رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

1277

التوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق النهائي للإعلان الدستوري في السودان

04 أغسطس 2019 , 05:53م
alsharq
الوسيط الأفريقي محمد ولد لبات
الخرطوم - قنا:

وقع المجلس العسكري الانتقالي و"قوى إعلان الحرية والتغيير"، في الخرطوم اليوم، بالأحرف الأولى على الاتفاق النهائي للإعلان الدستوري، برعاية وإشراف الوساطة الإفريقية الإثيوبية إيذانا بدخول المرحلة العملية لتشكيل هياكل مؤسسات السلطة الانتقالية والتي تشمل مجالس السيادة والوزراء والتشريعي وتشكيل مؤسسات الدولة المدنية الجديدة.

وأكد الوسيط الإفريقي السفير محمد الحسن لبات، في كلمة له بالمناسبة، أهمية الوفاء لروح الاتفاق والثورة من قبل المدنيين والعسكريين، مشددا على أن الاتفاق سيمثل كتابة التاريخ الحقيقي للفترة الانتقالية، الأمر الذي يتطلب إعطاء الرعاية والاحترام للمنظومة الدفاعية الأمنية وعدم المساس بها لأنها تعكس وحدة وتماسك البلاد.

وتطرق الوسيط الإفريقي لأهمية الاستقرار واستقلال القرار الوطني، والبعد عن كل تدخلات أجنبية، قربت أم بعدت، لافتا إلى أهمية إعطاء رعاية واعتبارات خاصة لشريحتي المرأة والشباب.

وأكد وقوف الاتحاد الإفريقي مع السودان للعبور لمرحلة الاستقرار، معلنا أن رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي سيحضر التوقيع النهائي على الاتفاقيات في 17 أغسطس الجاري، ومبينا أن الثورة السودانية قدمت درسا للقارة الإفريقية بسلميتها وخصوصيتها وتنوعها وتضافر مدنييها وعسكرييها.

كما وصف السفير محمد الحسن لبات التوقيع بالأحرف الأولى على الوثيقة الدستورية بأنها "لحظات تاريخية عبرت عن ضمير وإرادة الأمة السودانية ووفائها لجموع الشهداء والثائرين، وعكست مدى تلاحم الشعب مع قواته المسلحة"، مثمنا الدور الذي لعبته الوساطة الإثيوبية في العبور للنجاحات التي تحققت الآن.

من جانبه، أكد الوسيط الإثيوبي السفير محمود درير، في كلمته، أن التوقيع على الوثيقة الدستورية يؤسس لحكم ديمقراطي، وبناء دولة القانون والمساواة دون هوامش أو تهميش، ويفتح المجال واسعا للحركات المسلحة للعودة لحضن الوطن والمشاركة في نهضته، لافتا إلى أن الحكومة الانتقالية ستولي أمر السلام صدارة اهتماماتها، معلنا عن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للمشاركة في حفل توقيع الاتفاق النهائي.

وأوضح أن بلاه ستقف داعمة للسودان، وستساند كل الحراك الدبلوماسي المكثف الذي سيتم لإعفاء ديون السودان البالغة 65 مليار دولار، مذكرا بأهمية المحافظة على الجيش.

وقال درير في السياق ذاته "إن الدول التي فرطت في جيوشها أصبحت في مهب الرياح"، مشيرا إلى أن السودان يشكل صمام أمان للقارة الإفريقية لاسيما أنه يقع في منطقة لها خصوصيتها ومشاكلها، مما يعني الحاجة الماسة لإرساء الأمن والاستقرار فيه.

وفي سياق متصل، شدد المهندس عمر الدقير ممثل "قوى إعلان الحرية والتغيير"، في كلمته، على أن التوقيع على الوثيقة الدستورية جعل الوطن الحلم يلوح لأهل السودان، مبينا أن أولويات المرحلة القادمة ستكون التحقيق العادل والشفاف للقصاص للشهداء، مضيفا أنه اليوم "انفتحت صفحة جديدة للوطن، وعتبة جديدة للثورة لإنفاذ برامجها في مجالات السلام والإصلاح الشامل، وتنفيذ البرنامج الإسعافي الاقتصادي العاجل، وتفكيك مؤسسات أنظمة الحكم السابق، وفتح المجال أمام المصالحة الوطنية الشاملة، والتخلص من كل تبعات الماضي، وإرساء الحياة الحرة الكريمة للجميع".

كما أكد أهمية حراسة الثورة وبناء دولة المؤسسات، واصفا المرحلة الجديدة بأنها الأصعب حيث ستبدأ في تحويل الاتفاق لبرنامج عمل واضح الملامح.

من جانبه، أبرز الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، في كلمة له بالمناسبة، أن الاتفاق نقل البلاد لعهد جديد بعد عمل شاق ومنعطفات حادة ولحظات عصيبة في مسيرة التفاوض، مشيرا إلى أن المجلس العسكري الانتقالي و"قوى إعلان الحرية والتغيير" دخلا التفاوض شركاء، وخرجا منه فريقا واحدا، انتصرت فيه الإرادة الوطنية، وأكدت أن مصلحة الوطن مقدمة على الجميع.

واعتبر أن التوصل لهذا الاتفاق يطوي صفحة عصيبة من تاريخ البلاد ساد فيها التناحر والاقتتال، ووضع أساسا لبناء جديد تجاوز كل أمراض الماضي لتحقيق أعلى درجات الرضا للشعب، متعهدا بإرساء العدالة، ومثمنا دور الوساطة الإفريقية الإثيوبية في إنجاح التفاوض.

يشار إلى أن أبرز المطالب الشعبية الملحة المطالبة بتنفيذ البند الخاص بتشكيل لجنة تحقيق وطنية مستقلة في أحداث العنف التي وقعت في الثالث من يونيو الماضي بفض الاعتصام السلمي لثورة التغيير أمام مقر القيادة العامة للجيش بالقوة، مما أدى إلى مقتل وجرح العشرات من المدنيين على أن تنظر اللجنة في غيرها من الأحداث والوقائع التي تمت فيها خروقات لحقوق وكرامة المواطنين مدنيين أو عسكريين.

وتأتي في مقدمة مطالب الفترة الانتقالية وتحدياتها، إلغاء القوانين المقيدة للحريات، واستقلال القضاء وضمان حياديته، وتحديد صلاحيات رئيس الجمهورية، وسن القوانين وإصلاح أجهزة الدولة، وتفعيل وثيقة الحقوق والحريات، وفصل حقوق المرأة عن الطفل، إلى جانب إعادة هيكلة القوات النظامية وتبعية قوات الدعم السريع للقوات المسلحة والشرطة للسلطة التنفيذية، وهيكلة جهاز الأمن والمخابرات الوطني ليكون عمله قاصرا على جمع المعلومات وتحليلها، وإبعاد الصبغة العسكرية عنه على أن يخضع للسلطة التنفيذية والسيادية.

ووفق الاتفاقيات المبرمة بين المجلس العسكري الانتقالي و"قوى إعلان الحرية والتغيير"، فإن السودان سيدار بنظام حكم برلماني يؤسس لدولة القانون، وستقوم اللجان الفنية بتحديد جداول زمنية بشأن تأسيس هياكل السلطة الانتقالية والتي ستبدأ بإعلان مجلس السيادة ورئيس الوزراء الذي ستعلنه "قوى إعلان الحرية والتغيير" وسيؤدي القسم أمام مجلس السيادة، ومن ثم يشكل حكومته من مجموعة الترشيحات التي تقدمها له "قوى التغيير" ، ومن المرجح أن يبلغ عدد الحقائب الوزارية 20 وزارة، على أن يحل المجلس العسكري الانتقالي تلقائيا بمجرد الإعلان عن مجلس السيادة، ومن المقرر أن تكتمل كافة الخطوات بحلول منتصف الشهر الجاري لتباشر الحكومة الجديدة عملها بشكل رسمي.

وتشمل مكونات الحكومة الجديدة 11 عضوا لمجلس السيادة ( 5 أعضاء لكل طرف)، على أن يكون العضو 11 بالتوافق بين الطرفين، وتمنح بموجب الاتفاق "قوى إعلان الحرية والتغيير" نسبة 67% من مجمل مقاعد المجلس التشريعي، على أن تمنح بقية القوى الأخرى التي شاركت في الثورة ولم توقع على إعلان "قوى التغيير" نسبة 33%، هذا وستدوم الفترة الانتقالية 3 سنوات وثلاثة أشهر يكون الجزء الأول منها والمقدر ب 21 شهرا برئاسة عسكرية، والجزء الثاني 18 شهرا برئاسة مدنية على أن تخصص الستة أشهر الأولى من عمر الفترة الانتقالية لمعالجة قضية الحرب والسلام بصورة جذرية.

يشار إلى أنه عقب إعلان الوساطة الإفريقية عن توصل طرفي التفاوض للاتفاق النهائي، شهد الشارع السوداني في الخرطوم وبقية الولايات مظاهرات مؤيدة حاشدة عبرت شعاراتها عن مساندة ثورة التغيير والوقوف مع الحكومة المدنية المرتقبة لتحقيق أهداف الثورة المنشودة.

يذكر أنه مرت قرابة أربعة أشهر حتى الآن منذ الإطاحة بنظام حكم الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل الماضي من قبل المجلس العسكري الانتقالي، ولاتزال السودان في حالة فراغ سياسي دون حكومة تسير أمورها.

اقرأ المزيد

alsharq ترامب يعلن إطلاق مشروع "أكبر سفينة حربية في التاريخ" ويحدد موعد جاهزيتها

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن إطلاق طراز جديد من السفن الحربية يضم أكبر سفينة بنيت في تاريخ... اقرأ المزيد

278

| 23 ديسمبر 2025

alsharq إصابة 3 فلسطينيين في اعتداءات إسرائيلية جنوب نابلس

أصيب فلسطيني بالرصاص الحي، وأصيب اثنان آخران بالرضوض، اليوم، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار باتجاه مركبتهم... اقرأ المزيد

44

| 23 ديسمبر 2025

alsharq رئيس الوزراء السوداني يعلن أمام مجلس الأمن الدولي عن مبادرة للسلام في بلاده

أعلن الدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء السوداني، أمام مجلس الأمن الدولي، مبادرة حكومة السودان للسلام، مبينا أنها تستند... اقرأ المزيد

154

| 23 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية