أكد السيد مبارك فلاح علي المري، رئيس قسم الرقابة الصحية بالتكليف ببلدية الشحانية، انه تم وضع خطة استعدادا لعيد الأضحى المبارك، وتم البدء في تنفيذها منذ قرابة الشهر، وذلك بتوجيه من رئيس قسم الرقابة الصحية، ومدير إدارة الرقابة البلدية ببلدية الشيحانية، مشيرا إلى أن خطة الرقابة البلدية تهدف إلى تكثيف الجولات التفتيشية على مدار الساعة مع التأكيد على جاهزية المقصب، بالإضافة إلى زيادة عدد الأطباء بما يتناسب مع الزيادة المتوقعة في عدد الذبائح في عيد الأضحى المبارك، وكذلك زيادة الأطباء البيطريين على جميع المناطق ضمن النطاق الجغرافي لبلدية الشيحانية. وقال في حوار لـ «الشرق» انه تم تحديد ساعات عمل لكل مفتش بحيث يتم التأكيد على تغطية المنطقة بشكل كامل على مدار 24 ساعة خلال أيام العيد، مشيرا إلى انه وصل عدد الجولات التفتيشية في القسم من بداية العام ما يقارب الـ 5000 جولة تفتيشية نتج عنها 65 مخالفة لقانون الأغذية. ولفت المري إلى أن الإدارة قامت بعمل حصر ودراسة للمخالفات المتكررة، وأسبابها، وتم عمل سلسلة من الحملات التوعوية وورش العمل لتوعية العاملين بالمطاعم، موضحا انه تم أيضا وضع خطة لمقصب الشيحانية المركزي، حيث تم تزويد المقصب بعدد إضافي من الأطباء البيطريين، وتكثيف العمل من خلال زيادة ساعات العمل، كما تم التواصل مع الشركة المشغلة لتوفير عدد إضافي من القصابين والعمال والتأكيد على جاهزية المقصب خلال أيام عيد الأضحى المبارك. وأضاف انه يوجد عدد 8 أطباء جاهزين ومدربين، وعلى اتم الاستعداد للعمل خلال فترات الذروة حيث انه قد يصل عدد الذبائح استنادا لإحصائيات الأعياد السابقة حتى 500 ذبيحة يوميا. ◄ في البداية، حدثنا عن الخطة الرقابية لبلدية الشيحانية استعداد لعيد الأضحى؟ ► تم وضع خطة تفتيشية، وتم البدء في تنفيذها منذ قرابة الشهر، وذلك بتوجيه من رئيس قسم الرقابة الصحية، ومدير إدارة الرقابة البلدية ببلدية الشيحانية استعدادا لعيد الأضحى، حيث تهدف خطة الرقابة البلدية لتكثيف الجولات التفتيشية على مدار الساعة مع التأكيد على جاهزية المقصب، بالإضافة إلى زيادة عدد الأطباء بما يتناسب مع الزيادة المتوقعة في عدد الذبائح في العيد. ◄ حدثنا عن خطة تفتيش المطابخ الشعبية والمطاعم والمصانع الغذائية؟ ► قمنا بعمل خطة متكاملة تشمل توزيع جميع المفتشين، والأطباء البيطريين على جميع المناطق ضمن النطاق الجغرافي لبلدية الشيحانية، وقد تم تحديد ساعات عمل لكل مفتش بحيث يتم التأكيد على تغطية المنطقة بشكل كامل على مدار 24 ساعة خلال أيام عيد الأضحى المبارك والعطلة الرسمية للدولة، كما تم وضع فريق متخصص لاستقبال الشكاوى ومتابعتها والعمل عليها على مدار الساعة من أطباء بيطريين ومفتشين. ◄ ما أبرز المخالفات وعدد الجولات التفتيشية؟ ► إن هدف البلدية فيما يخص المخالفات الغذائية، هو العمل على تقليل المخالفات تباعا لتكثيف الجولات والمتابعة الدورية والتوعية المستمرة، حيث وصل عدد الجولات التفتيشية في القسم من بداية العام ما يقارب ال 5000 جولة تفتيشية نتج عنها 65 مخالفة لقانون الأغذية، ومن بعض الممارسات الخاطئة المتكررة طرق تسييح السلع الغذائية غير الصحية، والتغيرات التي تطرأ على المواد الغذائية نظرا لعدم الالتزام بطرق الحفظ الجيد والتخزين. وعليه قامت الإدارة بعمل حصر ودراسة للمخالفات المتكررة، وأسبابها، وتم عمل سلسلة من الحملات التوعوية وورش العمل منها الكود اللوني في الواح التقطيع، وترتيب الثلاجة الصحيح لتجنب التلوث التبادلي. ◄ ما الحالات التي تستدعي اتخاذ قرار الإغلاق للمنشأة الغذائية؟ وما عددها إن وجد؟ ► إن قرار الإغلاق يتم اتخاذه من قبل المدير العام لبلدية الشيحانية، بما يراه مناسبا للحالة أو تكرار المنشأة للمخالفات، أو فيما يمس صحة الانسان بشكل مباشر وحجم المخالفة وخطورتها، ويقدر عدد الاغلاقات من بداية العام حتى اليوم بحوالي 12 اغلاقا وصلت بعضها لمدة تصل إلى إغلاق لمدة شهر. ◄ ما أبرز التنبيهات التي غالبا ما يركز المفتشون عليها خلال زيارة المنشآت الغذائية؟ ► يتم التركيز في عملية التفتيش، على تنبيه العاملين بضرورة اتباع الممارسات الصحية، والالتزام بتواريخ الصلاحية المدرجة في بطاقة البيان تبعا للمواصفات الغذائية الموضوعة لكل مادة غذائية، كما يتم التأكيد على عمل مكافحة دورية للحشرات ومراعاة درجات الحرارة الصحيحة سواء للطبخ أو الحفظ أو التبريد. ◄ نصيحة توجهها للجمهور والمستهلكين قبيل العيد؟ ► يجب التأكيد أولا على أن المادة الغذائية شديدة الحساسية، لذلك يجب التعامل معها بطرق صحيحة، خاصة أنها فترة تجمعات كبيرة، وندعو المستهلكين لعدم التردد في تقديم أي شكوى تخص الغذاء على رقم الاتصال الموحد 184، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي لوزارة البلدية، حيث إن هناك فريقا كاملا مستعدا على مدار 24 ساعة لاستقبال هذه الشكاوى. كما ندعو الأهالي لضرورة الذبح داخل المقصب، حتى تخضع الذبائح للإشراف البيطري ليتم التأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمي، وخلوها من الأمراض التي تنتقل عبر اللحوم. كذلك قمنا بوضع خطة لمقصب الشيحانية المركزي، حيث تم تزويد المقصب بعدد إضافي من الأطباء البيطريين، وتكثيف العمل من خلال زيادة ساعات العمل، كما تم التواصل مع الشركة المشغلة لتوفير عدد إضافي من القصابين والعمال والتأكيد على جاهزية المقصب خلال العيد. ويتم الاشراف على الذبح ثم تنتقل الذبيحة الى مرحلة السلخ والتقطيع، ثم الفحص واعتماد الذبيحة أنها صالحة للاستهلاك من عدمه مع العلم أنه يتم اتلاف الذبائح المصابة أو التي يتبين للطبيب أنها غير صالحة للاستهلاك، وهذا يوضح أهمية الذبح في المقصب حيث تخضع للإشراف البيطري، والذي من أهميته الحد من الأمراض المنقولة عبر اللحوم. ◄ كم عدد الفريق البيطري الخاص بالإشراف على عمليات الذبح ؟ ► يتكون الفريق البيطري المسؤول عن الإشراف على اللحوم في المقصب، ضمن خطة عيد الأضحى من 8 أطباء جاهزين ومدربين، وعلى اتم الاستعداد للعمل خلال فترات الذروة حيث انه قد يصل عدد الذبائح استنادا لإحصائيات الأعياد السابقة حتى 500 ذبيحة يوميا. ويوجد بالمقصب منطقة انتظار واستقبال من خلال الأرقام لتنظيم عملية الدخول مع توفير المياه تسهيلا على المترددين على المقصب خلال ذروة العيد.

أكد توفر الظروف الملائمة ومناخ الاستثمار المحفز.. قطاع رواد الأعمال يحظى بدعم متواصل من كافة الجهات المعنية في قطر بعض التحديات والصعوبات تحد من تنفيذ المشاريع والاستثمارات على رجال الأعمال في النشاط السياحي تجاوز النمطية في الاستثمار انطلاق مجموعة "المسكي" واكب الطفرة الاقتصادية للدولة أكد السيد مبارك آل نجم المري رئيس مجلس إدارة مجموعة "المسكي" العاملة في قطاع الإنشاءات والمقاولات على أهمية المبادرة الخاصة وإطلاق المشاريع من أجل التمهيد لبروز جيل جديد من المستثمرين القطريين، داعيا الشباب إلى الانخراط في هذا التوجه. ولفت المري في حديث خاص لـ "الشرق" القول إلى أن مناخ الأعمال في قطر مشجع لإنجاز الشباب مشاريع طموحة تساهم في زيادة حصة القطاع الخاص في تركيبة الناتج المحلي الإجمالي وتنويع مصادر الدخل، داعيا إلى الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي رصدتها الجهات المعنية لإطلاق المشاريع الخاصة. وفي رده على سؤال حول التسهيلات التي يتمتع بها المستثمرون الشباب من قبل الجهات الحكومية، أوضح المري أن هذه التسهيلات تشمل جميع المجالات انطلاقا من الفكرة والتدريب والتمويل ومواكبة بعث المشاريع، وغيرها من التشجيعات. وعدد المري المبادرات التي تصب في هذا الاتجاه مثل إنشاء حاضنة قطر للأعمال، بالإضافة إلى تأسيس مركز بداية وهو شراكة بين بنك قطر للتنمية ومؤسسة "صلتك" والتي تهدف إلى إيصال مجموعة واسعة من الخدمات لشباب قطر مثل التوجيه المهني والتقييم الذاتي وتنمية المهارات. دور رئيسي لبنك قطر للتنمية وأضاف في هذا الإطار: "لا يفوتني التنويه بالدور الذي يلعبه بنك قطر للتنمية في دعم المستثمرين الشباب من خلال البرامج التي يقدمها التي تعزز ثقافة ريادة الأعمال وزيادة الوعي العام بأهمية إطلاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة تحقيقًا لرؤية قطر الوطنية 2030، مشيرًا إلى أن البنك ركز جهوده على تقديم خدمات متنوعة ومتكاملة لرواد الأعمال وللشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تنوعت تلك الخدمات لتشمل كلا من الخدمات المالية والإدارية والتقنية، بالإضافة إلى خدمات المواكبة والتدريب والإحاطة بالباعثين الشباب ". أحد المشروعات السكنية للمجموعة وتقول التقارير إن بنك قطر للتنمية قدم دعما ماديا تجاوز 6 مليارات ريال من التمويل المباشر ومليار ريال كضمانات من خلال برنامج الضمين للقطاع الخاص وفق آخر الأرقام المتوفرة، كما أن البنك يوفر خدمات استشارية وإستراتيجية عديدة ومختلفة استفاد منها أكثر من 5 آلاف رائد ورائدة أعمال قطريين. كما قام بنك قطر للتنمية أيضًا بالشراكة مع وزارة المالية في مبادرة المشتريات الحكومية، وذلك لإشراك أكبر كم من القطاع الخاص المحلي في نهضة التنمية المحلية وقد تمكن من خلال هذه المنصة من المساعدة في ترسية 86 عقدا بقيمة 42 مليون ريال، كما أن هناك 6 عقود أخرى بقيمة 70 مليون ريال في مراحلها الأخيرة من الترسية. إضافةً إلى ذلك قام البنك بالعمل على تسهيل دخول رواد الأعمال في المجال الصناعي بالشراكة مع وزارة الطاقة والصناعة وذلك من خلال مشروعي جاهز ١ وجاهز ٢ والذي نهدف من خلالهما لتجهيز وتخريج ٤٦ رائد أعمال صناعيا متخصصا في مجالات البلاستيك والمواد الكيميائية، الأخشاب، الإلكترونيات والصناعات الغذائية، بالإضافة إلى مبادرة لنقل وترقية المشاريع المنزلية لعملية الإنتاج الغذائي بشكل أكثر احترافية من خلال حاضنة المطابخ المركزية. وذكّر المري في ذات السياق بالدور الذي تلعبه وزارة الطاقة والصناعة، من خلال توفيرها الأراضي لإقامة مشاريع صناعية التي تشكو نقصا في المبادرات، رغم العوائد الكبيرة التي توفرها الاستثمارات في هذا المجال والتي تبلغ وفق بعض الدراسات نحو 20 % مقابل عوائد لا تتعدى الخمس بالمائة في بعض المجالات على غرار الاستثمارات في الأسهم والعقارات، قائلا: "لقد طرحت وزارة الاقتصاد أفكار لعديد المشاريع تناهز كلفتها نحو 500 مليون ريال". على صعيد آخر أوضح المري أهمية دور غرفة قطر في دعم جهود رواد الأعمال الشباب من خلال إتاحة الفرصة أمام العديد منهم لولوج عالم المال والأعمال، والتعريف بمشاغلهم لدى أصحاب القرار واطلاعهم على القوانين التي تضبط الاستثمارات في الدولة. قطاعات واعدة وفي رده على القطاعات الواعدة التي يمكن للشباب أن يقدم فيها إضافة أو يستثمر فيها، أشار المري إلى أن جملة من القطاعات ما زالت تتوافر على فرص كبيرة وقادرة على تحقيق القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، لعل أبرزها الاستثمار في مجال السياحة خاصة في ظل الفعاليات الكبرى المقدمة عليها تنظيمها قطر، مشيرًا إلى ضرورة الخروج من الأطر التقليدية للاستثمار في هذا المجال والتوجه نحو الأفكار المجددة والتي تساهم في تحقيق عوائد أعلى للمستثمر الشباب الراغبين في تجاوز أحادية المنتوج السياحي القطري والمركز بالدرجة الأولى على سياحة المؤتمرات وسياحة التسوق. وقال إن هذا القطاع يعتبر من الصناعات الثقيلة التي تسمح ببروز قطاعات أخرى تدور في فلكه. وحول الصعوبات التي يتعرض لها المستثمر الشاب، قال المري:"رغم أن عديد الإشكاليات تم تجاوزها المتعلقة بالتمويل وبالأفكار والتدريب والمتابعة فإن بعض المعوقات ما زالت تحد من تطوير مشاريع الشباب على غرار تلك المتعلقة بتوفر اليد العاملة وما يصاحبها من بعض الإجراءات المتعلقة بتأشيرات الاستقدام، مضيفا: "نحن نواجه بعض التعقيدات والتحديات التي تحد نسبيا من التسريع في تنفيذ مشاريعنا". وفي حديثه عن بداية مبارك آل نجم المري، قال إن الانطلاقة الأولى كانت في العام 2001 في مجال المقاولات والقطاع العقاري، وذلك تزامنا مع الطفرة الكبيرة التي شهدها الاقتصاد القطري ونسب النمو الكبيرة والتي تعد الأسرع في العالم حيث عرف الاقتصاد القطري في تلك الفترة نسبة نمو تتجاوز الرقمين طوال السنوات الماضية. وقال المري إن مجموعة المسكي تمكنت طوال هذه الفترة من تحقيق إنجازات كبيرة وتحقيق نتائج إيجابية جدا مكنتها من احتلال موقع متقدم في السوق القطري نتيجة رصيد الثقة الذي تمكنت من بنائه مع العملاء. وقال إن قطاعات التعليم والصحة بدورها توفر مجالا رحبا للاستثمار، حيث تولي الخطط التنموية في قطر أولوية قصوى لهذا المجال لإيمان هذه الخطط بكون الصحة والتعليم هي الرافعة الحقيقية لتحقيق التنمية المستدامة في الدولة على المدى البعيد.

"الرُبّية" كانت العملة المتداولة في السابق ومن ثم عملة قطر ودبي "البنكة" اسم يطلق على المروحة سابقاً ووجودها كان ضرورياً بالمنازل الفنر والدافور والجولة كانت وسائل حصولنا على الإنارة قبل الكهرباء نواصل حديثنا مع الوالد مبارك محمد المري، الذي قضى سنوات من حياته في البر مع لفيف من الأهل والأصدقاء، حيث لا وجود للكهرباء أو أجهزة التكييف، ومع دخول شهر رمضان والصيام تزيد المشقة والتعب عليهم، حيث إنهم كانوا خلال فترة "القايلة" الظهيرة وهم ببيوت الشعر يقومون برش غطائهم من بطانيات وغيرها بالمياه حتى يشعروا بالبرودة ويستطيعوا النوم لفترة قصيرة في الهواء الطلق ربما تنسيهم ألم ومشقة وقسوة الحياة البسيطة في ذاك الزمان، وقبل دخول شهر رمضان كانوا يتجهزون له بالذهاب إلى سوق واقف وشراء كل ما يحتاجون إليه طيلة الشهر حتى لا يعودوا للشراء مرة أخرى لبعد المسافة والعناء في الذهاب والعودة . وقال الوالد مبارك محمد المري خلال لقائنا معه: الحياة في السابق كانت شاقة ومع دخول شهر رمضان كنا نتجهز له قبل فترة بشراء ما نحتاج إليه، أما بالنسبة للفطور في شهر رمضان، فكنا نفطر على التمر والارز والقهوة العربية الحاضرة بشكل دائم في كل بيت شعر، ولا وجود للحوم الأغنام او الدجاج إلا قليلا وذلك لحاجتها وأهميتها آنذاك، وخاصة الأغنام والإبل، حيث إنها تعتبر رصيدا كبيرا يدخره صاحبها ويستفيد منها في كل وقت ومتى ما شاء أو احتاج ان يبيع منها ويشتري ما يريد، كما ان تربية الإبل والأغنام كانت موروثة من الآباء والأجداد . وأضاف: في السابق كانت هناك أمانة وثقة بين الناس، حيث إننا عند ذهابنا إلى سوق واقف لشراء ما نحتاج إليه من أغراض وملابس كنا نشتريها بعض المرات في حال عدم توافر المال "بالدَين" ونعود فيما بعد لسداد ما علينا من مبالغ للتاجر، موضحا ان التجار كانوا يثقون بنا، إضافة إلى أن هل قطر في السابق كانوا معروفين فيما بينهم ولدى التجار أيضا مما يجعلهم يشترون ويسددون فيما بعد ما عليهم من مبالغ . بعد الانتقال إلى المدينة " البلد " وكان ذلك أوائل السبعينات سكنا في منطقة الريان الجديد بالقرب من قلعة الريان بالبيوت الحمر ، والكهرباء كانت تصل وتنقطع أحيانا، والمياه الصالحة للشرب تصلنا من منطقة مريخ على ظهور الإبل والحمير، موضحا انه رغم بساطة الحياة وقسوتها لم يمنعنا ذلك من تلقي التعليم، حيث إننا حرصنا على أن نتعلم وكان ذلك نهاية السبعينات. وأوضح انه بعد انتقالنا من البادية إلى المدينة كنا نشعر بالراحة في شهر رمضان من حيث التعب فأصبح العمل قليلا والكهرباء التي كانت تصل إلينا احيانا أسهمت كثيرا في تطور الحال والتخلص من المشقة التي كانت ملازمة لنا في حياة البادية، وكنا ننام على المروحة التي تسمى في ذاك الزمان " بنكة " ، وكان وجودها في المنازل امرا ضروريا للشعور بالبرودة قبل ظهور ووصول المكيفات . واستطرد قائلا: كنا في السابق نستخدم الفنر وكذلك الدافور والجولة للحصول على الإنارة الكافية في كافة أرجاء المنازل وخلال الخروج من المنازل والتجول في الفرجان والمناطق، كما أننا كنا نجهزها قبل حلول المساء بالعمل على تنظيفها، والتأكد من وجود الغاز الكافي فيها قبل حلول الظلام.

الوالد مبارك محمد المري يروي قصص الحياة التي عاشوها في الحياة الماضية كيف قضوها وأين عاشوها مع الآباء والأجداد، ورغم قسوة ومشقة الحياة في ذاك الزمان إلا انه ما زال يتذكر تلك الأيام التي عاشوها في الصحراء وبيوت الشعر بكل بساطة، والقلوب متآلفة تجمعها المودة والرحمة وصلة الأرحام التي تدفعهم إلى تبادل الزيارات رغم بعد المسافات بين المناطق فلا وجود للسيارات بل كانوا يعتمدون على الإبل في الذهاب إلى المناطق الاخرى للزيارات او السفر. عاشوا في صحراء قطر وتحديدا في منطقة الكرعانة وانتقلوا بين عدة مناطق مثل أم باب ودخان وغيرها من المناطق الأخرى، سكنوا في بيوت الشعر وانتقلوا بين الروض بحثا عن العشب.. كان ذلك نهاية الخمسينيات بداية الستينيات، يعتمدون على الآبار في الحصول على المياه مثل بئر الكرعانة وغيره. المري حدثنا عن تلك الأيام التي قضوها في البر ومن ثم انتقلوا للسكن في منطقة الريان أوائل السبعينيات، موضحا انه كانت الحياة صعبة وفيها مشقة وكنا نعمل في المهن البسيطة مثل رعي الأغنام والإبل، ورغم ذلك كنا نصوم رمضان ولا ننقطع عنه، حيث اننا نحرص على معرفة موعد دخول شهر رمضان إما بإرسال شخص إلى مراكز الشرطة قديما أو إلى المدينة وسوق واقف، لمعرفة ذلك أو سماع صوت اطلاق نار ومدافع لمعرفة دخول شهر رمضان، وكذلك الأمر نفسه في حال دخول العيد، لافتا إلى أن اطلاق النار والمدفع كان يعبر عن دخول مناسبة اسلامية إما بداية شهر رمضان أو العيد. وأضاف: عندما كنا في البر ونرغب بزيارة الاقارب والأصدقاء في المناطق الاخرى نستعد للذهاب إليهم، ولم تكن هناك سيارات حيث اننا كنا نركب الإبل ونتجه إليهم ويحتاج الامر إلى جهد وعناء بسبب طول المسافة. وقال: توفي والدي منذ الصغر رحمه الله وحملت المسؤولية عنه، ولكن لم يمنعني ذلك من تعلم عادات البدو وحبهم للخروج برحلات صيد "قنص" وكذلك الكرم والشجاعة وحسن الخلق وإكرام الضيف والإحسان للجار، حيث اننا كنا نخرج للصيد مع بعض الأقارب والأصدقاء في بر قطر مثل العريق وأم باب والكرعانة ونسافر أيضا إلى المملكة العربية السعودية للصيد في منطقة "الجافورة" بالإبل. ولفت إلى أن السكان خاصة البدو في ذاك الوقت كانوا يعتمدون على الآبار للحصول على مياه الشرب ويقطعون مسافات للوصول إلى البئر. اما بالنسبة لطرق ذهابهم إلى الأسواق قديما لشراء ما يلزمهم فقال: كنا نذهب بالإبل إلى سوق واقف لشراء كل ما نحتاج إليه من أكل مثل التمر والرز والقِناد "الهيل" وحتى الملابس أيضا، ونقضي يومين على الطريق في الذهاب والإياب من وإلى سوق واقف حيث كانت الانطلاقة من منطقة الكرعانة ومن ثم نستريح وسط الطريق ونصبح في السوق ونشتري ما يلزمنا ونعود مرة اخرى إلى المنطقة ونصل إليها في اليوم الثاني. رغب كغيره من الآباء في أداء فريضة الحج بسيارة "سوبربان" وكانت اول سيارة قام بشرائها ومازال يذكرها حتى الآن من نوع دوج "بيك أب"، موضحا مع ظهور السيارات أصبحت المعاناة من حيث الذهاب إلى الاسواق لشراء ما نحتاج إليه أقل بكثير عن السابق حيث انها خففت علينا كثيرا. وأوضح: عند انتقالنا إلى المدينة "البلد" سكنا في البدايات بمنازل قديمة عبارة عن صناديق خشبية وغيرها ومن ثم تطور الامر إلى منازل عبارة عن حجر وطين ومن ثم إلى منازل أخرى مثل "البيوت الحمر" التي سكنا فيها بمنطقة الريان فهي ملك الشيخ عبد العزيز بن أحمد منحها للبعض في منطقة الريان وكان ذلك في السبعينيات، وسميت بالبيوت الحمر لان لونها كان أحمر.

تعلمت من والدي إكرام الضيف والإحسان إلى الجار ومكارم الأخلاق يحرص على تناول الإفطار كل عام مع المساكين في مجلسة سكنا في بيوت شعر بمنطقة "الرفيق" غرب الجميلية حياة البادية مازلت حاضرة لدى الآباء الذين عاشوا الزمن الماضي مع آبائهم وأجدادهم الذين تعلموا منهم عادات وتقاليد مازلنا نتفاخر ونتعامل بها حتى يومنا هذا، رغم بساطة تلك الحياة الماضية، إلا أنها بقيت خالدة في أذهان الكثير منهم واكتسبوا من تلك الحياة شيما وأخلاقا عظيمة يتعاملون بها مع الجميع حتى الآن. قساوة الحياة ومشقتها لم تمنع البعض منهم من استكمال مسيرة التعليم أو حتى كسر حاجز الأمية والإصرار على التعلم، حيث إنهم كانوا يتعلمون ويدرسون القرآن الكريم ويحفظونه عن ظهر قلب، ومنه عرفوا وتعلموا وتطورا وأصبحوا يقرأون ويكتبون. كانوا يعملون بالمهن البسيطة مثل رعي الأغنام والإبل ويخرجون إلى البر ويقضون ساعات طويلة من يومهم في الرعي ويعودون للجلوس مع الآباء في تلك المجالس المتواضعة التي تحتضن عظماء ثقفوا أجيالا وعلموهم عادات وتقاليد البادية التي مازالت تعيش معهم. الوالد مبارك بن راشد المري يُحدثنا عن حياة البادية والأيام التي عاشوا في بيوت الشعر، موضحا: مازلنا نشتاق إلى تلك الحياة التي تعلمنا منها الكثير، لافتا إلى أنه تعلم من والده الكرم والشجاعة وإكرام الضيف وإقامة المناسبات والمشاركة بها والحرص على إحياء التراث والتعامل بالأخلاق النبيلة والحسنة التي يتسم به شعبنا الكريم. وأضاف: علمني والدي رحمه الله عادات مازالت حتى الآن حاضرة لدي وأعامل الجميع فيها مثل إكرام الضيف والإحسان للجار والأخلاق الحسنة وطريق استقبال الضيوف أيضا أثناء زيارتهم لنا، بالإضافة إلى كيفية الجلوس في المجالس وطريقة التحدث والسكوت عندما يتحدث الأكبر سناً، وطريقة تجهيز القهوة العربية على النار وكيفية تقديمها للضيوف، ومن العادات التي تعلمتها من والدي أيضا ذبح الأغنام للضيوف واستقبالهم والترحيب بهم، حيث إن هذا الأمر يعتبر أساسيا ومهما لدينا في حياة البادية. أما بالنسبة لحياة البادية، فقال المري: في السابق كنا نسكن بيوت الشعر، ورغم بساطة الحياة، إلا أن قوة الترابط كانت موجودة بيننا ونتبادل الزيارات ونسأل عن بعضنا ونتناول الإفطار مع بعضنا في رمضان خلال تلك الأيام الجميلة، وسكنا في منطقة "الرفيق" الواقعة غرب منطقة الجميلية في السنوات الماضية ببيوت شعر بسيطة جدا، وفي تلك السنوات لم يكن لدينا سوى الإبل والأغنام نعتمد عليها للحصول على الغذاء، وقد كنا نتزود بالماء من البئر الموجود في تلك المنطقة، وكان يطلق عليه اسم بئر الرفيق نذهب إليه باستمرار للشرب منه وكذلك تشرب منه الإبل والأغنام أيضا، ورغم قسوة الحياة وبساطتها آنذاك، لم يمنعه ذلك من التعلم، حيث إنه حرص على حفظ القرآن والتعلم منه. الوالد مبارك راشد المري يحرص كل عام خلال شهر رمضان على إطعام المساكين ودعوتهم إلى مجلسه لتناول الإفطار، لا يقبل أية عزائم ويؤجلها إلى بعد صلاة التراويح، كل ذلك في سبيل إطعام المساكين والجلوس لتناول الإفطار معهم، وهو ما يؤكد كرمه الذي ورثه عن والده وزرعه في نفوس أبنائه.