رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سارة عمر

• مدربة دولية معتمدة في وزارة الصحة

مساحة إعلانية

مقالات

189

سارة عمر

كيف نعد أبناءنا للعودة المدرسية؟

27 أغسطس 2025 , 03:03ص

تهيئة نفسية، روتين منتظم، ودعم عاطفي من الأهل.. مع اقتراب موعد العودة إلى المدرسة، يتكرر المشهد السنوي في كثير من البيوت: فوضى في النوم، قلق في العيون، وتجهيزات مادية ترهق الأهالي نفسيًا وماليًا. لكن العودة إلى المدرسة يمكن أن تتحول من مصدر ضغط إلى فرصة حقيقية لإعادة التوازن النفسي والعائلي، متى ما تمت التهيئة بشكل واعٍ ومدروس.

أولًا: التهيئة النفسية للطفل 

تهيئة الطفل نفسيًا تبدأ قبل عودته إلى الفصل الدراسي، لا يكفي أن نقول له “شد حيلك”، بل يجب أن نفتح معه حوارًا صادقًا نسأله فيه عن مخاوفه وتوقعاته، وأن نمنحه مساحة آمنة ليعبر عن مشاعره دون سخرية أو إنكار. من المفيد استخدام عبارات داعمة مثل:

(أفهم أنك متوتر، وأنا هنا عشان أساعدك تتخطى الشعور هذا).

كما يُنصح بقراءة قصة عن أول يوم مدرسة، أو الحديث عن تجارب سابقة بطريقة إيجابية، هذه الخطوات تزرع الأمان قبل الوصول إلى باب المدرسة.

ثانيًا: الروتين الأسري طريق للاستقرار

الفوضى المسائية والصباحية من أكثر ما يعكر صفو العودة الدراسية. إعادة ضبط النوم تدريجيًا، تنظيم وقت استخدام الأجهزة الإلكترونية، وتحضير الملابس والحقيبة من الليل هي تقنيات بسيطة لكنها فعالة. كذلك، تخصيص عشر دقائق للحوار الأسري كل مساء يساعد الطفل على تفريغ يومه واستقبال الغد براحة.

ثالثًا: الفرق بين الدعم والضغط

يلعب ولي الأمر دورًا محوريًا في توازن الطفل. الدعم لا يعني السيطرة، بل يعني المرافقة دون تحكم. عندما يُخطئ الطفل، بدل التوبيخ القاسي، يمكن استخدام عبارات مثل:

(غلطت؟ عادي، كلنا نغلط، خل نحلها سوا.)

الطفل الذي يشعر أن والديه يساندانه حتى في تعثره، يثق بنفسه أكثر ويقبل على التعلم بحب لا بخوف.

رابعًا: تجهيز المدرسة بذكاء لا بإفراط

لا يجب أن تتحول العودة للمدرسة إلى سباق ماركات. إعداد قائمة احتياجات واضحة ومشاركة الطفل في الاختيار وفق ميزانية محددة يعززان وعيه المالي. لا بأس من تجديد أغراض قديمة أو تزيين الأدوات يدويًا. الهدف ليس الكمال، بل الكفاءة.

خامسًا: لا تنقل قلقك لطفلك

قلق الأهل مشروع، لكن نقله إلى الطفل بصيغة توتر أو أوامر قاسية، قد يولّد لديه رفضًا داخليًا للمدرسة. من الأفضل تحويل هذا القلق إلى خطة: (أنا خايفة يتنمرون عليه؟ إذًا سأدرّبه على كيف يتعامل بثقة.) (أخشى ألا ينجح؟ سأمدح المحاولة لا النتيجة.)

ختامًا:

العودة للمدرسة ليست فقط بداية جديدة للطفل، بل أيضًا فرصة للأهل لمراجعة أسلوبهم، وعلاقتهم، ومشاعرهم. هي لحظة جماعية لإعادة ترتيب الحياة، بحب، وبهدوء، وبدون دموع.

 

اقرأ المزيد

alsharq الدوحة مركز عالمي لدعم جهود مكافحة الفساد

جاءت استضافة الدوحة لأعمال مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، في دورته الحادية عشرة، بحضور... اقرأ المزيد

96

| 16 ديسمبر 2025

alsharq القوة الناعمة للصين.. التطور والتحديات

مع بداية الصحوة القوية لما يسمى (الصعود الصيني) في أوائل الألفينات، بدأت الصين في إيلاء مزيد من الاهتمام... اقرأ المزيد

183

| 16 ديسمبر 2025

alsharq الفجوة الصامتة بين التعليم والمستقبل

لا يزال التعليم في كثير من مدارسنا وجامعاتنا قائمًا على نموذج قديم، جوهره الحفظ واسترجاع المعلومة، لا فهمها... اقرأ المزيد

339

| 16 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية