رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صحافة عالمية

368

استطلاعات الرأي تفاقم الإسلاموفوبيا في بريطانيا

07 أكتوبر 2013 , 12:00ص
alsharq

بدأت ظاهرة الإسلاموفوبيا في الظهور في المشهد السياسي البريطاني مرة أخرى، وتذكرنا الزيادة في الهجمات التي تستهدف المساجد وتجدد الدعم للجماعات اليمينية المتطرفة بالحاجة إلى التفكير بصورة جادة بشأن كيفية استئصال الشعور المناهض والكاره للمسلمين. ومع ذلك، يصر بعض المعلقين على فكرة مفلسة هي أن ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تمثل مشكلة، أو إنها نتاج للحساسية المفرطة من قبل المسلمين البريطانيين.

لهذا السبب وافقت على الانضمام إلى جماعة عمل تتعاون مع الحكومة البريطانية للتعامل مع قضية الكراهية الموجهة للمسلمين، وذلك لضمان أن هذا النوع من الاضطهاد يتلقى نفس المجهودات التي بذلتها بريطانيا في وقت سابق للقضاء على ظاهرة معاداة السامية والعنصرية ضد السود. ولكن كي نفوز في المعركة ضد كراهية المسلمين، يتعين علينا مكافحة الظاهرة بطريقة تتسم بالذكاء.

ومن بين المشكلات التي نواجهها مشكلة استطلاعات الرأي التي لا طائل منها، التي تحاول إمَّا إبراز عدد المسلمين المتعاطفين مع الإرهابيين، أو عدد غير المسلمين الذين يكرهون المسلمين. وقد تكون نوايا استطلاعات الرأي التي تجرى في بريطانيا بهذا الشأن حسنة، ولكنها عادة ما تثير اضطرابات وتوفر مزيدا من الذرائع للإرهابيين لارتكاب هجمات دموية، حيث إن استطلاعات الرأي بدأت تستخدم من قبل المتطرفين من كافة الأطراف لتبرير رواياتهم وآرائهم وموقفهم من ظاهرة الإسلاموفوبيا.

وما يزيد الأمر سوءا هو أن استطلاعات الرأي تلك عادة ما تكون غير دقيقة، حيث أشار آخر استطلاعات الرأي، الذي أجرته شبكة بي بي سي البريطانية بالتعاون مع شركة كومريس ComRes، أن "ربع الشباب البريطاني لا يثق في المسلمين".

فعلى سبيل المثال، قد تشير رابطة الدفاع الإنجليزية EDL ، وهي حركة بريطانية تميل إلي تيار اليمين المتطرف، أن استطلاع الرأي الأخير يكشف أن البريطانيين يعترفون أن الإسلام يشكل "تهديدا" للشعب. أما من الطرف الراديكالي الديني، قد يستخدم المنتمون لهذا التيار نتائج استطلاع الرأي كدليل على أسباب عدم وجود مصالحة وتوافق بين الهويتين المسلمة والبريطانية، فضلا عن استغلال ذلك لقول أن المسلمين لا ينبغي عليهم إعطاء ولائهم لدولة لا تعطي لهم في المقابل إلا الكراهية. وبين الطرفين يوجد الطرف المسلم المعتدل والأقليات غير المسلمة، حيث إن هؤلاء يتوصلون في نهاية المطاف إلى أنهم مكروهون من قبل جيل جديد من المتخوفين من الإسلام.

معظم استطلاعات الرأي التي تجرى في بريطانيا بشأن ظاهرة الإسلاموفوبيا لا تهتم بتغير هذه الآراء بمرور الوقت، أو مقارنتها باستطلاعات رأي أخرى، لذلك تبدو هذه الاستطلاعات لا معنى لها، ولكنها مع ذلك مازالت تهيمن على وسائل الإعلام.

كما إن استطلاع شبكة البي بي سي الأخير لا يمثل عينة واسعة النطاق من الشعب البريطاني، لذلك لا يمكن معرفة ما إذا كانت هذه الآراء تمثل الشباب البريطاني بالفعل، أو تعكس اتجاها وطنيا في البلاد، أو إنها ترسم صورة إيجابية لجيل الشباب، الذي يتقبل المهاجرين والأقليات بصورة أفضل مقارنة بالجيل الأكبر سنا من البريطانيين.

لذلك، إذا أردنا طرح تساؤلات بشأن ظاهرة الإسلاموفوبيا في بريطانيا عبر استطلاعات الرأي، فإنه يتعين علينا التأكد أننا نقوم بذلك بالطريقة الصحيحة، أي باستخدام البيانات بصورة جيدة وبطريقة لا تدعم وتعطي سمة قانونية لرواية المتطرفين دون قصد. ويعني ذلك بناء جسور قوية بين الصحفيين والمحررين والباحثين، لبحث ما إذا كان ينبغي إخضاع بعض استطلاعات الرأي لنوع من تقييم النظير، وهو ما يعني اتباع نهج يتسم بدرجة أكبر من الذكاء.

*محاضر في جامعة نوتنجهام البريطانية

*صحيفة الجارديان البريطانية

مساحة إعلانية