رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ثقافة وفنون

2024

آل محمود عالم سبق عصره بفتاوى الحج ورؤية الأهلة

18 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
الدوحة - الشرق

انطلقت أولى جلسات مبادرة "علماء قطر"، التي يقيمها الملتقى القطري للمؤلفين خلال شهر رمضان، وتم بثها عبر قناة يوتيوب، وسلطت الضوء على تاريخ ومساهمات فضيلة العالم الورع والقاضي الجليل الراحل عبدالله بن زيد بن عبدالله آل محمود، مؤسس القضاء الشرعي في قطر.

وأكد مقدم المبادرة الاستاذ سلطان دريع في مستهل الجلسة التي أدارها الكاتب صالح غريب مدير البرامج بالملتقى، أن الراحل كان صاحب شخصية فريدة في تحصيل العلوم الشرعية بمجالاتها المتعددة الواسعة، واتسم بالقدرة على استشراف المستقبل في فتاواه وكتاباته التي تتجاوز 66 مؤلفاً تتسم جميعها بمواكبة روح العصر الذي نعيشه، كما استعرض أهم المحطات في مسيرة الراحل، منذ نشأ في الرياض حتى استقر في قطر، وأصبح من أجل علماء المنطقة علماً وثقافةً ومنهجاً وسلوكاً.

وأوضح أن مؤسس القضاء الشرعي في قطر تمكن من جمع علوم القضاء الشرعي والفقه، لافتا إلى أنه جرى مؤخراً إصدار مجموعة من خطب وكتب وفتاوى الراحل، وكانت في وقتها مثاراً للجدل، وبمرور الوقت ثبت صحتها، ومدى قدرته على استشراف المستقبل.

وتحدث الداعية سلطان دريع عن الشيخ عبدالله بن زيد بن عبدالله آل محمود، موضحاً أنه كان عالماً وقاضياً جليلاً، من مواليد الرياض "حوطة بن تميم"، وكان ذا شخصية عجيبة في الشغف بتحصيل العلم، وقد حفظ القرآن والمتون والأحاديث النبوية وألفية بن مالك في مرحلة مبكرة من طفولته، وتنقل في أرجاء المملكة العربية السعودية ودولة قطر طلباً للعلم، لافتاً إلى أنه رشح صغيراً لتولي الإفتاء في المسجد الحرام، ومارس مهمته في الفتوى.

وقال "إن آل محمود لم يكتف بتأسيس المحاكم الشرعية، وانطلق لتأسيس المعاهد الدينية، وأقر المنهج الشرعي من فقه وحديث وعقيدة في المدارس القطرية، ترامناً مع إصدار الفتاوى وتأسيس مساجد كثيرة في أنحاء الدولة".

تأسيس المحاكم الشرعية

وفيما يتعلق بقدرة الراحل على تأسيس المحاكم الشرعية والمواءمة مع المحاكم التقليدية المتعارف عليها، أوضح دريع، أن آل محمود، رحمه الله، جمع مواهب عدة في شخصيته، وأبرزها المرونة، والتبحر في العلم، مما أعطاه القدرة الكبيرة على النهوض بالمهام الموكلة اليه والتوفيق فيما بينها والواقع بمهارة كبيرة، منوهاً بأن الراحل كان ذا قدرة كبيرة على التأثير في الناس، قوياً في الخطابة عادلاً منصفاً، صريحاً في الحديث عن أحوال الناس، يتكلم من قلبه، واتسمت خطبه بملامسة قضايا المجتمع.

وأضاف دريع: أن الراحل اتسم بالقدرة على تنظيم شؤونه، وتقسيم وقته في التواصل مع الناس، وتأليف الكتب، وممارسة مهام القضاء والإفتاء، وحلقات العلم والدرس، ولم يغفل الجانب الروحي والاجتماعى.

وحول الجدل الذي صاحب فتاوى الراحل في عصره، أوضح دريع، أن آل محمود كان يسبق عصره، وامتلك فراسة كبيرة في استشراف المستقبل، الذي أثبت صحة ما ذهب إليه من فتوى، خاصة ما يتعلق منها بجواز تعجيل رمي الجمرات، حيث استقر الرأي في وقت لاحق على صحة ما ذهب اليه، فتوى كانت محل استغراب معاصريه من العلماء، لأنها توافقت مع روح العصر الحالي، في كونها بمثابة رخصة لتفادي الزحام خلال موسم الحج.

وقال "دريع" إن الراحل دعا إلى أهمية اتفاق دول المنطقة فيما يتعلق بالتثبت من رؤية الأهلة، وكانت له فتوى حول أهمية اتفاق المطالع لتحديد رؤية الهلال. مؤكداً أن إصدارات الراحل التي توزعها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، من أطيب الكتب، وأكثرها عمقاً في مجال الشريعة والعلوم الاجتماعية والفلكية والقانونية، منوهاً بأن ما تحويه من فكر، يشير إلى جدارة الراحل فيما أسند إليه من قيادة المحاكم الشرعية، وما وصل إليه من مكانة في عصره حتى اليوم.

مساحة إعلانية