رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2286

أطفال المنتخب الفلسطيني يكشفون لـ الشرق ما فعلته بهم إسرائيل قبل وصولهم إلى قطر

18 أكتوبر 2022 , 06:37م
alsharq
الدوحة - شهد قاسم

في بطولة كأس العالم للأطفال الذي أُقيم مؤخراً في قطر، شاركت كل المنتخبات من خلال إجراءات روتينية من بلد الانطلاق إلى البلد المستضيف، إلا منتخب واحد كانت مشاركته متوقفة على إجراءات تكاد تكون تعجيزية، وطريق طويل جداً محفوف بخطر إصدار الأمر بالعودة، وضرب باصات الفريق بالحجارة في ظروف قمعية يغض العالم عنها الطرف..

 عن منتخب الفتيات الفلسطيني لكرة القدم نتحدث، والذي شارك للمرة الأولى ببطولة كأس العالم للأطفال، مشاركة أعتبرها الكثيرون تشريفية إلا أن الشرق دخلت في التفاصيل من على لسان أصحابها، ناقشتهم، حاورتهم، في مكان إقامتهم بعيداً عن الرياضة أحياناً، وأحياناً أخرى عن الأحلام والطموحات لنسردها لكم في هذا التقرير.

 

الإسرائيليون يرمون حافلتنا بالحجارة!

بصوتها الطفولي، وكلماتها البريئة، تحدثت آمنة ١٣ عاماً من الفريق الفلسطيني لـ "الشرق"، وأخبرتنا برحلتها مع بقية اللاعبات وأعضاء الفريق من فلسطين إلى قطر للمشاركة بالبطولة: "استغرقت رحلتنا بأكملها يومين كاملين، واعترض المستوطنون الإسرائليون طريق حافلتنا برمي الحجارة والتهجم على الحافلة" بهذه الكلمات بدأت آمنة حديثها عن طريق خروج الفريق من طولكرم في فلسطين إلى الأردن، وأضافت: هم -المستوطنين - لا يريدوننا أن نشارك بأي فعاليات حتى لا يكون لنا أي وجود.

 

وعند سؤال الفتيات عما إذا كان طريق الخروج من طولكرم إلى الأردن واعتراض المستوطنين للحافلة قد أخافهن، قالت حنين 16 عاماً، إحدى لاعبات الفريق الفلسطيني: نحن نرى الموت كل يوم. وتابعت ديالا 17 عاماً ولاعبة أيضاً في الفريق قائلة: هذه هي الحياة تحت الاحتلال، هم يتحكمون بكل شيء حتى التعليم.

 

كما تحدثن عن طموحاتهن للمستقبل، وتقول ديالا: أريد أن أكون طبيبة، كما أود الاستمرار بلعب كرة القدم. وأضافت آية لاعبة للفريق الفلسطيني أيضاً وتبلغ 18 عاماً: أود أن أكون لاعبة كرة قدم محترفة، إلا أن الحياة تحت الاحتلال تعيق عملية التدريب، والسفر للخارج تمنعني عنه الظروف، وذلك يجعلني أشعر بصعوبة الاستمرار بلعب كرة القدم، إلا أنني مصرّة على المتابعة ولن أستسلم.

 الشيخة هند استمعت لمعاناتنا واحتضنت أحلامنا

وفي سياقٍ آخر، تحدثت آية عن الدعم الكبير الذي شعرت به هي وبقية أعضاء الفريق الفلسطيني بعد لقائهن بسعادة الشيخة هند بنت حمد آل ثاني نائبة رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر والرئيس التنفيذي للمؤسسة، وكان الاجتماع خلال استضافة سعادتها للفريق الفلسطيني بعد نهائي بطولة كأس العالم للأطفال، وقد تحدثن الفتيات عند لقائهن بالشيخة هند عن المعاناة التي يعشنها هن وجميع أطفال فلسطين.

 تقول آية: وراء كل فتاة منا قصة معاناة، والشيخة هند احتضنت هذه القصص بعد أن أوصلنا لها قصصنا بشكل خاص وأوصلنا صوت أطفال فلسطين بشكل عام، لأننا في النهاية جميعاً لدينا نفس المعاناة.

وتفاءلت الفتيات بأن تكون هذه البطولة خطوة أولى لمستقبل أفضل، ومدخل لفرص قادمة لهن ولأطفال فلسطين. كما نشرت الشيخة هند عبر حسابها الرسمي بتويتر صوراً عن لقائها بالفتيات وعلقت قائلة " كم أثّرت فيّ تلك القصص التي أخبرني بها الفريق الفلسطيني في أثناء نهائيات كأس العالم للأطفال. أشكرك، جون رو، لمنح هؤلاء الأطفال فرصة للتعبير عن أنفسهم، وتمكينهم للمناضلة من أجل حقوقهم وكرامتهم" . وجون رو هو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمؤسسة "ستريت تشايلد يونايتد" والتي تهدف إلى تغيير نظرة العالم للأطفال المهمشين وقليلي الفرص، بحسب رؤية مؤسسيها. وهذه المؤسسة هي القائمة على تنظيم وتنفيذ بطولة كأس العالم للأطفال، وكانت البطولة لهذه السنة من رعاية مؤسسة قطر.

 

وفي الحديث عن كأس العالم في قطر 2022 تحدثت الفتيات عن جمالية الدوحة وشوارعها ذات المظاهر المونديالية، وأشرن إلى إعجابهن بالتحضيرات التي رأينها في هذه الزيارة القصيرة، من ملاعب وأعلام تملأ الطرقات وصور ضخمة معلقة على الأبنية واللوحات الإعلانية.

 

أما عن نوع التدريب الذي حصلن عليه الفتيات، فإن مكان التدريب عبارة على قطعة أرض إسفلتية، في مدرسة للبنات تقع في منطقتهن، يأتون الفتيات في كل جمعة من الساعة ال٨ صباحا حتى يستطعن أن يمارسن تدريباتهن قبل أن تصبح الشمس حارقة، وليست هاتين المشكلتين الوحيدتان، ففي بعض الأحيان لا تسمح إدارة المدرسة للفتيات بأن يتدربن بها، ويلغى يوم التدريب حتى يحصلن على موافقة جديدة. تقول آية: في فلسطين يوجد الكثير من المواهب، ولكن لا يوجد جهة تضمّنا وتعمل على تنمية هذه المواهب، نريد أن يتم رؤيتنا، وأن يتم توفير الأساسيات التي تمكننا من الوصول إلى أهدافنا، خاصة فيما يخص الرياضة والتعليم.

 

 معاناة يومية

ولا تقتصر حياة الفتيات في فلسطين على صعوبات التدريب لكرة القدم فقط، فهن يعانين من رتابة الحياة اليومية، وانعدام الأنشطة والفعاليات التي يحتاجها أي طفل لبناء حياة طبيعية، فالحياة في منطقتهن تدور حول الذهاب إلى المدرسة والعودة إلى المنزل دون وجود نوادٍ أو أنشطة مختلفة يمكن القيام بها لملأ أوقات الفراغ بشكل مفيد وصحي للأطفال. وفي ذلك تقول آمنة: يوم واحد فقط استطيع أن أستمتع به، وهو يوم التدريب، أتمنى لو أن هنالك أماكن ترفيهية للاستمتاع بأوقاتنا أكثر، أما الآن فهاتفي النقال هو منفسي الوحيد.

 

ويتولى تدريب الفريق المدرب يُمن المصري والمدرب مؤمن المصري، وهما من الأعضاء القدامى في مؤسسة فلسطين رياضة للحياة، ويهتمون بتدريب الفتيات. تحدث مؤمن عن بدايات تأسيس فريق كرة القدم في المؤسسة، وقال: لم يكن هناك غير فتاة وحدة ندربها لوحدها، ويوماً بعد يوم أصبح الفريق أكبر، وأضاف: نعاني أيضاً من مشكلة عدم جاهزية المكان للعب كرة القدم، قد تتعرض الفتيات للأذى في حال سقطن، لأن الأرض إسفلتية غير صالحة للعب كرة القدم. ولكن وبالرغم من ضعف التدريبات المتوفرة للفتيات في وطنهم، وباعتبار أن هذه المباريات هي الأولى لهن من حيث وجود فريق آخر ينافسنه، فقد كان مستوى لعبهن جيد جداً، كما صرّح المدرب مؤمن، وكان فخوراً بهن.

 

وبدورها تحدثت الكابتن "يُمن" مدربة الفريق، لـ الشرق عن الرعاية المادية التي نالها الفريق في رحلته من فلسطين إلى قطر للاشتراك ببطولة كأس العالم للأطفال، والتي جاءت من البنك الوطني في فلسطين الذي تبنّى كامل رحلة الفريق وتوجهت، وأضافت "تواجه المؤسسة مشكلة عدم وجود راعي مستمر، ورعاية البنك الوطني – مشكوراً – كانت لهذه الرحلة فقط".

 

كما تحدثت منسقة الفريق ميسون نخلة والمترجمة الخاصة به لـ الشرق عن الاهتمام الخاص الذي حظي به الفريق الفلسطيني من قبل مؤسسة "ستريد تشايلد يونايتد" القائمين على كأس العالم للأطفال، ومن قبل مؤسسة قطر للتعليم، باعتبارها المرة الأولى التي يشارك بها الفريق الفلسطيني في البطولة. وقالت: كان تعامل مؤسسة "ستريت تشايلد يونايتد" مع فريقنا رائع جداً، والجميع كان مهتم بفتيات الفريق. واستذكرت لفتةً لطيفة لأحد الموجودين بالمؤسسة حيث قام بكتابة نص باللغة الإنجليزية وحاول قراءته باللغة العربية إهداءً للفتيات، قائلاً فيه: "لقد رأيت الإسلام بطريقة أخرى من خلالكم ، وأتمنى لفلسطين أن تكون حرة".

كما تحدثت ميسون نخلة عن الجهود التي بُذلت في سبيل تحقيق هذه الفعالية وعن الترحيب الذي نلنه الفتيات وكيف أن هذه التجربة ستكون محطة محورية في حياة جميع أعضاء الفريق إذ أتاحت لهم رؤية العالم من منظور اخر، تقول: أصبحنا نعلم اليوم أن كل شخص بمقدوره إيصال رسالة للعالم توضح نوع الحياة التي يعيشها وما الذي يحصل في محيطه. ورأت أن الفتيات استفدن من هذه التجربة على وجه الخصوص فقد تحدّثن وعايشنَ أطفالاً من ثقافات وبلدان أخرى، وشعروا بأنهن لسن الوحيدات اللواتي يحملن معاناة كبيرة، وأنهم هنا جميعاً يدٌ واحدة تجمعهم الطفولة وكرة القدم.

اقرأ المزيد

alsharq متاحف قطر تعلن شراكة العام الثقافي 2026 مع كندا والمكسيك

أعلنت مبادرة الأعوام الثقافية التابعة لمتاحف قطر، عن اختيار كندا والمكسيك كدولتي شراكة لعام 2026، وذلك في ظل... اقرأ المزيد

48

| 13 ديسمبر 2025

alsharq اليوم الوطني.. سفير فرنسا لدى دولة قطر: اليوم الوطني مناسبة تجسد وحدة قطر وتؤكد مكانتها الدولية الرائدة

أكد سعادة السيد أرنو بيشو، سفير الجمهورية الفرنسية لدى دولة قطر، أن اليوم الوطني للدولة يمثل مناسبة وطنية... اقرأ المزيد

44

| 13 ديسمبر 2025

alsharq اليوم الوطني.. رئيس مجلس إدارة غرفة قطر: اليوم الوطني فرصة لترسيخ الوعي بتاريخ قطر ومسيرتها النموذجية للتقدم والاستقرار

أكد سعادة الشيخ خليفة بن جاسم بن محمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة غرفة قطر أن إحياء الدولة... اقرأ المزيد

70

| 13 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية