دعا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، روسيا، اليوم السبت، إلى وقف دعمها للانفصاليين في أوكرانيا "فورا"، بعد مقتل 30 شخصا على الأقل في مدينة ماريوبول الإستراتيجية، في تصعيد كبير للقتال في شرق أوكرانيا. وقال خلال زيارة إلى مدينة زيوريخ السويسرية، "ندعو روسيا إلى إنهاء دعمها للانفصاليين فورا، وإغلاق الحدود الدولية مع أوكرانيا، وسحب جميع الأسلحة والمقاتلين والدعم المالي"، معربا عن إدانته للهجوم "المروع" على ماريوبول.

بدأت، اليوم الجمعة، عملية تبادل مئات الأسرى بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في إطار الاتفاق الذي تم التوصل اليه الأربعاء الماضي في مينسك. عملية التبادل التي بدأت بتبادل مجموعة من 30 أسيرا من كل جانب بالقرب من مدينة كوستيانتينيفكا (45 كلم شمال معقل دونيتسك الانفصالي) تشمل 222 انفصاليا و150 أوكرانيا، ويتوقع أن تنجز مساء الجمعة.

بعد سلسلة من المعارك في منطقة النزاع لوهانسك شرقي أوكرانيا، اتفق الجيش الأوكراني والانفصاليون الموالون لروسيا على عقد هدنة بالمنطقة بدءا من الخامس من شهر ديسمبر الجاري. وقال زعيم الانفصاليين إيجور بلوتنيتسكي، اليوم الثلاثاء، لوكالة "إنترفاكس" للأنباء، إنه من المقرر أيضا أن يسحب كلا الطرفين المعدات العسكرية الثقيلة بدءا من السادس من الشهر الجاري لمسافة تبلغ "نحو 15 إلى 30 كيلومترا" من خط النزاع. وأكد بلوتنيتسكي، بهذه التصريحات ما أعلنته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا من قبل. جدير بالذكر، أن قرار الهدنة يعد بمثابة بداية جديدة لتنفيذ الاتفاقات التي توصل إليها طرفي النزاع في بداية شهر سبتمبر الماضي.

ذكرت مصادر دبلوماسية، أن الاتحاد الأوروبي سوف يوسع نطاق عقوباته على أوكرانيا لتشمل 13 شخصا، من الانفصاليين و5 كيانات تعمل في الجزء الشرقي المضطرب من البلاد. وقال مصدر بالاتحاد الأوروبي مشترطا عدم الكشف عن هويته "هذا لتورطهم في انشطة من شأنها أن تقوض وحدة الأراضي الأوكرانية". وأضاف دبلوماسيو الاتحاد الأوروبي، أن الكيانات المعنية تشمل جماعات سياسية مرتبطة بالانتخابات الإقليمية التي أجريت في شرق أوكرانيا، والتي لم تعترف بها كييف أو الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة. ومن المقرر ان يدخل القرار الذي اتخذه سفراء التكتل حيز التنفيذ يوم السبت، عندما تنشر الأسماء في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي.

دعت روسيا، اليوم الجمعة، السلطات الأوكرانية والانفصاليين المقربين من موسكو في شرق أوكرانيا والذين ينظمون بعد غد الأحد انتخابات تشريعية ورئاسية إلى بدء حوار جدي بهدف إنهاء النزاع المسلح الدائر منذ أبريل الماضي. وقال الكرملين في بيان: "تؤيد روسيا بدء حوار جدي بين الحكومة الأوكرانية المركزية وممثلي منطقتي دونيتسك ولوجانسك الأمر الذي سيتيح تحقيق الاستقرار العام للوضع". ومن ناحية أخرى، دعت ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا، روسيا إلى عدم الاعتراف بالانتخابات التشريعية والرئاسية التي ستنظم الأحد في لوجانسك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وفق ما أكدت الرئاسة الأوكرانية في بيان. وأكد البيان أن البلدان الثلاثة عبرت عن هذا الموقف خلال اتصال هاتفي بين المستشارة أنجيلا ميركل ورؤساء فرنسا فرنسوا هولاند وأوكرانيا بترو بوروشنكو وروسيا فلاديمير بوتين.

قُتل 5 مدنيين وأصيب 24 آخرون، مساء أمس الأربعاء، في معارك بدونيتسك معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا، حيث تتواصل أعمال العنف رغم الهدنة التي أعلنت رسميا قبل شهر. وتواصلت عمليات قصف أحياء كويبشفسكي وكييفسكي بالقرب من محطة القطارات حتى منتصف الليل. وصباح اليوم الخميس استؤنف إطلاق الصواريخ بشكل متقطع في المنطقة نفسها. وأعلن وقف إطلاق النار في 5 سبتمبر لإفساح المجال أمام إقامة منطقة عازلة في شرق أوكرانيا حيث أوقعت المعارك منذ أبريل أكثر من 3600 قتيل. لكن إذا كانت الهدنة تحترم في قسم كبير من خط الجبهة، إلا أن معارك قوية تستمر حول مواقع متنازع عليها لاسيما مطار دونيتسك. وقُتل حوالي 331 شخصا في أوكرانيا منذ بدء العمل بوقف إطلاق النار بحسب حصيلة نشرتها الأمم المتحدة في جنيف أمس الأربعاء.

لا تزال الهدنة مستمرة بشكل عام الإثنين، بين الجيش الأوكراني والانفصاليين بعد جهود السلام التي بذلت في الأيام الأخيرة سعيا لتحقيق وقف إطلاق نار دائم قبل الشروع في مفاوضات سياسية شائكة حول مستقبل المناطق الانفصالية الناطقة بالروسية في شرق البلاد. وأعلن الجيش الأوكراني أن جنديين قتلا وأصيب اثنان آخران بجروح في الساعات الـ24 الماضية. وبذلك يرتفع إلى 39 عدد الجنود والمدنيين الذين قتلوا منذ الاتفاق على وقف إطلاق النار في الخامس من سبتمبر، ما يظهر مدى هشاشة الهدنة. وفي مؤشر على الهدوء، تم تسيير قوافل مساعدات روسية وأوكرانية خلال عطلة الأسبوع إلى دونيتسك ولوجانسك. وللمرة الأولى منذ 26 يوليو الماضي، وصل قطار قادم من كييف إلى لوجانسك الاثنين. تطبيق المذكرة وأعلن الجيش الأوكراني البدء بتطبيق نقاط المذكرة الموقعة في مينسك بين الانفصاليين والسلطات في كييف وتنص على إقامة منطقة عازلة بعرض 30 كلم على طول الجبهة وحظر التحليق فوق المناطق الانفصالية وقيام الجانبين بأبعاد أسلحتهما الثقيلة عن الجبهة. وقال المتحدث باسم الجيش إندريي ليسينكو "نستعد لأبعاد المدفعية الثقيلة مسافة 15 كلم". وكان المتحدث أعلن الأحد أن تطبيق خطة المنطقة العازلة لن يكون ممكنا إلا بوقف شامل للمعارك. وأضاف أنه خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية "لم نلحظ أي خرق للحدود الأوكرانية أو لمجالنا الجوي كما لم يكن هناك إطلاق نار من الجانب الروسي وهذا ما يؤكد التطبيق العملي لنقاط خطة السلام التي أقرت بمبادرة من الرئيس الأوكراني". من جهته، قال أندريه بورجين نائب رئيس الوزراء في جمهورية دونيتسك المعلنة من طرف واحد فرض تطبيق اتفاق مينسك "واقعية"،= وأضاف في تصريحات لوكالة فرانس برس أن "الاتفاقات سيتم تطبيقها لكن مع الكثير من الصعوبات". وتابع متسائلا "أين هم النزاع الذي انتهى بمجرد توقيع وثيقة؟ هذا لا وجود له. لكن الحركة بدأت وستتواصل". ووقف إطلاق النار ليس شاملا. فقد شهدت مدينة دونيتسك صباح الإثنين تبادلا محدودا لإطلاق النار، إلا أن الوضع الميداني أكثر هدوءا كما أن عدد الضحايا من المدنيين تراجع في الأيام الأخيرة. وكان الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أشاد مساء الأحد "بوقف التصعيد". كما أشار إلى أن تسوية النزاع لا تتم فقط عبر حل سياسي مذكرا بأنه "كلما تزايد عدد وحدات الجيش الأوكراني (في المناطق الانفصالية) كلما زاد عدد القوات الروسية المنتشرة في المنطقة". من الجانب الروسي، أعلن سيرجي إيفانوف رئيس الديوان الرئاسي والمقرب من الرئيس فلاديمير بوتين أن "بوروشنكو بدا يدرك انه لم يكن من الضروري شن حرب حتى النهاية، حتى أخر أوكراني". وشدد ايفانوف في مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا جازيتا" أن "الاتفاقات التي تم التوصل إليها أتاحت تعليق الأعمال العسكرية ولو أن السلام لا يزال هشا جدا". لكن، وبعد خمسة أشهر من النزاع الذي أوقع قرابة 2900 قتيل واحدث أزمة لا سابق لها منذ نهاية الحرب الباردة بين روسيا والغربيين، فأن أحدا لا يتوقع حلا سريعا للازمة التي بدأت في نوفمبر 2013 بحركة احتجاجية ضد الحكومة في كييف انتهت بإطاحة الرئيس فيكتور يانوكوفيتش تلاه ضم روسيا لشبه جزيرة القرم وبدء الحركة الانفصالية الموالية لموسكو في شرق أوكرانيا. ومساء الأحد، حذر بوروشنكو الانفصاليين وروسيا من أن بلاده مستعدة للدفاع عن نفسها عسكريا إذا فشلت عملية السلام مع الانفصاليين الموالين لروسيا. تطبيق البنود إلا أن تطبيق البنود الواردة في مذكرة مينسك ليس بالعملية السهلة. يضاف إلى ذلك، الصعوبة التي تواجهها "الإدارة" الانفصالية في السيطرة على كل المجموعات التي تطالب بالاستقلال. وهناك أيضا مسالة الوجود العسكري الروسي الذي تنفيه موسكو رغم اتهامات كييف والحلف الأطلسي. وكان الحلف أعلن في نهاية الأسبوع الماضي أن جنودا روس لا يزالون داخل أراضي أوكرانيا ولو أن عددهم أقل. وعلاوة على الشق العسكري، هناك مسالة وضع المناطق الانفصالية التي كان يفترض التباحث بشأنها في مينسك لكن لم يتم التطرق إليها. ويتجاهل الانفصاليون حتى الآن عرض كييف منح حكم ذاتي اكبر خلال ثلاث سنوات للمناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتنظيم انتخابات محلية في السابع من ديسمبر ومنح عفو مشروط عن المقاتلين. واعتبر "رئيس" جمهورية لوجانسك المعلنة من جانب واحد ايجور بلوتنيتسكي الاثنين أن السلطات في كييف تعترف باستقلال الجمهورية بحكم الواقع. وقال بلوتنيتسكي "يمكنهم لو شاؤوا (السلطات في كييف) إطلاق تسمية وضع خاص، لكن عندما لا يتم تطبيق القوانين الأوكرانية على منطقة ما، فهذا يعني إقرارا باستقلالنا بحكم الأمر الواقع، إنما بتعابير مختلفة". من جهتها، ذكرت كييف برفضها لأي "استقلال" أو "فدرالية". دعوة تطبيع وفي وارسو على صعيد أخر، دعا وزير الخارجية الجديد في بولندا غريجغوري شتينا الى "تطبيع" العلاقات بين بلاده من جهة وروسيا وأوكرانيا من جهة أخرى. ونقلت عنه صحيفة "بولسكا" قوله اليوم الإثنين "أريد القيام بكل ما يلزم للعودة إلى علاقات طبيعية ومستقرة" مع روسيا وأوكرانيا، وأضاف "يجب أن يكون لدى البولنديين القناعة بأن سياستنا في الشرق تمنحهم ضمانات أمنية والناس ينتظرون ذلك من الحكومة ووزير الخارجية". وكان وزير الخارجية السابق رادوسلاف سيكورسكي معروفا بدعمه الحازم لكييف وانتقاداته الحادة لموسكو بسبب دورها في الأزمة الأوكرانية.

دان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، اليوم الخميس، "العدوان" الروسي في شرق أوكرانيا، وذلك خلال استقباله في البيت الأبيض الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو. وهنأ أوباما أيضا نظيره الأوكراني على القرار "الصعب" الذي أقدم عليه بمبادرته إلى منح الانفصاليين في شرق أوكرانيا عفوا عاما وقدرا أكبر من الحكم الذاتي.

قتل 6 مدنيين في معارك بين الجيش الأوكراني وانفصاليين موالين لروسيا خلال الساعات الـ24 الاخيرة في دونيتسك، معقل الانفصاليين في شرق أوكرانيا، بحسب بلدية المدينة. وهي الخسارة الأكبر في صفوف المدنيين منذ الهدنة التي تم التوصل إليها في الخامس من سبتمبر بين كييف والانفصاليين، والتي تعرضت للخرق مرارا، لوضع حد لخمسة اشهر من النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 2700 شخص، بحسب الأمم المتحدة. وأعلن مساعد رئيس البلدية كونستاينتين سافينوف أن "6 مدنيين قضوا في الأعمال الحربية". وقد قتل 5 أشخاص في المكان جراء عمليات قصف في حين توفي سادس في المستشفى متأثرا بجروح خطرة أصيب بها، كما أوضح هذا المسؤول. واتهمت كييف، أمس الأحد، الانفصاليين بتهديد عملية السلام عبر تكثيف إطلاق النار على المواقع الأوكرانية. وفي سياق متصل، قال متحدث باسم فريق مراقبين دوليين إن الفريق المؤلف من 6 أفراد تعرض للقصف مرتين في "دونيتسك" أمس الأحد، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين قوات الحكومة والانفصاليين الموالين لروسيا. وسلطت الواقعة، التي تعرضت فيها سيارتان تابعتان لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لأضرار بالغة، الضوء على هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم هذا الشهر في الصراع الذي قتل أكثر من 3 آلاف شخص. وذكر بيان للمنظمة أن 4 قذائف انفجرت على بعد نحو 200 متر من فريق المراقبة الذي توجه إلى سوق بدونيتسك، حيث وردت تقارير في وقت سابق عن حدوث قصف. وفي سياق ذي صلة، قال مصدر دبلوماسي فرنسي إن وزراء خارجية روسيا وألمانيا وفرنسا مجتمعون في باريس اليوم لبحث الأزمة في أوكرانيا. وعقد الاجتماع بعد مؤتمر باريس بشأن العراق الذي حضره وزراء من 26 دولة و3 وكالات دولية.

صرح وزير الدفاع الأوكراني، فاليري هاليتي، أن الكثير من دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" بدأت في توريد أسلحة للقوات في شرق أوكرانيا. وقال جاليتي للقناة الخامسة في التليفزيون الأوكراني "عملية تسليم الأسلحة تجري الآن"، إلا أنه لم يصرح عن نوعية الأسلحة أو البلدان القادمة منها. وأضاف جاليتي أن عملية وقف إطلاق النار التي بدأت منذ الخامس من سبتمبر الجاري في منطقة النزاع بشرق أوكرانيا لا تزال سارية حتى، اليوم الأحد، إلا أن حالة التوتر تتفاقم، ربما نظرا للمناورة العسكرية الكبيرة التي ستبدأها الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك بعض دول حلف الناتو غدا الاثنين في غرب أوكرانيا. ويذكر أن، روسيا ترى في وجود جنود من دول حلف الناتو استفزازا كبيرا لها وخطرا على الهدنة. وتبعد هذه المناورة التي سيشارك بها إجمالي 1300 جندي من أوكرانيا ومن 15 دولة أخرى بنحو 1200 كيلومتر عن منطقة النزاع دونباس.

يعتزم الاتحاد الأوروبي إضافة 24 شخصية "بينهم قادة للانفصاليين في الدونباس "شرق أوكرانيا" وأعضاء في حكومة القرم، إضافة إلى مسؤولين وأقطاب أعمال روس"، غدا الجمعة، إلى لائحته للأشخاص والكيانات التي تستهدفها عقوبات محددة الهدف. وأوضح المجلس الأوروبي، الذي يمثل الدول الأعضاء الـ28 في مذكرة أن إضافة هذه الأسماء "ترفع إلى 119 العدد الإجمالي للأشخاص" الذين تستهدفهم هذه العقوبات المتمثلة في منع الدخول إلى أراضي الاتحاد الأوروبي وتجميد الأرصدة "بينما يبقى 23 كيانا تحت عقوبة تجميد أرصدتهم في الاتحاد الأوروبي".

قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الأربعاء، إنها وثقت أدلة على جرائم حرب ارتكبها الجانبان في الصراع بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وقال الأمين العام للمنظمة التي تعنى بحقوق الإنسان، ساليل شيتي، في مؤتمر صحفي في موسكو، إن بعض الانفصاليين الذين تدعمهم قوات روسية وأفرادا من كتيبة إيدار الأوكرانية ارتكبوا انتهاكات حقوقية في الصراع المستمر منذ خمسة أشهر. وقال شيتي وهو يشير إلى صور بالأقمار الصناعية إن التورط الروسي في العنف في شرق أوكرانيا جعلها طرفا في الصراع، وهو ما قد يحملها المسؤولية إذا ثبت وقوع جرائم حرب. وقال شيتي، إن المنظمة طلبت عقد اجتماعات مع الرئيس فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرجي لافروف، لكن لم يوافق أيهما على الاجتماع معه أو يرد على المزاعم. وتنفي روسيا أنها طرف في الصراع ورفضت اتهامات بأنها أرسلت جنودا وأسلحة لدعم الانفصاليين. وقال شيتي، إن انتهاكات حقوق الإنسان بما فيها الضرب والخطف نفذه انفصاليون "نعرف الان أنهم مدعومون بقوات روسية" وكتيبة إيدار الأوكرانية وهي مجموعة للدفاع الإقليمي مكونة من متطوعين. كما دعا إلى إجراء تحقيق في مزاعم من الجانبين بإطلاق نيران مدافع هاون دون تمييز قال إنها أدت إلى مقتل أكثر من 1000 مدني. وحذرت لجنة الأمن القومي والدفاع الأوكرانية، المواطنين من العودة إلى منازلهم، في المدن الشرقية للبلاد، التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.

أعلن رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الانفصالية المعلنة من طرف واحد الكسندر زاخارتشنكو، اليوم الأحد، أن كييف وموسكو والانفصاليين مع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا سيبحثون وضعا خاص للمناطق الانفصالية في شرق أوكرانيا بحلول أسبوع في مينسك. وصرح لإذاعة "كومرسانت اف ام" الروسية، أن "موضوع هذا الاجتماع سيكون إدراج وضع خاص أو وضع مختلف". وإذا لم يتم قبول ذلك، فعندئذ لن يكون لبروتوكول الاتفاق أي قيمة". وأوضح "أود أن أضيف إلى الاتفاق (الذي ابرم في مينسك الجمعة) بندا هو الاعتراف الفوري باستقلالنا، إذا كنا مستقلين، فستكون روسيا شريكنا الرئيسي".

قال مساعد كبير للرئيس الأوكراني، بيترو بوروشينكو، اليوم الأحد، إن كييف توصلت لاتفاق خلال قمة حلف شمال الأطلسي في ويلز للحصول على أسلحة واستشارات عسكرية من خمس دول أعضاء بالحلف. وقال يوري ليتسينكو مساعد الرئيس على صفحته على فيسبوك "خلال قمة حلف شمال الأطلسي تم التوصل لاتفاقات بشأن تقديم استشارات عسكرية وإمدادات أسلحة حديثة من الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا وبولندا والنرويج." ولم يدل بمزيد من التفاصيل ولم يتسن على الفور تأكيد صحة الإعلان. وشارك بوروشينكو الذي تقاتل قواته انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا في القمة التي استغرقت يومين في ويلز، واختتمت أعمالها يوم الجمعة. وقال مسؤولو الحلف إن الحلف لن يرسل أسلحة لأوكرانيا، وهي ليست عضوا في الحلف لكنهم قالوا إن الدول الأعضاء قد تقوم بذلك بشكل فردي. وتعارض روسيا بشدة التقارب بين أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي.

أعلن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، اليوم الخميس، أنه سيتم الجمعة التوقيع على خطة لإنهاء النزاع الدائر منذ خمسة أشهر في شرق أوكرانيا بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا. وقال بوروشنكو على هامش قمة الحلف الأطلسي في ويلز "غدا في مينسك سيتم توقيع وثيقة تشكل توطئة تدريجية لخطة السلام الأوكرانية". وأضاف "من المهم جدا أن يتعلق العنصر الأول بوقف إطلاق النار". ومن المقرر عقد اجتماع في عاصمة بيلاروسيا الجمعة بين ممثلين عن كييف وموسكو والانفصاليين ومنظمة الأمن والتعاون الاقتصادي في أوروبا.

كشف الجهاز الاتحادي الروسي للهجرة، اليوم السبت، النقاب عن أن أكثر من 800 ألف أوكراني فروا إلى روسيا منذ العملية العسكرية التي أطلقتها كييف في جنوب شرق أوكرانيا، مضيفا أن نحو 130 ألفا منهم تقدموا بطلبات للجوء. وقالت الإدارة الصحفية للجهاز في بيان نشرته وكالة ريا نوفوستي للأنباء: "منذ بدء النزاع في أوكرانيا، تلقى جهاز الهجرة طلبات من 130 ألف مواطن أوكراني يطلبون لجوء مؤقتا أو منحهم وضع لاجئ" وأن "أكثر من 78 ألفا يطلبون إقامة مؤقتة وأكثر من 33 ألفا تقدموا بطلبات للحصول على الجنسية الروسية". ويقول جهاز الهجرة الروسي، إن إجمالي عدد الذين فروا من أوكرانيا واستقروا في روسيا منذ أول إبريل يبلغ 820 ألف شخص. وطلب نحو 22 ألف أوكراني تصريح إقامة وقرر أكثر من 12 ألفا الانضمام إلى برنامج الدولة الخاص بإعادة توطين الرفاق. يذكر أن جنوب شرق أوكرانيا يشهد قتالا بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا منذ عدة أشهر. وتتهم الحكومة الأوكرانية موسكو بدعم الانفصاليين بالسلاح ونشر جنود هناك غير أن الأخيرة تنفي ذلك.

قال الجيش الأوكراني، اليوم الجمعة، إن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفتح "ممر إنساني" للسماح للقوات الأوكرانية بالانسحاب تظهر أن الانفصاليين تحت السيطرة المباشرة للكرملين. وقال الجيش الأوكراني في بيان، إن دعوة بوتين تدل على شيء واحد فقط "هؤلاء الناس "الانفصاليون" تحت قيادة الكرملين وسيطرته المباشرة".

قال الجيش الأوكراني، إن قواته واصلت الضغط على الانفصاليين الموالين لروسيا خلال معارك جرت خلال الليل، واليوم الإثنين، وأنها طوقت بلدة هورليفكا التي يسيطر عليها الانفصاليون وسيطرت على مستوطنات صغيرة في شرق أوكرانيا. وجاء في بيان عسكري أن الجيش يعتقد إن الانفصاليين ردوا بنظام صاروخي روسي الصنع "أوراجان" قرب قرية واقعة جنوب شرقي دونيتسك وهذه أول مرة يستخدمون فيها هذا السلاح. وتقول القوات الأوكرانية أنها تواصل تقدمها وتطرد القوات الانفصالية وتقطع خطوط إمدادها في الشهر الرابع للصراع الدائر في شرق أوكرانيا. وجاء في بيان الجيش "نقطتا مالايا ايفانيفكا واندريانيفكا الاستيطانيتين تم تطهيرهما "من المتمردين" تماما، كما تم عزل مستوطنة التشيفسك، وفرض طوق كامل حول هورليفكا". وسقطت هورليفكا في يد الانفصاليين منذ بداية الصراع ولها أهمية إستراتيجية لقربها من الطريق الرابط بين دونيتسك ولوجانسك.

قتل 11 مدنيا في خلال 24 ساعة في دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لموسكو في شرق أوكرانيا، حيث يجري إطلاق نار كثيف من أسلحة ثقيلة حتى في وسط المدينة كما أفادت بلدية المدينة في بيان. وأعلنت بلدية دونيتسك في بيان "أن 11 مدنيا قتلوا خلال 24 ساعة الأخيرة وأصيب 8 بجروح". وأشار المصدر نفسه إلى أن المعارك دارت ليلا في منطقتي بتروفسكي (غرب) ولينينسكي (وسط). وأمس الخميس امتدت المعارك خلال النهار إلى قلب دونيتسك معقل الانفصاليين، التي كانت تعد نحو مليون نسمة قبل بدء الأعمال العسكرية على ما أفاد مراسلو وكالة "فرانس برس". وأصاب إطلاق النار الكثيف من أسلحة ثقيلة أمس الخميس مباني عدة، منها جامعة ومقر النيابة العامة الذي يحتله المتمردون. وتعذرت معرفة مصدر هذه النيران. واتهمت الأمم المتحدة في تقرير أواخر يوليو، الانفصاليين والجيش الأوكراني على حد سواء، باستخدام أسلحة ثقيلة في مناطق مأهولة بالسكان.

حثت الولايات المتحدة الأمريكية، أوكرانيا على ضبط النفس للتقليل من عدد الضحايا المدنيين خلال معارك القوات الحكومية مع "المتمردين" الموالين لروسيا شرق البلاد. وأكدت نائبة المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماري هارف، في تصريح إذاعه راديو "سوا" اليوم، ضرورة اتخاذ كافة الخطوات لتفادي السكان المحليين خلال محاولتهم تحرير مدينة "دونيتسك" من "الانفصاليين" وعدم استخدام سلاح قد يشكل خطرا على حياة المدنيين. وجددت ماري هارف، دعم الولايات المتحدة للحكومة الأوكرانية في معاركها المستمرة منذ 4 أشهر ضد "الانفصاليين" الموالين لروسيا، متهمة هؤلاء باللجوء عمدا إلى مناطق المدنيين.