقية وثقة العالم في وساطتها والأدوار التي تقوم بها.
العالم وشعوبه الحرة تنفس الصعداء بتحقيق وانجاز هذه الهدنة، وما رأيناه من ترحيب من دول العالم ومنظماته المختلفة، خير شاهد على تقدير الدور القطري، وتثمين الجهود التي افضت الى هذه النتيجة، والأمل أن تكون هذه الهدنة هي البداية لوقف كامل للاعمال العسكرية الإسرائيلية.
وظفت قطر ما لديها من علاقات مع دول العالم، وما تتمتع به من مصداقية، وخبراتها في مجال الوساطة وادارة الازمات بحكمة وعقلانية، من أجل الدفاع عن أهلنا في غزة، والسعي لوقف العدوان، وهو ما تكلل بتحقيق هذا النجاح.
انتصرت قطر لغزة، ولن ينسى التاريخ مواقف أمير قطر سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ، العظيمة في هذه المرحلة التاريخية الدقيقة الداعمة والدائمة لغزة وللشعب الفلسطيني، على كل صعيد، وفي كل محفل.
وستظل قطر وقيادتها وشعبها ملتزمة بمبادئها وقيمها، منتصرة لقضايا أمتها وشعوبها، داعمة للقضايا الإنسانية أينما كانت.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1992
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1581
| 28 ديسمبر 2025
أرست محكمة الاستثمار والتجارة مبدأ جديدا بشأن العدالة التعاقدية في مواجهة « تغول» الشروط الجاهزة وذلك برفض دعوى مطالبة احتساب الفوائد المتراكمة على البطاقة الائتمانية. فقد شهدت أروقة محكمة الاستثمار والتجارة مؤخراً صدور حكم قضائي لا يمكن وصفة إلا بأنه «انتصار للعدالة الموضوعة « على حساب « الشكليات العقدية» الجامدة، هذا الحكم الذي فصل في نزاع بين إحدى شركات التأمين وأحد عملائها حول فوائد متراكمة لبطاقة ائتمانية، يعيد فتح الملف الشائك حول ما يعرف قانوناً بـ «عقود الإذعان» ويسلط الضوء على الدور الرقابي للقضاء في ضبط العلاقة بين المؤسسات المالية الكبرى والأفراد. رفض المحكمة لاحتساب الفوائد المتراكمة ليس مجرد قرار مالي، بل هو تقويم مسار»، فالفائدة في جوهرها القانوني يجب أن تكون تعويضا عن ضرر او مقابلا منطقيا للائتمان، أما تحولها إلى إدارة لمضاعفة الديون بشكل يعجز معه المدين عن السداد، فهو خروج عن وظيفة الائتمان الاجتماعية والاقتصادية. إن استقرار التعاملات التجارية لا يتحقق بإطلاق يد الدائنين في صياغة الشروط كما يشاءون، بل يتحقق بـ « الثقة» في أن القضاء يقظ لكل انحراف في استعمال الحق، حكم محكمة الاستثمار والتجارة يمثل نقلة نوعية في تكريس «الأمن العقدي»، ويؤكد أن العدالة في قطر لا تقف عند حدود الأوراق الموقعة، بل تغوص في جوهر التوازن بين الحقوق والالتزامات. لقد نجح مكتب «الوجبة» في تقديم نموذج للمحاماة التي لا تكتفي بالدفاع، بل تشارك في «صناعة القضاء» عبر تقديم دفوع تلامس روح القانون وتحرك نصوصه الراكدة. وتعزز التقاضي وفقا لأرقى المعايير.
1116
| 24 ديسمبر 2025