محليات

272

السفير أبي صعب لـلشرق: شركات قطرية تستثمر في حقلين نفطيين بالإكوادور

كشف سعادة السفير قبلان أبي صعب سفير جمهورية الإكوادور لدى الدوحة عن محادثات بين مجموعة من الشركات القطرية وحكومة الاكوادور حول استثمارات في حقلين نفطيين في الاكوادور تقوم بهما شركتان قطريتان.

وأكد ابي صعب في حوار مع الشرق ان الفترة المقبلة سوف تشهد خطوات جديدة تعزز علاقات قطر والاكوادور وعلاقات الاكوادور بمنطقة الخليج.

حيث تم ابرام صفقة بين شركة موانئ دبي والاكوادور للبناء والاستثمار لمدة 50 عاما في مرفأ منطقة بوسورخا بالاكوادور.

وسوف يشارك سعادة السفير قبلان ابي صعب اليوم في مؤتمر "دور ريادة الأعمال في التنمية الاقتصادية الثالث الذي ينعقد بفندق شيراتون الدوحة برعاية رئيس مجلس الوزراء وتنظمه جامعة قطر وبنك قطر للتنمية.

وسوف يتحدث السفير ابي صعب حول دور الحكومات في الحركة الاقتصادية بالنظر الى تجربة الاكوادور حيث كان لتدخل الدولة بدعم الرئيس رفائيل كورييا في الاقتصاد الوطني دور ايجابي للغاية.

وحول الجديد في ملف العلاقات الثنائية في ضوء الزيارة الاخيرة للاكوادور قال السفير ابي صعب انه في آخر زيارتين قام بهما لبلاده كانتا مع رجال أعمال من القطاع الخاص القطري.. منوها باهتمام القطاع الخاص القطري اليوم بالاستثمار في الاكوادور في عدة مجالات خاصة السياحة والمصارف والنفط والمصافي النفطية، بالاضافة الى ذلك فإن هناك متابعة لنتائج الزيارة التي قام بها سعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني للاكوادور على رأس وفد اقتصادي مهم من مجموعة شركاته ويتم تدارس المجالات محل الاهتمام للاستثمار في الاكوادور. واعرب عن امله في الانتهاء من درس المشاريع التي اطلع الوفد عليها في الاكوادور ومن ثم البدء في تنفيذها وأن يتم البدء فيها قريبا.

اهتمام خليجي

ونوه السفير ابي صعب بالتوقيع الذي تم بين الامارات العربية المتحدة والاكوادور للبناء والاستثمار لمدة 50 عاما في مرفأ منطقة بوسورخا بالاكوادور، وتنفذه شركة موانئ دبي، وساهمت السفارة الاكوادورية بالدوحة في اتمامه باعتبار السفير سفيرا غير مقيم في ابو ظبي وتتولى السفارة ملف العلاقات الاماراتية الاكوادورية، وهو استثمار مهم للغاية بالنظر الى اهمية المرفأ كمرفأ تجاري مهم يقوم بدور ضخم في الحركة التجارية الدولية وهو ان دل على شيء يدل على اهتمام دول الخليج بشكل خاص بالاستثمار في الاكوادور.

وقال ان الاهتمام الخليجي بالاستثمار في الاكوادور هو نتيجة أمرين مهمين الاول الاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي الذي يعيشه البلد منذ وصول فخامة الرئيس رفائيل كوريّيا الى السلطة سنة 2007 حيث يبحث المستثمر دائما عن مجالات استثمار في بلدان بها استقرار سياسي ونمو اقتصادي.

وحول الاهتمام بمنطقة الخليج والشرق الاوسط، قال السفير ابي صعب انها مهمة للغاية بالنسبة للاكوادور والعالم حيث اهتمت كل دول العالم بتوطيد علاقاتها مع دول هذه المنطقة لما تتمتع به من قوة اقتصادية، مضيفا انه منذ وصول الرئيس كورييا للسلطة تغيرت السياسة الخارجية في الاكوادور ولم تظل متقوقعة على دول الشمال كالولايات المتحدة واوروبا، واتخذ القرار بالانفتاح على دول الجنوب خاصة منطقة الشرق الاوسط بشكل عام والدول العربية والخليجية بشكل خاص، انطلاقا من قناعة بأهمية وحدة دول الجنوب لمواجهة الدول التي تسعى لفرض هيمنتها على العالم.

ونوه بالدعم الذي يقدمه دائما الرئيس كورييا لكل القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية انطلاقا من قناعته بأن للشعب الفلسطيني حقوقا ويجب على دول العالم أن تدعمه لاستعادتها وان يكون له دولة مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، انطلاقا من مبدأ داعم للقضايا العادلة والمحقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية الانسانية، حيث لايمكن ان يبقى الشعب الفلسطيني مهجّرا الى الابد.

ونوه بمواقف الرئيس كورييا الداعمة للشعب الفلسطيني وانه الرئيس الوحيد الذي وقف في منبر الامم المتحدة وأعلن بشكل صريح عن دعمه للفلسطينيين وحق الشعب الفلسطيني في اقامة دولته، وحين قصفت سفينة السلام استدعى سفير الاكوادور من اسرائيل واليوم اصبح لفلسطين سفارة في الاكوادور وفق تبادل دبلوماسي تام وكانت الاكوادور من اولى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية وتصوت لصالح الدولة الفلسطينية في المحافل الدولية وتحرص على ايصال مساعداتها للشعب الفلسطيني في غزة.

ازدهار اقتصادي

وحول طبيعة الحراك الاقتصادي في بلاده قال السفير أبي صعب إن النشاط الاقتصادي في الاكوادور يتم تقسيمه الى ما قبل 2007 وما بعدها،أي ما قبل وصول الرئيس كورييا الى السلطة وما بعد وصوله، فقبل وصوله عاشت الاكوادور مرحلة عدم استقرار سياسي وتدهور اقتصادي مخيف، وبوصول الرئيس كورييا الى السلطة بدأ عهد جديد في الاكوادور تميز بالاستقرار السياسي وبداية النمو الاقتصادي. أضاف أبي صعب "ولم يكن ذلك بالامر الهين حيث عانت الاكوادور من ازمة اقتصادية حادة لدرجة ادت الى تدهور العملة الوطنية بشكل مخيف، وأفلست الكثير من المصارف ومن ثم تحولت العملة الى الدولار الامريكي سنة 2000، حيث اصبحت العملة المعتمدة في الاكوادور هي الدولار الامريكي وهو امر غاية في الصعوبة بالنسبة لاقتصاد بدون عملة وطنية، ومن هنا بعد عام 2007 بدأ الرئيس كورييا بوضع خطة اقتصادية اقتصادية اجتماعية جديدة وتحولت الاكوادور من بلد كان يعيش ازمات اقتصادية وسياسية متتابعة، حيث تبادل السلطة 7 رؤساء جمهورية في فترة لم تتجاوز 10 سنوات، بينما استقرت البلاد في عهد الرئيس كورييا في آخر 9 سنوات وحتى اليوم وهو مايدل على الاستقرار السياسي في عهد الرئيس كورييا.

نابعة من الواقع

وأكد ان نجاح الخطة الاقتصادية للاكوادور يعود الى انها نابعة من الواقع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الاكوادوري، ولم يعتمد الرئيس كورييا على وصفات مستوردة من الخارج، وأخذ بعين الاعتبار المجتمع الاكوادوري، حيث لايمكن فصل الاقتصاد عن السياسة وبات من المهم في اي نظام او تطبيق سياسي معرفة من يحكم ومن هو الاهم الانسان ام السلعة، السوق ام المجتمع وهو امر مهم للغاية، وفي السياسة الاقتصادية للرئيس كورييا كان الانسان هو الاهم والمجتمع هدفه قبل السلعة او رأس المال، وفضل الانسان على رأس المال وليس العكس، مما اعطى للاكوادور نتائج جيدة منها تدني مستوى الفقر من 35 % الى 23 % وتدني مستوى الفقر المدقع من 16 % الى 7 % لأول مرة في تاريخ الاكوادور، وأصبح متوسط النمو أعلى منه في دول امريكا اللاتينية، وإن كانت النسب تغيرت نسبيا بعد 2015 بسبب ازمة النفط ولكن لم تتخذ الدولة اي تدابير لنفقات اضافية.

لا تدابير إضافية

وقال السفير ابي صعب ان الاكوادور نجحت في خفض الدين العام الخارجي بما كان يشكله من اعباء على ميزانية الدولة، ووجه الاكوادور اقتصاده الى صناعات داخلية خاصة في الطاقة وبدأ انشاء 9 مؤسسات لإنتاج الكهرباء من السدود لتلبي احتياجات البلاد من الكهرباء بنسبة 93 % وهي اكبر نسبة في العالم، وتبدأ الانتاج نهاية 2016 بما يعني ذلك من مداخيل اقتصادية كبيرة مقارنة بما كانت تعانيه البلاد من نقص في الطاقة الكهربائية عام 2007 وسوف يتم تصدير الطاقة الكهربائية لدول الجوار بحدود مليار دولار في السنة، وبدأت البلاد تنفق على التعليم حيث تم تخصيص 8 آلاف منحة دراسية في الخارج للطلاب، وهو مايعكس نجاح السياسة الاقتصادية التي اتبعها الرئيس كورييا البعيدة عن السياسات الجامدة التي كان هدفها رأس المال، وتم منح القطاع الخاص دورا للعمل وتم تأمين الاطر القانونية التي تسهل عمل القطاع الخاص في كافة القطاعات خاصة المقاولات والطاقة والبنية التحتية والقطاع الزراعي والسياحي، حيث تشهد الاكوادور نهضة اقتصادية كبيرة للغاية، ولم يتم اتخاذ اي تدابير من شأنها زيادة الاعباء على المواطن في رسوم الخدمات الاساسية كالكهرباء او المحروقات، او يتم فرض اي ضرائب اضافية، او الخضوع لشروط ومتطلبات البنك الدولي او الاعتماد على قروض صندوق النقد، وتحررنا من لعبة البنك الدولي وصندوق النقد، وتم اعتماد سياسة اقتصادية ذاتية وهو مايشبه المعجزة الاكوادورية بالنظر الى ماكانت تعانيه البلاد من ازمات اقتصادية وسياسية كبيرة للغاية اقتربت من حد الإفلاس، وكان لتدخل الدولة دور ايجابي في الاقتصاد وهي النظرية التي سوف يتم التطرق اليها خلال مؤتمر الغد بفندق شيراتون.