اقتصاد

2064

سيدات الأعمال يتجهن لمشاريع صناعة الشوكولاتة رغم الصعوبات

لوحظت مؤخراً زيادة في طرح المشاريع المحلية لصناعة الشوكولاتة، من قبل سيدات أعمال قطريات، حيث تم إفتتاح العديد من المحلات الخاصة بهن في السوق المحلي والتي يسعين من ورائها إلى إيجاد اسم معروف لهن على مستوى المنطقة، خاصة بعد زيادة الطلب الإستهلاكي على الشوكولاتة، وبالأخص تلك التي يدخل في مكوناتها التمر والفواكه المجففة والمكسرات.

ريم المهندي: إفتتاح معامل قطرية للإبتكار في صنع الحلويات والشوكولاتة

الشوكولاتة القطرية، مسمى أصبح شائعا بين الكثير من المستهلكين، المواطنين والمقيمين، بعد شيوعها في السوق، وتعدد أشكالها وألوانها، لتتناسب مع جميع الأذواق، وبحسب المناسبات، ولكن هل إستطاعت الشوكولاتة المحلية أن تروج نفسها بنجاح أمام أسماء الشوكولاتة العالمية التي وجدت لنفسها مكاناً رائجاً في السوق الاستهلاكي المحلي؟ وما هي العوائق التي مازالت تقف كحجر عثرة في طريق الصناعات الاستهلاكية في الدوحة؟، هذه مجموعة تساؤلات ناقشتها بعض سيدات الأعمال خلال هذا الإستطلاع.

بداية التقيت سيدة الأعمال ريم المهندي صاحبة أحد محلات صناعة الشوكولاتة المحلية، والتي اشتهرت بدمج الشوكولاتة بالحلويات الشعبية المعروفة في قطر، إلى جانب إضافة العديد من النكهات والمكونات التي تجذب المستهلك القطري على وجه الخصوص، مثل الفواكه المجففة والتمور وغيرها، وقد استعرضت لنا المهندي كتاجرة، أبرز الصعوبات التي تواجهها في السوق

فقالت: إن أبرز الصعوبات تتمثل في ارتفاع أسعار معدات التصنيع وكذلك ارتفاع الإيجارات في المجمعات التجارية أو خارجها، ولكنني وبعد بحث طويل استطعت العثور على المحل المناسب بإيجار معقول نوعاً ما، أما بخصوص إنجاز معاملات التراخيص وكل ما يتعلق بالمحل، فقد وجدت كل التسهيلات والتشجيع من وزارة التجارة والسرعة في إنهاء المعاملات، ولكن حتى نستطيع الوقوف كمنافس في وجه أنواع المنتجات المستوردة من الشوكولاتة فهذا يحتاج إلى جهد كبير من قبلنا إلى جانب دعم السوق لنا، بالدعاية والإعلان، لمساندة المنتج الوطني، وفي الحقيقة أنا أحاول دوما أن أطور من عملي من خلال التعرف على رغبات المستهلكين وتطوير خطة العمل التي أسير عليها من أجل التسويق للمشروع.

وتابعت: خطتي التسويقية من خلال الوصول لكل الفئات الاستهلاكية وعرض منتجاتي بطريقة واضحة عن طريق الاشتراك في شركات الدعاية التي تعرض عبر أشهر البرامج الترويجية في الوقت الحالي مثل الإنستجرام وتويتر وفيسبوك، إلى جانب الترويج على أكبر المواقع الاجتماعية الأخرى، كالمنتديات مثلا،

نورة المعضادي: زيادة الإقبال على الحلويات الشعبية في رمضان والأعياد

ورسائل الـsms عبر أيقونات ذات تقنية عالية، وتوزيع أوراق عن الشوكولاتة التي نصنعها محلياً في المنازل والأماكن العامة، وإرسال مندوبين لكافة الوزارات والمؤسسات والمدارس لتقديم الشرح الكافي عن منتجاتنا وخدماتنا والمشاركة في جميع المعارض التجارية المحلية ونشر الإعلانات في الصحف بطريقه دورية والبحث المستمر عن الابتكار في عالم الحلويات والضيافة، وهذا في رأيي جهد فردي من أجل الترويج لمنتجاتنا ومشاريعنا المحلية، ونطمح لإيجاد المزيد من الدعم لنا في مشروعاتنا التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الحركة الاستهلاكية في الدوحة.

المشاريع الصغيرة

هذا وقالت د. نورة المعضادي إن التاجرات القطريات أصبحن من العناصر الناشطة في السوق المحلي وعبر الإنترنت، من خلال التسويق لمنتجاتهن التي تصنع محلياً، مثل الأطعمة والحلويات والشوكولاتة،

وكذلك الخياطة والتصميم والفنون التجميلية الخاصة بالشعر والمكياج وغيرها، وأضافت: لدينا اليوم الكثير من الخبيرات القطريات في هذا المجال ولكنهن مازلن يعملن وراء الكواليس بمشاريعهن الصغيرة، لأنهن في الحقيقة هن بحاجة إلى مساندة مادية للانطلاق في عالم الأعمال، ومن خلال متابعتي لهن فهناك طلب استهلاكي كبير على أعمالهن، خاصة فنون الحلويات، كالكيك والشوكولاتة، لأنها ليست حلويات تقليدية فحسب، بل أدخلت فيها النكهة القطرية، من حيث المذاق أو حتى الشكل، فهذا يجذب المستهلك المحلي، لشراء ما يراه مناسباً لعكس هويته وثقافته، خاصة في المناسبات الدينية والشعبية مثل رمضان والأعياد وكذلك مناسبات الحج والعمرة وغيرها، فهنا يزداد الإقبال الاستهلاكي على مثل هذا النوع من المنتجات أكثر من نظيرتها المستوردة.

نترا سعيد: ارتفاع المعدات والإيجار تحديات تواجه التاجرات.. دعم المشاريع الصغيرة يعزز أعمال التاجرة القطرية

المنتج المحلي

هذا وقالت سيدة الأعمال نترا سعيد، عضو مجلس إدارة رابطة سيدات الأعمال القطريات: إن مشاريع صناعة الشوكولاتة وجدت لنفسها مكاناً في السوق الاستهلاكي المحلي، ولكنها لم تستطع الترويج لنفسها بالشكل الكافي، وهذا يحتاج إلى مساعدة من قبل بعض الجهات المختصة لدعم المنتج المحلي، خاصة أن الآلات والمعدات الخاصة بهذه الصناعة تعتبر مكلفة، إلى جانب زيادة سعر الشوكولاتة الخام،

الأمر الذي يجبر بعض التاجرات على مواصلة أعمالهن من خلال الاقتراض البنكي، ولكن بشكل عام فهنالك نشاط عام في القطاع الاستهلاكي القطري بمشاركة رجال وسيدات الأعمال المحليين، الذين أصبحوا يركزون على المنتجات المحلية والشعبية بشكل ملحوظ بعد زيادة الطلب الاستهلاكي عليها، كما شجع الاهتمام القطري التجار على الاتجاه نحو هذا الطريق بعد الاهتمام بالموروث الشعبي والثقافي القطريين، وأكبر مثال هو سوق واقف وكذلك كتارا وغيرها من المرافق الأخرى.