رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

928

رمضان رزق لصغيرات بيت لاهيا في غزة

18 أبريل 2021 , 07:00ص
alsharq
غزة- حنان مطير

شمس العصر لوّحت وجوههنّ، والعطش بان على ملامحهنّ، لكنهنّ لم يتوقّفن عن البيع، والدوران بين المارّة قائلات:" إفطارك ما يزكى إلا بالجرجير ومشروبك ما يحلى إلا بالنعناع".تصدح أناشيد رمضان وأدعيته في سوق الزاوية بالبلدة القديمة بقطاع غزة، لتعلن معها الفرح والبهجة، وتفوح رائحة البهارات والبخور والعطور من محاله، وإن كان شهر رمضان الفضيل مصدر سعادة للكثيرين بأجوائه البسيطة فهو مصدر رزق أيضًا، وفي غزة ليس الكبار فقط والذكور من الأطفالهم من يبيعون ويجنون أرزاقهم بأيديهم إنما بعض الطفلات يلجأن إلى السوق في بعض المواسم، أهمها شهر رمضان.من بين أولئك الصغيرات رهف غبن - 10 أعوام- وشقيقتها هند - 12 عامًا- وجارتهما روان -14 عامًا- جميعهنّ وغيرهنّ جئن من بلدة بيت لاهيا الواقعة شمال قطاع غزّة والتي يشتغل كثيرون من أهلها في الزراعة، جئن سويةً إلى سوق الزاوية يحملن النعناع والجرجير، ليبِعنه في أقدم سوق في غزّة وأكثرها إقبالًا وارتيادًا من المواطنين.تلك الطفلات يبِعنَ الأوراق الخضراء لتكون من أهم مقبلات سفرة رمضان اليومية، وعلى رأسها الجرجير أو ما يطلق عليه بـِ "الرّوكا"، فهي لا تخلو من أي مائدة رمضانية.

تقول هند:" نُشجع بعضنا البعض ونتسابق فيمن تبيع حصتها قبل الأخرى فنصنع أجواءً جميلة في العمل، وننسى الجوع والعطش". وتضيف:" ما نحصل عليه أنا وأختي نقدّمه لوالدينا، وهما لا يبخلان علينا بكلمات الشكر والتقدير والحب، ويحضران لنا كل ما نطلب"ـ تبتسم وتواصل:" لكننا لا نطلب كل شيء نحتاجه فنحن نعلم أنهما غير قادرين على شراء كل شيء، أما زينة رمضان فإنها أجمل شيء فعلناه في رمضان".أما روان فتقول "للشرق":" كانت أمي تبيع النعناع منذ سنوات وكانت تحضرني معها، الأمر ليس صعبًا عليّ اليوم، فقد صرت أحل محلها، أشتري من التاجر وأبيع في السوق حتى الغروب، ثم أعود للبيت فأجد الطعام جاهزًا، فيما تقوم أخواتي الكبيرات بالجلي بعد الإفطار وتنظيم البيت وترتيبه، وهكذا تعوّدنا أن نقسّم الأدوار بيننا".

تلك الصغيرات لا يهملن دراستهنّ وإن أمضين غالبية يومهن في السوق، فهنّ يقضين وقتهن بعد الإفطار في متابعة دروسهنّ إلكترونيًا في ظل إغلاق المدارس. وليس الأمر غريبًا على الطفل منذر محيسن -11 عامًا- الذي يعمل منذ 3 سنوات في السوق، يبيع الجرجير في رمضان والمحارم الورقية في المواسم الأخرى، كان يرش الجرجير بالماء ليبدو يانعا نقيا بعد أن صفه على بسطته بترتيب واضح. يقول "للشرق":" أحب أن أعمل، لأن عملي يجلب لي المال، وجلب المال هو أهم ما يكون في حياتنا"، ويضيف:" تعلمت البيع من عمي وما زال يعلمني، خاصة على التعامل مع الناس". ويضيف:" لكنني لا أحب أن أرى البنات يبعن في السوق فالتعب والإرهاق والدوران بين الناس أمر يخصنا نحن الذكور ولا يجب على الفتاة أن ترهق نفسها مثلنا". ثم يستدرك مبتسمًا:" لكنني أراهن في كثير من الأحيان أقوى منا".

مساحة إعلانية