رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
انعقد في الدوحة مؤتمر "حوار الأديان" في دورته السنوية التاسعة على التوالي. الجديد في هذه الدورة أن منظمي المؤتمر استوحوا موضوع جدول أعماله استجابة لتطورات الأحداث التي حدثت في الوطن العربي (الربيع العربي) والتي أسقطت أعتى الأنظمة العربية دكتاتورية وفسادا واستبدادا، وكذلك الأحداث التي حدثت في أكثر من ألف مدينة عبر العالم، أي في أكثر من ثمانين دولة تنادي باحتلال مراكز المال العالمية التي في رأي هؤلاء أن هذه المؤسسات هي السبب في شقاء الإنسانية. إن تلك الأحداث كانت " وسائل الاتصال " بين دعاة تنظيم تلك المسيرات وجماهيرها وتمت عبر " وسائل الاتصال الاجتماعي " والتي تعني التواصل الجماهيري على الهواتف المحمولة وغيرها من وسائل الاتصال على الشبكة العنكبوتية، لقد أراد منظمو المؤتمر بطريقة أو أخرى من تحديد هذا الموضوع أن يتعرف العامة والخاصة على إمكانية الاستفادة من هذه الوسائل الإعلامية في إثراء حوار الأديان على امتداد العالم والحق أنهم نجحوا إلى درجة لا بأس بها.
(2)
أريد التنبيه بأن رجال الدين في كل الأديان السماوية وغير ذلك من الفلاسفة من خارج هذه الأديان بلغوا سن متقدمة وليس في استطاعتهم التعامل مع مؤسسات " وسائل الاتصال الاجتماعي " في صفحة الفيس بوك، والتوتر، وغير ذلك، لأنها تحتاج إلى وقت طويل ومتابعة مستمرة والرجل المتخصص في أمور الدين كغيره من العلوم الأخرى يحتاج إلى مراجعة والاطلاع على أمهات الكتب لا إلى "الثقافة السريعة " عبر هذه الوسائل. في تقدير الكاتب فإن الحوار في الأديان عبر هذه الوسائل سيكون بين أفراد الجيل المعاصر وهؤلاء ليس لديهم ثقافة دينية بمدلولها العلمي الأمر الذي قد يحدث تشويشا عند البعض الأمر الذي يؤدي إلى إخلال بالعقيدة الدينية عند أتباع هذه الديانات والفلسفة الأخرى مثل البوذية، والهندوسية، والزرادشتية وغير ذلك، وعلى هذا فاني أتهيب من الدعوة إلى أعمال هذه الوسائل في الشأن الديني أو التاريخ.
(3)
ما زلت عند رأيي بأن الحوار بين الأديان في القرن الحادي والعشرين لم يعد مجديا فالأديان السماوية الرئيسة الثلاث (اليهودية والمسيحية والإسلام) لن يتزحزح أتباعها عن ما يؤمنون به، فالموحدون لا يستطيعون إقناع أتباع التثليث بقبول عقيدتهم، ولا أتباع اليهودية بقادرين على إلغاء ما جاء بعدهم من أديان، ناهيك عن أن في كل دين من هذه الأديان تشعبات وتناقضات وخلافا ت عميقة، وليس هنا مجال الحديث في كل تلك التناقضات.
ما يجري حقيقة في هذه المؤتمرات هو حوارات سياسية بعمة دينية وعلى ذلك رأينا الحديث في هذه المؤتمرات على " الإسلام فوبيا " والذي يمثل عند أصحاب هذا المصطلح أن الإسلام هو الخطر وأن القضاء عليه هو الضمانة التي ستحفظ للعالم أمنه واستقراره مستخدمين في ذلك خطابا محرضا على الكراهية متجاوزا في حق المقدسات والرموز الإسلامية كافة.
مؤتمرات " حوار الأديان " عقدت في أكثر من عاصمة عربية وأجنبية بتمويل عربي وكل تلك المؤتمرات تدعونا إلى التحاور مع الآخر، ومعرفة الآخر، وعدم كراهية الآخر، وعدم المس بمكانة الرموز الدينية التاريخية وكلها استجبنا لها نحن العرب، لكن في المقابل لم نجد من يحترم ثقافتنا وعقيدتنا ورموز ديننا فهل من سبيل إلى إقناع الآخرين بحقوقنا واحترام عقيدتنا وعدم المساس بها في وسائل إعلامهم ومؤسساتهم الدينية والاجتماعية؟
(4)
أثار انتباهي أحد الأساقفة المتحدثين في الجلسة العامة يوم الثلاثاء 25 / 10 عندما تناول في ورقته " حالة " حدثت في الكويت عام 2007 ومؤداها أن شركة كويتية عجزت عن دفع مرتبات مئات من العمال البنغاليين الذين يعملون في الكويت لحساب تلك الشركة، وأن هؤلاء العمال كانوا يعيشون في حالة مزرية الأمر الذي قد يدفعهم لارتكاب جرائم من أجل إطعام أنفسهم، علما بأنهم جميعا من المسلمين البنغال. هذه الحالة دفعت بهم إلى اللجوء إلى الكنيسة لطلب المساعدة، ولما كانت الكنيسة في الكويت لا تملك المال الكافي للاستجابة لهؤلاء العمال المسلمين الجياع، لجأت الكنيسة إلى المجتمع الكويتي طالبة منهم إنقاذ هؤلاء المسلمين الجياع الذين يعيشون في الكويت ـــ بموجب عقود عمل ـــ هذه " الاستغاثة، الرجاء " الصادرة عن الكنيسة في الكويت لإنقاذ جياع مسلمين هناك ظهرت في الصفحة الأولى في صحيفة " العرب تايمز " الصادرة باللغة الإنجليزية في الكويت. كانت " استغاثة الكنيسة " كما قال القس بسيطة في لغتها ومضمونها " أدعوكم للانضمام لجهود الكنيسة في إغاثة هؤلاء العمال المسلمين المخذولين أي المتخلى عنهم من قبل كفيلهم المسلم، إنهم بلا نقود ولا يستطيعون الحصول على الغذاء، ندعوكم للتبرع لهم بوجبة أكل في اليوم. لقد أثار القس تساؤلا مهما هو " ألا يثير غضبكم أو ازدراءكم تلك المعاملة؟! "
قال القس كلاما كثيرا ومكتوبا في هذه المسألة، البعض اعتبر تلك الإشارة أنها دعوة تبشيرية في وسط مجتمع إسلامي بدرجة 99% بمعنى أن المسلمين البنغال لجأوا إلى الكنيسة لتنقذهم بدلا من المسجد أو وزارة العمل الكويتية، أو الجمعيات الخيرية المنتشرة في الكويت. إن قول القس ليس بريئا إنه قول يحض على إعادة النظر في دور الكنيسة في الدول الخليجية وفي ممارسة القساوسة العاملين في الكنائس المحلية. إن الدول الغربية كلها والأمريكية تمارس على الأماكن الدينية الإسلامية والمراكز الثقافية والجمعيات الخيرية في أوطانها وحتى على الأفراد والجاليات الإسلامية الرقابة الأمنية والفكرية المشددة. تعالوا نعاملهم بمثل ما يعاملوننا به.
آخر الدعاء: ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في منتصف العام الدراسي، تأتي الإجازات القصيرة كاستراحة ضرورية للطلبة والأسر، لكنها في الوقت ذاته تُعد محطة حساسة تتطلب قدراً عالياً من الوعي في كيفية التعامل معها. فهذه الإجازات، على قِصر مدتها، قد تكون عاملاً مساعداً على تجديد النشاط الذهني والنفسي، وقد تتحول إن أُسيء استغلالها إلى سبب مباشر في تراجع التحصيل الدراسي وصعوبة العودة إلى النسق التعليمي المعتاد. من الطبيعي أن يشعر الأبناء برغبة في كسر الروتين المدرسي، وأن يطالبوا بالسفر والتغيير، غير أن الانصياع التام لهذه الرغبات دون النظر إلى طبيعة المرحلة الدراسية وتوقيتها يحمل في طياته مخاطر تربوية لا يمكن تجاهلها. فالسفر إلى دول تختلف بيئتها ومناخها وثقافتها عن بيئتنا، وفي وقت قصير ومزدحم دراسياً، يؤدي غالباً إلى انفصال ذهني كامل عن أجواء الدراسة، ويضع الطالب في حالة من التشتت يصعب تجاوزها سريعاً عند العودة. توقيت الإجازة وأثره المباشر على المسار الدراسي التجربة التربوية تؤكد أن الطالب بعد الإجازات القصيرة التي تتخلل العام الدراسي يحتاج إلى قدر من الاستقرار والروتين، لا إلى مزيد من التنقل والإرهاق الجسدي والذهني. فالسفر، مهما بدا ممتعاً، يفرض تغييرات في مواعيد النوم والاستيقاظ، ويُربك النظام الغذائي، ويُضعف الالتزام بالواجبات والمتابعة الدراسية، وهو ما ينعكس لاحقاً على مستوى التركيز داخل الصف، ويجعل العودة إلى الإيقاع المدرسي عملية بطيئة ومجهدة. وتكمن الخطورة الحقيقية في أن هذه الإجازات لا تمنح الطالب الوقت الكافي للتكيّف مرتين: مرة مع السفر، ومرة أخرى مع العودة إلى المدرسة. فيضيع جزء غير يسير من زمن الفصل الدراسي في محاولة استعادة النشاط الذهني والانخراط مجدداً في الدروس، وهو زمن ثمين كان الأولى الحفاظ عليه، خصوصاً في المراحل التي تكثر فيها الاختبارات والتقييمات. قطر وجهة سياحية غنية تناسب الإجازات القصيرة في المقابل، تمتلك دولة قطر بيئة مثالية لاستثمار هذه الإجازات القصيرة بشكل متوازن وذكي، فالأجواء الجميلة خلال معظم فترات العام، وتنوع الوجهات السياحية والترفيهية، من حدائق ومتنزهات وشواطئ ومراكز ثقافية وتراثية، تمنح الأسر خيارات واسعة لقضاء أوقات ممتعة دون الحاجة إلى مغادرة البلاد. وهي خيارات تحقق الترفيه المطلوب، وتُشعر الأبناء بالتجديد، دون أن تخلّ باستقرارهم النفسي والتعليمي. كما أن قضاء الإجازة داخل الوطن يتيح للأسرة المحافظة على جزء من الروتين اليومي، ويمنح الأبناء فرصة للعودة السلسة إلى مدارسهم دون صدمة التغيير المفاجئ. ويمكن للأسر أن توظف هذه الفترة في أنشطة خفيفة تعزز مهارات الأبناء، مثل القراءة، والرياضة، والأنشطة الثقافية، وزيارات الأماكن التعليمية والتراثية، بما يحقق فائدة مزدوجة: متعة الإجازة واستمرارية التحصيل. ترشيد الإنفاق خلال العام الدراسي ومن زاوية أخرى، فإن ترشيد الإنفاق خلال هذه الإجازات القصيرة يمثل بُعداً مهماً لا يقل أهمية عن البعد التربوي. فالسفر المتكرر خلال العام الدراسي يستهلك جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة، بينما يمكن ادخار هذه المبالغ وتوجيهها إلى إجازة صيفية طويلة، حيث يكون الطالب قد أنهى عامه الدراسي، وتصبح متطلبات الاسترخاء والسفر مبررة ومفيدة نفسياً وتعليمياً. الإجازة الصيفية، بطولها واتساع وقتها، هي الفرصة الأنسب للسفر البعيد، والتعرف على ثقافات جديدة، وخوض تجارب مختلفة دون ضغط دراسي أو التزامات تعليمية. حينها يستطيع الأبناء الاستمتاع بالسفر بكامل طاقتهم، وتعود الأسرة بذكريات جميلة دون القلق من تأثير ذلك على الأداء المدرسي. دور الأسرة في تحقيق التوازن بين الراحة والانضباط في المحصلة، ليست المشكلة في الإجازة ذاتها، بل في كيفية إدارتها، فالإجازات التي تقع في منتصف العام الدراسي ينبغي أن تُفهم على أنها استراحة قصيرة لإعادة الشحن، لا قطيعة مع المسار التعليمي. ودور الأسرة هنا محوري في تحقيق هذا التوازن، من خلال توجيه الأبناء، وضبط رغباتهم، واتخاذ قرارات واعية تضع مصلحة الطالب التعليمية في المقام الأول، دون حرمانه من حقه في الترفيه والاستمتاع. كسرة أخيرة إن حسن استثمار هذه الإجازات يعكس نضجاً تربوياً، ووعياً بأن النجاح الدراسي لا يُبنى فقط داخل الصفوف، بل يبدأ من البيت، ومن قرارات تبدو بسيطة، لكنها تصنع فارقاً كبيراً في مستقبل الأبناء.
1989
| 24 ديسمبر 2025
حين تُذكر قمم الكرة القطرية، يتقدّم اسم العربي والريان دون استئذان. هذا اللقاء يحمل في طيّاته أكثر من مجرد ثلاث نقاط؛ إنها مواجهة تاريخية، يرافقها جدل جماهيري ممتد لسنوات، وسؤال لم يُحسم حتى اليوم: من يملك القاعدة الجماهيرية الأكبر؟ في هذا المقال، سنبتعد عن التكتيك والخطط الفنية، لنركز على الحضور الجماهيري وتأثيره القوي على اللاعبين. هذا التأثير يتجسد في ردود الأفعال نفسها: حيث يشدد الرياني على أن "الرهيب" هو صاحب الحضور الأوسع، بينما يرد العرباوي بثقة: "جمهورنا الرقم الأصعب، وهو ما يصنع الفارق". مع كل موسم، يتجدد النقاش، ويشتعل أكثر مع كل مواجهة مباشرة، مؤكدًا أن المعركة في المدرجات لا تقل أهمية عن المعركة على أرضية الملعب. لكن هذه المرة، الحكم سيكون واضحًا: في مدرجات استاد الثمامة. هنا فقط سيظهر الوزن الحقيقي لكل قاعدة جماهيرية، من سيملأ المقاعد؟ من سيخلق الأجواء، ويحوّل الهتافات إلى دعم معنوي يحافظ على اندفاع الفريق ويزيده قوة؟ هل سيتمكن الريان من إثبات أن جماهيريته لا تُنافس؟ أم سيؤكد العربي مجددًا أن الحضور الكبير لا يُقاس بالكلام بل بالفعل؟ بين الهتافات والدعم المعنوي، يتجدد النقاش حول من يحضر أكثر في المباريات المهمة، الريان أم العربي؟ ومن يمتلك القدرة على تحويل المدرج إلى قوة إضافية تدفع فريقه للأمام؟ هذه المباراة تتجاوز التسعين دقيقة، وتتخطى حدود النتيجة. إنها مواجهة انتماء وحضور، واختبار حقيقي لقوة التأثير الجماهيري. كلمة أخيرة: يا جماهير العربي والريان، من المدرجات يبدأ النصر الحقيقي، أنتم الحكاية والصوت الذي يهز الملاعب، احضروا واملأوا المقاعد ودعوا هتافكم يصنع المستحيل، هذه المباراة تُخاض بالشغف وتُحسم بالعزيمة وتكتمل بكم.
1557
| 28 ديسمبر 2025
في هذا اليوم المجيد من أيام الوطن، الثامن عشر من ديسمبر، تتجدد في القلوب مشاعر الفخر والولاء والانتماء لدولة قطر، ونستحضر مسيرة وطنٍ بُني على القيم، والعدل، والإنسان، وكان ولا يزال نموذجًا في احتضان أبنائه جميعًا دون استثناء. فالولاء للوطن ليس شعارًا يُرفع، بل ممارسة يومية ومسؤولية نغرسها في نفوس أبنائنا منذ الصغر، ليكبروا وهم يشعرون بأن هذا الوطن لهم، وهم له. ويأتي الحديث عن أبنائنا من ذوي الإعاقة تأكيدًا على أنهم جزء أصيل من نسيج المجتمع القطري، لهم الحق الكامل في أن يعيشوا الهوية الوطنية ويفتخروا بانتمائهم، ويشاركوا في بناء وطنهم، كلٌ حسب قدراته وإمكاناته. فالوطن القوي هو الذي يؤمن بأن الاختلاف قوة، وأن التنوع ثراء، وأن الكرامة الإنسانية حق للجميع. إن تنمية الهوية الوطنية لدى الأبناء من ذوي الإعاقة تبدأ من الأسرة، حين نحدثهم عن الوطن بلغة بسيطة قريبة من قلوبهم، نعرّفهم بتاريخ قطر، برموزها، بقيمها، بعَلَمها، وبإنجازاتها، ونُشعرهم بأنهم شركاء في هذا المجد، لا متلقّين للرعاية فقط. فالكلمة الصادقة، والقدوة الحسنة، والاحتفال معهم بالمناسبات الوطنية، كلها أدوات تصنع الانتماء. كما تلعب المؤسسات التعليمية والمراكز المتخصصة دورًا محوريًا في تعزيز هذا الانتماء، من خلال أنشطة وطنية دامجة، ومناهج تراعي الفروق الفردية، وبرامج تُشعر الطفل من ذوي الإعاقة أنه حاضر، ومسموع، ومقدَّر. فالدمج الحقيقي لا يقتصر على الصفوف الدراسية، بل يمتد ليشمل الهوية، والمشاركة، والاحتفال بالوطن. ونحن في مركز الدوحة العالمي لذوي الإعاقة نحرص على تعزيز الهوية الوطنية لدى أبنائنا من ذوي الإعاقة من خلال احتفال وطني كبير نجسّد فيه معاني الانتماء والولاء بصورة عملية وقريبة من قلوبهم. حيث نُشرك أبناءنا في أجواء اليوم الوطني عبر ارتداء الزي القطري التقليدي، وتزيين المكان بأعلام دولة قطر، وتوزيع الأعلام والهدايا التذكارية، بما يعزز شعور الفخر والاعتزاز بالوطن. كما نُحيي رقصة العرضة القطرية (الرزيف) بطريقة تتناسب مع قدرات الأطفال، ونُعرّفهم بالموروث الشعبي من خلال تقديم المأكولات الشعبية القطرية، إلى جانب تنظيم مسابقات وأنشطة وطنية تفاعلية تشجّع المشاركة، وتنمّي روح الانتماء بأسلوب مرح وبسيط. ومن خلال هذه الفعاليات، نؤكد لأبنائنا أن الوطن يعيش في تفاصيلهم اليومية، وأن الاحتفال به ليس مجرد مناسبة، بل شعور يُزرع في القلب ويترجم إلى سلوك وهوية راسخة. ولا يمكن إغفال دور المجتمع والإعلام في تقديم صورة إيجابية عن الأشخاص ذوي الإعاقة، وإبراز نماذج ناجحة ومُلهمة منهم، مما يعزز شعورهم بالفخر بذواتهم وبوطنهم، ويكسر الصور النمطية، ويؤكد أن كل مواطن قادر على العطاء حين تتوفر له الفرصة. وفي اليوم الوطني المجيد، نؤكد أن الولاء للوطن مسؤولية مشتركة، وأن غرس الهوية الوطنية في نفوس أبنائنا من ذوي الإعاقة هو استثمار في مستقبل أكثر شمولًا وإنسانية. فهؤلاء الأبناء ليسوا على هامش الوطن، بل في قلبه، يحملون الحب ذاته، ويستحقون الفرص ذاتها، ويشاركون في مسيرته كلٌ بطريقته. حفظ الله قطر، قيادةً وشعبًا، وجعلها دائمًا وطنًا يحتضن جميع أبنائه… لكل القدرات، ولكل القلوب التي تنبض بحب الوطن كل عام وقطر بخير دام عزّها، ودام مجدها، ودام قائدها وشعبها فخرًا للأمة.
1143
| 22 ديسمبر 2025