رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1763

علماء ومفكرون يناقشون خطاب الكراهية في برنامج "وآمنهم من خوف"

09 يوليو 2014 , 09:50م
alsharq
الدوحة - قنا

وقفت الجلسة الحوارية الثامنة من برنامج "وأمنهم من خوف" الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية على قضية " خطاب الكراهية " وموقف الإسلام منه والدور المطلوب لمواجهة مثل هذا الخطاب .

واستضافت الجلسة الحوارية الشيخ الدكتور علي القرة داغي الأمين العام للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين والدكتور نهاد عوض المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" كما شارك فيها وحضرها عدد من العلماء والدعاة .

وركزت الجلسة على بحث مفهوم خطاب الكراهية والمفاهيم ذات الصلة من " اسلام فوبيا" " إزدراء الأديان" ودور الإعلام والتعليم والقانون الدولي في تطويق مثل هذا الخطاب وسبل تغليب التسامح والتعايش على الكراهية في المجتمعات المسلمة .

وقال الشيخ علي القرة داغي إن مفهوم خطاب الكراهية ما يتبلور من أقوال أو إشارات أو سلوكيات عبر أو سيلة تهدف إلى ازدراء الأخر والانتقاص منه وتؤدي إلى أضرر مادية أو معنوية .مؤكدا أن الإسلام دين السلام الرحمة والهداية يرفض رفضا قاطعا مثل هذا الخطاب الذي يولد الحقد والكراهية ويذكي الصراعات بين البشر .

وأوضح أن القرآن الكريم فرق بين خطابين : الكلمة الطيبة " أصلها ثابت وفرعها في السماء" والكلمة الخبيثة " كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار".وقال إن الإسلام عالج خطاب الكراهية عندما أكد كرامة الإنسان وأن البشر سواسية وأن كل إنسان فيه نفخ من روح الله ..مستعرضا الآيات والأحاديت التي دلت على ذلك.

مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية

بدوره ركز الدكتور نهاد عوض على إبراز تجربة مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" في التعامل مع خطاب الكراهية في الولايات المتحدة وظاهرة الإسلام فوبيا والدور المطلوب من المسلمين لمواجهة هذه الظاهرة .

وأشار إلى أن هناك مؤسسات في الولايات المتحدة رغم محدوديتها مهمتها تشويه الإسلام وتعزيز ظاهرة إسلام فوبيا ..وقال إن هذه المؤسسات انفقت 119 مليون دولار بين عامي 2008 و2011 لإنتاج مواد وحملات لتشويه الإسلام.

ولفت إلى أن مجلس " كير" يتعامل مع الحملات والمنتجات التي تشوه الإسلام في الولايات المتحدة بأسلوب علمي مدروس ينطلق من تعاليم الإسلام وخلق الرسول صلى الله عليه وسلم والدستور الأمريكي الذي كفل الحريات .

وذكر الدكتور نهاد عوض ان لدى المجلس وحدة متخصصة لرصد كافة الحملات والإصدارات والمقالات التي تسيء إلى الإسلام وتدرس الردود المناسبة لكل حالة دون تسرع أو انفعال قد يؤدي إلى نتائج سلبية تحقق مبتغى من يستهدف هذا الدين العظيم .

وتابع " ندرس في كير كل حالة على حدة من حالات الإساءة للإسلام ونقيم المصلحة المتوقعة من الرد أو عدم الرد لأن بعض ما ينتج وينشر عن الإسلام ورسول الإسلام هدفه السخرية والشهرة وليش شيء أخر".

وفي هذا السياق دعا الشيخ القرة داغي إلى دور فاعل للعلماء والمؤسسات الإسلامية ووسائل الإعلام في دراسة كيفية الرد على خطاب الكراهية ..مؤكدا أن الردود الانفعالية غير المدروسة تأتي بنتائج سلبية على الإسلام والمسلمين.

الحساسية الدينية

وأرجع الشيخ الدكتور القرة داغي الخوف من الإسلام إلى عدة أسباب ذكر منها الحساسية الدينية من قبل الأديان الأخرى والصراع الاقتصادي والمادي والاستشراق والترويج لصراع الحضارات والجهل المطبق بالإسلام في المجتمع الغربي .

وحول الجهل بالإسلام كأحد أسباب الإسلام فوبيا أشار الدكتور نهاد عوض إلى أن ثلثي المجتمع الأمريكي لايعرفون شيئا عن الإسلام وانطباعاتهم عن الديني الإسلامي مستقاة من وسائل الإعلام التي غالبا ما تشوه هذا الدين .

ولفت إلى بعض الجهود التي قام بها المجلس للتعريف بالإسلام من خلال الكتب والإصدارات المختلفة التي تم توزيعها على ألاف المكتبات في الولايات المتحدة استجابة لعشرات الألاف من الأمريكيين الذين أبدوا رغبتهم في التعرف على هذا الدين بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر.

وقدم الدكتور جواد الجوهري أستاذ القانون الدولي بجامعة اكسفورد بروكس في مداخلته خلال الجلسة رؤيته حول خطاب الكراهية في الولايات المتحدة مفرقا بين تيارين هناك هما المحافظون والمتحررون (اليسار واليمين) ..وقال " في إطار هذين التيارين يمكن قراءة ودراسة خطاب الكراهية ضد الإسلام ودوافعه في الولايات المتحدة ".

وعن الأسباب الداخلية ودور بعض المسلمين في الإساءة للإسلام أقر الدكتور القرة داغي أن تصرفات بعض المسلمين أساءت للإسلام وأهله وعززت كراهية الغرب لهذا الدين العظيم ..مشيرا في هذا السياق إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتفجيرات اخرى طالت دولا غربيا أخرى.

الإعلام الإسلامي

كما أكد أن غياب الدعوة إلى الله وخلو الساحة من الإعلام الإسلامي الحضاري الذي يخاطب الغرب بلغتهم ساهم في جهل الغربيين بالإسلام ..وقال " إن المسلمين بحاجة إلى تفعيل الجانب الإعلامي من خلال قنوات فضائية ومواقع الكترونية تخاطب الغرب بلغته لإيصال رسالة الإسلام الناصعة وشرح حقيقة هذا الدين الذي يدعو إلى السلام والتعايش بين البشر أجمعين .

وفي السياق ذاته كشف المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية عن مساعي المجلس لإطلاق قناة فضائية" إسلامية" لإيصال رسالة الإسلام الصحيحة النقية للمجتمع الامريكي ..وعزا تأخر إطلاقها إلى قلة الإمكانات المادية "رغم توفر الكادر البشري المدرب والمؤهل" .

وحول تجريم الخطاب الديني في القوانين الدولية لفت الدكتور القرة داغي إلى أن هناك قوانين تحرم الإساءة للأديان لكن الإشكالية تكمن في تفسير الدول لنصوص القانون وغياب التعريف الدولي الواضح لبعض المصطلحات في هذا المجال.

وقال إن الواجب على المسلمين الإضطلاع بدورها في هذا المجال القانوني ..منوها بدور وزارة العدل القطرية التي تقدمت بمشروع "القانون العربي الاسترشادي لمنع إزدراء الأديان" .

من جانبه قال الدكتور حسن العلمي عضو رابطة علماء المغرب إن الغرب يكيل بمكيالين فمن ناحية يسمح بالإساءة للإسلام تحت مبرر حرية الرأي بينما يطالب المسلمين بمنع خطاب الكراهية .

وأكد أن الإسلام يجرم خطاب الكراهية " لكن غير العقلاء والسفهاء من المسلمين أساءوا لهذا الدين في أقوالهم وسلوكياتهم".

وعن الحوار بين أتباع الأديان ودور ذلك في الحد من خطاب الكراهية نوه الدكتور القرة داغي إلى أهمية ذلك لكنه نبه إلى أن مثل هذه الحوارات حبيسة الفنادق ومقتصرة على النخب وبعض المؤسسات .

وطالب الدكتور القرة داغي والدكتور نهاد عوض بتوسيع دائرة الحوار وإشراك كافة المكونات المؤثرة في المجتمعات من مفكرين وشخصيات دينية ومؤسسات وتحويله إلى ثقافة وممارسة حتى يؤتي ثماره .

خطاب الكراهية

وفي سياق متصل حذر الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من خطاب الكراهية بين المسلمين أنفسهم وقال إن هذا أشد خطرا من خطاب الكراهية لدى الأخر ..منبها إلى ان خطاب الكراهية بين المسلمين أدى إلى القتل والإقصاء والدمار ..داعيا إلى الرشد والعقل والرجوع الى المسار الصحيح .

بدوره دعا الدكتور نهاد عوض المسلمين إلى أن يعيشوا الإسلام بصفائه ونقائه وأن يتمثلوا قيم السلام والحرية والرحمة فيه وحسن الظن بالأخرين واعتبر ذلك أول خطوة في سبيل دحض الافتراءات ضد الدين الإسلامي.

يشار إلى أن برنامج "وآمنهم من خوف" يتضمن تسع جلسات حوارية تناقش قضايا الأمن الثقافي من منظور إسلامي، وما يرتبط بها من مواضيع مثل واقع الخطاب الديني الإسلامي، والتعليم الديني الإسلامي، وسبل مكافحة خطاب الكراهية، والتطرف وموقف الإسلام منه والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي ومسألة العيش المشترك والعلاقات المجتمعية، وأهمية العبادة وقيمة الزمن في حياة المسلم.

وحرصت الوزارة على استضافة نخبة من العلماء والمفكرين من داخل قطر وخارجها لمناقشة هذه القضايا المهمة للأمة الإسلامية وفق منهج وسطي معتدل ورؤية تأصيلية هادفة، كما تفسح مجال الحوار البناء وفتح باب الحور سواء للحاضرين تلك الجلسات من الدعاة والمفكرين أو من خلال حسابات البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر".

مساحة إعلانية