رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
قيل لرجل يحمل أخاه ويصعد به جبلاً، الحمل ثقيل عليك، فقال: ليس هذا بحمل، هذا أخي، هذه العبارات تقودني إلى الأُخوة تلك الكلمة التي تحمل في طياتها دفئاً وإحساساً جميلاً يجسد أسمى علاقة إنسانية وطيدة نتعايش معها منذ نعومة أظفارنا، قال حكيم عن الأخ: هو الذي يحمل همي ويسأل عني ويسد خللي ويغفر زللي ويذكرني بربي ويدعو لي بظاهر الغيب، فهو مثل اليد والعين، فإذا أدمعت العين مسحت اليد دمعها، وإذا تألمت اليد بكت العين لأجلها، لكن قد تظهر خلافات ومشاكل بين الاخوان وتمتد قضاياهم خارج نطاق الأسرة أمام الملأ، وقد تصل الى المحاكم دون التفكير بأن تلك العداوة غير المبررة قد تتسبب في قطع صلة أرحامهم وأرحام أبنائهم من بعدهم، وأحياناً صراع الزوجات يتسبب في ذلك، ولن ننسى المشكلة بين (قابيل وهابيل)، والغيرة الشديدة بين إخوة يوسف عليه السلام. وعموماً عدم العدل والمساواة بين الإخوة أو بين الزوجات يُولِدُ الصراع والكراهية بين الأبناء، ولكن ليبقى الدور المهم هو طبيعة علاقة الإخوة ببعضهم البعض قائماً على مدى تعلم وثقافة هؤلاء الاخوة فيما بينهم، فلا ينبغي أن يكون دورهم امتداداً لدور والديهم السلبي على وجه الخصوص، إذ عليهم أن يسعوا الى التواصل والتآخي والتآلف فيما بينهم، حيث صلة الرحم من أهم ما أوصت به الشريعة الإسلامية، فما يزرعه الأب أوِ الأم في الأبناء ينعكس على العلاقة بينهما ما إن كانت سلبية أم إيجابية.أخيراً علينا ألاَ نُورث أبناءنا الأمور والأخبار السيئة عن أقاربهم مهما حدث بينهم ولندعهم ينشئون بقلوب سليمة ونوايا صافية، ولنعلمهم حسن الخلق والوصل بالأقارب لعل الله يجعل حالهم أحسن من حالنا.
1847
| 25 يناير 2017
تعتبر فصول التعليم الأولى للأطفال (preschool)، مرحلة مهمة لتأهيل طلاب المستقبل، فالنظر إلى التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، يجب أن يدور حول اهتمامات ورغبات الأطفال خصوصاً الموهوبين منهم، بمتابعتهم ووضع برامج خاصة بهم تصقل مواهبهم، ومراعاة الجوانب الأساسية التي تساعد على اكتساب الأطفال للخبرات والمفاهيم التربوية الإيجابية للاكتشاف والتجريب، واختبار النشاط الذي يرغب في ممارسته، ومراعاة المعلومات المقدمة والملائمة لنمو الطفل في هذه المرحلة، فالطفل يحب الاستقلالية في التعلم، فيتعلم التعليم الذاتي، ويظهر ذلك جلياً في الرسم والتلوين وأنشطة التشييد بالمكعبات والكتل الخشبية والبلاستيكية والفنون التصويرية وألعاب الماء، حيث يرغب الأطفال في قضاء أوقاتهم في هذه الألعاب، ولذا يجب أن تراعي معلمة الروضة أيضاً أن هناك أنشطة داخلية وأنشطة خارجية (خارج المجموعات) على حسب حالة الطقس، فعندما يكون الطقس حاراً أو بارداً؛ ينبغي مزاولة الأنشطة داخل حجرة المجموعات والعكس صحيح، فهناك أنشطة خارج المجموعات، وهي الغناء والموسيقى والأناشيد وقصص الحكايات وألعاب الماء وأنشطة التلوين، وتدريجياً يمكننا الانتقال بالأطفال من ممارسة الأشياء السهلة إلى الأشياء الصعبة ومن الأشياء الخاصة إلى العامة.للأطفال مهارات اجتماعية تظهر في قدرتهم على بناء وتكوين العلاقات بشكل سريع، كما لهم دافعية ذاتية للعمل، حيث لديهم ما يسمى بالرغبة الخارقة للإنجاز.قد ينشغل بعض الآباء بمتابعة مستوى تحصيل الطفل الأكاديمي خصوصاً في مراحله الأولى، فلنضع في الاعتبار أن الطفل تبدأ مواهبه مبكرة، فهناك أطفال أذكياء يستمتعون بالأداء وإحراز الدرجات المرتفعة ويعشقون التحدي، كما توجد فئة من الموهوبين لديهم احتياجات متميزة تتجاوز ما يقدمه منهج المدرسة، ولديهم فضولية مطلقة، ونجدهم دائماً يعرفون المعلومات مسبقاً، وناقدين لأنفسهم أحياناً؛ لأنهم يسعون للكمال.
606
| 19 يناير 2017
لقد بدأت إجازة الربيع لطلاب المدارس، ومن الملاحظ وجود ظاهرة السهر للصغار بالمنازل مع التقنيات الإلكترونية من كمبيوتر وآيباد وأيفون، وسهر المراهقين خارج المنزل مع أصحابهم وبسياراتهم، وفي الحالتين ان الظاهرتين خطيرتان، وتمثلان الوحش المفترس والكابوس المخيف للأسرة متمثلة في الوالدين اللذين يسهران على راحة أبنائهما، وبما أن أطفال اليوم هم رجال المستقبل وصناعة، تظل هذه الشريحة أغلى ثروة في المجتمع.ويمكن التغلب على وقت فراغ هؤلاء الصغار والمراهقين بما ينفع ويخدم المجتمع من خلال المشاركة في الأنشطة المختلفة وتنمية المواهب، كالتدريب الإداري ودورة الإسعافات الأولية وتعلم الخط وبعض اللغات وصقل المهارات واكتساب المعارف الجديدة، وممارسة بعض الهوايات المفضلة مثل كرة القدم والسباحة، كما يمكن الإستفادة من الكتب العلمية والقصص المفيدة وتطبيق العلم العملي الميداني أثناء الرحلات البرية، وهذا طبعاً بالتخطيط المسبق والإعداد الجيد لهذه العطلة حتى لا يشعر النشء بالملل، ويمكن إستغلال العطلة في معرفة القراءة والكتابة بشكلٍ أفضل أو في أداء العمرة، وبدلاً من ضياع العطلة في السهر وفيما لا يفيد، يمكننا استغلالها بالشكل الأمثل، حيث عطلة الربيع استراحة محارب لمعاودة الدراسة من جديد.والأهم من ذلك كله اهتمام الآباء والأمهات بالناحية الدينية لدى الاطفال، وذلك بمراقبة تصرفاتهم في أيام الاجازات او إلحاقهم بمعاهد تعليم القرآن الكريم، أما حول مرحلة المراهقة، فنلاحظ بعض الشباب كثيراً ما يترددون على المراكز التجارية، وهذه المراكز لا يوجد فيها شيء يفيد الطالب أصلاً، لأنها أماكن مخصصة للتسوق، فحبذا لو يتجه الطالب الى أماكن أكثر فائدة، كالمراكز الثقافية التي تنمي عقلية الطالب وتوجهه التوجه الصحيحِ، كما يمكن توفير القصص القصيرة والقصص المصورة لأطفالنا، فهم يتعلمون الخيال العلمي عبرها.
478
| 12 يناير 2017
البعض يحس بالغيرة الشديدة عندما يشعر بأن غيره أكثر قرباً وحباً ومكانةً في قلوب الآخرين، فعندما نرى غيرنا سعيداً بحب الناس لهم، ينتابنا عدم الرضا عنهم لكونهم أسعد منا، وتحضرني قصة في ذات السياق، حيث أنَ رجلاً كان يبيع الماء في الأسواق، وقد أحبه جميع الناس لحسن خلقه ولنظافته، وعندما سمع به الملك أخبر وزيره ليحضره ليعمل معهم في سقي ضيوف قصر الملك، أحبه الملك كثيراً وكان يجلسه بجانبه دائماً ويضحك معه، شعر الوزير بالغيرة ودبَر مكيدة يبعده بها عن الملك، فقال له: أيها الرجل الملك يشتكي من رائحة فمك الكريهة، عليك بوضع لثاماً حول فمك ولا تجلس بالقرب منه، وفي نفس الوقت أخبر الوزير ملكه بأنَ هذا الرجل يقول رائحة فم الملك كريهة لا يطيقها وندم على العمل معه، استدعى الملك الجلاد وقال له: من رأيته خرج من باب قصري حاملاً باقة من الورد، اقطع رأسه.حضر الساقي كعادته في الصباح، وعند وقت ذهابه أعطاه الملك باقة من الورد هدية له، وعندما خرج، رآه الوزير فقال له: من أعطاك هذه الورود؟ قال له: الملك، فقال له: أعطني إياها أنا أحق بها منك، فأعطاه الساقي الباقة وانصرف، وعندما خرج الوزير، رآه الجلاد حاملاً باقة الورد فقطع رأسه، وفي الغد حضر الساقي كعادته دائما ملثماً، فاندهش الملك عندما رآه، لظنه أنه ميت، فتحرى الملك في الأمر وعرف الحقيقة وعرف خُبث الوزير، وأنَ هذا جزاء مكره، فعندما تكون نقياً من الداخل، يمنحك الله نوراً من حيث لا تعلم، ويحبك الناس وتأتيك مطالبك من حيث لا تعلم، فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك.
1588
| 04 يناير 2017
البعض لا يقدر مشاعر زوجته برغم تعبها وجهدها من أجله، فيقول هذا واجبها ويجب أن تعمله، كما أنَ الكلمات القاسية والمحرجة تؤثر سلباً على الزوجات، فالكلمة الطيبة صدقة وما أحوجها للمرأة، وهنا لا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يساعد زوجاته في خدمتهنَ ويحسن إليهنَ، وإذا حضرت الصلاة خرج إلى صلاته.وهذه ثقافات يجب معرفتها حتى نحسن التعامل مع زوجاتنا، كثقافة الاعتراف لهنً عندما نخطئ، فبعضنا لا يعترف بالخطأ أو التقصير أو الجهل، فالاعتراف في أذهان البعض يبدو أشبه بحالة الخذلان والضعف في هذه الأيام، كما ثقافة الاعتذار، حيث البعض لا يحب أن يعتذر لزوجته، وهي تهمة تلازمنا منذ قرون طويلة، فمعظمنا لا يجيد هذه الثقافة الراقية بحجم النبل والرقي والذوق الرفيع.وقليل من يشكر زوجته على مجهودٍ قدمته له أو لأطفاله، وثقافة الشكر تكاد تغيب في مجتمعاتنا، والشكر يُعدُ أحد أرقى مظاهر العطاء والامتنان والتقدير، غير أننا نُجيد ثقافة (الأخذ)، أما العطاء فليس ضروريا من وجهة نظر البعض، أيضاً يجب أن نسامح زوجاتنا حين يُخطئنَ، فكلنا خطَاء وخير الخطائين التوابون، وثقافة التسامح من مرتكزات الحضارة البشرية، غير أن بعضنا يعتبرها ضعفا وهوانا وتساهلا، وما نلاحظه هذه الأيام بمجرد اختلافنا مع البعض يتحول الاختلاف إلى كره وعدوان، أما إذا كان الاختلاف مع الزوجات، فقد يقود ذلك إلى الطلاق العاطفي ثم الطلاق الأبدي لاحقاَ.أخيراً نأمل أن نتحلى كلنا بالخصال الجميلة والأخلاق النبيلة أمام زوجاتنا، فالأمل يصنع المعجزات ويغير شكل المستقبل، فعندما يتوارث الناس نبل الطباع وقيم الفضيلة، لا تأتي منهم إلا محاسن الأشياء وسمو النفس وطهارة القلوب وصدق المشاعر وطيب الخصال.
1158
| 28 ديسمبر 2016
بما أن الأيام المقبلة أيام اختبارات نهاية منتصف الفصل الدراسي الأول، فيمكن للتقييم الختامي أن يركز على الاختبارات التحريرية النهائية، لنهاية هذا الفصل، والغرض الأساسي من تقييم المتعلم، هو مساعدة المعلمين لمعرفة مستوى الطلاب، وتعزيز جوانب القوة، وتعريف المتعلم بنتائج تعلمه، وإعطائه فكرة واضحة عن أدائه، ورصد النقاط التي تحتاج إلى تحسين لرفع مستوى الطلاب الأكاديمي، من خلال وضع الخطط العلاجية لهم، وهناك علاقة بين تقييم تعلم الطلاب والعملية التعليمية نفسها، واضعين في الاعتبار استراتيجيات التدريس. فما نلاحظه هذه الأيام هو أن الطالب والأسرة في تأهبٍ تام، واستعداد لخوض الامتحانات، فالبعض من أولياء الأمور يهمه فقط نجاح ابنه في نهاية العام الدراسي، كما اعتاد الأبناء أيضاً ـ في جميع المراحل العمرية ـ على التركيز على الدرجات النهائية في الامتحان، أما بالنسبة لأبنائنا في مرحلة المراهقة، فنجدهم يعانون من المزاج المتقلب، وكذلك التوتر والقلق، فكيف نتعامل معهم في وقت الامتحانات؟التوتر النفسي للطالب في حد ذاته محفز للنجاح، شريطة أن يكون معقولاً وبدرجة مناسبة، أما إذا زاد التوتر عن الحد المطلوب، فربما يتعرض الطالب لضغط عصبي، وكثيراً ما يرفض أولياء الأمور خروج ابنهم لممارسة الرياضة في أيام الاختبارات، غير أن هذه النظرية خطأ في تقديري، فسلامة الجسم في ممارسة الرياضة، فلنبعث في أبنائنا روح الأمل، ولنحترم ذكاءهم، ولنشعرهم بالرضا عن مَقدِراتهم الأكاديمية، فهذا يزيد من دافعيتهم، أما إذا قللنا من مجهوداتهم، وأحبطناهم بكلمات سلبية، سوف يفقدون الرغبة في بذل الجهد.أخيراً ليكف أبناؤنا عن السهر، خصوصاً في أيام الاختبارات، فعدد ساعات النوم ليلاً، لا يعوضه عدد ساعات النهار، ولنتأكد من تناول وجبة إفطارهم قبل ذهابهم إلى مدارسهم صباحاً، ولنبتسم في وجوههم بدلاً من أن نصرخ عليهم.
561
| 21 ديسمبر 2016
بما أن الأخلاق هي فن الاستعداد للسعادة، في المقابل السعادة ليست الثراء فقط كما يظن الكثيرون، وفي ذات السياق يحكي جيمس بندر أحد خبراء التنمية البشرية: أنَ فلاحاً ظل يزرع نوعا من الذرة ذات الجودة العالية، وكان يحصد بجانب الذرة جائزة أكثر وأجود الإنتاج، وعندما سألوه عن سر التفوق، قال: أسافر بعيداً واستجلب البذور الجيدة وأوزعها على جيراني ليزرعوها في حقولهم، وبعد ذلك أزرع أنا بنفس البذور واهتم بالري والنظافة، وبهذا انال جائزتي الإنتاج والجودة، فسألوه بدهشة: لماذا توزع بذورك الجيدة لجيرانك وأنت تعلم انهم ينافسونك في نيل تلك الجائزة؟ رد الفلاح: أفعل ذلك لكي أضمن عدم انتقال لقاحات البذور الرديئة من حقولهم إلى حقلي بواسطة الرياح، هكذا لخص الفلاح سر النجاح، بمعنى، لينجح المرء في الحياة، عليه أن يساعد الآخرين على النجاح، والفرد مهما تعلم، لا يكون ناجحاً ما لم يؤثر إيجاباً على الآخرين بحيث ينجحون أيضاً، ومن يفكر في النجاح بأنانية دون مساعدة الآخرين، كمن يحلم بأن يكون سعيداً في عالم البؤساء، لذلك نجاح من حولنا يُحسب لنا نجاحاً أعظم. إذن قيمة الإنسان ألاَ يعيش لنفسه فقط، فقد تكون أنت الرائع وأنت لا تدري، فليست الروعة بالإنجازات فحسب، بل الروعة بروحك الصافية وإلهامك للاخرين أن ينجحوا، وأن تعطيهم الأمل وتصحبهم في حياتهم وترسم الابتسامة على شفاههم، لأن كريم الأصل كالغصن كلما حمل ثماراً، تواضع وانحنى، فمن السعادة ما يمحو الأحزان، ومن اليقين ما يزيد الإيمان.فالفراشات لا تعرف ألوان أجنحتها ولكن أعين البشر تعرف مدى روعتها، كذلك من البشر من يعرف مدى أهميتك وروعتك، وتذكر أن الأخلاق لا تموت بعد الرحيل.
1043
| 07 ديسمبر 2016
نحمي أوطاننا بالتضحية والمحافظة عليها وفي ذات السياق تحضرني قصة لجيش ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ، وﻋﻨﺪ ﺃﻃﺮﺍﻓﻬﺎ وﺟﺪوا ﺷﻴﺨﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﻳﺤﺘﻄﺐ وﻳﺮﺍﻓﻘﻪ ﻓﺘﻰ ﺻﻐﻴر، فقالوا ﻟﻪ: ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺑﻠﺪﻙ وﺟﻴﺸﻜﻢ، ﻭﻣﺎ ﻣﻨﺎﻓﺬﻫﺎ؟ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺳﺄﺧﺒﺮﻛﻢ وﻟﻜﻦ ﺑﺸﺮﻁ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺏ حتى ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﺎﻫﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺄﻗﻮﻟﻪ، فقتلوه، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ: ﺍﻟﺬﻱ قتلتموه هو ابني، ﺧﺸﻴﺖ ﺃﻥ ﺗﻘﺘﻠﻮﻧﻲ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻓﺘﻨﺘﺰﻋﻮا ﻣﻨﻪ ﻣﺎ ﺗﺸﺎءوﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻓﻔﻀﻠﺖ اﻥ يُقتل ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻳﻨﻄﻖ ﺑﺤﺮﻑ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﺴﺎﻋﺪﻛﻢ ﻓﻲ ﻏﺰﻭ ﺑﻠﺪﻱ.ﺗﺮﻛﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻭﻫﻮ ﻳﺤﺘﻀﻦ ﺟﺜﺔ ﻭﻟﺪﻩ ﻭاﻧﺴﺤﺒﻮﺍ وقالوا: بلد ﻳﻀﺤﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﺑﺎﻷﺑﻨﺎﺀ ﻷﺟﻠﻬﺎ ﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻏﺰﻭﻫﺎ ﻭﺃﻥ ﻏﺰﻭﻧﺎﻫﺎ ﻓﻠﻦ ﻧﻨﺘﺼﺮ.ونابليون بعد سيطرته على أوروبا قرر غزو روسيا، وعند دخوله أطراف أراضيها، كان هناك فلاح بيده منجل يعمل بنشاط ولم يعر موكب نابليون اهتماماً، فقال نابليون لحراسه: هذا الفلاح الروسي الحقير لم يستقبلنا استقبالاً يليق بنا! فأمرهم بتقييده واحضاره، ولما سأله نابليون: لماذا لا تنظر إلى موكبي؟ رد عليه قائلاً: لا يهمني كثيراً موكبك، فأرضي أولى باهتمامي، فقال نابليون: سأحتل بلدك ويجب أن تحمل اسمي معك دائماً كي تتذكرني، وأمر أن يحموا سيخاً من الحديد ويكتبوا على يده وشماً لا يستطيع نزعه، فما كان من الفلاح الروسي إلا أن قام برفع منجله وضرب يده فبترها ورمى بها وسط ذهول جنوده قائلاً: خذ اسمك معك فعارٌ عليَ أن أحمل اسم غازي حقير مثلك، فنظر نابليون إلى من حوله، وقال كلمته المشهورة: (من هنا تبدأ الهزيمة). فكانت بالفعل هزيمته النكراء من روسيا، فمتى كان المواطن مرتبطاً بحب بلده، فهو يزرع النصر سنابل خضراء.
9326
| 30 نوفمبر 2016
من الأفضل أن نتعود نحن الكبار على حسن التعامل مع الأطفال، باحترامهم وعدم إحراجهم والصراخ عليهم أو تأنيبهم بشكلٍ مستمر، فالتعنيف معهم ليس الوسيلة الأفضل، حتى يشعروا بالأمان ويشبوا منذ صغرهم قادرين على اتخاذ القرارات السليمة. هناك كلمات تدمر نفسية الطفل، مثل شتمه من قبل والديه أو مقارنته مع أخيه، كأن نقول له فلان أحسن منك، فهذه مقارنة سلبية تدمر ذات الطفل، كذلك الحب المشروط، كأن نقول له أحبك لو فعلت كذا، يعني هذا حب للمصلحة، والأفضل أن نقول له أحبك، ولكن لا أحب فيك تصرفاتك السيئة، وبذلك نكون قد فصلنا الذات عن السلوك، وكذلك عندما نعطيه معلومة خاطئة، كأن نقول له الرجل لا يبكي، فمن قال إنَ الرجل لا يبكي؟ هذه معلومة خاطئة، فنحن نعرف سيدنا أبابكر من أوصافه كثير البكاء، أو هذا الولد جنني، فكيف ذلك وأنت بكامل عقلك، وإحباط الطفل كأن نستهزئ بكسله وسمنته أو بكثرة نومه أو شكله، وكذلك عندما نهدده، أنا أكسر رأسك، أذبحك، أو أشرب من دمك، ومنع الطفل منعاً غير مقنع، كأن نرفض له طلباً بدون سبب، فيستأذن الطفل ونقول له "لا، طيب ليه لا؟ بس لا يعني لا"، فهنا الطفل لا يقتنع برفض الوالد أو والدته، وكذلك أحياناً نفضح أولادنا الصغار بحضور الآخرين، وجمعيات حقوق الإنسان في العالم تصنف ذلك بأنه عنف، فكل ما يجرح الإنسان حتى ولو كان معنوياً فهو عنف، ونحن مسلمون فأين نحن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم؟ حيث إن الرسول حين يخطئ الطفل، يغض بصره ويوجهه التوجيه الحكيم، في واقعنا الاجتماعي للأسف البعض بعيد كل البعد عن كيفية التعامل مع الأطفال.
637
| 23 نوفمبر 2016
بالاستغفار تُفتح أبواب التوبة والرحمة والرزق، وبه يرسل الله علينا السماء مدرارا ويمددنا بأموالٍ وبنين ويجعل لنا جنات ويجعل لنا أنهارا، ومن كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً، فالرزق كلمة أوسع بكثير مما يعرفه الناس، فرزق المال يعطيه الله لجميع الخلق الصالح والفاجر، أما رزق الحسنات فإن الله لا يعطيه إلا لأحبابه، وقد تتفاوت الأرزاق من شخصٍ لآخر، وفي النهاية أرزاقنا موجودة ما دمنا على قيد الحياة، فالبعض يقارن نفسه بالآخرين، ولكن كل شيء بمقدار ولحكمة يعلمها الله، فلا تحسد أحداً على نعمةٍ أعطاها الله له، فأنت لا تعلم ماذا أخذ الله منه، ولا تحزن إذا أخذ الله منك شيئاً، فأنت لا تعلم ماذا سيعطيك بدلاً منه. ويروى أن رجلاً دخل مسجداً ليصلي، فأعطى غلامًا ناقته ليرعاها حتى يصلي، فلما فرغ من صلاته أخرج دينارًا ليعطيه للغلام، فوجده قد أخذ خطام الناقة وانصرف، فذهب إلى السوق ليشتري خطامًا آخر، وهناك وجد خطام دابته المسروق عند أحد الباعة، ولما سأله قال البائع: اشتريته قبل قليل من غلام بدينار، فقال الرجل: سبحان الله ! أردت أن أعطيه ديناراً حلالاً، فأبى إلا أن يأخذه حراماً.هكذا هو حال البعض يتعجل الرزق، فيجمع ماله من الحرام، ولا يطلب عطاﺀ الله من حلاله ويصبر على ذلك، واللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبًا، وإِنَّ اللهَ أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ، فَقَالَ تَعَالَى: (يَأَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً)، وَقَالَ: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ).أخيراً المال جزء من الرزق، ولكن هناك رزق البركة والصحة والوالد والطعام وكل نعمةٍ من الله هي رزق.
1943
| 16 نوفمبر 2016
قد يتمسك البعض بمفاهيم وثوابت تظل عالقة بالأذهان ويظنها هي الصحيحة، ولا يفكر في بدائل غيرها، وهذا يقتل فينا روح الابتكار والتفكير بطريقة إيجابية أكثر نفعاً، فعندما يواجه المرء بعض المشاكل والعقبات يظل مقيداً وكأنه أسيرها، هذا الأمر قد يجعل الإنسان معرضاً للإصابة بالحزن والتوتر والإحباط، فلنجدد إحساسنا ونظرتنا للأشياء من حولنا ونفكر بشكل مختلف حتى نفرغ ما علق بالدماغ من أفعال وأفكار نظن أن لها حلاً واحداً، وطريقا ذا اتجاه واحد لا يوجد غيره. وتحضرني قصة الفلاح الذي ذهب لجاره يطلب منه حبلاً لكي يربط حماره أمام المنزل، تأسف له الجار، وأجابه بأنه لا يملك حبلاً للحمار، ولكن أعطاه نصيحة، فقال له: يمكنك أن تقوم بنفس الحركات حول عنق الحمار وتتظاهر بأنك تربطه فسوف لن يبرح مكانه، عمل الفلاح بنصيحة الجار، وفي الغد وجد الحمار في مكانه تماماً، ربت عليه وأراد الذهاب به للحقل، ولكن المفاجأة أن الحمار رفض التزحزح من مكانه شبراً واحداً، حاول الرجل بكل قوته أن يحركه ولكن دون جدوى، أصاب الفلاح اليأس فعاد للجار مرة ثانية يطلب منه النصيحة، فسأله: هل تظاهرت للحمار أنك تحل رباطه؟ فرد عليه باستغراب: ليس هناك رباط.أجابه: هذا بالنسبة لك، أما بالنسبة للحمار فالحبل موجود، عاد الرجل وتظاهر بأنه يفك الحبل، ثم قاد حماره دون أدنى مقاومة.نعم لا تسخر من الحمار فالبعض أيضاً قد يكونون رهينة لعاداتهم وأفكارهم أو قتاعاتهم الوهمية، فما عليهم إلا أن يكتشفوا الحبل الخفي الذي يلتف حول عقولهم وأعناقهم ويمنعهم من التقدم للأمام.أخيراً بدائل الحلول كانت ثمرتها الاجتهاد ثم النجاح، ولكن اختلف الأسلوب.
1845
| 09 نوفمبر 2016
الإنسان بطبيعة حاله يحب ما يفيده من متعة ولذة ويكره ما يضره ويسبب له الألم والكدر، فنجد التنافس بين الناس، حيث سعيهم وراء مطالبهم قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى نشوء العداوة والبغضاء والكراهية بينهم، هذا يقودنا إلى ضعف وحدة المجتمع وتماسكه، وحينما سُئل بعض الصالحين عن الأخوة والصداقة، قال: هي الأغصان التي تُغرس في القلوب فتُثمِر على قدر العقول، كما قال بعض الحكماء: إنهما نفسٌ واحدة في أجسادٍ متفرقة. فيُحكى أن خياطاً أراد أن يعلم حفيده حكمة عظيمة على طريقته الخاصة، وفي أثناء خياطته لثوب جديد، أخذ مقصه الثمين وبدأ يقص قطعة القماش الكبيرة إلى قطعٍ أصغر، وما أن انتهى من قص القماش حتى رمى المقص على الأرض عند قدميه، والحفيد يراقب بتعجب ما فعله جده، ثم أخذ الجد الإبرة وبدأ في جمع تلك القطع ليصنع منها ثوباً رائعاً، وما أن انتهى من الإبرة حتى غرسها في عمامته، في هذه اللحظة لم يستطع الحفيد أن يكتم فضوله وتعجبه من أفعال جده، فسأله: لماذا يا جدي رميت مقصك الثمين على الأرض بين قدميك واحتفظت بالإبرة رخيصة الثمن ووضعتها على عمامة رأسك؟ فأجابه الجد: يا بني إن المقص هو الذي قص قطعة القماش وفرقها وجعل منها قطعاً صغيرة، بينما الإبرة هي التي جمعت تلك القطع لتصبح ثوباً جميلاً، فكن من الذين يجمعون الشمل، ولا تكن من الذين يفرقون الناس اشتاتا، فالأيادي التي تمتد بالخير للناس لا تبيت أبداً فارغة.أخيراً عندما تكره شخصاً، فمن الرقي ألا تجعل الجميع يكرهه من خلال حديثك السيء عنه، دع غيرك يخوض التجربة فقد يكون الخلل منك.
1198
| 02 نوفمبر 2016
مساحة إعلانية
في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتتصارع فيه المفاهيم،...
6318
| 24 أكتوبر 2025
ليس الفراغ في الأماكن، بل في الأشخاص الذين...
5079
| 20 أكتوبر 2025
لم تكنِ المأساةُ في غزّةَ بعددِ القتلى، بل...
3804
| 21 أكتوبر 2025
يمثل صدور القانون رقم (24) لسنة 2025 في...
2859
| 21 أكتوبر 2025
تُخلّف بعض اللحظات أثرًا لا يُمحى، لأنها تزرع...
2535
| 23 أكتوبر 2025
القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى،...
1740
| 23 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1614
| 26 أكتوبر 2025
واكبت التعديلات على مجموعة من أحكام قانون الموارد...
1563
| 21 أكتوبر 2025
لم تعد مراكز الحمية، أو ما يعرف بالـ«دايت...
1083
| 20 أكتوبر 2025
فيما يبحث قطاع التكنولوجيا العالمي عن أسواق جديدة...
996
| 21 أكتوبر 2025
1. الوجه الإيجابي • يعكس النضج وعمق التفكير...
987
| 21 أكتوبر 2025
في زمنٍ تاهت فيه الحدود بين ما يُقال...
978
| 24 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية