رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خولة البوعينين


Khawla.life@outlook.com
@Khawlalbu3inain

مساحة إعلانية

مقالات

0

خولة البوعينين

رحمات مُرسلة

21 أكتوبر 2025 , 02:41ص

في مسيرة الحياة، تتسلل إلينا بعض الأرواح كأنها إشارات خفيّة من السماء، تحمل في حضورها سكينة تخفف عن القلوب عبء الأيام، وتعيد ترتيب ما اختلط في الصدور من تيه، وتلملم ما تناثر في الأنفس من شتات. هؤلاء رحمات مُرسلة من الرحيم بحكمة متناهية، ليكونوا لنا نوافذ للسكينة، ومرايا للنور، وأذرعًا تعانق أرواحنا بالسلام.

وقد تتبدّى الرحمة في منمنات متناهية الصغر، قد تتجلى في صمتٍ راقٍ شفيف، أو ابتسامةٍ جذلى رفيف، أو حضور ساكن أنيق يعيد للروح اتزانها. كل لقاء مع هؤلاء يحمل رسالة، أو يُعلم درساً، أو يفتح فرصة، أو ينير إشراقة تذكرنا بالجوهر سابق الكلمات، وبالسلام متجاوز الأحداث، وبالطمأنينة الفيّاضة التي تملأ الأفئدة سكينةً وقراراً.

حين يدرك المرء تلك النعمة، ترصد عينه كل تفاعل على حقيقته، كدعوة للتراحم، بتلقي الرحمة أو منحها للآخرين، وليس كمجرد حادث عابر يمر ولا يستقر !

تلك هي اللحظات الفارقة، التي مهما بدت صغيرة، فإنها تصنع أثراً عميقًا لا يُنسى في الأنفس، وإرثاً دائماً في ملكوت الآلاء المقدّرة، فتخلق صلة صامتة بين القلوب، وتفتح نافذةً بين الأرواح على يقينٍ راسخ بأن الخير حاضر، والنور ساطع، والحق أبلج، والرحمة مُباركة دائمًا، وأن الله لا يترك قلبًا بلا نور يرسله إليه من قلبٍ آخر، رحمةً وبركة.. حباً وكرامة.

وما يتحصل عليه المرء من تلك الرحمة الفياضة هو في أصله دعوة لتداول الرحمات، بلا انتظار مقابل، أو تعنت في شروط، أو تضاؤل في حدود، لأنها ليست تبادلاً أو حساباً، إنما هي في جوهرها حالة وجودية خالصة تتدفق من القلب إلى القلب، فتغمر الأرواح بالسلام، وتغرس في العالم نورًا أعمق، يشعرنا بأن كل لقاء، وكل لحظة هي فرصة سانحة للتجدد، وإمكانية متعاظمة للمحبة، وإشاعة مباركة للطمأنينة على هذه البسيطة.

وما هذا كله سوى رحمة من رحمات الرحيم، يفيض بها على عباده، تفتح لهم آفاق التراحم بينهم، وتدلف بهم إلى بوابات المساهمة في إشراقات الوجود النيّرة في أرواحهم، تجعلهم كالبنيان.. يشد بعضه بعضاً.

لحظة إدراك:

نحن رحماتٌ مُرسلة لبعضنا، ومتى أدركنا ذلك تعمّدنا أن نُكرم حق النعمة بالشكر، فلا نلبث أن نتخذ من وجودنا وسيلة لنشر الرحمة للآخرين، ولا يتم ذلك إلا إن تعامل المرء مع ذاته أولاً بالرحمة، وخلع عليها الحلل السنيّة من المحبة الخالصة والإحسان المتدفق، حينها يصبح كل لقاءٍ رسالة حية، وكل لحظةٍ فرصة لتجسيد المودة والسكينة، فتتدفق الأواصر بالطمأنينة والنور بلا حساب أو مقابل !

اقرأ المزيد

alsharq متى تعود غزة للحياة؟

ما هذه الأخبار التي نقرأها كل يوم؟! أليس من المفترض أن يكون قرار وقف إطلاق النار ساريا منذ... اقرأ المزيد

12

| 21 أكتوبر 2025

alsharq ثقافة الإلغاء

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح توثيق كل كلمة وصورة سهلا وفي متناول اليد. وكل صواب وخطأ يمكن... اقرأ المزيد

9

| 21 أكتوبر 2025

alsharq أين ربات البيوت القطريات من القانون؟

واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد البشرية ولائحته التنفيذية تطلعات الموظفين القطريين والتي تهدف إلى الارتقاء... اقرأ المزيد

21

| 21 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية