رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

دين ودنيا

3282

موسم الطاعات.. رمضان بيئة محفزة لتجديد التوبة والعهد مع الله

13 يونيو 2017 , 12:44م
alsharq
هديل صابر

أكدَّ عدد من الفقهاء وعلماء الدين، أنَّ المسلم الفطن عليه أن يجدد التوبة والعهد مع الله بين الفينة والأخرى، لأنَّ الفتور في الطاعات أمر بشري بحت، جبلت عليه النفس البشرية، ولا يعتبر هذا الأمر نقيصة في الإنسان بل يكون في بعض الأحيان هو الدافع والمحفز حتى يجدد المسلم عهده مع الله. ولم يستنكر هؤلاء الدعاة أمر أنَّ المسلم يضاعف من الخيرات في شهر الرحمة وشهر القرآن، مستشهدين بقول السيدة عائشة رضي الله عنها عن الرسول صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره."، فهذه دلالة واضحة على أنَّ للطاعات مواسم على المؤمن الكيس الفطن أن يغتنمها، ويستثمرها في مضاعفة الأجر.

وعرج كلا الضيفين على قبول الطاعة، مؤكدين أن قبول الطاعات لا يقاس بمقياس علمي، وإنما قد يقاس القبول في حجم إقبال الفرد على الطاعات مابعد انقضاء شهر رمضان المبارك.

تكثيف العبادات

من جانبه قال الداعية يوسف عاشير، إنَّ تكثيف العبادات في شهر رمضان المبارك أمر يعود لعدة عوامل أول هذه العوامل هو الهدي النبوي الذي أمرنا بذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقتْ أبواب النَّار، وصُفِّدَتْ الشَّياطين"، أما العامل الثاني هو انَّ شهر رمضان يخلق بيئة محفزة لكل مسلم ومسلمة تدعو للاستزادة بالطاعات، والعامل الثالث هو أنَّ أجر الحسنة مضاعف بعشر أمثالها لذا يحرص كل فرد على الطاعة والاستباق للخيرات كالصدقات وإخراج الزكوات.

وأشار الداعية عاشير إلى أنَّه لا بأس في ما ذكر، ولا بأس في أن الفرد المسلم يشحذ همته في شهر رمضان، فالإنسان دوما في الطاعات بين صعود ونزول، لذا فعليه أن يغتنم لحظات الصعود والسمو في الطاعة قال صلى الله عليه وسلم وهو يعظ رجلاً " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وحياتك قبل موتك."

وتحدث الداعية عاشير في معرض حديثه لـ"رمضانيات الشرق" عن علامات قبول الطاعة، مؤكدا أنَّ لا أحد يستطيع أن يجزم بقبول الطاعة عند الله، ولكن اعتبر العلماء والفقهاء أن قبول الطاعة يقاس عندما يرى نفسه الفرد إنه مقبل على الطاعات بعد رمضان، ولابد أن يعلم الفرد أن النفس البشرية يعتريها الفتور حينا والاجتهاد حينا لذا عليه أن يغتنم وقت القوة لمزيد من الطاعات، موصيا في ختام حديثه بضرورة الاقتداء بالهدي النبوي "قليل دائم خير من كثير منقطع."

للطاعات مواسم

ورأى الداعية الإسلامي رمزي السعيد، أنَّ الطاعات لها مواسم وعلى المسلم الفطن أن يغتنمها، كالتكثيف من العمل الصالح، فالله اختص أياما من العام ليضاعف فيها الأجور، والرسول صلى الله عليه وسلم كان عندما تدخل العشر الأواخر " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره."، وكانت الصحابة والسلف الصالح يفزعون لهذه الأيام والليالي لعظم الأجر.

وطمأن الداعية السعيد المسلمين ان النفس البشرية بين صعود وهبوط في الطاعة، ولكن لا بأس في المسلم أن يستزيد بالطاعة، وأن يجدد التوبة لله، قال تعالى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم )، فهذا وعد من الله، والمسلم عليه أن يدرك أنَّ الحالة الإيمانية لابد أن تكون في حالة تجديد مستمر، وتجديد مع الله.

*الفتور وارد ولكن!

ونصح الداعية السعيد بضرورة الحفاظ على الذكر والاستغفار وهذا أمر من الله لقوله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا"، وقال تعالى "وما كان الله معذبهم وهم مستغفرون"، فالفتور في العبادة وارد لكن المسلم الفطن عليه أن يجدد العهد مع الله، والقابض على دينه كالقابض على جمرة من النار، عن أبي هريرة — رضي الله عنه — قال: قال النبي — صلى الله عليه وسلم —: يقول الله تعالى: (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )، فهذا الحديث يدفع المسلم دفعا نحو الطاعات، لأنه وعد من الله أنَّ من يأتي إلى الله مشيا يأتيه الله هرولة، فهذا أعظم وعد حتى يستزيد المسلم بالطاعات، ويستفيد من الأيام هذه التي تعتبر مغانم حقيقة .

مساحة إعلانية