رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خولة البوعينين


Khawla.life@outlook.com
@Khawlalbu3inain

مساحة إعلانية

مقالات

1359

خولة البوعينين

حرب يجب ألا تخوضها!

27 أغسطس 2024 , 02:00ص

ليس أمرّ على الإنسان من أن يعيش حياته وكأنها حرب يخوضها بملء التأهب للكر والفر، وسباق على الموارد والقمم، وصعود لجبال لا يعلم مدى ارتفاعها.

صراع لا يفتر بين جنبيه، فهو في خضم التهيؤ والتجهز دائماً، على ساحات نفسه مع نفسه حيناً، فيغرقها باللوم والتبكيت، والتخويف والقلق، وبالإغفال عما بين يديه من الآلاء، وما يرفل به من النعم.

عينه على مستقبل قادم مخيف، يعد له العدة، ويترصد به الدوائر، أو هدف ممتع منيف يظن أن بتحقيقه قد وصل إلى قمته الواهمة.

فما تلبث أن تلتقط روحه أنفاسها حتى يضعها في تحدٍ جديد، أو مرمى بعيد.

أو أنه -من ناحيةٍ أخرى- قد انشغل بخارجه، فهو في صراع دائم مع غيره، وتنافس على النتائج، وتكالب على المكاسب، ونزاع لا يفتر لإثبات الذات، وتطاول في بنيان الأنا.

يقضي جُل حياته في حرب لا تضع أوزارها إلا بهلاكه وموته معنوياً أو جسدياً.

ويغفل في خضم ذاك المعترك الجارف أن يستكن، أو يُريح باله بسلام قد هُجر طوعاً، لأنه ببساطة غفل أن الحياة ليست لعبة مصارعة، ولا ساحات للإثبات، والتغير فيها سُنة. فلا يثق المرء فيها لحال لا يتقلب، أو نعمة لا تزول، أو أحباب لا يغيبون.

لا ضمان على ما يرفل به الإنسان في ساعته من النعم، فلا أولى من أن يوفر هواجسه وخوفه، ويصرف جهده وكده في التسليم لا الاستسلام، وفي نعيم السلم لا زهوة القتال، راحة منبعها (الإبطاء) في الرحلة للتنعم بمحطاتها، وشكر المنعم على آلائه بملاحظتها والعمل بها، وبالتمتع بما وهب من الصحة والأحباب وهدوء الأيام.

• لحظة إدراك:

هوّن عليك، فلم تُخلق لتترك نفسك ساحات للحروب، ومواقع للسجالات، ولم تُسخّر لك الدنيا إلا لتُعمرها لا لتنشغل بالتطاول فيها، والتكالب عليها، لأنه لا يوجد ما يجب أن تثبته لأي أحد، فمالك من دنياك سوى سعيك الواثق، وقلبك المطمئن، والاتكال الحق على من دبر في الحياة أسبابها، وقدّر هو من فضله نتائجها، وتتيقن مع ذلك كله أنه مقدّر لك منذ الأزل، محفوظ في لوح مكتوب لن تناله بمناطحتك، ولن تؤتاه على علم عندك.

مساحة إعلانية