رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

282

الهلال القطري: "غزة" بحاجة إلى أجهزة طبيبة وأدوية

07 أغسطس 2014 , 05:11م
alsharq
الدوحة - بوابة الشرق

واصلت فرق التقييم التابعة للهلال الأحمر القطري في غزة عملها بإحصاء وتقييم الأضرار التي خلفها العدوان الإسرائيلي على القطاع وذلك بالتزامن مع بدء الهدنة والتي كشفت عن تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية وتعاظم في كافة الاحتياجات الأساسية.

فقد ارتفعت أعداد الضحايا منذ بداية العدوان الإسرائيلي حتى تاريخ صدور البيان إلى ما يزيد عن 1900 شخص أغلبهم من صفوف المدنيين من بينهم 214 سيدة و415 طفل، في الوقت الذي تخطت فيه أعداد الجرحى 10 آلاف جريح بينهم 2877 طفل بالإضافة إلى نزوح ما لا يقل عن 178 ألف نسمة نتيجة دمار ما يربو عن 12 ألف منزل دمارا كليا.

وكان الهلال مع بداية الأزمة قد خصص مليوني ريال قطري من رصيد صندوق الإغاثة والطوارئ التابع له لتقديم إغاثة عاجلة للقطاع الصحي، كما أطلق نداء إغاثة عاجل لجمع تبرعات إضافية بقيمة 3 مليون دولار (10950000 ريال قطري) نقداً لدعم 40 ألف شخص أي ما يعادل ستة آلاف أسرة متضررة من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع غزة لفترة ستة أشهر.

ومحليا تجري الاستعدادات لتنظيم مهرجان نصرة غزة مساء الجمعة في كتارا بمشاركة الهلال الأحمر القطري وتليفزيون الريان وتليفزيون قطر وشركة كيوميديا. ويتضمن المهرجان العديد من الفعاليات الثقافية والعروض الفنية والإنشادية المصاحبة التي سيشارك فيها العديد من الفنانين والمنشدين والشعراء، و سيخصص ريع المهرجان لإغاثة ونجدة أهالي قطاع غزة.

حراك دولي لحشد وتنسيق الجهود

ويعمل الهلال الأحمر القطري حاليا على حشد المجهودات الدولية لتنسيق العمليات الإغاثية مع الجهات العاملة على الأرض في غزة وتوحيد العمل المشترك، وفي إطار ذلك شارك وفد رفيع برئاسة د. محمد بن غانم العلي المعاضيد في اجتماع للاتحاد الدولي للجمعيات الوطنية في العاصمة الأردنية عمان لمناقشة واستعراض الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.

وخلال الاجتماع ناشد ممثلو الجمعيات الوطنية في الشرق الأوســــط وشـــمـــال أفــريــقــيــا الــلــجــنــة الـــدولـــيـــة للصليب الأحـمـر ضـــرورة اتـخـاذ موقف محدد لحماية المدنيين وبخاصة الأطــفــال والـطـواقـم الطبية والإغــــاثــــة الـــدولـــيـــة والــوطــنــيــة فـــي قــطــاع غــزة لــتــقــوم بــــأدوارهــــا الانــســانــيــة.

ومن جهته طــالــب د. المعاضيد بــضــرورة ايــجــاد آلـيـة لتنفيذ قــــرارات الاجــتــمــاع. وأجــاز المجتمعون الاقتراح القطري، حيث تم تشكيل مكونة من ثلاثة أعضاء، بينهم سعادة رئيس مجلس الإدارة الدكتور محمد بن غانم العلي المعاضيد. كما قــرر المجتمعون عقد اجتماع للاتحاد في قطاع غزة.

مؤتمر دولى

وتوصل الحضور إلى تشكيل لجنة ثلاثية تعمل على تجسيد القرارات الصادرة عن الاجتماع وأهمها تنظيم مؤتمر دولي يضم منظمات إنسانية بالإضافة إلى شركاء حقوق الإنسان ومنظمات غير حكومية من أجل تطبيق قوانين اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين في وقت الحرب.

وتربط الهلال بوصفه منظمة وطنية ذات امتداد دولي معاهدات تعاون واتفاقيات دولية مع شركاء دوليين على مستوى الحركة الإنسانية الدولية ويتعامل مع عدة جهات تيسر توصيل المواد الإغاثية ومنها على سبيل المثال اللجنة الدولية للصليب الأحمر ، ومنظمة الصحة العالمية، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، و منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، وهذه الجهات تعمل تحت مظلة قانونية إنسانية دولية تتعاون مع الهلال في توصيل المواد الإغاثية كما يتعاون مع جمعيات الصليب والهلال تحت مظلة الاتحاد الدولي.

إدانات دولية وخروقات خطيرة للقانون الدولي

وأدانت الأونروا في بيان صادر عنها مؤخرا القصف الإسرائيلي لإحدى المدارس التابعة لها في غزة وجاء نص البيان كالتالي: "تم قتل الأطفال وهم نيام، بجانب والديهم، على أرضية احدى الفصول الدراسية في أحد ملاجئ الأمم المتحدة المخصصة للنازحين في مخيم جباليا للاجئين في غزة. أطفال يقتلون أثناء نومهم -- إنها صفعة وإهانة لنا جميعاً، ووصمة عار على جبين العالم. اليوم -- يقف العالم مخزيا".

وأضاف البيان: " يشير تقييمنا الأولي الى أن المدفعية الإسرائيلية هي من ضربت مدرستنا التي تأوي 3300 نازح جاءوا يطلبون الأمن والأمان. وتقييمنا يشير الى أنه كان هناك على الأقل ثلاث ضربات أصابت المدرسة"، واختتم البيان بدعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات سياسية دولية مدروسة ومقصودة لوضع حد للدمار المستمر.

رصد الاحتياجات الطارئة

وبناء على نتائج التقارير الواردة من الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالات الأمم المتحدة وتقارير وزارة الصحة الفلسطينية ومكتب الهلال الأحمر القطري في غزة تمثلت جل الاحتياجات في قطاع الصحة والمياه والإصحاح والإيواء والتغذية.

ويحتل قطاع الصحة رأس الأولويات في قطاعات الإغاثة الطارئة المطلوبة نتيجة الارتفاع الكبير في أعداد الجرحى، وتشير التقارير إلى أن هناك ما لا يقل عن 373 ألف طفل ظهرت عليهم عوارض تشير إلى حاجتهم إلى تلقي خدمات الدعم النفسي الاجتماعي. وتشير المعلومات إلى تسجيل حالات إسهال وأمراض جلدية بين النازحين في مدارس الإيواء مما يعتبر مؤشر خطير لاحتمال تفشي الأمراض بسبب سوء الظروف الصحية.

وأدى العدوان إلى توقف 8 مستشفيات من إجمالي 25 مستشفى في قطاع غزة، و صحب ذلك استنزاف غير مسبوق لمخزون المستشفيات من الأدوية والمستهلكات الطبية حيث أن أكثر من 30% من الأدوية الأساسية وأكثر من 55% من المستهلكات الطبية رصيدها صفر بسبب الحصار المفروض على القطاع.

وتعاني وحدة جراحة العظام من نقص حاد في أصناف المستلزمات الطبية، كما أدى العجز في الامكانيات إلى تقليص خدمات الجراحة العامة والعناية الفائقة الى الحالات الطارئة فقط. ومن ناحية أخرى فإن عدم القدرة على توفير الوقود اللازم لتشغيل مولدات كهربائية لضمان استمرار عمل المستشفيات في ظل تكرار انقطاع التيار الكهربائي في القطاع قد فاقم الوضع في مستشفيات القطاع.

ومن ناحية أخرى فإن عدم توفر طواقم طبية متخصصة في بعض التخصصات ساهم في محدودية الاستجابة للظروف الطارئة، حيث تعاني تخصصات جراحة العظام والأعصاب والجروح والتجميل والتخدير والعناية المركزة من نقص حاد في الكفاءات الطبية المدربة.

وتعرض قطاع المياه والإصحاح لانتكاسة كبيرة نتيجة قصف الاحتلال لعدد من المرافق التابعة للبلديات واستهداف الخطوط مما نتج عنه صعوبة وصول خدمات مياه الشرب للمناطق السكنية. مما دفع الهلال الأحمر القطري إلى تخصيص حوالي 200 ألف دولار للتدخل في هذا المجال لتوريد المواد اللازمة لصيانة عاجلة لشبكات المياه المتضررة نتيجة العدوان الإسرائيلي وتأهيل المولدات الكهربائية الموجودة في آبار المياه للمساعدة في ضخ مياه الشرب خاصة بعد توقف محطة الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل بعد قصفها واعتماد خدمات المياه على المولدات الكهربائية.

وعلى صعيد الوضع الغذائي تم رصد مالا يقل عن 400 ألف نازح ممن يحتاجون إلى مساعدات غذائية طارئة. وشكلت الظروف الإنسانية الصعبة في غزة الى نقص في الوصول للمحاصيل الزراعية وارتفاع حاد في أسعار بعض المواد الغذائية مما يشكل تحديا في تزويد النازحين المتواجدين بمراكز الايواء بها.

خدمات إغاثية

بناء على قائمة الاحتياجات الطارئة التي تم الحصول عليها من وزارة الصحة بغزة قام مكتب الهلال الأحمر القطري في غزة بتوريد 7 أصناف دوائية أساسية (باجمالي 40,300 عبوة دوائية) لمستودعات الوزارة حيث تعتبر هذه الأصناف ضرورية جداً ولا غنى عنها في خدمات الطوارئ والعمليات الجراحية، فيما كان رصيدها صفراً بمستودعات الوزارة عند بدء التوريد، حيث ستساهم هذه التوريدات في رفع قدرة المستشفيات الرئيسية الخمسة بالقطاع (مستشفى الشفاء بغزة، مستشفى كمال عدوان بشمال القطاع، مستشفى شهداء الأقصى بالمنطقة الوسطى، مستشفى ناصر والمستشفى الأوروبي بجنوب القطاع) على الاستجابة لوضع الطوارئ الحالي وإنقاذ المئات بل الآلاف من الأرواح.

واستنادا إلى التقارير الواردة من وزارة الصحة فإن أقسام جراحة العظام والأطفال الخدج تعاني من ضعف واضح في التجهيزات الطبية مما يحد من قدرة هذه الأقسام على تقديم خدمات طبية مناسبة للمواطنين ويساهم في رفع نسبة الوفيات أو الحاجة لتحويل المرضى للعلاج بالخارج هو ما يزداد صعوبة في ظل الظروف الأمنية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، وعلى الرغم من التحسن الملموس في هذه الخدمات بعد استكمال تدريب عدد 3 أطباء (2 جراحة عظام + أطفال حديثي الولادة) في مؤسسة حمد الطبية ضمن مشروع للهلال الأحمر القطري وعودة هؤلاء الأطباء للعمل في مستشفيات غزة، إلا أن ضعف التجهيزات لا يزال يحد من قدرة هؤلاء الأطباء على الاستفادة من تدريباتهم التخصصية بشكل مناسب، وعليه فقد تم بالتنسيق مع وزارة الصحة في غزة إعداد قوائم بالاحتياجات الضرورية لتجهيز الأقسام المذكورة بشكل مناسب (أجهزة طبية، أدوات جراحية، مستهلكات طبية) وجاري العمل على شراء وتوريد هذه التجهيزات خلال الأيام القليلة القادمة.

ونظراً لاستهداف العدوان الإسرائيلي المباشر لطواقم وسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني العاملة في الميدان فقد أدى ذلك وحتى تاريخ اعداد هذا البيان إلى تدمير عدد 15 سيارة اسعاف بشكل كامل، مما أضعف من قدرة الطواقم الميدانية للهلال الفلسطيني على الوصول بشكل عاجل إلى المصابين في الميدان ونقلهم إلى المستشفيات، وعليه فقد قرر الهلال الأحمر القطري تزويد شقيقه الفلسطيني بعدد 2 سيارات إسعاف لتعويض سيارات الإسعاف المدمرة وجاري استكمال إجراءات شراء السيارتين وادخالهما إلى القطاع.

ويجري التحضير على قدم وساق لبدء تنفيذ برنامج للدعم والتأهيل النفسي لضحايا العدوان (الجرحى، ذوي الشهداء، الأسر التي دمرت بيوتها، الأسر التي هجرت قسراً من أماكن سكناها إلى مراكز إيواء اللاجئين) وذلك بالشراكة مع الهلال الأحمر الفلسطيني، في ظل وجود أكثر من 30 ألف طفل بحاجة لدعم نفسي لإزالة آثار الصدمة النفسية التي تعرضوا لها جراء العدوان الإسرائيلي.

ويستقبل الهلال الأحمر القطري التبرعات عن طريق الاتصال بالخط الساخن 66666364، أو تسليمها إلى مكتب الهلال الأحمر القطري في السلطة القديمة أو مندوبي الهلال الأحمر المنتشرين بالمراكز التجارية وكذلك التبرع عبر الإنترنت من خلال: www.qrcs.org.qa، أو إرسال كلمة (قطر) في رسالة نصية إلى 92766 للتبرع بـ 100 ر.ق.

مساحة إعلانية