رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

علي عبد الفتاح علي

مساحة إعلانية

مقالات

750

علي عبد الفتاح علي

اكتمال الدين ونقصان العلم

25 يوليو 2025 , 04:37ص

مما لا شك فيه أن العلوم الدنيوية باختلاف أنواعها وفروعها والتي بدأت رحلتها مع الإنسان منذ تواجده في هذه الحياة بدأت بمستوى محدود من الاكتشافات لخامات وأدوات بدائية كالأحجار والأخشاب أدت الى بداية ظهور العلوم وتلك البدايات بدأت أيضا في التطور ببطء ومع مرور السنوات والقرون بدأت عجلة تطور العلوم هذه تزداد في سرعتها وإيقاعها حتى أصبحنا في عصر التطور العلمي المذهل المنقاد ليس فقط بخامات وأدوات بداية تطوره، ولكن أضيف لها عبر السنين أجهزة الحاسوب وما يرتبط بها من أفرع ويكاد يكون أكثرها ملامسة للإنسان حاليا ومستقبلا في حياته اليومية هو الذكاء الاصطناعي. 

بفهم أعمق لهذا التطور العلمي نجد أن العلوم الدنيوية هي علوم خاضعة للتطور المستمر وأنها لا تزال ناقصة عن الاكتمال ولذلك وجد ويتواجد البحث العلمي بأروقة الجامعات والمعاهد والمؤسسات الكبرى ويضيف ذلك البحث يوميا نتوءات إلى دوائر العلوم باختلاف أنواعها وبذلك تتسع دائرة المعرفة الخاصة بكل علم طوال السنين القادمة.

نتوقف هنا أمام الدين وبنفس منهجية التفكير عن العلم، نجد أن الدين بين أيدينا الآن ومنذ أحد عشر قرنا وسبع وأربعين سنة مضت هو دين مكتمل الجوانب، اكتمل هذا الدين يوم عرفة من حجة الوداع وبقوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)، نفهم من هنا أن الدين مكتمل وأن البحث العلمي الشرعي فى العلوم الشرعية وهي العلوم المتعلقة بالدين من عقيدة وتفسير وحديث وغيره، يكون بحثا فى نطاق تطبيق هذا الدين على مستجدات الحياة من اقتصاد وغيره أو البحث في جوانب أخرى مثل الإعجاز العلمي في القرآن وغيره كثير، وكل هذا البحث في الدين يرتكز على اكتمالية الدين ويستقي منه ومن ثوابته وقواعده.

نرى الآن أنفسنا أمام اكتمال ونقصان، نقصان في العلم الدنيوي يتطور باستمرار والدين المكتمل من قرون سابقة. وهنا نعرج قليلا الى أحد العلوم الدنيوية وهو علم الهندسة كفرع من فروع الرياضيات والذي يختص ويتناول المقاييس بشكل أساسي وأبسطها مقاييس الأطوال والأحجام والأوزان والهندسة تلجأ بشكل أساسي عند القياس إلى المقاييس المكتملة لتقارن بها الأشياء الأخرى، بمعنى لو احتجنا الى قياس وزن شيء ما وجب لنا الاستناد الى مقياس وزن صحيح مكتمل ومعايير للتأكد من صحته وبالتالي جاز وأصبح صحيحا استخدامه لقياس ومقارنة الأشياء بعضها البعض.

هذا التسلسل من العلم إلى الدين وانتهاء بالقياس نستنبط منه أن قياس العلم على الدين هو الصحيح والحكم على صحة العلم بمقياس الدين هو رأس الحكمة وبذلك تكون الفكرة المستحدثة التي قد تتردد بين أجواء النقاشات باختلاف مصادرها والتي قد تواجه شبابنا العربي من قبل متبنيها تخطئ خطأ كبيرا عندما تصف العلم بأنه المتطور والذي يجب أن نكون إلى جانبه وكيف لنا أن نعيش في قرون ماضية إسقاطا من أصحاب الفكرة على الدين غافلين أو متغافلين عن أن الدين اكتمل منذ تلك القرون الماضية التي يظنون خطأ أنها متأخرة بينما هي المكتملة وبالتالي ثوابت وأحكام الدين كانت وتكون وسوف تكون بلا تغيير مكتملة صحيحة يجب القياس عليها دائما، فالدين ليس كالعلم، علم الإنسان الذي كان وما زال وسوف يظل قيد التطور لمحاولة إكمال قصوره ونقصه وهو ما لن يكون أبدا محل اكتمال. 

 

اقرأ المزيد

alsharq تأهيل ذوي الإعاقة مسؤولية مجتمع

لم يعد الحديث عن تأهيل ذوي الإعاقة مجرد شأن إنساني أو اجتماعي بحت، بل أصبح قضية تنموية شاملة... اقرأ المزيد

207

| 24 أكتوبر 2025

alsharq منْ ملأ ليله بالمزاح فلا ينتظر الصّباح

النّهضة هي مرحلة تحوّل فكري وثقافي كبير وتمتاز بالتّجدّد وتظهر دائما من خلال المشاريع الجديدة العملاقة المعتمدة على... اقرأ المزيد

774

| 24 أكتوبر 2025

alsharq لا تنتظر الآخرين لتحقيق النجاح

في حياتنا اليومية، نجد أنفسنا غالبا ما نعتمد على الآخرين لتحقيق النجاح والسعادة. نعتمد على أصدقائنا وعائلتنا وزملائنا... اقرأ المزيد

153

| 24 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية