رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. محمد علي الهرفي

د. محمد علي الهرفي

مساحة إعلانية

مقالات

4685

د. محمد علي الهرفي

الطغاة والشعوب !!!

25 فبراير 2014 , 12:40ص

برز في التاريخ البشري طغاة كثر، بعضهم اشتهر بقتل الآلاف من أعدائه مثل هتلر وبعضهم اشتهر بقتل عشرات الآلاف من أبناء وطنه وهذا الصنف من الطغاة هو من سأتحدث عنه في هذا المقال لأنه هو الأسوأ ولأنه هو الأكثر ولأن الشعوب لم تتعامل مع هذا النوع من الطغاة تعاملا يجعلها تتوقف عن طغيانها وتتراجع عنه وتعطي الشعوب حقوقها وحرياتها.

أول هؤلاء الطغاة وأكثرهم شهرة هو (فرعون) حاكم مصر - وفرعون لقب لكل من يحكم مصر - وقد جاءت شهرته من كون أن القرآن ذكره كثيرا باعتباره حاكما مستبدا قاتلا وصل به الاستبداد إلى استعباد المصريين وإعلان نفسه إلها، عليهم أن يعبدوه وينفذوا أوامره، ومن ثم أصبح لقب (فرعون) يطلق على كل مستبد سواء أكان من الحكام أم من سواهم.

سلاح فرعون اعتمد بصورة رئيسة على التهديد، مرة بالسجن ومرة بالقتل وثالثة بتقطيع الأيدي والأرجل، فعندما رفض موسى - عليه السلام - فكرة ألوهية فرعون هدده قائلا: (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين)، ولما حذره بعض جلسائه من قتل فرعون قال الله على لسانه: (ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد)، وهذه الجملة بمعناها أصبحت أيقونة لكل الطغاة وفي كل العصور.

طغاة كثر شهدهم العصر الحديث، منهم: (عيدي أمين) الذي بلغ به الغرور حدا جعله يقول: (أنا الرئيس الوحيد الذي اتصل مع الله مباشرة)، وكذلك بلغ به الطغيان حدا جعله يقتل حوالي ثلاثمائة ألف من قومه، ومنهم: (نيكولاي تشاوسيسكو) الذي وصف نفسه بـ (الملهم) وكان يعد أن رومانيا ومن فيها ملكا له ومن يعترض على شيء من ذلك يقتل فورا!! وقد كان مآله القتل مع زوجته بالرصاص. ومن الطغاة البارزين (بول بوت) حاكم كمبوديا الذي قتل ثلث شعبه، وكان يتلذذ بمشاهدة قتلهم وتعذيبهم، وكان يحب قتلهم خنقا بأكياس البلاستيك!! ومنهم كذلك (بوسكا) حاكم إفريقيا الوسطى الذي كان يحب أكل الأطفال، ولقب نفسه بـ "الإمبراطور" وكان وزيرا لكل الوزارات وقائدا للجيش، ومن هواياته جلد الوزراء أمام الناس!! ومن أشهر طغاة العصر (بشار الأسد) فقد قتل وجرح وشرد من شعبه حوالي أحد عشر مليونا وهذا العدد لم يسبق إليه ولا أعتقد أن هناك طاغية سيفعل مثله!!

الطغاة كثر، وهم يمارسون طغيانهم لأسباب متعددة، قد يكون من أبرزها: شعورهم بالعظمة، وإحساسهم أن الشعوب لا قيمة لها على الإطلاق، بل إن بعضهم كان يعتبر شعبه مثل الذباب، وأنه يجب أن يعامل مثلها!! والذي يجمع بين كثير من الطغاة أنهم عاشوا في بيئات فقيرة، وأن مجتمعهم كان يحتقرهم، كما أنهم عانوا مرارة القسوة والحرمان ولذلك أرادوا أن ينتقموا من الشعوب، كما أنهم أرادوا التعويض عن الحرمان بالمحافظة على ملكهم ولوا ضحوا بمعظم شعوبهم.

أساليب الطغاة في الحكم متقاربة؛ فهم يلجأون إلى سياسة التخويف والحرمان من الحقوق وكتم الحريات وصولا إلى ملئ السجون بمن يطالب بحريته ومن ثم قتل من لا ينفع معه التهديد والوعيد.

ومن أساليبهم اتباع سياسة (فرق تسد)، فهم يعملون على زرع الفرقة بين كل أطياف المجتمع؛ فهناك جهود في التفرقة الطائفية والمذهبية والدينية، كما أن هناك جهود مماثلة للتفرقة بين أصحاب التيارات الدينية لكي يضعف الجميع ثم يتجهون إلى الحاكم يلتمسون رضاه.

ومن أساليبهم أيضا سياسة التخويف والتجويع والحصار، ثم السجون وصولا إلى القتل والتدمير وإلصاق شتى أنواع التهم بمن يعارضهم حتى ولو كانت هذه المعارضة بأسلوب أرق من جلد الثعابين فهؤلاء لا يحتملون أي نوع من المعارضة لأن ذواتهم عندهم مقدسة وفوق كل القوانين.

ولكن بقي أن نتساءل: لماذا تقبل الشعوب بهذا النوع من الحكام؟ ولماذا تصبر على جبروتهم وطغيانهم؟ الواقع يؤكد أن الشعوب غالبا هي من تصنع طغاتها!! وهي أيضا من تشجعهم على الاستمرار في ظلمها وسلب حقوقها، بل وفي أحيان أخرى هي من تدعوهم إلى وضع الأغلال في أعناقها والقيود في أيديها!!

الطغاة لن يتغيروا مادامت شعوبهم ساكتة عن المطالبة بحقوقها، وما دامت الشعوب لا تسعى للتغيير والإصلاح وإعطاء كل ذي حق حقه. والإصلاح ليس بالهدم والتخريب بل بالعمل إلى الوصول للأفضل وبكل الطرق المتاحة.

إن الذي يداهن من أجل المال أو الجاه لن يكون بإمكانه القيام بأي إصلاح مهما قل، كما أن الخائفين لا يملكون وسائل الإصلاح والتغيير فهذه الوسائل لم تخلق لهم.

لو فكر الطغاة بمصالحهم لتجنبوا الطغيان، فالتاريخ أثبت أن نهايتهم مأساوية وكذلك كانت نهاية المنافقين الذين من حولهم، والشعوب هي التي تنتصر في نهاية المطاف، كان بإمكانهم مصالحة شعوبهم ومن ثم العيش بسلام وأمن واطمئنان ولكنهم آثروا الجانب الآخر فأصبحوا جزءا من التاريخ الأسود للبشرية.

على الطرف الآخر هناك حكام صالحون عاشوا مع شعوبهم بهدوء وحب واطمئنان ولعلي أعرج عليهم لاحقا إن شاء الله.

اقرأ المزيد

alsharq عينُ المحتل الثالثة

(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ).. هذه الآية الكريمة كانت أول ما قفز... اقرأ المزيد

165

| 10 ديسمبر 2025

alsharq ترسيخ العدالة.. من الوعود إلى واقع ملموس 1 - 2

العنوان كان شعار “منتدى الدوحة“ الأخير في دورته 23، وأحيي نباهة الاخوة المسؤولين في دولة قطر وحكمتهم في... اقرأ المزيد

195

| 10 ديسمبر 2025

alsharq ومرت سنة على سـوريا

سنة منذ أن خُلع بشار الأسد، وسنة منذ أن تنفس السوريون الحياة، وسنة منذ أن ظهر للعالم بأن... اقرأ المزيد

96

| 10 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية