رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عبدالله إبراهيم علي

د. عبدالله إبراهيم علي

مساحة إعلانية

مقالات

1510

د. عبدالله إبراهيم علي

التعلم بتجربة الأفكار

28 سبتمبر 2016 , 02:22ص

الواجبات المدرسية عبارة عن عمل يُكلف الطالب بأدائه خارج الصف الدراسي، لتثبيت المعلومات التي تم شرحها في الصف، وكذلك ربط المنزل بالمدرسة من خلال إشراف ولي أمر الطالب على واجبات ابنه، خصوصاً مع طلبة المرحلة الابتدائية، في المقابل كثرة الواجبات المنزلية بشكلٍ يومي، تزرع الملل في نفس الطالب وتزيد من إحباطه فيهمله، لذلك فإن التبسيط في الواجبات المنزلية للطالب يزيد من دافعيته لأن ينجزها بسرعة، وهنا يجب على المعلمين فيما بينهم تنسيق الواجبات المنزلية، حتى لا تكون ثقيلة على الطلاب وتأخذ جُلَ وقتهم في البيت، مع ضرورة تجنب الأفكار المكررة فيها، وتنوعها بأن تكون بعيدة عن الروتين الثابت الذي يمثل العامل الرئيسي في ترك الطالب للواجب المنزلي، والأهم من ذلك كله، مراعاة عدم استخدام الواجب المنزلي لأبنائنا كعقاب، لأن ذلك يؤدي إلى نتيجة عكسية غير مرغوب فيها.

والواجب الفعَال هو الذي يراعي الحاجات الفردية لكل طالب كماً وكيفاً، فليس بالضرورة ان يكون لكل درس واجب، فهناك بعض الدروس لا تتطلب تعيين واجب لها، كما يمكن للواجب الصفي أن يكون بديلاً عن الواجب المنزلي تخفيفاً على الطالب والأسرة، ولأنَ كثرة الواجبات المنزلية قد تُعدُ هاجساً للأسرة، فنجد بعض أولياء الأمور يقومون بحل الواجبات بأنفسهم لكسب الوقت لأخذ قسط من الراحة والخاسر الأكبر هم الأبناء.

لذلك في تقديري لنعمل على تبسيط الواجبات المنزلية رحمة بأولياء الأمور والطلاب، حتى نزيد من دافعيتهم ويلتفتوا إلى أداء واجباتهم بأنفسهم عن قناعة، فمثلاً بدلاً من إعطاء الطالب خمسة تمارين في الرياضيات من نفس النوع، يمكن إعطاؤه تمرينين فقط مختلفين ويركز فيهما.

وفي دراسة أجراها التربوي النيوزيلاندي جون هاتي لمجموعة من العوامل التي تؤدي لإنجاح العملية التعليمية، تذيلت الواجبات المدرسية، فجاءت في ذيل القائمة، ورأى أنها تساعد التلميذ في العملية التعليمية بنسبة ضئيلة، ويرى البعض أن الواجبات المدرسية تتحول في بعض الأحيان إلى عبء على التلميذ خاصة إذا لم ينجزها في الوقت المتاح، أو عندما تتحول لوقت غير مفيد لا يركز فيه التلميذ على الواجب المدرسي وإنما على أمور أخرى.

قديماً كانت فنلندا الأسوأ في التعليم عندما تم تقييم طلابها بين دول العالم، ولكنها نهجت طريقة غريبة في طريقة التعلم بتجربة أفكار جديدة مع الطلاب لتقفز في وقت وجيز إلى القمة، وصارت الأولى عالمياً في التعليم، هذه الطريقة هي تبسيط الواجبات المدرسية واستقصاء ما لدى الطالب من أفكار، وفسح المجال للطلاب لتعلم المهارات وضروب العلم العملي الميداني وتقليل الواجبات، ليعيش الطلاب طفولتهم بالطريقة التي يجدون فيها أنفسهم على حسب رغباتهم ليكونوا نجوماً شابة ويتمتعوا بالحياة، أما الواجبات المدرسية عندهم، فهي من عشر دقائق إلى عشرين دقيقة، حيث انهم يرون كثرة الواجبات المدرسية عفا عليها الدهر، وبدلاً منها يمكنهم ممارسة الهوايات خارج البيئة الصفية وتسلق الأشجار واكتشاف الحشرات المختلفة، ويأتون صباحاً للمدرسة لذكر ما تعلموه، كما يرون أن عقول الطلاب تحتاج راحة لبعض الوقت، وللفنلنديين أقصر يوم دراسي وأقصر سنة دراسية في العالم الغربي، فكل المدارس في فنلندا متساوية، والطلاب يمارسون مهاراتهم الفنية ويخبزون الخبز ويقومون بكل الأعمال اليدوية، والنظام الفنلندي يتمحور حول الطالب بعكس النظام الأمريكي الذي يتمحور حول العمل التجاري، وعند تأهيلهم للملاعب يحضر المهندسون ليتحدثوا إلى الطلاب لمعرفة آرائهم وأفكارهم فيما يريدونه، حينها سيدرك الطلاب أن في الحياة ما هو أكثر من المدرسة.

مساحة إعلانية