رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

1945

تختتم عروضها اليوم بدار الأوبرا "كتارا"

دانة الفردان تحوّل "الأجنحة المتكسرة" إلى أيقونة فنية

09 نوفمبر 2019 , 07:30ص
alsharq
مشهد من المسرحية
هاجر بوغانمي:

* العمل يؤكد قول جبران خليل جبران "المحبة هي الحرية الوحيدة في الوجود"

* التناغم بين الأداء الموسيقي والحركي والديكور والأداء المميز للممثلين أبهر الجمهور

بعد النجاح الكبير الذي حققه العمل في بيروت ولندن، حطت الفنانة دانة الفردان الرحال بمسرحيتها الموسيقية الجديدة "الأجنحة المتكسرة" في الدوحة، وقدمت عرضها الأول مساء أمس الأول بدار الأوبرا في الحي الثقافي (كتارا)، بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء والسفراء المعتمدين لدى الدولة، وشخصيات ثقافية وفنية معروفة، بالإضافة الى جمهور غفير من المواطنين والمقيمين من الجاليات العربية والأجنبية.

 المسرحية الموسيقية المقتبسة من رواية جبران خليل جبران "الأجنحة المتكسرة" قامت بتأليفها دانة الفردان بالتعاون مع الفنان نديم نعمان، وتم إنتاجها في وست أند بلندن، وهي من إخراج برونا لاغان، وقام بالإخراج الموسيقي وقيادة الأوركسترا الموسيقار جو ديفيدسون، وشارك في أداء الشخصيات نجوم "وست إند" وهم: نديم نعمان في دور (جبران)، ونيكيتا جوهال في دور (سلمى)، وبنيامين بوركيس في دور (جبران اليافع)، ومشاركة كل من آدم لينستد في دور (فارس)، وصوفيا فوروغي في دور (الأم)، ونديم كروي في دور (كريم)، وكارل سيث في دور (المطران بولس غالب)، وسامي الأمين في دور (منصور بك غالب)، وبيثني ويفر في دور (ليلى)، وروبرت هانوش وهانا قرشي وجايك ستيورت في المجموعة الموسيقية وأداء الرقص.

تتناول المسرحية الغنائية الحدث فصولا من حياة الأديب اللبناني المعروف جبران خليل جبران، وتحاكي المجتمع اللبناني في بداية القرن العشرين من خلال مجموعة من القضايا الاجتماعية مثل المساواة بين المرأة والرجل، والصراع بين المال والسعادة، وقضايا الهجرة والتعلق بالوطن والحنين إليه.. هذه القضايا التي تعكس المجتمع اللبناني والمجتمعات الشرقية في تلك الحقبة من الزمن تتداخل مع قيمة إنسانية مهمة هي الحب والمحبة التي يعرفها جبران خليل جبران في أثره الأدبي بأنها "الحرية الوحيدة في هذا العالم لأنها ترفع النفس إلى مقام سام لا تبلغه شرائع البشر وتقاليدهم، ولا تسود عليه نواميس الطبيعة وأحكامها"، فقد أولى جبران الحب أهمية بالغة واحتلت مساحة كبيرة من آثاره الأدبية الخالدة.

أبرز ما يميز المسرحية الغنائية هو التناغم بين الأداء الموسيقي والحركي، وتناغم الديكور مع زمن الأحداث، بالإضافة الى الأداء المميز للممثلين الذين أبهروا الجمهور بحضورهم الرائع على الخشبة، وأصواتهم الشجية ذات النفس الأوبرالي، حيث عادوا بالحضور الى حقبة زمنية بكل ما اعتراها من أحداث ومتغيرات ساهمت في تقلب الحال وظهور النزعة الاستعمارية لدى الدول الغربية تجاه الدول العربية.

 يتناول العمل قصّة عشق مستحيلة بين فتاة تدعى (سلمى) وشاب يدعى (جبران). سلمى هي فتاة تبلغ من العمر عشرين سنة وهي الابنة الوحيدة لرجل ثري يدعى فارس كرامة، صديق والد جبران بطل المسرحية، إذ يزوره في بيته ويقع في حب سلمى، وفي إحدى الزيارات يصارحان بعضهما بأن روحيهما تتواصلان دون حاجة الى حديث، ثم يبوحان بمشاعر بعضهما البعض، لكن تحدث مفاجآت، ويتحول الحب الى ضب من المستحيل، حيث تجد سلمى نفسها مجبرة على الزواج من ابن أخ المطران، بعد أن يجبر والدها على فعل ذلك تحت ضغط المجتمع حيث لا أحد بإمكانه أن يعارض المطران، وبعد الزواج تتحول حياة سلمى إلى بؤس، ويظل جبران يعاني فقدان حبيبته، وتمر الأحداث وتتصاعد ويجد الشاب نفسه بجانبه فتاته التي توفي والدها فزادت معاناتها  وآلامها، ويساعدها على تجاوز محنتها لكن في الأثناء تحدث مفاجآت.

أهم ما يميز مسرحية "الأجنحة المتكسرة" التي تفاعل الجمهور وصفق لأبطالها كثيرا، أن الموسيقى تعكس موهبة دانة الفردان الفريدة والمختلفة، فهذه الفنانة والموسيقية الشابة تحسن الإصغاء لذاتها وهي تقدم رؤية مغايرة لما تم تقديمه من نصوص مقتبسة عن المسرحية الشهيرة "الأجنحة المتكسرة" والتي تم تحويلها إلى أعمال سينمائية وفنية في دول العالم. لكن دانة الفردان خيرت أن تقدم نصها في إطار مسرحي غنائي يذكرنا ببدايات القرن العشرين، بجميع العناصر المسرحية التي تحيل الى تلك المرحلة، ومن أبرزها الأزياء والديكور، والموسيقى، والغناء، والرقص، والفولكلور.. مما جعل المشاهد يعيش في جو كلاسيكي مثير للدهشة والحنين.

هذا النوع من المسرح الذي قدمته دانة الفردان يذكرنا بالمسرح الرحباني وأصالة هذا المسرح، ويبدو أن الفردان تفطنت قبل أن تنجز هذا العمل الى أن الإبداع لا يمكن أن يبلغ ذروته ما لم يكن أصيلا، وهي الفكرة ذاتها التي آمن بها الرحابنة. كما تلتقي "الأجنحة المتكسرة" مع المسرح الغنائي الكلاسيكي أو المسرح الاستعراضي بمقوماته الدرامية والشعرية.

يذكر أن عروض مسرحية "الأجنحة المتكسرة" تختتم اليوم بدار الأوبرا في (كتارا)، المبنى 16، وقد حقق العرضان الأول والثاني للمسرحية حضورا جماهيريا كبيرا ونجاحا باهرا باعتباره أول عمل مسرحي غنائي محلي وعربي يتناول فصولا من حياة وإبداع جبران خليل جبران الذي ارتبط اسمه بتاريخ الأدب العربي، وألهم العديد من المبدعين والفنانين من بينهم الفنانة دانة الفردان التي تألقت في كتابة هذا العمل المسرحي الموسيقي، ونجاح مخرجه في توظيف جميع مقومات المسرح الغنائي الكلاسيكي، بالإضافة الى الرسالة التي يحملها العمل وهي رسالة ذات أبعاد ثقافية وحضارية، ودعوة للحب والسلام، ولمسة وفاء لأديب ترك آثارا لامست وجدان القارىء العربي، وعبرت عن همومه، وحملت بين ثناياه فلسفة كاتبها في الحياة والوجود، ولايزال تأثيرها باق ليس على القراء فقط بل كذلك على المبدعين في شتى المجالات.

اقرأ المزيد

alsharq صالون روزا يناقش دور المثقف في تعزيز الهوية

نظّم صالون روزا الثقافي جلسته الثانية، تزامنًا مع احتفالات اليوم الوطني للدولة، تحت عنوان «دور المثقف في تعزيز... اقرأ المزيد

54

| 16 ديسمبر 2025

alsharq المؤسسة القطرية للإعلام تشارك في اجتماع المجلس التنفيذي لاتحاد الإذاعات العربية بتونس

شاركت المؤسسة القطرية للإعلام في أعمال الاجتماع 114 للمجلس التنفيذي لاتحاد إذاعات الدول العربية، إلى جانب اجتماعات الجمعية... اقرأ المزيد

94

| 15 ديسمبر 2025

alsharq مكتبة قطر الوطنية وجائزة الكتاب العربي تنظمان ندوة حول مستقبل صناعة النشر

استضافت مكتبة قطر الوطنية ندوة ثقافية بعنوان (الكتاب العربي عامة والقطري خاصة: قراءة استشرافية) بالتعاون مع جائزة الكتاب... اقرأ المزيد

158

| 15 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية