رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رمضان فريد

- كاتب وأكاديمي في أكاديمية المها للبنين

مساحة إعلانية

مقالات

462

رمضان فريد

عظمة على عظمة !‬

27 ديسمبر 2024 , 02:00ص

هذه صيغة تعجب غير قياسي، كانت تقال لأم كلثوم تعبيرًا عن الإعجاب بالطّرب، وهذا التّركيب اللّغوي ظهر مرتبطًا بها، ولكنّي اليوم قصدت به سيّدة أخرى جعلت ابنها يعانق الطّموح، مع الاحترام والتّقدير لمحبي السّت أمّ كلثوم.

وما دفعني إلى استدعاء هذا التّركيب اليوم حتى أقوله بملء فمي لوالدة أحد طلبتنا في أكاديميّة المها للبنين هي واقعة تعود إلى منتصف سبتمبر 2023 وسرعان ما ظهرت ثمارها - بفضل الله - حيث كنت قد استوقفت طالبًا في المرحلة الإعداديّة كان يرمى زميلًا له بطائرة ورقيّة صنعها وقت الملل الدّراسي، فظن أنّني سأعاقبه أو أعاتبه وفي الحقيقة لم يحدث شيء من ذلك أبدًا، فقط أخبرته أنّني كنت أصنع مثلها وربما أفضل منها عندما كنت في مثل سنّه قبل أربعين عامًا، فابتسم الصّبي، ثمّ جرى بيني وبينه حوار مشوّق.. وسألته: هل يُعقل بعد أربعين عامًا لم يحدث أيّ تطوّرٌ حتى في صناعة الطّائرة الورقيّة؟ متى يا بني نراكم تصنعون طائرات حقيقيّة حتى يصبح للعرب قدم صدق في عالم اليوم!

 ثمّ اصطحبته إلى جداريّة عملاقة في المدرسة تروي قصّة عالمنا المخترع عباس بن فرناس، أوّل منْ فكّر وحاول الطّيران، وسألته مجدّدا: هل تعرف من هذا؟ وهل قرأت عنه؟ ولم يصدمنى أنّه لم يعرفه ولا يدري ما صنعة الرّجل صاحب الجداريّة، فقرأت معه ما كُتب حول شهيد الفكرة والمعرفة ابن فرناس، ثمّ أخبرته بأنّ جدّه المسلم ابن فرناس كان أوّل منْ قدّم للعالم فكرة الطّيران ثمّ انصرف وانصرفت.

ثمّ حدث حراك فكري في ضمير الصّبي أوقده الحوار معه في المدرسة ثمّ استرعته أمّه الواعية الأمينة بطريقة أطربتني، حتى صار الصّبيّ مشغولًا بالفكرة واليوم أقول لها ولأمثالها من الأمّهات: عظمة على عظمة على عظمة يا ست!، فالأمّ التي ترعى أبناءها وتتعهدهم بالقراءة فتقرأ لهم وتقرأ معهم وتصطحبهم إلى مراكز بحثيّة، وإلى متاحف علميّة، لهي أمّ مسؤولة وجديرة بالاحترام والتّقدير؛ لأنّها أضافت آفاقًا إلى آفاق المدرسة في نفس ابنها وخطت خطوة ضروريّة لتمهد الطّريق أمامه لعلّه يروي الأقاحي الذّابلة فتعود لها نضارتها، إنّها المقدّمات وغدًا نرى النّتائج الطّيبة في مسرح الحياة.

بعدها أدركت أنّنا أخطأنا في حقّ ابن فرناس وأمثاله من عباقرة المسلمين لأنّنا لم نخرجهم إلى واقعنا وإلى عقول أبنائنا وتجاربهم فلا يكفي أن نحتفظ بأمجاد أمّتنا في وادي الذّاكرة السّحيق، ولكن علينا أن نجد لهم مكانًا في صدور وعقول الصّغار، فهذا حقّ لأبنائنا ولعلمائنا معًا وأجدى نفعًا لأمّتنا.

 

اقرأ المزيد

alsharq الشرع والواقعية السياسية

منذ اليوم الأول لتوليه قيادة سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد، والرئيس أحمد الشرع يحطم رويدا رويدا جميع التصورات... اقرأ المزيد

372

| 18 نوفمبر 2025

alsharq وزارة التربية والتعليم هل من مستجيب؟

شخصيا كنت أتمنى أن تلقى شكاوى كثير من المواطنين والمقيمين من أولياء أمور الطلاب الذين يدرسون في مدارس... اقرأ المزيد

1236

| 18 نوفمبر 2025

alsharq د. زغلول النجار.. عالمٌ حمل عزة العلم وصدق الدعوة

( قضية الإسلام عادلة، لكنها كثيرًا ما تُقدَّم بألسنةٍ ضعيفة ) «الشيخ محمد الغزالي» بهذه الكلمات التي تختصر... اقرأ المزيد

207

| 18 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية