رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لقد مر ما يقارب قرنين من الزمان منذ أن مجّد الفرنسي ألكسيس دو توكفيل الديمقراطية الأمريكية بالمجتمع المدني النشط والعلاقات الطبيعية بين الدين والسياسة. كما أشار إلى مخاطر الديمقراطية كاحتمالية الاستبداد الناعم والفساد والعبودية والتأثير السلبي لرأس المال على السياسة الأمريكية خلال أربعينيات وخمسينيات القرن التاسع عشر. ولأن المساعي السياسية مثل الحملات الانتخابية مكلفة في أمريكا، فإن رأس المال الكبير وجماعات الضغط تهيمن على المشهد والعملية الانتخابية. على سبيل المثال، للدعاية في انتخابات عام 2020 جمع دونالد ترامب 325 مليون دولار بينما جمع جو بايدن 215 مليون دولار.
كانت السياسة الأمريكية توجه بما يسمى المجمع الصناعي العسكري حيث تمارس قطاعات الأمن والصناعة تأثيرًا غير عادي على الديمقراطية والسياسة. خلال العقود الثلاثة الماضية، لاحظنا صعود الشركات الرقمية الضخمة (جوجل، وآبل، وفيسبوك، ومايكروسوفت، إلخ) التي تقود الاقتصاد العالمي جنبًا إلى جنب مع الاقتصاد والسياسة الأمريكية. في حين أن المجمع الصناعي العسكري لديه ميل قومي، فإن الشركات الرقمية تدافع عن نهج أكثر عالمية ودولية للسياسة الأمريكية في الداخل والخارج.
المؤسسة الأمريكية لا ترحب بالمفاجآت حيث شهدنا عدة اغتيالات بحق الرؤساء والتي قد تغير الوضع الراهن في البلاد. ففي السابق، قُتل أربعة رؤساء أمريكيين (لينكولن وجارفيلد وماكينلي) وكان اغتيال الرئيس كينيدي هو الأكثر شهرة. يشتبه الكثيرون في أنه اصطدم بالمصالح القائمة في البلاد. كان العديد من رؤساء الولايات المتحدة أيضًا هدفًا لمحاولات اغتيال، آخرها استهدفت دونالد ترامب الأسبوع الماضي. وارتبط ذلك باحتمالية موقفه ضد الوضع الراهن، وخاصة القطاع الرقمي العالمي.
ونظرًا لأن نظام الحزبين مغلق أمام المنافسين من خارج المؤسسة، فإنه ينتج رؤساء متشابهين. كما يجبر النظام الرؤساء على السعي إلى المصالحة الحزبية في التشريعات وفي تعيين الوزراء والسفراء. إن النظام السياسي الأمريكي يخلق حماساً ضئيلاً بين عامة الناس للمشاركة السياسية، لذا فإن نسبة المشاركة في الانتخابات ليست عالية جداً، إذ تبلغ في العموم نحو 50 بالمائة. وفي سياق نسبة المشاركة المنخفضة، فإن جماعات الضغط مثل اللوبي اليهودي قد يكون لها تأثير حاسم على نتائج الانتخابات. فعندما لا يكون النظام الأمريكي راضيا عن مرشح معين، فإنها قد تتدخل بالأموال والحملات الإعلامية والقضايا القانونية.
خلال حياتي، شهدت شخصياً التلاعب بالانتخابات الأمريكية لصالح أحد الجانبين في السباق. على سبيل المثال، خسر جورج بوش الأب الانتخابات في عام 1992 على الرغم من أنه جعل الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة من خلال إدارة سقوط الاتحاد السوفياتي والفوز في حرب الخليج الأولى ضد غزو صدام للعراق. وربما فضلوا المثل الليبرالية للحزب الديمقراطي في عهد بيل كلينتون أكثر ملاءمة للعالم حيث زعم البعض أن نهاية التاريخ ستكون بانتصار الديمقراطية الليبرالية. إن المال الكثير والمجمع الصناعي العسكري يحاولان تحديد اختيار الرؤساء من كلا جانبي الساحة السياسية.
بعد فترتين ناجحتين كنائب للرئيس بيل كلينتون، كان المراقبون يتوقعون تولي آل غور منصبه ولكن تقرعلت العملية بسبب الحملة الإعلامية بشأن قضية ليفينسكي والتدخل القانوني في فرز الأصوات في فلوريدا لصالح بوش الابن على الرغم من فوز آل غور بالأصوات الشعبية. ربما جاء التدخل لأن المؤسسة لم تثق في أجندة آل غور الإصلاحية للسلام العالمي والبيئي وفضلت خطة جورج بوش للولايات المتحدة الأمريكية المتضاربة في الساحة العالمية. بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، قد طبق جورج بوش هذه السياسة في احتلال أفغانستان والعراق. في الانتخابات عام 2004، منحت محاكم ولاية أوهايو النصر لبوش للمرة الثانية. وفاز باراك أوباما كأول مرشح أسمر بالرئاسة في عام 2008 لكنه حافظ على السياسة الخارجية التقليدية للولايات المتحدة لفترتين.
في انتخابات عام 2016، اتُّهم ترامب بالتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي لصالح قضيته بمساعدة روسيا وكامبريدج أناليتيكا. وفي عام 2020، فاز بايدن في ظروف استثنائية لكوفيد- 19، وطعن ترامب في النتيجة باعتبارها احتيالًا وتم الإبلاغ عن العديد من المخالفات. تلوح الخلافات في الأفق بشأن انتخابات 2024 أيضًا، مع وجود قضايا قانونية ضد ترامب ومحاولة اغتياله وانسحاب بايدن المفاجئ من السباق حيث انقسمت الولايات المتحدة بين معسكر القوميين والعولميين والحروب الثقافية. الديمقراطية الأمريكية وانتخاباتها ليست طبيعية لأن الولايات المتحدة ليست دولة طبيعية بتركيبتها العرقية الفريدة، وبقيادتها في التكنولوجيا والقدرة العسكرية، وبسيطرتها على الاقتصاد العالمي.
حاكموا نتنياهو.. يخلُ لكم وجه العالم!
في أحدث أعدادها نشرت مجلة «فورين أفيرز» تقريرا مطولا بعنوان «اتفاق غزة ليس أكبر من أن يفشل» وعدد... اقرأ المزيد
306
| 28 أكتوبر 2025
الدجاجة التي أسعدت أطفال غزة
دخل على أولاده بدجاجة فهللوا وسجدوا لله شاكرين! هذا كان حال عائلة غزاوية من قطاع غزة حينما أقدم... اقرأ المزيد
231
| 28 أكتوبر 2025
كم تبلغ ثروتك؟
أصبحنا نعيش في عالم تملأه الماديات، نظرة بسيطة على مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا نرى أثر الحياة السريعة المادية... اقرأ المزيد
243
| 28 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أستاذ العلاقات الدولية بجامعة إسطنبول
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما يُتاجر بالبضائع، تُباع فيه الشهادات كما تُباع السلع، وتُؤجّر فيه المنصات التدريبية كما تُؤجّر القاعات لحفلات المناسبات. هو زمنٌ تحوّلت فيه «المعرفة إلى سلعة» تُسعَّر، لا رسالة تُؤدَّى. تتجلّى مظاهر «الاتّجار المعرفي» اليوم في صور عديدة، لعلّ أبرزها «المؤتمرات والملتقيات التدريبية والأكاديمية» التي تُقام بأسماء لامعة وشعارات براقة، يدفع فيها الحضور مبالغ طائلة تحت وعودٍ بالمحتوى النوعي والتبادل العلمي، ثم لا يخرج منها المشاركون إلا بأوراق تذكارية وصورٍ للمنصات! وهنا «العجيب من ذلك، والأغرب من ذلك»، أنك حين تتأمل هذه الملتقيات، تجدها تحمل أربعة أو خمسة شعارات لمؤسساتٍ وجهاتٍ مختلفة، لكنها في الحقيقة «تعود إلى نفس المالك أو الجهة التجارية ذاتها»، تُدار بأسماء متعدّدة لتُعطي انطباعًا بالتنوّع والمصداقية، بينما الهدف الحقيقي هو «تكرار الاستفادة المادية من الجمهور نفسه». هذه الفعاليات كثير منها أصبح سوقًا مفتوحًا للربح السريع، لا للعلم الراسخ؛ تُوزَّع فيها الجوائز بلا معايير، وتُمنح فيها الألقاب بلا استحقاق، وتُقدَّم فيها أوراق بحثية أو عروض تدريبية «مكرّرة، منسوخة، أو بلا أثرٍ معرفي حقيقي». وهذا الشكل من الاتّجار لا يقل خطورة عن سرقة البيانات أو بيع الحقائب التدريبية، لأنه يُفرغ الفضاء الأكاديمي من جوهره، ويُحوّل «الجهد العلمي إلى طقسٍ استعراضي» لا يصنع معرفة ولا يضيف قيمة. فالمعرفة الحقيقية لا تُشترى بتذكرة حضور، ولا تُختزل في شعار مؤتمر، ولا تُقاس بعدد الصور المنشورة في مواقع التواصل. من جهةٍ أخرى، يتخذ الاتّجار بالمعرفة اليوم وجهًا «رقميًا سيبرانيًا أكثر تعقيدًا»؛ إذ تُباع البيانات البحثية والمقررات الإلكترونية في «الأسواق السوداء للمعلومات»، وتُسرق الأفكار عبر المنصات المفتوحة، ويُعاد تسويقها تحت أسماء جديدة دون وعيٍ أو مساءلة. لقد دخلنا مرحلة جديدة من الاتّجار لا تقوم على الجسد، بل على «استغلال العقول»، حيث يُسرق الفكر ويُباع الإبداع تحت غطاء “التعاون الأكاديمي” أو “الفرص البحثية”. ولذلك، فإن الحديث عن «أمن المعرفة» و»السلامة السيبرانية في التعليم والتدريب» لم يعد ترفًا، بل ضرورة وجودية لحماية رأس المال الفكري للأمم. على الجامعات ومراكز التدريب أن تنتقل من مرحلة التباهي بعدد المؤتمرات إلى مرحلة «قياس الأثر المعرفي الحقيقي»، وأن تُحاكم جودة المحتوى لا عدد المشاركين. الاتّجار بالمعرفة جريمة صامتة، لكنها أخطر من كل أشكال الاتّجار الأخرى، لأنها «تسرق الإنسان من داخله»، وتقتل ضميره المهني قبل أن تمس جيبه. وحين تتحوّل الفكرة إلى تجارة، والمعرفة إلى وسيلة للشهرة، يفقد العلم قدسيته، ويصبح المتعلم مستهلكًا للوهم لا حاملًا للنور.
6540
| 27 أكتوبر 2025
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم، باتت القيم المجتمعية في كثيرٍ من المجتمعات العربية أقرب إلى «غرفة الإنعاش» منها إلى الحياة الطبيعية. القيم التي كانت نبض الأسرة، وعماد التعليم، وسقف الخطاب الإعلامي، أصبحت اليوم غائبة أو في أحسن الأحوال موجودة بلا ممارسة. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يُعلن حالة الطوارئ لإنقاذ القيم قبل أن تستفحل الأزمات؟ أولاً: التشخيص: القيم تختنق بين ضجيج المظاهر وسرعة التحول: لم يعد ضعف القيم مجرد ظاهرة تربوية؛ بل أزمة مجتمعية شاملة فنحن أمام جيلٍ محاط بالإعلانات والمحتوى السريع، لكنه يفتقد النماذج التي تجسّد القيم في السلوك الواقعي. ثانياً: الأدوار المتداخلة: من المسؤول؟ إنها مسؤولية تكاملية: - وزارة التربية والتعليم: إعادة بناء المناهج والأنشطة اللاصفية على قيم العمل والانتماء والمسؤولية، وربط المعرفة بالسلوك. - وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية: تجديد الخطاب الديني بلغة العصر وتحويل المساجد إلى منصات توعية مجتمعية. - وزارة الثقافة: تحويل الفنون والمهرجانات إلى رسائل تُنعش الوعي وتُعيد تعريف الجمال بالقيمة لا بالمظهر. - وزارة الإعلام: ضبط المحتوى المرئي والرقمي بما يرسّخ الوعي الجمعي ويقدّم نماذج حقيقية. - وزارة التنمية الاجتماعية: تمكين المجتمع المدني، ودعم المبادرات التطوعية، وترسيخ احترام التنوع الثقافي باعتباره قيمة لا تهديدًا. ثالثاً: الحلول: نحو حاضنات وطنية للقيم: إن مواجهة التراجع القيمي لا تكون بالشعارات، بل بإنشاء حاضنات للقيم الوطنية تعمل مثل حاضنات الأعمال، لكنها تستثمر في الإنسان لا في المال. هذه الحاضنات تجمع التربويين والإعلاميين والمثقفين وخبراء التنمية لتصميم برامج عملية في المدارس والجامعات ومراكز الشباب تُترجم القيم إلى ممارسات يومية، وتنتج مواد تعليمية وإعلامية قابلة للتكرار والقياس. كما يمكن إطلاق مؤشر وطني للقيم يُقاس عبر استطلاعات وسلوكيات مجتمعية، لتصبح القيم جزءًا من تقييم الأداء الوطني مثل الاقتصاد والتعليم. رابعا: تكامل الوزارات:غرفة عمليات مشتركة للقيم: لا بد من إطار حوكمة ؛ • إنشاء مجلس وطني للقيم يُمثّل الوزارات والجهات الأهلية، يضع سياسة موحّدة وخطة سنوية ملزِمة. مؤشرات أداء مشتركة • تُدرج في اتفاقيات الأداء لكل وزارة • منصة بيانات موحّدة لتبادل المحتوى والنتائج تُعلن للناس لتعزيز الشفافية. • حملات وطنية متزامنة تُبث في المدارس والمساجد والمنصات الرقمية والفنون، بشعار واحد ورسائل متناسقة. • عقود شراكة مع القطاع الخاص لرعاية حاضنات القيم وبرامج القدوة، وربط الحوافز الضريبية أو التفضيلية بحجم الإسهام القيمي. الختام..... من يُعلن حالة الطوارئ؟ إنقاذ القيم لا يحتاج خطابًا جديدًا بقدر ما يحتاج إرادة جماعية وإدارة محترفة. المطلوب اليوم حاضنات قيم، ومجلس تنسيقي، ومؤشرات قياس، وتمويل مستدام. عندها فقط سننقل القيم من شعارات تُرفع إلى سلوك يُمارس، ومن دروس تُتلى إلى واقع يُعاش؛ فيحيا المجتمع، وتموت الأزمات قبل أن تولد.
6423
| 24 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع في القلب وجعًا عميقًا يصعب نسيانه.. في الجولة الثالثة من دوري أبطال آسيا للنخبة، كانت الصفعة مدوية! الغرافة تلقى هزيمة ثقيلة برباعية أمام الأهلي السعودي، دون أي رد فعل يُذكر. ثم جاء الدور على الدحيل، الذي سقط أمام الوحدة الإماراتي بنتيجة ٣-١، ليظهر الفريق وكأنه تائه، بلا هوية. وأخيرًا، السد ينهار أمام الهلال السعودي بنفس النتيجة، في مشهد يوجع القلب قبل العين. الأداء كان مخيبًا بكل ما تحمله الكلمة من وجع. لا روح، لا قتال، لا التزام داخل المستطيل الأخضر. اللاعبون المحترفون الذين تُصرف عليهم الملايين كانوا مجرد ظلال تتحرك بلا هدف و لا حس، ولا بصمة، ولا وعي! أما الأجهزة الفنية، فبدت عاجزة عن قراءة مجريات المباريات أو توظيف اللاعبين بما يناسب قدراتهم. لاعبون يملكون قدرات هائلة ولكن يُزج بهم في أدوار تُطفئ طاقتهم وتشل حركتهم داخل المستطيل الأخضر، وكأنهم لا يُعرفون إلا بالاسم فقط، أما الموهبة فمدفونة تحت قرارات فنية عقيمة. ما جرى لا يُحتمل. نحن لا نتحدث عن مباراة أو جولة، بل عن انهيار في الروح، وتلاشي في الغيرة، وكأن القميص لم يعد له وزن ولا معنى. كم كنا ننتظر من لاعبينا أن يقاتلوا، أن يردّوا الاعتبار، أن يُسكتوا كل من شكك فيهم، لكنهم خذلونا، بصمت قاسٍ وأداء بارد لا يشبه ألوان الوطن. نملك أدوات النجاح: المواهب موجودة، البنية التحتية متقدمة، والدعم لا حدود له. ما ينقصنا هو استحضار الوعي بالمسؤولية، الالتزام الكامل، والقدرة على التكيّف الذهني والبدني مع حجم التحديات. نحن لا نفقد الأمل، بل نطالب بأن نرى بشكل مختلف، أن يعود اللاعبون إلى جوهرهم الحقيقي، ويستشعروا معنى التمثيل القاري بما يحمله من شرف وواجب. لا نحتاج استعراضًا، بل احترافًا ناضجًا يليق باسم قطر، وبثقافة رياضية تعرف كيف تنهض من العثرات لتعود أقوى. آخر الكلام: هذه الجولة ليست سوى بداية لإشراقة جديدة، وحان الوقت لنصنع مجدًا يستحقه وطننا، ويظل محفورًا في ذاكرته للأجيال القادمة.
3138
| 23 أكتوبر 2025