رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عقد المنتدى الاقتصادي العالمي اجتماعه السنوي الرابع والأربعين بمدينة دافوس السويسرية بمنطقة جبال الألب في الفترة من 22-25 يناير الحالي، تحت عنوان "إعادة تشكيل ملامح العالم: العواقب بالنسبة للمجتمع والسياسة وقطاع الأعمال" وذلك بحضور أكثر من 2500 مشارك يمثلون نخبة من الاقتصاديين والسياسيين ورجال الأعمال والإعلاميين من حوالي مائة دولة حول العالم من بينهم 40 رئيس دولة وحكومة ، وهو المنتدى الذي تم تأسيسه عام 1971 ويطلق عليه البعض مجلس إدارة العالم .
هذا وقد شارك في أعمال المنتدى الاقتصادي والسياسي الهام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ونظيره الياباني شينزو آبى والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف، كما شارك كذلك عدد كبير من الشخصيات الاقتصادية الهامة وفي مقدمتهم السيدة كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي والسيد ماريو دراجى رئيس البنك المركزي الأوروبي وخوزيه مانويل باروزو رئيس المفوضية الأوروبية وعدد كبير من رؤساء البنوك المركزية ووزراء المالية والاقتصاد والخارجية والمسؤولين الحكوميين ورؤساء الشركات الكبرى والمتعددة الجنسيات ورجال الأعمال والخبراء الاقتصاديين حول العالم.
وقد اهتم القائمون على تنظيم أعمال المنتدى هذا العام بالوضع في الشرق الأوسط وخصصوا له جلسة أساسية تحت عنوان "سياق الأحداث في العالم العربي – التحديات والتحولات التي تقوم بتشكيل سياق القيادة في هذا العالم" ... بخلاف جلسة أخرى بعنوان "إيران في العالم" والتي حضرها وتحدث فيها الرئيس الإيراني حسن روحاني والذي استثمر وجوده في المنتدى ليعقد أكثر من اجتماع مع رؤساء شركات النفط الأوروبية والأمريكية لجذبهم للعودة من جديد للاستثمار في إيران في أعقاب انتهاء فترة العقوبات المفروضة على بلاده بعد أقل من ستة أشهر في ظل الاتفاق النووي الإيراني مع الغرب.
كما كان في مقدمة أعمال المنتدى هذا العام الاهتمام ببحث تعزيز النمو الاقتصادي والإنتاج والخروج من التأثيرات السلبية للأزمة المالية العالمية وتلافيها، وكذا كيفية التعامل مع المشكلات المستمرة مثل تنامي البطالة بين الشباب وظاهرة شيخوخة المجتمعات وخاصة الغربية منها ... في ظل تحسن النمو الاقتصادي المتوقع في عام 2014 الذي رفع مسؤولو صندوق النقد سقف توقعاتهم له إلى 3.7% في بداية عمل المنتدى، فيما حذر خبراء آخرون من تدني معدلات التضخم في الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية من جراء تقليص برنامج التيسير الكمي في شراء الديون والسندات وتأثير ذلك سلبياً على معدلات البطالة وأسواق المال، بالإضافة إلى وجود فقاعات الأصول في الأسواق الناشئة.
وعلى هامش المنتدى أعلنت مؤسسة "برايس ووتر هاوس " عن نتائج مسح قامت به و شمل أكثر من 1300 مسؤول تنفيذي أن 44% من المشاركين يثقون في تحسن أوضاع الاقتصاد في عام 2014 مقابل نسبة 18% فقط في العام الماضي، وأن 39% منهم يثقون بنمو إيرادات شركاتهم في العام الحالي فيما لم تزد هذه النسبة في العام الماضي عن 36% فقط ، في الوقت الذي بلغت فيه هذه النسبة في عام 2007 نحو 50%، فيما يعني استمرارية هشاشة التعافي الاقتصادي الراهن.
كما دعت وكالة الإغاثة الدولية "اوكسفام" الدول المشاركة في المنتدى الاقتصادي لاتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة التفاوت الواسع بين الأغنياء والفقراء في كل من الدول الغنية والفقيرة على حد سواءً، محذرة من أن تركز الثروات في أيدي قلة محدودة يمكن أن يهدد الاستقرار العالمي، وأعلنت الوكالة على هامش المنتدى أن قرابة 85 شخصاً من أغنياء العالم تتركز في أيديهم أكثر من نصف ثروات العالم، وأن 1% من أغنى الأغنياء يملكون نحو 110 تريليونات دولار، أي ما يفوق بخمسة وستين ضعف ثروة نصف سكان العالم الأكثر فقراً.
وإذا كان المنتدى الاقتصادي العالمي قد أتاح للمشاركين فى أعماله فرصا كاملة للمناقشة والتشاور ووضع اقتراحات وتوصيات يمكن أن تساعدهم ويسترشد بها الرؤساء و السياسيون ببلادهم ... إلا أنني أرى أن حل مشكلات الدول الغربية وخاصة الأوروبية منها لن يكون من خلال المزيد من السياسات التقشفية "كما اقترح بعض المشاركين في أعمال المنتدى" وإنما يكون من خلال المزيد من الإنفاق والاستهلاك المحلي والاستثمار وخاصة في مجال البنية التحتية التي تعمل على خلق فرص عمل كثيفة وسريعة، ومن ثم خفض معدلات البطالة وزيادة ربحية الشركات وأسواق المال وزيادة معدلات النمو.
وفيما يتعلق بالدول النامية والعربية وما تواجهه من تحديات خطيرة وخاصة دول ثورات الربيع العربي التي لا تستطيع حكوماتها تلبية طموحات ومطالب أبنائها المتزايدة في ظل الانخفاض المتنامي لإيراداتها نتيجة مرحلة التحولات السياسة التي تمر بها البلاد وما يواكبها من حالات فوضى وانفلات أمني .... ومن ثم فلا يكون أمام هذه الحكومات من مخرج سوى القيام بإجراء إصلاحات هيكلية أساسية كإلغاء جزئي أو كلي لمنظومة الدعم وفي المقدمة منه دعم الطاقة أو فرض ضرائب جديدة، إلا أن هذه الإصلاحات يمكن أن تسبب بعض المعاناة لهذه الجماهير الرافضة لأي ضغوط أو أعباء إضافية في مرحلة ما بعد الثورة، ولا يكون أمام هذه الحكومات سوى القيام بسياسات مالية واقتصادية مرنة ومتوازنة بحيث تحقق الإصلاحات المنشودة وتعمل في ذات الوقت على تحقيق العدالة الاجتماعية ورفع المعاناة عن الجماهير.
كيف يُدار العجز دون المساس بأساسيات الموازنة
أودّ توظيف مفهومٍ يُعرف بـ المشتقة الجزئية (Partial Derivative) كإطار تحليلي في استعراض الموازنة العامة لسنة 2026، وذلك... اقرأ المزيد
273
| 16 ديسمبر 2025
الفورمولا 1 من التراجع إلى العالمية
في عام 2016، كانت سباقات الفورمولا 1، تعاني من تراجع شعبيتها وعلامتها التجارية. فقد انخفضت أعداد الحضور والمشاهدين،... اقرأ المزيد
87
| 16 ديسمبر 2025
هوية الاعتبار.. من باب الاعتزاز
تزامناً مع اليوم الوطني لدولة قطر، لا شك بأن أفضل وأنسب ما يكتب خلال هذه الفترة ما يتعلق... اقرأ المزيد
144
| 16 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
804
| 10 ديسمبر 2025
هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش على الأرض (غياب النضج المهني) لدى القيادات. وهذا الغياب لا يبقى وحيدًا؛ بل ينمو ويتحوّل تدريجيًا إلى ما يمكن وصفه بالتحوّذ المؤسسي، حالة تبتلع القرار، وتحدّ من المشاركة، وتقصي العقول التي يُفترض أن تقود التطوير. تبدأ القصة من نقطة صغيرة: مدير يطلب المقترحات، يجمع الآراء، يفتح الباب للنقاش… ثم يُغلقه فجأة. يُسلَّم له كل شيء، لكنه لا يعيد شيئًا، مقترحات لا يُرد عليها، أفكار لا تُناقش، وملاحظات تُسجَّل فقط لتكملة المشهد، لا لتطبيقها. هذا السلوك ليس مجرد إهمال، بل علامة واضحة على غياب النضج المهني في إدارة الحوار والمسؤولية. ومع الوقت، يصبح هذا النمط قاعدة: يُطلب من المختصين أن يقدموا رؤاهم، لكن دون أن يكونوا جزءًا من القرار. يُستدعون في مرحلة السماع، ويُستبعدون في مرحلة الفعل. ثم تتساءل القيادات لاحقًا: لماذا لا يتغير شيء؟ الجواب بسيط: التطوير لا يتحقق بقرارات تُصاغ في غرف مغلقة، بل بمنظومة تشاركية حقيقية. أحد أكثر المظاهر خطورة هو إصدار أنظمة تطوير بلا آلية تنفيذ، تظهر اللوائح كأحلام مشرقة، لكنها تُترك دون أدوات تطبيق، ودون تدريب، ودون خط سير واضح. تُلزم بها الجهات، لكن لا أحد يعرف “كيف”، ولا “من”، ولا “متى”. وهنا، يتحول النظام إلى حِمل إضافي بدل أن يكون حلاً تنظيميًا. في كثير من الحالات، تُنشر أنظمة جديدة، ثم يُترك فريق العمل ليخمن طريقة تطبيقها، وعندما يتعثر التطبيق، يُحمَّل المنفذون المسؤولية وتصاغ خطابات الإنذار. هذا المشهد لا يدل فقط على غياب النضج المهني، بل على عدم فهم عميق لطبيعة التطوير المؤسسي الحقيقي. ثم يأتي الوجه الأوضح للخلل: المركزية المفرطة، مركزية لا تُعلن، لكنها تُمارس بصمت. كل خطوة تحتاج موافقة عليا، كل فكرة يجب أن تُصفّى، وكل مقترح يمر عبر «فلترة» شخصية، لا منهجية. في هذا المناخ، يفقد الناس الرغبة في المبادرة، لأن المبادرة تصبح مخاطرة، لا قيمة. وهنا تتحول المركزية تدريجيًا إلى تحوّذ مؤسسي كامل. القرار محتكر. المبادرات محجوزة. المعرفة مقيّدة. والنظام الإداري يُدار بعقلية الاستحواذ، لا بعقلية التمكين. التحوّذ المؤسسي هو الفخ الذي تقع فيه الإدارات حين يغيب عنها النضج. يبدأ من عقلية مدير، ثم ينتقل إلى أسلوب إدارة، ثم يتحول إلى ثقافة صامتة في المؤسسة. والنتيجة؟ - تجميد للأفكار. - هروب للعقول. - فقدان للروح المهنية. - تطوير شكلي لا يترك أثرًا. أخطر ما في التحوّذ أنه يرتدي ثياب التنظيم والجودة واللوائح، بينما هو في جوهره خوف مؤسسي من المشاركة، ومن نجاح الآخرين، ومن توزيع الصلاحيات. القيادة غير الناضجة ترى الأفكار تهديدًا، وترى الكفاءات منافسة، وترى التغيير خطرًا، لذلك تفضّل أن تُبقي كل شيء في يدها حتى لو تعطلت المؤسسة بأكملها. القيادة الناضجة لا تعمل بهذه الطريقة. القيادة الناضجة تستنير بالعقول، لا تستبعدها. تسأل لتبني، لا لتجمّل المشهد. تُصدر القرار بعد فهم كامل لآلية تطبيقه. وتعرف أن التطوير المؤسسي الحقيقي لا يقوم على السيطرة، بل على الثقة، والتفويض، والوضوح، وبناء أنظمة تعيش بعد القائد لا معه فقط. ويبقى السؤال الذي يجب أن يُطرح بصراحة لا تخلو من الجرأة: هل ما نراه هو تطوير مؤسسي حقيقي… أم تحوّذ إداري مغطّى بشعارات التطوير؟ المؤسسات التي تريد أن ترتقي عليها أن تراجع النضج المهني لقياداتها قبل أن تراجع خططها، لأن الخطط يمكن تعديلها… لكن العقليات هي التي تُبقي المؤسسات في مكانها أو تنهض بها.
702
| 11 ديسمبر 2025