رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2049

النعيمي لـ"الشرق": المخترعون القطريون يواجهون عقبات إدارية ومادية

16 أبريل 2017 , 08:33ص
alsharq
بيان مصطفى

انتقد د. عدنان الرمزاني النعيمي المخترع والمحكم الدولي وعضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين في سويسرا بجنيف، عدم وجود دعم مادي كاف للمخترعين والمبتكرين القطريين لتنفيذ ابتكاراتهم مؤكدا في حوار خاص لـ"الشرق" أن دولة قطر تزخر بمجموعة متميزة من المبتكرين الشباب الذين نجحوا في تقديم ابتكارات واختراعات مميزة حازت على جوائز إقليمية ودولية إلا انهم يواجهون عقبات إدارية ومادية عديدة لتحويل ابتكاراتهم إلى واقع عملي يستفيد منه المجتمع، كما ان الجهات المعنية وأصحاب الشركات الخاصة لا يقدمون الدعم المطلوب لهذه الفئة المتميزة من المبتكرين.

وأضاف د. عدنان النعيمي في حوار لـ"الشرق" انه واجه صعوبات عديدة امتدت لعدة سنوات قبل ان يرى اختراعه النور حيث ابتكر أول جهاز لإنتاج مياه عذبة من الرطوبة الجوية مشيرا بقوله: تلقيت عروضا عديدة من جهات خارجية لشراء اختراعي، إلا أنه رفضت الفكرة، لأن هدفي الأول هو قطر وليس الاستثمار.. "الشرق" التقت المبتكر القطري خلال الحوار التالي..

صعوبات تواجه المخترعين

هل واجهتك صعوبات خلال المراحل المختلفة للمشروع ابتداء من الفكرة وانتهاء بإعداد الجهاز؟

في الحقيقة مررت بصعوبات عديدة امتدت سنوات قبل ان يرى اختراعي النور، واهم التحديات التي تواجه المخترع التغييرات الإدارية حيث إن المسؤولين الجدد يمحون آثار ماقبلهم، مما يحرم الاختراع فرصة التنفيذ بعد ان يكون قطع شوطا كبيرا، بالإضافة إلى عقبة الروتين، والدعم المالي، حيث اشترط بنك التنمية دفع 40 % من قيمة تنفيذ الاختراع الذي يصل إلى ملايين الريالات، وتقدم مؤسسة قطر دعما يصل إلى مليون وثمانمائة ألف ريال لتطوير المشروع، وليس لتصنيعه ولكن بشرط دفع 50 % من المبلغ، وهو ما قد يعجز عنه المخترع.

عروض خارجية

هل تلقيت عروضا لتنفيذ الجهاز لدى مشاركتك في المعارض الخارجية؟

تلقيت عروضا عديدة من جهات خارجية لشراء اختراعي، إلا أني رفضت الفكرة، لأن هدفي الأول هو قطر وليس الاستثمار، وقد تلقيت عروضا من أمريكا ومن الهند، حيث قابلت وزير الصناعة المتوسطة والثقيلة الهندي وعرض شراء الاختراع، بالإضافة إلى بعض الدول الخليجية، وقد عرضت عليّ شركات من بنما ومن افريقيا ومن البرازيل تصنيع الاختراع في دولهم، وفي ألمانيا عرضت عليّ ثلاث شركات ألمانية شراء الاختراع ورفضت جميع تلك العروض المغرية.

حل أزمة المياه

نود التعرف بشكل أكثر تفصيلا عن اختراعكم والهدف الأساسي منه؟

الاختراع يهدف إلى المساهمة الفعالة في حل أزمة المياه والأمن الغذائي والتصحر، ومن المتوقع أن يتم تنفيذ المشروع خلال شهرين في قطر والإمارات من خلال تبني إحدى المؤسسات الحكومية للجهاز.

متى بدأت في تنفيذ الفكرة؟

بدأت دراسة الفكرة لمدة سنتين وبعدها شرعت في التجارب الأولية وأثبتت التجارب امكانية تنفيذ الفكرة، ومن ثم تم العمل على تطوير الجهاز وتسجيل هذا الاختراع لدى مكتب براءات الاختراع في الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض في 2010م، وتم تجهيز جهازين ليكونا نموذجين لتجربة المشروع، الاول ينتج 500 جالون أي مايعادل (2000) ليتر من الماء العذب في اليوم، والثاني ينتج 800 جالون من الماء أى مايعادل (3،200) لتر من الماء في اليوم. وأكد النعيمي أنه من الممكن تطوير الجهاز لزيادة الإنتاج من الماء والهواء وأيضاً من الكهرباء.

الأول من نوعه

هل كميات المياه المنتجة مجدية من الناحية الاقتصادية؟

الجهاز قادر على إنتاج الماء بمعدل 1800جالون ما يعادل (7،200) لتر من الماء في اليوم على مدار العام، وإنتاج 1200 متر مكعب من الهواء شبه الجاف، وتوليد الكهرباء من عشرين إلى خمسين كيلو وات في الساعة. وحالياً يتم بناء الجهاز الثالث مع التعديلات الجديدة، ومن المتوقع أن يصل إنتاج هذا الاختراع إلى ما يقارب ألفين وخمسمائة جالون، أي ما يعادل (12،500) لتر من الماء في اليوم على مدار العام، وإنتاج 2000 متر مكعب من الهواء شبه الجاف، مع استمرار توليد الكهرباء من عشرين إلى خمسين كيلو وات في الساعة. وهذا ما جعله الاختراع الأول من نوعه من حيث تعدد الإنتاجية.

30 جائزة

هل سبق أن شاركت باختراعك هذا في مسابقات خارجية؟

نعم وحصل الاختراع على أكثر من ثلاثين ميدالية ذهبية وما يزيد عن العشرة كؤوس ذهبية ودروع وشهادات تقديرية اضافة إلى الدبلوم والتميز، حيث وصلت الجوائز التي نالها الاختراع إلى ما يقارب الـ 170 جائزة، نتيجة مشاركة هذا الاختراع في عدة معارض محلية وإقليمية ودولية للابتكارات والاختراعات، منها معرض "إيانا" الدولي في ألمانيا ومعرض جنيف الدولي ومعرض "إنبكس" في الولايات المتحدة الأمريكية وعدة معارض دولية مشابهة في عدد من الدول الأوروبية والآسيوية والدول العربية وهنا في قطر.

فوائد الاختراع

ماهي الفوائد المرجوة من الاختراع؟

جهاز "أجري جرين" اقتصادي بجميع المعايير، ويعمل على زيادة الدخل القومي للبلاد ويحافظ على البيئة من خلال تقليل إنبعاثات الغازات الدفيئة في الجو، وتقليل تدهور الحياة البحرية بسبب استخدام محطات تحلية مياه البحر، والمحافظة على الحياة البرية، والمحافظة على المياه الجوفية وزيادة منسوبها وعدم تلوثها بمادة الزرنيخ، وتحقيق الأمن الغذائي والأمن المائي والمساهمة الفعالة لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، فهو يحل مشكلة ندرة المياه العذبة وتلوث المياه بسبب الاستخدام الجائر للمياه الجوفية، بالإضافة إلى المحافظة على المياه الجوفية ورفع منسوبها والعمل على زيادة المخزون المائي. والحد من استخدام معدات تحلية المياه الجوفية والتي قد تسبب ملوحة التربة أو زيادة ملوحة المياه الجوفية، كما يقلل نسبة الرطوبة العالية في البيوت البلاستيكية مما يحسن الإنتاج الزراعي في جميع فصول السنة، ويساعد على الاستغناء عن استخدام مياه التبريد في البيوت البلاستيكية، بالإضافة إلى توفير المبالغ الطائلة المدفوعة لشراء مياه التبريد ومعداتها وتوفير تكلفة صيانتها لتشجيع المزارعين على الانخراط في المجال الزراعي.

تقليل الاعتماد على الأسمدة الكيماوية

يقلل اختراع جهاز إنتاج مياه عذبة من الرطوبة الجوية الاعتماد على الأسمدة الكيماوية المستخدمة في الزراعة وذلك لوجود جميع العوامل الطبيعية في الهواء الجوي وخاصة النايتروجين، إلى جانب تفعيل وتنشيط مزارع الألبان ومزارع الدواجن وتربية الحيوانات والمواشي والمشاريع الاخرى المماثلة، ويساهم الاختراع ايضا في التقليل من الاعتماد على مصادر تحلية مياه البحر والمحافظة على الحياة البحرية والتقليل من إنبعاثات الغازات الدفيئة في الجو بسبب استخدام الوقود الأحفوري لتشغيل محطات التحلية، وتوفير الغاز المستخدم في تشغيل محطات تحلية مياه البحر وتحويله إلى صناعة المواد البيتروكيماوية لزيادة دخل الدولة من العملة الأجنبية.

دراسة دعم مشاريع المخترعين القطريين

وأوضح د. النعيمي أنه وقَّع اتفاقية مع مكتب استشاري ألماني لإجراء دراسة على مشاريع المخترعين القطريين والخليجيين، وفي حال نجاح الاختراع، سيتكفلون بتوفير الدعم المادي لتنفيذه، وذلك لدعم المواهب الشابة. مشيرا إلى أنه توجد موافقة مبدئية من شركة أوروبية في قطر لتبني المخترعين القطريين وتطوير ودعم اختراعاتهم، تحت مسمى مؤسسة "أجري" وسوف تعمل هذه الشركة في قطر وقد تتوسع وتغطي دول مجلس التعاون في حال نجاحها هنا في الدوحة، ويتابع: قمت بتأليف كتاب "كيف تصبح مخترعا جيدا" موجه إلى أبنائنا الطلاب الذين أحرص على إعداد دورات تدريبية لهم، وهو الدعم المعنوي الذي أستطيع توفيره، ولكنهم يفتقرون للدعم المادي، وينوه د. النعيمي إلى وجود مخترعين عديدين منهم قطريين ومقيمين ولكن في ظل عدم وجود جهات داعمة نخسر المواهب المبدعة.

مساحة إعلانية