رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2311

أكاديميون يحددون عناصر إبراز المسؤولية المجتمعية في الجامعات

10 ديسمبر 2016 , 08:05م
alsharq
عمرو عبدالرحمن

د. محمود قلندر: قسم الإعلام يهدف إلى عمل مقررات متخصصة في المسؤولية الاجتماعية

د. ديفيد غراي: المسؤولية الاجتماعية أكثر انسيابية ضمن منظومة أخلاقية واضحة

د. أشرف جلال: الجامعات العربية الأقل اهتماماً بأبحاث المسؤولية الاجتماعية

د. محمد قيراط: هناك خلط بين العمل الخيري والمسؤولية الاجتماعية

عقدت خلال اليوم الأول من مؤتمر المسؤولية الاجتماعية جلسة حوارية بعنوان "دور الجامعات في بناء القدرات في المسؤولية الاجتماعية"، تحدث فيها كل من الدكتور محمود قلندر رئيس قسم الصحافة بجامعة قطر، والدكتور ديفيد غراي أستاذ أخلاقيات الأعمال في جامعة كارينجي ميلون، والدكتور أشرف جلال من جامعة حمد بن خليفة، والدكتور محمد قيراط الأستاذ بقسم الصحافة بجامعة قطر.

وقال الدكتور محمود قلندر إن المسؤولية الاجتماعية شيء جديد على المناهج الأكاديمية في الجامعات، ومن ثم فإن تدريس المسؤولية الاجتماعية ربما تكون موجودة باتساع كبير في المجتمعات الغربية وقليلة جدا في دول العالم الثالث. مؤكدًا أنه يجب التركيز على توزيع الاهتمام في مجالات التدريس بين العلاقات العامة والمسؤولية الاجتماعية.

وأضاف أن المسؤولية الاجتماعية تدرس في الجامعات في عدد من الكليات والمناهج المختلفة بشكل مبسط، فبعضها يدرس في كليات القانون، والبعض الآخر في كليات الاقتصاد والتجارة وأخرى في الإعلام والاتصال، ولكن في معظم هذه الكليات لا تجد المسؤولية المجتمعية مقررات ولكن تكون في إطار بعض المواد فقط وليس مادة منفصلة بذاتها يدرسها دكتور متخصص.

* مقررات المسؤولية الاجتماعية

واستطرد بقوله "الآن الموقف بالنسبة إلى قسم الإعلام بجامعة قطر فإن مقررات العلاقات العامة تتضمن مواد عن المسؤولية الاجتماعية، ولكن ليس هناك مقرر كامل يسمى المسؤولية المجتمعية، ونحن نفكر الآن في هذا الأمر ضمن خطط تطوير قسم الإعلام"، أن المسؤولية الاجتماعية لا تبدأ ببذل المال، وإنما تبدأ في الأساس بالرؤية والأهداف التي تتمثل في السلوك على المستوى الفردي أو حماية المجتمع والبيئة، بالإضافة إلى المنظور الإسلامي للمسؤولية الاجتماعية وترسيخ المفاهيم ذات الطابع الإسلامي.

وأشار إلى أن قسم الإعلام بجامعة قطر يتطلع إلى أن يقيم المسؤولية الاجتماعية كمقرر، ثم يتم النظر فيما يتم تحقيقه في المستقبل.

من جانبه قال الدكتور محمد قيراط، إن المشكلة بالنسبة للجامعات وجود فجوة كبيرة جدًا بين واقع ممارسات المسؤولية المجتمعية ومن هو مأمول، لافتًا إلى أن البحث العلمي في مجالات العلوم الإنسانية ضعيف بعض الشيء مما يؤثر بشكل سلبي على وضع مناهج للمسؤولية الاجتماعية في المناهج الجامعية، مشيرًا إلى أن الجامعات الغربية وصلت إلى طرح الماجستير في المسؤولية الاجتماعية بينما نحن نناقش تخصيص منهج منفصل لها بالجامعات.

وأوضح أن هناك تحديات تواجه تدريس البحث العلمي بالجامعات أهمها تدريس مساقات حول المسؤولية الاجتماعية، والقيام ببحوث حول ممارسة المسؤولية الاجتماعية، ونشر هذه الثقافة بين أبناءنا، حيث إن هناك خلطا في المجتمع لمفهوم المسؤولية الاجتماعية على أنه عمل خيري.

* الدور الأخلاقي

بدوره قال الدكتور دايفيد غراي أن جامعة كارينجي ميلون لديها دورات متخصصة في مجال المسؤولية الاجتماعية، وأن التحدي الحقيقي بالنسبة للجامعة هو كيفية الجمع بين الجانب الأخلاقي وممارسة المسؤولية الاجتماعية. وأضاف أنه شغله الشاغل أن يتخرج الطلاب ويمارسوا المسؤولية الاجتماعية في مؤسساتهم التي يعملون بها وفقًا لمنظومة أخلاقية محكمة، خاصة أن قطاع الأعمال يعتبر قطاع ربحي في الأساس، وأن المسؤولية الاجتماعية يمكن أن تتأثر بذلك ولكن تكون انسيابية عندما تكون ضمن منظومة أخلاقية واضحة.

وفي ذات السياق قال الدكتور أشرف جلال إن إبراز مفهوم المسؤولية الاجتماعية للجامعات يهدف إلى تعظيم الاستفادة من دورها مع وضع تصور لأداء المسؤولية الاجتماعية للجامعات من خلال تأثيرها في المجتمع، باعتبارها سياسة ذات إطار أخلاقي لأداء مجتمع الجامعة الذي يشمل الطلبة والأساتذة والموظفين، وتحديد مسؤولياتهم تجاه الآثار التعليمية والمعرفية والبيئية التي تنتجها الجامعة.

وتحدث د. اشرف عن مقارنة بسيطة بين عدد الجامعات والكورسات ذات الصلة بالمسؤولية الاجتماعية في الغرب والدول العربية، موضحًا أن الولايات المتحدة بها 718 برنامج تعليمي في هذا المجال بينما العالم العربي أجمع يوجد به 9 برامج فقط، وأن عدد البحوث في أمريكًا 416 بحثًا، بينما في الدول العربية يوجد 17 بحثًا فقط.

وأشار إلى أن أهداف المسؤولية الاجتماعية تتمثل في تعديل وموائمة الخطط الإستراتيجية لكي تستوعب مفهوم المسؤولية الاجتماعية، والتأكيد على أن هذا المفهوم لا يستوعبه أو يقوم مقامه ما تمارسه الجامعات تحت مسمى خدمة المجتمع، بالإضافة إلى وضع الخطط التفصيلية التنفيذية لذلك مع التركيز على ثلاثة قطاعات بالجامعة وهم الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والهيئة الإدارية، مع وضع الميزانيات المناسبة للبلد بشكل عملي في التنفيذ، والعمل على مواءمة كافة المرافق الجامعية بما يناسب مع احتياجات فعلية لدى الطلاب.

* شراكة مع المجتمع

وتابع" التأثيرات الجامعية في مجال المسؤولية الاجتماعية تتمثل في شراكة مع المجتمع ومؤسساته في تطوير البرامج الأكاديمية والمهارات والمعارف التي تتضمنها هذه البرامج ومجالات البحوث العلمية لتلبي احتياجات المجتمع وأولوياته، وعقد اتفاقات تعاون علمي مع هيئات ومؤسسات المجتمع في مجالات الخدمة العامة والتعاون الأكاديمي والتنمية المهنية، والتدريب والبحث العلمي وخدمة البيئة"، مضيفًا أن هناك علاقة ارتباطية طردية بين المسؤولية الاجتماعية والوعي الوقائي، فكلما ارتفعت المسؤولية الاجتماعية ارتفع الوعي الوقائي لدى طلاب الجامعة.

واختتم بقوله " كما أن هناك علاقة ارتباطية طردية بين المسؤولية الشخصية والمسؤولية الاجتماعية والوطنية، فكلما ارتفعت المسؤولية الاجتماعية ارتفعت المسؤولية الوطنية والشخصية ومسؤولية الفرد والمسؤولية نحو البيئة والنظام، كذلك توجد علاقة ارتباطية عكسية بين المظاهر السلبية والإيجابية في الوعي الوقائي، وثمة علاقة أخرى بين التكوين المعرفي والمظاهر الإيجابية في الوعي الوقائي".

تم في نهاية الجلسة تكريم المتحدثين، تقديرًا لمشاركتهم في إثراء الجلسات النقاشية للمؤتمر بعلمهم وخبراتهم في مجال المسؤولية المجتمعية بما يعود بالنفع على تطوير هذا المجال بما ينعكس بشكل إيجابي على ممارسات الشركات في هذا المجال وعلى المجتمع ككل.

مساحة إعلانية