رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

3591

قطر.. علاقات متنامية وآفاق واعدة مع الصومال ورواندا

08 أكتوبر 2021 , 07:00ص
alsharq
الاجتماع الوزاري بالدوحة لفريق الاتصال لمنظمة التعاون الإسلامي المعني بالصومال
هاجر العرفاوي

تسعى دولة قطر الى توسيع علاقاتها مع مختلف قارات العالم، وتحرص على تكثيف شراكتها الإستراتيجية خارج المنطقة، حيث يرتكز التعاون على الاقتصاد والأمن وتحقيق التنمية المستدامة. وتعكس التحركات الدبلوماسية التي شهدتها الدوحة هذا الأسبوع، اهتمام دولة قطر بخلق آليات عمل مشترك مع دول القارة السمراء، من أجل تهيئة بيئة تخلق فرص عمل وسوقا اقتصادية نشيطة في إطار تنويع البيئة الاقتصادية وتعزيز الاستثمارات، حيث استقبلت رئيس الوزراء جمهورية الصومال الفيدرالية ورئيس جمهورية رواندا.

وتأتي زيارة كل من دولة السيد محمد حسين روبلي رئيس وزراء جمهورية الصومال الفيدرالية والوفد المرافق، الاثنين الماضي، وقبلها بيوم واحد، زيارة فخامة الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا لدولة قطر، في إطار تنمية التعاون الثنائي بين الدولتين الافريقيتين والدوحة في شتى المجالات، والحرص على التنسيق في كافة القضايا المشتركة. وتوّجت هذه الزيارات بلقاءات مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وعدد من الوزراء ومسؤولين قطريين رفيعي المستوى، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية مع الصومال ورواندا وأوجه تعزيزها، وبحث سبل دعم التعاون لاسيما في الاقتصاد والتجارة والنقل الجوي والبحري، والثقافة والتعليم، أوجه التعاون المشترك وأهم التطورات المالية والاقتصادية. وتأتي هذه الزيارات امتدادا لزيارات سياسية ودبلوماسية سابقة و متبادلة بين قادة وكبار مسؤولي كلا البلدين منذ سنوات طويلة.

علاقات متميزة

تعمل قطر بشكل متواصل ومكثف لتوطيد العلاقات مع الصومال من خلال تبادل الزيارات الرسمية بين البلدين، وتوقيع اتفاقيات اقتصادية بينهما، وفتح الأسواق القطرية للمنتجات الصومالية، ومن خلال زيارة وفود في مختلف القطاعات الاستثمارية لدراسة فرص الاستثمار في العاصمة مقديشو، والتعاون في مجال التعليم والصحة وإقامة الفعاليات الثقافية بين البلدين، والمشاركة في أعمال ومشاريع الإغاثة والتنمية وإعادة إعمار المرافق العامة في البلاد.

وتتسم العلاقات القطرية الصومالية بالتميز والتنوع، والرغبة المتبادلة في زيادة تعزيز مستوياتها، ولطالما كانت الدوحة داعما أساسيا للصومال الشقيق، وفي إطار الاهتمام الذي توليه لها باعتبار دورها كرئيس لفريق الاتصال ولتقديم مختلف أشكال الدعم لهذا البلد الافريقي، احتضنت الدوحة في 2019 اجتماعا وزاريا لفريق الاتصال لمنظمة التعاون الإسلامي المعني بالصومال، والذي أسفر عن نتائج إيجابية في دعمها من خلال حشد مزيد من الدعم الدولي لإرساء دعائم الأمن والتنمية والاستقرار. ويعكس هذا الدعم رغبة قطر في توفير الحياة الكريمة والآمنة للشعب الصومالي الشقيق، من خلال تحقيق الاستقرار وتوفير الأمن ومنح آفاق جديدة لتنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية شاملة في البلاد.

ولم تألُ قطر جهدا في تقديم المساعدات اللازمة للصومال، حيث قدمت معونات لصالح خطط وبرامج الحكومة الصومالية الفيدرالية في عدة مجالات، وذلك بالشراكة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي. ولا يخفى عن أحد، أن قطر قدمت لها في وقت سابق، دعما بقيمة 25 مليون دولار للمساهمة في إسقاط الديون عنها في البنك الدولي. كما أنها دعمت تنمية القدرات الأمنية وبرامج التمكين الاقتصادي وخلق الوظائف للشباب، والصندوق الاستئماني لأجل السلام والمصالحة وتنفيذ مشاريع تنموية تشمل الطرق والمدارس والمستشفيات وغيرها مما يلبي احتياجات الشعب الصومالي الشقيق، اضافة الى الاستثمارات بين الجانبين بما يخدم التطور والتنمية الشاملة في الصومال، وتقديم الدعم لتحديث القطاع الأمني في البلاد بالتنسيق مع وكالات الأممية المعنية.

وانطلاقا من مبدأ التكامل بين التنمية والأمن، تجمع الحكومتين القطرية والصومالية استثمارات مشتركة منها ميناء "هوبيو" بولاية غلمدغ الصومالية، بالإضافة الى الدعم القطري لتحديث القطاع العسكري والأمني للصومال بالتنسيق مع الأمم المتحدة وخاصة البعثة الأممية لمساعدة الصومال لأهمية المواءمة مع الجهود التي يقودها الاتحاد الإفريقي من خلال بعثة حفظ السلام الإفريقية في الصومال. وتأتي المنحة العسكرية المقدمة من القوات المسلحة القطرية لنظيرتها الصومالية تجسيدا للتعاون بين البلدين في هذا المجال. ويؤكد ذلك دور الدوحة الفعال و استمرار دعمها للصومال وشعبه لتحقيق آماله وتطلعاته في بناء دولته وتحقيق مستقبل مزدهر للأجيال القادمة.

علاقات متنامية

في سياق متصل باهتمام قطر بافريقيا تربط دولة قطر وجمهورية رواندا علاقات ثنائية متنامية، ورغم حداثتها إلا أن زيارات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى العاصمة كيغالي والرئيس كاغامي إلى قطر، عمقت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، التي تأسست عام 2017، حيث انطلقت مسيرة التعاون بين الجانبين بإيقاع متسارع من أجل تقوية التعاون في شتى المجالات.

وعلى هامش الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، استقبل حضرة صاحب السمو، رئيس رواندا بمقر بعثة الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، حيث تم استعراض سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، لاسيما الاقتصاد والاستثمار والسياحة، وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى جهود قطر في دعم الأمن والاستقرار بدول الاتحاد الإفريقي.

والتقى القائدان في 2018 في قطر، حيث قام كاغامي بزيارة رسمية استغرقت يومين إلى الدوحة، وقّع خلالها الطرفان عدة اتفاقيات لتسهيل ودفع التعاون الاقتصادي، وشملت التوقيع على اتفاقية للخدمات الجوية، واتفاقية لتعزيز وحماية الاستثمارات المتبادلة، ومذكرة تفاهم للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني.

وفي ابريل 2019، تم التوقيع على أربع اتفاقيات ثنائية بين البلدين، خلال زيارة حضرة صاحب السمو الى رواندا. وفي ديسمبر من العام نفسه، شارك حضرة صاحب السمو، في حفل تكريم في العاصمة كيغالي، للفائزين بالنسخة الرابعة بجائزة سموّه "جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد"، والذي يوافق منحها كل سنة مع الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد.

وشاركت قطر في إحياء الذكرى الـ25، عام 2018، للإبادة الجماعية التي تعرضت لها قبائل "التوتسي" في رواندا، وراح ضحيتها نحو مليون شخص. وعلى هامش فعاليات ملتقى قطر الدولي لمكافحة المخدرات عام 2015، وقعت الدوحة وكيغالي خطاب نوايا بشأن التعاون في مجال مكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية. وتربط دولة قطر بجمهورية رواندا، علاقات صداقة عميقة وآفاق استثمارية واعدة يعمل كلا الجانبين على تعزيزها، ففي فبراير الماضي، وقع البلدان اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب المالي، من أجل حل العقبات التي يمكن أن تقيد حركة رؤوس الأموال وتمهيد الطريق لتعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما والمساهمة في تدفق التجارة وتسهيل وزيادة الفرص الاستثمارية الواعدة في رواندا أمام المستثمرين القطريين في قطاعات الخدمات المالية والأعمال التجارية والزراعية والضيافة والعقارات والبناء والبنية التحتية والطاقة والتعدين. كما تنص الاتفاقية على مواد اقتصادية مهمة في مجال النقل البحري والجوي، ومجال المشاريع المشتركة، ومواد أخرى مثل أرباح الأسهم والفوائد والإتاوات، التي تأتي في ظل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين.

مساحة إعلانية