رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

2073

دبلوماسية الوساطة.. قوة قطر الناعمة في طي النزاعات

الدوحة عاصمة الحوار الحر والمصالحات والمبادرات الإنسانية

02 يناير 2019 , 08:00ص
alsharq
صاحب السمو والبشير يتفقدان مشروع قرية نموذجية بدارفور
الدوحة – الشرق:

-    الدوحة نجحت في إصلاح ذات البين بين اللبنانيين

-    إعلان الدوحة يدعو لتسريع المصالحة الفلسطينية

-    قبائل التبو والطوارق الليبية تصالحت في الدوحة

-    مساعٍ قطرية حميدة للوساطة بين الأطراف الأفغانية

-    إطلاق سراح جنود جيبوتيين ولبنانيين وفيجيين

-    اتفاقات لاستدامة السلام والإعمار والحياة الكريمة

-    نجاح الدبلوماسية الوقائية في نزع فتيل الأزمات                

باتت الدوحة عاصمة لفض النزاعات وعقد اتفاقيات السلام والصلح، من خلال سياسة "الأبواب المشرعة"، وانتهاجها دبلوماسية "إنسانية" و"وقائية"، وبفضل القيادة الرشيدة تمكنت قطر، عبر وساطاتها الدبلوماسية، حلّ عدد من النزاعات بفاعلية كبيرة، حُقنت على إثرها الدماء، وأعيدت الحقوق وتصالح المتخاصمون، ومن جانب آخر، تستقطب قطر الاهتمام العالمي بشكل مستمر، لكونها ملتزمة دوما بتعهداتها الواضحة في انخراطها في الحراك الدولي، لإنفاذ المفاهيم والمعايير الدولية، في شتى المجالات الحيوية، ذات الأولوية، في واقع السياسة والدبلوماسية، وظلت الإشادات الدولية تتجدد بمواقف قطر وأدوارها المؤثرة، في الساحتين الإقليمية والدولية، وهي مواقف وأدوار متناسقة مع جهود المجتمع الدولي، والمنظمات الاقليمية والدولية. فمواقف قطر، واضحة ومعلنة، وتتسم بالشفافية والمصداقية.

 وأثبتت الدبلوماسية القطرية التزامها واستمرارها في المبادرات التي أطلقتها لحل النزاعات في عدة ملفات اقليمية ودولية. وتبرز زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى اقليم دارفور في سبتمبر 2016، احتفالا بإنفاذ وثيقة الدوحة، دليلا ساطعا على حرص القيادة الرشيدة على إرساء دعائم السلام والاستقرار في السودان والمنطقة بأسرها.

 نجاح الدوحة

نجحت الدوحة لمصداقيتها، وشفافيتها، ولوقوفها على مسافة واحدة من الفرقاء في عدة دول نعمت بالسلام والاستقرار بفضل لعب دور الوسيط الايجابي في إيجاد الحلول العملية للأزمات، في اليمن وفلسطين ولبنان والسودان وأفغانستان والقرن الأفريقي، وتكللت جهودها في إصلاح ذات البين سياسياً بين الأطراف المتنازعة العربية والاقليمية، ويعود الفضل في ذلك لعدم تخلف قيادتها السياسية عن الاضطلاع بدورها القومي والإسلامي، والإسهام في سد الثغرة التي نشأت عن إحجام الآخرين عن أداء هذا الواجب، ثم بفضل ديناميكية دبلوماسيتها الذكية والنشطة، حتى صارت وجهة الأطراف المتنازعة التي تبحث عن حل للخروج من المشاكل المتعلقة بصراعاتها الداخلية التي تهدد نسيج وحدتها الوطنية وأمنها القومي وسلمها الاجتماعي.

ومثل هذه النجاحات غيّرت مسلمات كانت سائدة في عالم الدبلوماسية العربية، حيث أصبحت مثل هذه المبادرات ترتبط في حقيقة الأمر بالعلاقات مع الدول والأطراف المتخاصمة، فضلا عن القدرة على صياغة اتفاقات عملية وواقعية وصولا إلى حلول وسط تكون محل قبول ورضا الجميع. ويوما تلو يوم تضيف دولة قطر نجاحا آخر لا يقلّ أهمية عن سابقه حينما استطاعت تحقيق ما عجز عنه الآخرون عربيا وإسلاميا على مستوى المصالحات وإصلاح ذات البين وجهود إحلال السلام والتنمية في المنطقة.

سجل الوساطات

-    1999 نجحت الدوحة في حل الخلاف بين الأردن وحركة حماس، ووقتها تم الاتفاق على استضافة الدوحة لاربعة من قياديي الحركة.

-    2005 تم إبرام اتفاق بين السودان وإرتريا لتحسين العلاقات التي شابها بعض التوتر وجمعت الدوحة الرئيسين السوداني عمر البشير ونظيره الإرتري اسياس افورقي.

-    2007 نجحت وساطة قطرية في التوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية والحوثيين يقضي بإنهاء التمرد والالتزام بالنظام الجمهوري وتسليم السلاح، وتم توقيع وثيقة الدوحة في فبراير 2008.

-    2007 تمكنت وساطة قطرية من حل قضية الممرضات البلغاريات اللائي احتجزن في ليبيا بعد اتهامهن مع ممرض فلسطيني بحقن 400 طفل ليبي بفيروس نقص المناعة "الايدز" وبعد أن اصبحت قضية رأي عام، وذلك بتعويض وتقديم العلاج للاطفال.

-    2008 وقعت الأطراف اللبنانية اتفاق الدوحة بعد خمسة ايام من الحوار، ومن أبرز بنوده انتخاب قائد الجيش ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وإقرار قانون الانتخابات وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

-    2011 توقيع وثيقة الدوحة لسلام دارفور بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة، واجيزت هذه الوثيقة الإطارية في مؤتمر أهل المصلحة في دارفور وتتضمن اقتسام السلطة والثروة وحقوق الانسان والعدالة والمصالحات والتعويضات ،وتم تضمينها في دستور السودان.

-    2011 توقيع إعلان الدوحة للمصالحة الفلسطينية، بعد نجاح وساطة قطرية في التوصل لاتفاق وقعه عن حركة فتح محمود عباس ابو مازن وعن حركة حماس خالد مشعل لتسريع المصالحة الفلسطينية بين اكبر فصيلين في فلسطين.

-    2013 إطلاق سراح 13 راهبة و3 مساعدات لهن احتجزن في معلولا بمحافظظة ريف دمشق.

-    2013 الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة توقعان اتفاقا في إطار وثيقة الدوحة لسلام دارفور.

-    2013 اطلاق سراح 9 لبنانيين بعد 16 شهرا من الاحتجاز في افزاز السورية.

-    2014 نجحت وساطة قطرية في التوصل إلى صيغة بين الولايات المتحدة وحركة طالبان قضت بإطلاق سراح الأسير الأمريكي "بوي بيرغدال" و5 من قياديي الحركة في سجن غونتنامو.

-    2014 نجحت وساطة قطرية في إطلاق سراح 45 جنديا فيجيا من العاملين بقوات حفظ السلام في الجولان السوري المحتل واحتجزوا في ريف القنيطرة بالجانب المحرر من الجولان.

-    2015 إطلاق سراح 4 جنود من جمهورية طاجكستان احتجزتهم حركة طالبان في ديسمبر 2014 على الحدود الشمالية لأفغانستان.

-    2015 توقيع اتفاق سلام بين قبائل التبو والطوارق الليبية في الدوحة يقضي بوقف إطلاق النار وعودة النازحين إلى مدنهم وبلداتهم وفتح الطريق إلى مدينة أوباري.

-    2015 نجاح وساطة قطرية في إطلاق سراح 16 جنديا لبنانيا اختطفوا في جرود عرسال.

-    2016 الإفراج عن 4 جنود جيبوتيين كانوا محتجزين لدى إرتريا.

-    2018 مساع قطرية حميدة للتوسط وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية في الصراع الأفغاني.

عاصمة المصالحات

وفي المحصلة، يمكن القول إن سر نجاح المبادرات القطرية في تحقيق السلام والمصالحات يكمن في التحرك القوي في إطار الملف التفاوضي، والصبر واتباع سياسة النفس الطويل للتوفيق بين وجهات النظر المختلفة، والمتابعة الدقيقة والمتواصلة لهذه الجهود إلى أن تؤتي أكلها، والعمل على خطوط متوازية لتلبية الاحتياجات الإغاثية أولا، والدفع بعملية التنمية التي من شأنها توفير سبل الاستقرار، وإعادة الإعمار وتوفير الحياة الكريمة لدعم مسار السلام، ولهذه الأسباب وغيرها استطاعت قطر أن تحقق دبلوماسيا ما عجز عنه الآخرون، فانتزعت بذلك إعجابا شعبيا عربيا وإسلاميا، طالما أن مساعي المصالحة والسلام والاستقرار تصب في خدمة الشعوب التي تكون عادة هي المتضرر الأكبر من الحروب والنزاعات، وبذلك تضيف الدوحة إلى رصيدها السياسي انجازاً جديداً تؤكد فيه نجاح دبلوماسية المصالحات في نزع فتيل الأزمات في عدد من البلدان العربية وغيرها. وسجلت الدوحة رقما قياسيا عربيا في عدد المصالحات العربية والإقليمية التي استضافتها على مدى السنوات القليلة الماضية ولا تكاد تمر بضعة أشهر إلا وتستضيف الدوحة فرقاء من دول عربية، وهو ما دفع مراقبين لإطلاق لقب «عاصمة المصالحات العربية» على الدوحة.

مساحة إعلانية