رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
بعد شهر من الإثارة والتشويق وتقديم أفضل نسخة لكأس العالم في نسختها 22 منذ انطلاق البطولة عام 1930- أُسدل الستار على أنجح نسخة من كأس العالم منذ انطلاقها عام 1930. وشهدنا أكبر حدث رياضي عاشته شعوب العالم في عام 2022. وعاش القطريون والعرب والمنطقة فرحتين: نجاح باهر لبطولة كأس العالم بمخرجاتها وظواهرها المميزة، ومشاركة قطر أفراح يومها الوطني التي تزامنت مع مباراة تتويج بطولة كأس العالم بالمباراة النهائية الأكثر إثارة ومتعة وتشويقا بين فرنسا والأرجنتين، والتي انتهت بركلات الترجيح، لتبعد البطولة ولو مؤقتاً عن منغصات السياسة والانتكاسات والصراعات والحرب والتصعيد بين القوى الكبرى على المسرح الدولي المنهمكة فيه الدول الكبرى لتشكيل لنظام عالمي جديد ومتعدد الأقطاب.
كنت علّقت في مقال سابق في الشرق، شهدنا عددا من الظواهر اللافتة والمعبرة لم تكن لتظهر بهذا الزخم والرسائل، لو لم تكن كأس العالم في قطر. تصوروا لو كانت دولة أوروبية أو أمريكا اللاتينية تستضيف البطولة الأهم في العالم؟ هل كنا لنشهد أيا من تلك الظواهر؟ وآخرها ثقافة ورمزية «البشت» الذي أهداه سمو أمير دولة قطر لميسي قائد منتخب الأرجنتين وأفضل لاعب في البطولة؟! متأكد لما نكن لنشهد هذا الزخم والتميز وشعورنا كعرب بالفخر والنجاح والتعريف بثقافتها ولغتنا وتراثنا وتقاليدنا. وكان أبلغ رد وتكذيب المفترين والمشككين بقدرة قطر على الإنجاز وتصحيح الصورة السلبية المترسخة عن الثقافة العربية بربط العرب بالفشل والإرهاب والعجز والاقتتال.
كذلك فشلت حملة التحريض والتطاول الغربية وفرض عاداتهم وتقاليدهم الشاذة والمرفوضة دينياً وثقافيا وأخلاقياً برفع شارات وأعلام المثليين الشاذين والتعالي على حضارات وثقافات الآخرين، وستبقى وصمة عار في جبين الغرب - بل نجحت قطر باستضافة كأس العالم، بعرض وتقديم والإصرار على التمسك والفخر بالتعريف بثقافتنا وتراثنا وقيمنا التي رافقت النجاح بتنظيم بطولة مميزة دون الرضوخ لحملة الترهيب والبلطجة.
حققت كأس العالم في نسختها الاستثنائية إنجازات وأرقاما قياسية. أشاد مقال نيويورك تايمز بعد ختام البطولة بإنجازات كأس العالم وكيف تحولت قطر خلال شهر لمركز ووجهة العالم، وحققت وحصلت قطر على ما تريد من استضافة البطولة العالمية.
كما كان رائعاً ولافتاً أداء المنتخبات العربية بهزيمة منتخبات تتصدر قائمة أفضل وأقوى منتخبات العالم هزمت تونس فرنسا والسعودية الأرجنتين بطلتي العالم! وهزم منتخب المغرب ثلاث دول استعمارية سابقة إسبانيا والبرتغال وبلجيكا! وكان مفرحاً ولافتاً التفاف واحتفال الجماهير العربية بأداء منتخباتها واحتفالات العرب في دولنا العربية بتلك الانتصارات من الخليج إلى المحيط والجاليات العربية في المهجر. وكذلك استحضار القضية الفلسطينية والوقوف ودعم الجماهير العربية في الدوحة للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. وازدراء ورفض إجراء مقابلات مع الإعلاميين الإسرائيليين ورفض التطبيع، في مزج للسياسة والرياضة. كان شعوراً رائعاً ومحفزاَ.
كما نجحت مجريات كأس العالم في قطر في بعديها الرياضي والسياسي- فشهدنا حضورا لافتا لتوطيد العلاقات الخليجية-الخليجية، بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وتوشحه بوشاح قطر- وكذلك توشح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد بوشاح السعودية في مبارياتهم. وكذلك شهدنا زيارة لافتة لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد أثناء البطولة. وتهنئة القيادات الخليجية واحتفاء وإشادة وسائل الإعلام والمغردين الخليجيين بتميز كأس العالم في قطر. ما يعزز ويوثق المصالحة القطرية ويفتح آفاقا جديدة للتعاون والتنسيق والتكامل الخليجي.
غرق الأرجنتينيون بفرح انتصاراتهم الرياضية ليتناسوا ويهربوا من أزماتهم الاقتصادية والسياسة. وقد غطت انتصارات الرياضة على الفضائح السياسية، لتصدم الأرجنتين بحكم المحكمة بسجن نائبة الرئيس كريستينا كيرشنر ست سنوات ومنعها من تولي أي منصب رسمي في البلاد مدى الحياة، بعد إدانتها بتهم فساد والإثراء غير الشرعي.
نجح منتخب الأرجنتين بانتزاع حصة الأسد في البطولة، بالظفر بكأس العالم للمرة الثالثة ومعها أغلبية جوائز أفضل اللاعبين. حصد الأسطورة ليونيل ميسي جائزة أفضل لاعب في البطولة، وحل عقدته بتتويج مسيرته بالفوز بكأس العالم في آخر مشاركاته في كأس العالم. كما كان لافتاً انتزاع حارس مرمى منتخب الأرجنتين مارتنيز جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة. وحصل لاعب منتخب الأرجنتين انزو فرنانديز جائزة أفضل لاعب شاب في البطولة.
أكرر كان مخيباً وصادماً إسقاط استضافة قطر لكأس العالم، ما ذكرته في مقال سابق عن صِدام الحضارات والثقافات بين الحضارة والثقافة والتراث والتقاليد الغربية والعربية-الإسلامية. تمثل ذلك بتعرض قطر منذ الإعلان عن استضافة كأس العالم عام 2010، لحملات افتراءات واستمرت أثناء البطولة. وكان لافتاً وصادماً وقاحة العنصرية والتطاول والتعالي من مسؤولين ورياضيين ومعلقين غربيين، خسرت منتخباتهم، برفضهم تقبل فكرة أن دولة عربية ومسلمة، ومن غير الدول التي احتكرت لتسعة عقود تنظيم بطولة كأس العالم تنجح وتتميز وتقدم نسخة استثنائية تفوق وتتجاوز توقعاتهم. واشتدت الحملة وبلغت ذروتها بتطاول بعض المعلقين على الفكرة المبدعة بمساعدة سمو أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد ( أمام مرأى المليارات)- على ارتداء البشت الذي يُهدى للدلالة على التقدير والاحترام والتوجيب لقائد منتخب الأرجنتين وأفضل لاعب في البطولة ليونيل ميسي-وحمله كأس العالم لأول مرة في التاريخ مرتدياً البشت العربي-وسط صدمة وتساؤلات وانتقادات في الغرب لصبغة كأس العالم بطابعها العربي-الخليجي المميز.
وتهافت الأرجنتينيون في سوق واقف في الدوحة لشراء البشوت-وأنا متيقن أن صورة ميسي مرتدياً البشت ورافعاً كأس العالم فرحاً مع منتخبه ستبقى صورة أيقونية خالدة لعقود طويلة مع الصور التاريخية، وتذكّر الأجيال القادمة بتميز كأس العالم في قطر.
أكرر شكراً قطر على إبداعكم ورفع الرأس بتقديم نسخة استثنائية، يصعب تكرارها، وتعزيز قوة قطر الناعمة، وترككم إرثاً لن يُنسى.
الشرع والواقعية السياسية
منذ اليوم الأول لتوليه قيادة سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد، والرئيس أحمد الشرع يحطم رويدا رويدا جميع التصورات... اقرأ المزيد
357
| 18 نوفمبر 2025
وزارة التربية والتعليم هل من مستجيب؟
شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من المواطنين والمقيمين من أولياء أمور الطلاب الذين يدرسون في مدارس... اقرأ المزيد
1230
| 18 نوفمبر 2025
د. زغلول النجار.. عالمٌ حمل عزة العلم وصدق الدعوة
( قضية الإسلام عادلة، لكنها كثيرًا ما تُقدَّم بألسنةٍ ضعيفة ) «الشيخ محمد الغزالي» بهذه الكلمات التي تختصر... اقرأ المزيد
195
| 18 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تويتر @docshayji
@docshyji
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في عالم تتسابق فيه الدول لجذب رؤوس الأموال وتحفيز الاستثمار تبنّت دولة قطر نموذجًا قانونيًا لمنح فرص الإقامة للأجانب بضوابط قانونية محددة، أبرزها ما ورد في المادة (7) من قرار مجلس الوزراء رقم (28) لسنة 2020 والذي ينظم منح الإقامة للأجانب من خلال التملك العقاري في قطر، فقد فتحت الباب أمام غير القطريين للحصول على الإقامة عبر تملك العقارات أو الانتفاع بها، وفق شروط دقيقة. ويأتي هذا التوجه ضمن سياسة الدولة في تشجيع الاستثمار العقاري، وضخ المزيد من الاستثمارات في السوق العقارية المحلية، ويساهم في تحقيق رؤية قطر التنموية التي تسعى لجعل البلاد وجهة إقليمية رائدة للاستثمار والعيش الكريم. من شروط الحصول على الإقامة العقارية في دولة قطر لملاك العقارات غير القطريين، وأن يكون مؤهلاً للحصول على إقامة دائمة، كما وضع القانون شروطا واضحة ولابد من توافرها، بأن يشترط أن يقيم المستثمر داخل دولة قطر مدة لا تقل عن 90 يومًا في السنة، سواء كانت إقامة متصلة أو متقطعة حتى تستمر الإقامة في سريانها، ولاسيما أن تكون قيمة العقار لا تقل 730 ألف ريال قطري ويتم تقييم العقار وفقًا للقيمة السوقية المعتمدة من إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل ولا يقتصر ذلك فقط على قيمة الشراء المتفق عليه بين الطرفين، وإضافة على ذلك إذا بلغت قيمة العقار 3 ملايين و650 ألف ريال قطري أو أكثر فإن المالك المنتفع به يُمنح امتيازات إضافية لحاملي الإقامة الدائمة وتشمل التعليم الحكومي والرعاية الصحية وبعض التسهيلات الاستثمارية، وتظهر هذه الشروط ضمان جدية المستثمر. ويشدد القانون على أهمية إقامة مالك العقار في الدولة لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر من كل عام متصلة أو متواصلة، ويُقصد من هذا الشرط ضمان ارتباط حامل الإقامة العقارية فعليًا بدولة قطر، وعدم الاقتصار على التملك من الخارج دون تواجد فعلي، وفي الحالات الاستثنائية التي يتعذر فيها على المالك تحقيق شرط الـ90 يومًا بسبب ظروف قاهرة أو ضرورات خاصة تتيح اللوائح إمكانية تقديم طلب استثناء أو عذر رسمي للجهات المعنية، على سبيل المثال يمكن للمالك التقدم بطلب “تصريح عودة مقيم” لدى وزارة الداخلية إذا اضطر للبقاء خارج قطر مدة طويلة تتجاوز المسموح به، وذلك حفاظًا على صلاحية إقامته، يمنح تصريح العودة للمقيم فرصة عدم إسقاط إقامته عند تجاوز المدة المحددة للبقاء خارج البلاد والتي تكون عادة 6 أشهر كحد أقصى للإقامة العادية، حيث يتم توضيح أسباب الغياب وتقديم المستندات الداعمة للحصول على موافقة استثنائية، وبهذا الإجراء القانوني يمكن للمالك الحفاظ على إقامة العقار الخاصة به رغم عدم استيفائه شرط 90 يومًا في السنة في بعض الحالات الاستثنائية، شريطة موافقة الجهات الرسمية المختصة على العذر المقدم وفق الأصول القانونية. وفي سياق تحديد قيمة العقار المعتمد لهذا الغرض، أوضح القانون أن المرجعية تكون للقيمة السوقية التي تعتمدها إدارة التسجيل العقاري بوزارة العدل، وليس فقط سعر الشراء المُعلن، بمعنى آخر تحتسب أهلية العقار لمنح الإقامة بناءً على تقييم رسمي يعكس القيمة السوقية الحقيقية للعقار، هذا الإجراء يهدف إلى ضمان النزاهة وعدم التحايل في تقدير قيمة العقارات المطلوبة للحصول على الإقامة، وفي حال اختلف التقييم الرسمي عن سعر الشراء بشكل يؤثر على استيفاء شرط الحد الأدنى للقيمة، يمكن للمستثمر العقاري التقدم بطلب اعتراض أو إعادة تقييم لدى الجهات المختصة، لتصحيح أي تفاوت محتمل في تقدير قيمة العقار، وتتم عملية الاعتراض عبر تقديم المستندات والبيانات اللازمة لإعادة تقييم العقار من قبل إدارة التسجيل العقاري، حرصًا على أن يحصل المالك على حقه في التقييم العادل الذي يؤهله للإقامة العقارية إذا انطبقت الشروط. أما في حال قيام المالك ببيع العقار الذي منح بموجبه الإقامة، فإن رخصة الإقامة العقارية المرتبطة بهذا العقار تصبح مهددة بالإلغاء تلقائيًا لزوال سبب منحها، ولتفادي فقدان الإقامة فورًا حددت السلطات مهلة زمنية تمنح للمالك السابق من تاريخ بيع العقار، وذلك ليقوم خلالها إما بشراء عقار بديل يستوفي الشروط أو بتغيير وضع إقامته إلى كفالة أخرى مشروعة، وتبلغ مدة المهلة الممنوحة 3 أشهر من تاريخ بيع العقار، فإذا تمكن خلالها من شراء عقار بديل للقيمة المحددة 730 ألف ريال قطري على الأقل ونقل ملكيته باسمه، يستطيع حينها نقل الإقامة العقارية إلى العقار الجديد والاستمرار بالتمتع بها دون انقطاع، أما إذا انقضت المهلة دون شراء عقار جديد للشروط أو ترتيب كفالة إقامة بديلة مثل الانتقال لكفالة عمل، فإن الإقامة العقارية تُلغى بانتهاء تلك المهلة لانتهاء سبب استحقاقها، هذا التنظيم يمنح المستثمر الجاد فرصة لإعادة ترتيب أوضاعه دون إخلال فوري باستقراره في البلاد، وفي الوقت ذاته يضمن عدم بقاء الإقامة بدون أساس قانوني مستمر. الجدير بالذكر أن القانون نفسه ميّز امتيازات إضافية للمستثمرين العقاريين الذين تبلغ قيمة ممتلكاتهم العقارية حدًا أعلى، فبحسب المادة (7) سالفة الذكر، إذا وصلت القيمة السوقية للعقار الذي يمتلكه الأجنبي إلى 3,650,000 ريال قطري أو أكثر ما يعادل مليون دولار أمريكي تقريبًا، فإن مالك العقار يحظى بامتيازات إقامة دائمة مماثلة لتلك التي يتمتع بها حامل بطاقة الإقامة الدائمة، وتشمل هذه الامتيازات التعليم والصحة المجانية في المؤسسات الحكومية لأفراد أسرته، إضافة إلى تسهيلات في مجال الاستثمار والمعاملات التجارية، وبذلك يعد حافزًا كبيرًا للمستثمرين الراغبين في مزايا طويلة الأمد.
9933
| 13 نوفمبر 2025
وفقًا للمؤشرات التقليدية، شهدت أسهم التكنولوجيا هذا العام ارتفاعًا في تقييماتها دفعها إلى منطقة الفقاعة. فقد وصلت مضاعفات الأرباح المتوقعة إلى مستويات نادرًا ما شوهدت من قبل، لذلك، لم يكن التراجع في التقييمات منذ منتصف أكتوبر مفاجئًا. وقد يعكس هذا الانخفاض حالة من الحذر وجني الأرباح. وقد يكون مؤشرًا على تراجع أكبر قادم، أو مجرد استراحة في سوق صاعدة طويلة الأمد تصاحب ثورة الذكاء الاصطناعي. وحتى الآن، لا يُعدّ الهبوط الأخير في سوق الأسهم أكثر من مجرد "تصحيح" محدود. فقد تراجعت الأسواق في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها سجلت ارتفاعًا طفيفًا خلال الأسبوع الذي بدأ يوم الاثنين 10 من الشهر نفسه، لكنها عادت وانخفضت في نهاية الأسبوع. وما تزال السوق إجمالاً عند مستويات مرتفعة مقارنة بشهر أبريل، حين شهدت انخفاضًا مرتبطًا بإعلان الرئيس دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية. فعلى سبيل المثال: تراجعت أسهم شركة إنفيديا بنحو 10% في الأسبوع الأول من نوفمبر، لكنها بقيت أعلى بنحو 60% مقارنة بما كانت عليه قبل ستة أشهر فقط. مؤشر S&P 500 انخفض إلى 6700 في الرابع عشر من نوفمبر، مقارنة بذروة بلغت 6920، وما زال أعلى بنحو سبعين بالمئة مقارنة بنوفمبر 2022. هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى على القيمة السوقية الإجمالية أصبحت واضحة. فمع نهاية أكتوبر، ورغم ارتفاع المؤشر طوال العام، باستثناء التراجع في أبريل، شهدت نحو 397 شركة من شركات المؤشر انخفاضًا في قيمتها خلال تلك الفترة. ثماني من أكبر عشر شركات في المؤشر هي شركات تكنولوجية. وتمثل هذه الشركات 36% من إجمالي القيمة السوقية في الولايات المتحدة، و60% من المكاسب المحققة منذ أبريل. وعلى عكس ما حدث لشركات الدوت كوم الناشئة قبل 25 عامًا، تتمتع شركات التكنولوجيا اليوم بإيرادات قوية ونماذج أعمال متينة، حيث تتجاوز خدماتها نطاق الذكاء الاصطناعي لتشمل برمجيات تطبيقات الأعمال والحوسبة السحابية. وهناك حجّة قوية مفادها أن جزءًا كبيرًا من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي يأتي من شركات كبرى مربحة تتمتع بمراكز نقدية قوية، ما يجعل هذه الاستثمارات أقل عرضة للمخاطر مقارنة بموجات الحماس السابقة في قطاع التكنولوجيا. غير أن حجم الاستثمارات المخطط لها في مراكز البيانات أثار مخاوف لدى بعض المستثمرين. كما أن هناك 10 شركات ناشئة خاسرة متخصصة في الذكاء الاصطناعي تقدر قيمتها مجتمعة بنحو تريليون دولار. وهناك ايضاً تراجع صدور البيانات الاقتصادية الأمريكية بسبب الإغلاق الحكومي الذي دخل شهره الثاني، فلم تُنشر أي بيانات وظائف رسمية منذ 5 سبتمبر، ما دفع المحللين للاعتماد على بيانات خاصة. هذه البيانات أظهرت أعلى مستوى لتسريح الموظفين منذ 2003 في أكتوبر. كما جاءت نتائج أرباح بعض الشركات التقليدية مخيبة، حيث هبط سهم مطاعم تشيبوتلي بنحو 13% في نهاية أكتوبر بعد إعلان نتائج دون توقعات السوق.
2364
| 16 نوفمبر 2025
يحتلّ برّ الوالدين مكانة سامقة في منظومة القيم القرآنية، حتى جعله الله مقرونًا بعبادته في قوله تعالى: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [الإسراء: 23]، فجمع بين التوحيد والإحسان إليهما في آية واحدة، ليؤكد أن البرّ بهما ليس مجرّد خُلقٍ اجتماعي، بل عبادة روحية عظيمة لا تقلّ شأنًا عن أركان الإيمان. القرآن الكريم يقدّم برّ الوالدين باعتباره جهادًا لا شوكة فيه، لأن مجاهد النفس في الصبر عليهما، ورعاية شيخوختهما، واحتمال تقلب مزاجهما في الكبر، هو صورة من صور الجهاد الحقيقي الذي يتطلّب ثباتًا ومجاهدة للنفس. قال تعالى: ﴿وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا﴾ [لقمان: 15]، فحتى في حال اختلاف العقيدة، يبقى البرّ حقًا لا يسقط. وفي الآية الأخرى ﴿وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: 24]، يربط القرآن مشاعر الإنسان بذاكرته العاطفية، ليعيده إلى لحظات الضعف الأولى حين كان هو المحتاج، وهما السند. فالبرّ ليس ردّ جميلٍ فحسب، بل هو اعتراف دائم بفضلٍ لا يُقاس، ورحمة متجددة تستلهم روحها من الرحمة الإلهية نفسها. ومن المنظور القرآني، لا يتوقف البرّ عند الحياة، بل يمتدّ بعد الموت في الدعاء والعمل الصالح، كما قال النبي ﷺ: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... « وذكر منها «ولد صالح يدعو له» (رواه مسلم). فالبرّ استمرارية للقيم التي غرساها، وجسر يصل الدنيا بالآخرة. في زمن تتسارع فيه الإيقاعات وتبهت فيه العواطف، يعيدنا القرآن إلى الأصل: أن الوالدين بابان من أبواب الجنة، لا يُفتحان مرتين. فبرّهما ليس ترفًا عاطفيًا ولا مجاملة اجتماعية، بل هو امتحان للإيمان وميزان للوفاء، به تُقاس إنسانية الإنسان وصدق علاقته بربه. البرّ بالوالدين هو الجهاد الهادئ الذي يُزهر رضا، ويورث نورًا لا يخبو.
1296
| 14 نوفمبر 2025