رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

Amalabdulmalik333@gmail.com
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

303

أمل عبدالملك

الوعي الاستهلاكي

23 نوفمبر 2025 , 02:59ص

تُمثل القدرة على التخطيط للأهداف محورًا أساسيًا في حياة الإنسان، فهي البوصلة التي توجه مساره، وتساعده على اختيار ما يناسبه من قرارات، وتحديد أولوياته، وترتيب التزاماته، والاستفادة من إمكاناته ووقته وماله بأفضل صورة ممكنة، بدون تخطيط واضح، يصبح الفرد أسيرًا للظروف ولرغبات الآخرين، ويتنقل من فكرة إلى أخرى دون رؤية أو غاية، الأمر الذي قد يقوده في النهاية إلى الندم على فرص ضاعت وقرارات اتُّخذت بتسرع. لقد أصبح التخطيط اليوم أهم من أي وقت مضى، خاصة في ظل الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي وما تحمله من رسائل تسويقية مباشرة وغير مباشرة، كثير من الحسابات المؤثرة تسوّق لنمط حياة استهلاكي قائم على المظاهر والاقتناء المستمر لكل ما هو جديد وغالٍ ومبالغ فيه، حتى وإن كان بعيدًا تمامًا عن الاحتياجات الحقيقية للفرد أو واقعه الاقتصادي، وهنا تكمن الخطورة، فالبعض يستجيب لهذه الرسائل من باب المقارنة أو المجاراة أو الرغبة في إثبات الذات، فيجد نفسه يدخل في دائرة إنفاق لا تتوقف.

ومن أخطر نتائج هذا النمط الاستهلاكي، لجوء البعض إلى الاقتراض من البنوك لشراء سيارة فارهة، أو أجهزة إلكترونية حديثة، أو السفر بطريقة مبالغ فيها، فقط من أجل الصورة أو المظهر الاجتماعي، يبدأ الأمر عادة بخطوة صغيرة، لكن سرعان ما تتراكم الأقساط والالتزامات والفوائد المالية، ليتفاجأ الشخص بأنه أصبح يعيش في دوامة ديون لا تنتهي، ويستهلك مستقبله من أجل مجرد رغبة عابرة أو نزوة لحظية، وهنا يكون التخطيط غائبًا، والوعي المالي ضعيفًا، والنتيجة واضحة: ضغوط نفسية، وتوتر دائم، وشعور بالعجز كلما جاء موعد السداد.

من المهم أن يدرك الشباب بشكل خاص أن امتلاك حياة مستقرة لا يعتمد على حجم الأشياء التي نشتريها، بل على جودة القرارات التي نتخذها، التخطيط للأهداف يعني رسم معالم الطريق، وتحديد ما هو ضروري وما هو ثانوي، والتفريق بين الحاجة والرغبة، والاستثمار فيما ينفع على المدى الطويل بدلًا من اللحاق بالصورة المثالية التي تُروِّج لها بعض الحسابات دون مراعاة لتبعاتها.

وفي هذا السياق، يأتي دور الجهات الرسمية في نشر الوعي وتعزيز الثقافة الاقتصادية السليمة، وفي هذا الإطار، أظهرت وزارة العدل في قطر مثالًا مميزًا حين أصدرت الأسبوع الماضي فيديو توعويًا جميلًا وهادفًا ومؤثرًا حول هذا الموضوع، وقد تم تداوله بشكل واسع، تناول الفيديو قضية الديون الناتجة عن الإنفاق على الأمور الشكلية بطريقة مبسطة وقريبة من الشباب، واستخدم أسلوبًا محببًا وسهلًا، يُشعر المشاهد بالمسؤولية تجاه نفسه ومستقبله المالي، ويجعله يرى الصورة الحقيقية لما ينتظره إن سار في طريق الاستهلاك غير المدروس. إن رسائل التوعية، حين تُقدّم بصدق وبأسلوب يتناسب مع عقلية الجيل، قد تغيّر قرارات كثيرة، وتُجنّب الشباب الوقوع في أخطاء مالية صعبة، لذلك فإن التخطيط، والوعي، والاعتدال في الإنفاق، وتحديد الأولويات، ليست خيارات إضافية، بل هي ضرورة لاستقرار الفرد والأسرة والمجتمع. إن بناء مستقبل آمن يبدأ بقرار واعٍ، وبهدف واضح، وبخطوات صغيرة لكنها ثابتة، والتخطيط مسؤولية كل فرد تجاه نفسه أولًا، وتجاه من حوله ثانيًا.

اقرأ المزيد

alsharq لا تأمن لنفسك أمام ChatGPT

في السنوات الأخيرة، تحولت تقنيات الذكاء الاصطناعي من أدوات تجريبية محدودة الوظائف إلى أنظمة قادرة على تحليل النصوص،... اقرأ المزيد

21

| 07 ديسمبر 2025

alsharq خير الناس من طال عمره وحسُن عمله

لا شك أن أعظم البر عند الخالق عز وجل هو بر الوالدين التي قرنها سبحانه وتعالى بعبادته وهو... اقرأ المزيد

18

| 07 ديسمبر 2025

alsharq العرب يضيئون سماء الدوحة

شهدت قطر مع بداية شهر ديسمبر الحالي 2025 حدثًا استثنائيًا تمثّل في حفل افتتاح كأس العرب 2025، وهو... اقرأ المزيد

21

| 07 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية