رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1227

عبدالله النعمة في جامع الإمام: مخالفة القول للفعل نفاق واتفاقه إيمان صادق

19 أكتوبر 2018 , 08:24م
alsharq
الداعية عبد الله النعمة
الدوحة - الشرق:

حفظ اللسان من أولويات الإنسان..

قال فضيلة الداعية عبد الله النعمة إن من أولى الاهتمامات في حياة المسلم حفظُ لسانه إلاّ من الخير، وإطابةُ كلامه، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أوْ لِيَصْمُتْ ) .

وذكر في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب أنه إذا أنعم اللُّه سبحانه وتعالى على العبد بصدقِ اللهجةِ، وطيب الحديثِ، وجمالِ المنطقِ، شَرُفَ قدرُهُ، وحُمِدت سيرتُهُ، وحَسُنَت عاقبتُهُ، فملكَ قلوبَ الناس، وأمنوهُ على أقوالِهم وسرائرِهم، من صَلُحَ مَنطِقُ لسانهِ وطاب، ظهرَ ذلك على سائرِ عملهِ، ومن فسَد منطِقُهُ وخَبُثَ انعكس أثرُهُ على سائرِ عملهِ .

‏وأوضح أن أهل العلم ذكروا أن للكلامِ شروطاً لا يسلمُ المتكلِّمُ من الزَلَل في حديثه إلا بالحفاظ عليها، والتأدبِ بها في كلامه:  أولُها : أن يكون الكلامُ لداعٍ يدعو إليه؛ إمّا في جلب نفعٍ أو في دفع ضَررٍ، فالمسلمُ الحقُّ هو من يسألُ نفسَه قبلَ الكلامِ عن الداعي له، فإن وجدَ داعياً للكلامِ تكلَّمَ وإلا فالصمتُ أولى .

  وأضاف "  ورد في الأثر عن الطبراني وابن حبان، قال صلى الله عليه وسلم : " أُحْزُنْ لِسَانَكَ إلاَّ من خَيْرٍ؛ فَإِنَّكَ بِذَلِكَ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ " .

قال عمرُ بن عبدالعزيز – رضي الله عنه - : ( من لم يَعُدَّ كلامَه من عمله كُثرت خطاياه ) . وفي الأثر : (‏لسان العاقل من وراء قلبه، فإذا أراد الكلام رجع إلى قلبه فإن كان له تكلم، وإن كان عليه أمسك، وقلب الجاهل من وراء لسانه، يتكلم بكل ما عرض له)

متى يكون الكلام ؟

وقال النعمة إن ثاني شروط الكلام ‏أن يكون في موضعه ووقته، فإن الكلام في غير حينه من القبائح التي تضر ولا تنفع.. وثالثها أن يكونَ الكلامُ على قدرِ الحاجة؛ فإنَّه إذا زادَ عنها كان هَذَرَاً؛ وإذا نقص كان عيباً؛ فإنَّ مقتلَ الرجل بين فكّيه؛ وقد قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم لمعاذِ بن جبلٍ : " وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلى وجوهِهم إلاَّ حَصَائِدُ ألسنتِهم ؟! " .

وشدد  الخطيب على ضرورة اختيار الكلماتِ والألفاظِ التي يتكلمُ بها المرءُ من أطايبِ الكلامِ وأنفسِهِ، والبعدِ عن البذاءَةِ والفُحشِ في القولِ والمنطقِ، ‏لأن اللسان عنوان صاحبه، يترجم عن مجهوله، ويبرهن عن محصوله، إن عظماء الخلق ... ‏لهمُ الذين يلتزمون في أحوالهم جميعا ألا تبدر منهم كلمة قبيحة، أو لفظة سائبة مغلوطة أو مكذوبة فيكونون بها سفهاء أو متطاولين على غيرهم، لأن الكلمة إذا خرجت من فم الرجل ملكته، قال ابن عمر رضي الله عنه: (إن أحق ما طهر الرجل لسانه).

وقال الداعية النعمة إن من ‏الناس من يعيش صفيق الوجه، شرس الطبع‏، منتن الفم سليط اللسان، لا يحجزه عن كلام السوء ‏حاجز، ولا يعرف للحسن سبيلا، تعود على السباب والشتم واللعن والفحش والبذاءة، حتى إن الكلمة الحسنة لو صدرت منه لعدت من الغريب النادر في حياته.           

مساحة إعلانية