رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. سيف بن ناصر المعمري

د. سيف بن ناصر المعمري

مساحة إعلانية

مقالات

2658

د. سيف بن ناصر المعمري

وخرج العمانيون عن صمتهم

27 مارس 2014 , 01:02ص

يبدو أن السجالات الإعلامية التي دارت خلال شهر ديسمبر حول الموقف العماني من فكرة الاتحاد الخليجي تشهد استمرارية خلال هذه الفترة التي تزداد فيها حدة التوتر في المنطقة الخليجية نتيجة الموقف السعودي البحريني من الممانعة العمانية القطرية ضد أي اتجاه للهيمنة على استقلالية القرارات الوطنية، فكلا الدولتين متهمتين بالمساس بالأمن الخليجي لكن تهمة كل دولة مختلفة، فتهمة عمان هي توثيق العلاقة مع إيران بينما تهمة قطر هي التعاطف مع الأخوان المسلمين، وهذا الوضع قاد إلى تصنيف دول الخليج إلى فريقين، هما: محور الخير ومحور الشر، ووجود هذه المحاور هو ما أغرى بعض الصحفيين من المشاركة الفاعلة في تكريس هذا التصنيف واللعب على وتر التفرقة بتهييج الشعوب الخليجية ضد بعضها البعض، ولذلك تشتد وتيرة التغريدات التي تخرج عن العقلانية والمنهجية في الطرح لأن الفاعلين على هذه شبكات التواصل معظمهم من الشباب الذين يستثيرهم أي مساس ببلدهم.

العمانيين يخرجون عن صمتهم ويردون بشدة على أصحاب الأعمدة والتغريدات التي تحاول أن تصور بلدهم بأنها تعمل ضد المصالح الخليجية المشتركة، ويبدو أن هذه الردود لم تعجب كثير من هؤلاء الكتاب الذين كانوا ينعتون الشعب العماني في ما مضى "بالشعب الصامت"، أو "الشعب الطيب"، ويرون أن ردود العمانيين وتعبيرهم عن موقف مستقل يتنافى مع الصورة النمطية التي عرفهم بها الخليجيين، والتي كرسها كثير من المفكرين والعلماء الذين زاروا عمان سواء بقصد أو من دون قصد نتيجة تأكيدهم لهذا الصفة، فهذا أحد الكتاب في جريدة الحياة يدعى سعود الريس يكتب مقال بعنوان "الإخوان في عمان" نشر يوم الخميس 20 مارس 2014 يقول فيه "كنت أعتقد بأن الصمت صفة عُمانية.. بيد أنني اكتشفت أن الصمت الذي كنا نتوقعه يقتصر على الحكومة وفي القضايا المصيرية فقط.. أما الشعب فلديه القدرة على الكلام".. وأضاف أن العمانيين هم "أبرز المغيبين عن المشهد السياسي العربي والإقليمي"، مثل هذا الطرح وغيره أدى إلى موجة من الردود لكتاب ومغردين عمانيين، ليس من منطلق استجابة لمضمون استفزازي ولكنها تأتي في إطار روح جديدة تسري في عٌمان يعبر عنها الجيل العماني الجديد الذي يستحضر تاريخ بلده الضارب الجذور في مختلف أرجاء المحيط الهندي، هذا الجيل رغم سمة الاندفاع التي تميز المرحلة التي يمر بها إلا أنه يستحضر العقلانية في طرحه وتفاعله مع التحولات التي تشهدها الساحة الخليجية، ويبدو أن أهم إنجازات عُمان اليوم يتمثل في غرس صفة العقلانية لدى شبابها، ولذلك يحاول هؤلاء الشباب من الكتاب اليوم أن يطرقوا مواضيع متعلقة بالوئام والوفاق والتسامح ونبذ الطائفية كرسالة عمانية شعبية ليس للمنطقة الخليجية فقط ولكن للمنطقة العربية، في الوقت الذي يحاول غيرهم التركيز على بناء طائفية سياسية وتقسيم المنطقة وإدخالها في دوامة من الصراع ليس السياسي ولكن الشعبي، فمن عمان خرج خلال الأسابيع الماضية فيلم كرتوني قصير بعنوان "كلنا أخوة" وهو فيلم موجه لتعزيز قيمة التسامح المذهبي بين الأطفال واستقطب هذا المقطع ما يقرب من مائة ألف مشاهدة خلال الأسبوعين الأوليين من رفعه على اليوتيوب، ودارت حوله تعليقات موسعة في شبكات التواصل الاجتماعي، وأثناء نشر هذه المقطع نشرة صحيفة الوسط البحرينية مقال بعنوان "الطائفية المقيتة.. التحدي الصعب للبلاد" للكاتب سلمان سالم في 20 مارس 2014. وهي طائفية لا يراد لها أن تكون دينية فقط ولكن سياسية أيضا عندما تقسم المنطقة إلى فريقين يصور للرأي العام الخليجي إنما يعملان في اتجاهين متعاكسين لمصلحة استقرار المنطقة الخليجية.

ويبدو أن المنطقة تشهد تركيز على كلمات معينة لها تأثير كبير في توجيه مسار النقاشات في الأوساط الشبابية الخليجية، هذه الكلمات تشمل "العلاقة مع إيران" و"دعم الأخوان" و"الطائفية" و"الأمن الخليجي" و"التسامح" وغيرها من الكلمات التي تستخدم اليوم في سياقات لا تساعد على تخفيف حدة الاستقطاب في المنطقة، ومع ذلك يحاول العمانيون أن يبعثوا برسالة للجيران القريبين والبعيدين عنوانها "كلنا أخوة" لنتعاون من أجل تحقيق مصالحنا المشتركة، ودون أن نخون بعضنا البعض، ودون أن نغري بعض الكتاب للإساءة للآخرين في مرحلة تتطلب العمل وفق شعار "قل خير أو فصمت".

أن ما يدور حالياً في الساحة الخليجية يقود إلى مزيد من الصراع بين الأخوة الأشقاء، لا يجب أن نتصارع لا على مجلس خليجي ولا على اتحاد خليجي فأي منهما لن يحقق للشعوب الخليجية أي امتيازات، وأي منهما لن يلغي الاتفاقات الأمنية مع الآخر، وأي منهما لن يؤدي إلى التكامل، وأي منهما لن يؤدي إلى التغلب على التحديات المتعلقة بالخلل في التركيبة السكانية، وأي منهما لن يؤدي إلى القضاء على الطائفية، وأي منهما لن يجعل الخليجيون يركبون في سفينة واحدة كما كان يفعل أجدادهم عندما كانوا ينطلقون من موانئ الكويت أو البحرين أو موانئ الساحل العماني إلى موانئ المحيط الهندي، نحن فقدنا هذه الروح، وفقدنا الإحساس بالمصير المشترك، وهذه الأجيال الخليجية اليوم تواجه تحديات أكثر حدة من تلك التي واجهها آبائهم في ما مضى، وإنشغال القيادة الخليجية بصراعاتها..على النفوذ والهيمنة.. وتوظيفها لأموال البترول في السياسات الخارجية أدى إلى نسيان العمل من أجل مستقبل هذه الشعوب الصغيرة، التي تجد نفسها اليوم غريبة في بلدانها..تصارع هذه الانقسامات بين قياداتها.. وهذه المنافسة القوية مع الأعداد الكبيرة من العمالة الوافدة التي تتدفق إلى بلدانها كل يوم.. مسكين هو الخليجي.. الآخرين يحسدونه على أنه خليجي.. وأنه يسبح في بحيرة البترول.. ويتمرغ في النعيم.. ولا يعرفون هذا القلق الذي يعيشه في ظل عدم يقين حول كثير من القضايا الجوهرية المتعلقة بالحكم والمواطنة والمستقبل.

اقرأ المزيد

alsharq أيها العالم: الشعب السوداني هو المنسي

أقرأ كثيرا عن الحرب في السودان بين قوات الجيش الحكومي وميليشيات حميدتي، وكيف أن هذه الحرب منسية رغم... اقرأ المزيد

72

| 13 نوفمبر 2025

alsharq الاستقرار السيبراني.. من إدارة التهديد إلى هندسة الثقة - 1

تتشابك الأكواد مع الخرائط، وتتقاطع الخوارزميات مع مسارات النفوذ، لترسم ملامح عالمٍ جديد تتداخل فيه التقنية بالسياسة، وتتماهى... اقرأ المزيد

27

| 13 نوفمبر 2025

alsharq أمهات بين موضة الـ Baby Shower ورسالة الأمومة

• أصبحت الأمومة في وقتنا الحالي لدى البعض – لا الجميع – موضة تتباهى بها بين صديقاتها؛ تبدأ... اقرأ المزيد

39

| 13 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية