رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1660

الشاعر بطي الحبابي : المبدعات القطريات يعشن أزهى عصورهن

03 يونيو 2016 , 09:37م
alsharq
القاهرة – زينب عيسى

في حوار خاص لــ"الشرق" حذر الشاعر القطري بطي الحبابي من محاولات تفتيت الهوية العربية، مشيرًا إلى أن مبادرة الشعراء العرب التي عقدت فعالياتها مؤخرا بالقاهرة تهدف إلى تعزيز الروابط المشتركة بين الشعراء العرب في مواجهة التحديات التي يتعرض لها الوطن العربي، لافتا إلى أن تكاتف المبدعين والمثقفين للدفاع عن هويتهم ومستقبل أوطانهم يعد الخندق الأخير لهم في إيصال صوتهم إلى موائد القرار في محاولة للوصول إلى مفهوم السلام والأمان، وخلق رأي عام دولي مناهض للإرهاب بمفهومه الشامل.

وقال الحبابي إن المبادرة التي يعد واحدا من مؤسسيها وأعضائها الحاليين تسعى جاهدة إلى غرس ثقافة الدعم والتواصل لدى المفكرين والمبدعين وهو ما قامت عليه أهداف المبادرة التي انطلقت للدفاع عن الشاعر أحمد سبهان والذي اعتقله النظام الإيراني، مشيرًا إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تعقد بها المبادرة ملتقى لها في القاهرة، وسبق أن أقامت عددا من المهرجانات الثقافية في عدد من الدول العربية في الكويت، الأردن، وكان آخرها مهرجان في البحرين تحت عنوان "غزة تنتصر"، دعمًا للأشقاء في فلسطين المحتلة، وتأكيدًا على مناصرة الشعراء للقضية الفلسطينية.

توحيد الشعراء العرب

وأشار على هامش مشاركته في ملتقى الشعراء بالقاهرة والذي أنهى أعماله مؤخرا بالعاصمة المصرية وضم نخبة كبيرة من الشعراء المصريين والعرب أن أعمال المبادرة دشنت منذ عام لهدف سام لتوحيد الشعراء العرب والتكاتف وحماية حقوق الشعراء، ودعم المرأة والفئات ذوي الاحتياجات الخاصة من الشعراء الشبان، وضمت 300 شاعر وشاعرة من مختلف أنحاء الوطن العربي، مؤكدًا أن عقد فعاليات المبادرة بالقاهرة يأتي لكونها نقطة التقاء هامة ومحورية على كافة الأصعدة السياسية والأدبية والفكرية وتزخر بكوكبة من الشعراء والأدباء سواء من الراحلين أو من هم على قيد الحياة، لافتا إلى وجود اتجاه لأن تستقر المبادرة في القاهرة انطلاقًا من كون مصر حاضنة للثقافة فضلا عن الانتشار الإعلامي بها.

ولفت الحبابي قائلا:"أمثل بلدي قطر كعضو من أعضاء مبادرة الشعراء العرب، وسعدت بالحفاوة المصرية بنا ووفادة وكرم الشعب المصري، حيث التقينا بالعديد من الزملاء الشعراء والمبدعين وتبادلنا وجهات النظر، مشيرًا إلى أننا كأعضاء المبادرة على يقين بأنها ستكون ذات شأن في وقت وجيز لما تحمله من أهداف عظيمة ومهمة داعية إلى توحيد الصف العربي ومناصرة قضايا الوطن العربي ونبذ العنصرية والإرهاب، والتطلع إلى وطن مستقر متكاتف.

وبين الحبابي أننا في أشد الحاجة للتكاتف خلال الظرف السياسي الراهن الذي يمر به الوطن العربي ويحتاج إلى مثل تلك المبادرات التي نجتمع على هدفها النبيل، فلا يكاد يخلو بيت عربي من حب الشعر أو نظمه، وأي مواطن يسعد حين يرى تكاتفا شعبيا بين أبناء وطنه لدحض الإرهاب، لكننا نحتاج توحيد للهدف ونطمح في المزيد من المبادرات الداعمة لأوطاننا في كل المجالات وليس من خلال الشعر والشعراء فقط، مشيرًا إلى أن الأدب والشعر والإبداع يمكن أن يصلحوا ما تفسده السياسة.

وحذر الحبابي من تهميش دور المبدعين على موائد القرار حتى أصبحت هناك فجوة يحاول سدها الشعراء والأدباء، مشيرًا إلى تجاوب المراكز الثقافية العربية في دعم الملتقى والمبادرة ومن أشخاص لهم وزن في بلادهم، مضيفًا إلى التكريمات التي قدمها الملتقى بالقاهرة للمبدعين والأدباء تمثل تقديرًا معنويًا مؤثرًا في نفوس المبدعين.

وحول أهمية الفعاليات الثقافية في دعم المشهد الثقافي العربي في إشارة إلى مسابقة كتارا، قال الحبابي إن تلك المسابقة التي انتهت أخيرًا في العاصمة القطرية، تعد من أبرز المبادرات العربية في خدمة الشعر الداعي لحب الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء بخصاله الحميدة من خلال مسابقة "شاعر الرسول".

وحول رؤيته للمشهد الثقافي والإبداعي القطري خاصة النسوي، يرى الحبابي أن مساهمات المبدعات القطريات أصبحت مهمة وأفضل من السابق بكثير مشيرًا إلى أن المجال أصبح مفتوحًا فلم تعد هناك تفرقة بين مبدع أو مبدعة وذلك بفضل القيادة القطرية الحكيمة الرشيدة الداعمة للمرأة في كافة المجالات، موضحًا أن هناك حركة تشكيلية مزدهرة من خلال جهود نسوية رائعة من التشكيليات القطريات، كذلك هناك مؤلفات قطريات أصبحن من أهم المبدعات على المستوى الخليجي والعربي.

إنتماء شعري

حول تجربته الإبداعية، أشار الحبابي إلى أنه ينتمي إلى بيئة شعرية حيث كان والده وجده ينظمان الشعر، فضلًا عن مشاركته في كثير من الفعاليات الشعرية داخل قطر وخارجها، قائلا:"أهتم بالشعر المقفى والموزون والنبطي أكثر من أي لون شعري آخر، وأسعى إلى الوصول لأكبر شريحة من متذوقي الشعر في الوطن العربي، لافتًا إلى أنه يعكف على إصدار ديوانه الجديد بيد أنه في مرحلة التمهل الذي يسبق انطلاق الإبداع والذي يرى أنها مرحلة مهمة لكل شاعر ليحفظ حقوقه فيما بعد ويوثق لعمل جاد.

أهمية النقد

بسؤاله عن اتجاهه الشعري قال الحبابي:"هناك خطوط حمراء وضعتها نصب عيني منها ألا أنظم قصيدة هجاء لإيماني بالنقد البناء والتوجيه والفكر والرؤية من خلال القصائد الاجتماعية وليست الهجائية، ذاكرًا أن قصائد الهجاء على مر العصور لاقت إقبالًا خاصة في العصور الجاهلية الأولى لكن كان لها ظروفها حيث كانت ترتبط بهجاء من هم ضد السلاطين أو العظماء، لكنها لم تعد ملائمة للعصر وذلك لانتشار وسائل تعبير من خلال التكنولوجيا، الأمر الأهم أنها لا تضيف شيئًا للشاعر لكنها يمكن أن تبقى نقطة سوداء في تاريخ صاحبها، وأراها لا تتماشى مع الوقت الحالي ونحن في حاجة لشعر يرسخ للمحبة والسلام، وهذا لا يعني ألا يكون هناك شعر ناقد لكن يجب أن يكون للبناء لا الهدم أو مجرد الهجوم على السلبيات فقط".

مساحة إعلانية