رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

738

موسم الندوات يناقش ازدواجية حقوق الإنسان لدى الغرب

10 مارس 2024 , 07:00ص
alsharq
❖ طه عبدالرحمن

بحضور سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، اختتمت أمس فعاليات موسم الندوات في نسخته الثالثة الذي نظمته وزارة الثقافة خلال الفترة من 6- 9 مارس الجاري، مستهدفة من خلاله تعزيز الهوية الثقافية والفكرية لأبناء الوطن، ودعم المشهد الثقافي.

وذكرت الوزارة أن هذه النسخة شهدت تنظيم باقة ثرية ومنوعة من الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية لعدد من أبرز المثقفين والأدباء والمبدعين والشعراء، وذلك انسجاماً مع الحراك الثقافي الواسع الذي تشهده الساحة الثقافية في الدولة خلال السنوات الماضية، وهو الحراك الذي يمتد نفعه ليشمل مختلف أشكال الفكر والإبداع والابتكار. مؤكدة أن موسم الندوات نجح في توفير فضاء أرحب لدعم الحوار الثقافي والحضاري بمختلف أشكاله.

وجاء الختام بعقد ندوة حملت عنوان «ازدواجية حقوق الإنسان في الذهنية الغربية»، شارك فيها كل من د. محمد سيف الكواري نائب رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وسعادة السيد حسام زملط، سفير دولة فلسطين لدى المملكة المتحدة.

وبدوره، شدد د. محمد سيف الكواري على ضرورة تحرير القانون الدولي من المركزية الغربية، وتبني مقاربة إنسانية لا تقر ممارسات الهيمنة والسيطرة على الآخرين، وتعزيز مبادئ حقوق الإنسان، باعتباره ثمرة إنسانية عظيمة لثقافات وحضارات مختلفة، والنظر إلى مبادئ حقوق الإنسان باعتبارها برنامجا متكاملا لإصلاح العالم تكون فيه كرامة الإنسان هي الأساس، مع عدم اتخاذ الحالات التي تنطوي على انتهاكات لمنظومة حقوق الإنسان من قبل المركزية الغربية معيارا للتعامل، والعمل على توجيه جميع الثقافات نحو تحقيق المقاصد والغايات التي تكفل كرامة الإنسان طبقاً لنص الدستور الدائم لدولة قطر في المادة (18) بخصوص دعائم المجتمع.

ولفت د. الكواري إلى أن ازدواجية المعايير تعني الكيل بمكيالين، فيما يشير المصطلحان إلى معنى واحد، وهو أن هناك مجموعة من المبادئ تتضمن قوانين وتشريعات وأحكاما تطبق على مجموعة معينة من الناس دون غيرهم.

ووصفه بأنه مفهوم سياسي تمت صياغته بهيئته الحديثة عام 1912، وتخالف هذه الازدواجية منطق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي وضع في سنة 1948م، ويقوم على المفهوم الواضح والنقي للعدالة في المعاملة وعدم التمييز والتفرقة بين الشعوب والأعراق والأجناس. لافتاً إلى أن هذا المفهوم يتفق مع ما أشار إليه «صموئيل موين» الفقيه القانوني في جامعة ييل بنيويورك.

وقال إن المركزية الغربية تلقفت فكرة حقوق الإنسان كبديل أخلاقي لإخفاق يوتوبيا، وأن حقوق الإنسان تمثل جدول عمل عالمي جذاب لتحقيق الحرية، ولكنها ذهبت تدريجيا في الخطاب الغربي إلى إضفاء الشرعية على استخدام القوة مع الآخرين، وأضاف: من ناحية أخرى، أرى أن ما يعزز عبارة «المعايير المزدوجة» هو المركزية الغربية التي تنظر إلى القانون الدولي باعتباره ثمرة الحضارة الغربية الرأسمالية، وهذه المركزية الغربية ترى في القانون الدولي إحدى أدوات هيمنتها على العالم، ولا تراه أداة لبلوغ العدل.

مهنية الجزيرة

ومن جانبه، استهل السفير حسام زملط، مداخلته بتوجيه الشكر إلى سعادة وزير الثقافة على دعوته للمشاركة في موسم الندوات. مثمنا المواقف التاريخية لدولة قطر. وقال إنها مواقف محترمة نبني عليها. وتعرض لجرائم الاحتلال «الإسرائيلي» على غزة، مؤكدا أن هذا العدوان كشف الوجه الحقيقي للاحتلال رغم كل الجهود التي بذلها من حملات ودعايات لتكريس صورته، حتى تصدعت هذه الصورة وانكشفت على حقيقتها أمام الرأي العام العالمي.

وقال: إن «إسرائيل» تقوم بقتل الحقيقة، ولذلك تخوض معركتها ضد الصحافة والإعلام. مؤكداً أن البطولة الحقيقية تكمن في الصحفي الفلسطيني، الذي ينقل الحقيقة للعالم، على نحو ما تمثله حالة وائل الدحدوح، الذي وصفه بأنه بطل عظيم ويتمتع بقيم مهنية رفيعة.

ووجه التحية لقناة الجزيرة في نقل الحقيقة، مؤكدا أن هناك جيلا من الشباب العربي في الغرب يقدم العديد من الرسائل إلى العالم، عبر إبداع العديد من الرسائل والأساليب لتقديم السردية الفلسطينية، والتي هي مسؤولية جميع العرب والمسلمين وليست فقط قضية الشعب الفلسطيني لأنه حال تصفيتها سيكون الدور قادما على غيرها.

    دعاية مغرضة

أكد السفير حسام زملط أن «إسرائيل” خلقت قواعد جديدة للحروب، عن طريق التدمير وقتل الأطفال والنساء إلى غير ذلك، وسط صمت وفشل للنظام الدولي. مؤكدا أن العدوان “الإسرائيلي” فضح المنظومة الدولية بسبب صمتها على هذه الجرائم، وعدم استخدام القوانين الدولية ضدها. لافتاً إلى أن “إسرائيل” ليست لديها سردية، وأنها تعتمد على الكذب والدعاية المغرضة.

وشدد على ضرورة فضح التزوير “الإسرائيلي”، وإبراز السردية الفلسطينية والتي أصبحت تسود العالم بالفعل حاليا، خاصة وأنها سرد تقوم على الحق والعدل ونضال يمتد لأكثر من مائة عام. مشدداً على أهمية إبراز الصورة التي عليها “إسرائيل”، وأنها تمارس ضد غزة عدوانا، وليس حربا، وأنها دولة مارقة، ودولة احتلال، ليست لها حقوق، بل عليها مسؤوليات وواجبات.

مساحة إعلانية