رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

435

تهدئة لـ72 ساعة تعيد الحياة لغزة المدمرة

05 أغسطس 2014 , 11:04ص
alsharq
غزة - وكالات

بدأ، صباح اليوم الثلاثاء، سريان التعليق المؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، بين الفصائل الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي لمدة 72 ساعة، بناءً على مقترح مصري، لتبدأ خلال هذه المدة مفاوضات حول التوصل إلى هدنة دائمة.

ومن المتوقع أن يتوجه وفد إسرائيلي، خلال الساعات القليلة المقبلة، إلى القاهرة للمشاركة في المفاوضات حول التوصل إلى هدنة دائمة.

وفور دخول التهدئة الإنسانية حيز التنفيذ، فتحت أسواق غزة أبوابها أمام مئات الأهالي الذين تدفقوا لشراء الحاجيات.

لم يُصدق الطفل، محمد حجازي، أنّ بائع الفلافل، المجاور لمنزلهم قد فتح أبوابه، منذ ساعات الصباح الأولى، وبدأ في إعداد الوجبة الأكثر شعبية في قطاع غزة.

ويُسارع حجازي "13 عاما"، إلى شراء الوجبة، التي افتقد رائحتها وطعمها طيلة أيام الحرب الإسرائيلية، والمستمرة لليوم الـ30 على التوالي.

ومنح إعلان التهدئة الإنسانية بين إسرائيل، وفصائل المقاومة الفلسطينية، لـ"72" ساعة، الطفل حجازي الشعور بالأمان بمعاودة حياته العادية، وهو الأمر الذي تكرر مع عشرات الأطفال الذين اصطفوا في طوابير، لملامسة أقراص الفلافل الساخنة والعودة بها إلى بيوتهم لتناول طعام الإفطار مع ذويهم.

وبدأت طوابير المواطنين تصطف أمام المخابز، ومحال الصرافة، ومحطات مياه التحلية، وفي كل مكان بإمكانه أن يمد السكان بـ"الحياة" التي افتقدوا تفاصيلها في الأيام السابقة.

تحدي الموت والاحتلال

وتقول رشا البيومي، "بدت الشوارع وكأنها في الأيام الطبيعية والعادية التي سبقت الحرب"، مضيفة: "سكان غزة، خرجوا بحثا عن الحياة التي تتزاحم مع الموت".

وقالت البيومي، وهي تتفقد ثمرات "الطماطم" الحمراء، "حتى لو انتهت التهدئة الإنسانية، سنبقى نخرج كل يوم، الموت لم يعد يُفارقنا ولو لدقيقة"، حسبما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء.

ولأول مرة، ارتفع صوت الباعة المتجولين، وهم ينادون على ما يحملون من خضراوات، ظلت حبيسة التربة لأسابيع.

وارتفع الضجيج في شوارع قطاع غزة، مع بدء أفواج النازحين تخرج من مدارس الإيواء، وتبدأ في العودة إلى بيوتها، لتفقد ما خلفته آلة الحرب من دمار وخراب.

وتتمنى سمر حبيب "42 عاما"، وهي تستعد للذهاب إلى منزلها في بيت حانون شمالي قطاع غزة، بعد أن تركته جراء القصف، أن تعود لتجده سليما.

وتتابع حبيب، وهي تستعيد ذلك المشهد: "ليتها تنتهي هذه الحرب، إلى الأبد، لقد تعبنا، ودفعنا ثمنا باهظا، بيوتنا وأطفالنا، كل ما نريده هو حياة هادئة".

إزالة آثار التدمير

وهذه الساعات الطويلة ستمكّن أهالي قطاع غزة من التقاط أنفاسهم، وسيعكف الجميع على إصلاح الأضرار، التي بالإمكان معالجتها بشكل سريع، كخطوط الهاتف والمياه والأشياء الأساسية التي تضررت بفعل القصف العنيف.

وتقول مصادر في سلطة الطاقة بغزة، إنها ستعكف على إصلاح خطوط الكهرباء التي تدمرت بفعل الحرب، كي تستطيع مد البيوت ولو بساعات قليلة من التيار الكهربائي، بعد أن قصفت إسرائيل المحطة مؤخرا، وأغرقت القطاع في ظلام دامس، لليوم الـ8 على التوالي.

وبدأت طواقم الإسعاف والدفاع المدني في انتشال جثامين الشهداء من تحت أنقاض وركام البيوت والأحياء، في المناطق الحدودية لقطاع غزة.

ومن جانبها، دعت وزارة الداخلية في غزة أهالي القطاع، لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر خلال فترة التهدئة، مناشدة السكان في تصريح، بعدم الاقتراب من الأماكن والمواقع التي تعرضت للقصف.

مساحة إعلانية