رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

469

بالفيديو.. إعلان انتخابي تركي يثير عاصفة جدل بمصر

21 مارس 2014 , 09:51م
alsharq
القاهرة – وكالات

بشعور يتأرجح بين التطلع واليأس، استقبل نشطاء مصريون مقطع الفيديو الدعائي الذي طرحه حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم مؤخرا، ضمن حملته الدعائية للانتخابات البلدية المقررة في الـ30 من الشهر الجاري.

هذا الشعور، ينقلب سريعا إلى ميل لعقد المقارنات بين قدرة أحزاب في تركيا على مخاطبة شعبها بأسلوب دعائي يمزج بين الإبهار السينمائي والخطاب السياسي، وبين أحزاب مصرية لازالت تطبع ملايين الملصقات الدعائية البدائية للمرشح، وتقوم بلصقها على الجدران، في مشهد يذكر النشطاء بالعصور الأولى، التي عرفت فيها البشرية فنون الطباعة.

قصة مركزة في 3 دقائق

الإعلان الذي لم تتجاوز مدته ثلاثة دقائق، يبدأ بخطوات أقدام شخصية غامضة، ترتدي قفازا أسود وتحاول تخريب صرح كبير يعتليه علم تركيا، فيبدأ العلم في التهاوي، وينعكس ظل تهاويه على وجوه الطلاب في المدرجات، والحلاق في محله، وربة المنزل في شرفتها، والطفلة الممسكة بيد والدتها، والمواطنون في محطات وسائل النقل، والمزارعون في أراضيهم.

بهذه المشاهد، أرسل الإعلان رسالة فنية شديدة اللهجة بأن "سقوط العلم سينعكس على ملامح كل طبقات الشعب التركي".

الأمر الذي التقطه الشعب التركي، بحسب ما أورده مقطع الفيديو، وهب لإنقاذ علم بلاده قبل أن يمس الأرض؛ فخرج الطلاب من مدرجاتهم، والفلاحون من مزارعهم، والمواطنون من بيوتهم، صوب الصرح الذي يحمل العلم.

وحول هذا الصرح، احتشد الأتراك وظل كل منهم يحمل الأخر على كتفه في محاولة للوصول للعلم المتهاوي، دون أن يصر أحد على أن يكون هو البطل المنقذ، ودون أن يئن أحدهم من اعتلاء الأخر لكتفه، وتشابكت الأيادي والأقدام، لتكوين غطاء بشري على الصرح الذي يحمل العلم، إلى أن نجح شاب في الوصول إلى القمة وتثبيت راية العلم خفاقة ليتمدد تحت ظلها كل الأتراك على اختلاف مرجعياتهم وأيديولوجياتهم السياسية.

بهذا المشهد ينتهي الإعلان، واللافت في الأمر هو احتفاء نشطاء مصريون به رغم أنه ناطق بالتركية وهي لغة ليست منتشرة في مصر.

هذا الإعلان جاء بعد اتهامات غير مباشرة من أوساط الحكومة لجماعة "فتح الله جولن" الدينية، بالتغلغل "المستهدف" في القضاء والأمن، لتشكيل "دولة موازية"، والضلوع في عملية 17 ديسمبر الماضي، التي جرت بدعوى مكافحة الفساد، وطالت أبناء وزراء وموظفين حكوميين أتراك، ورجال أعمال بارزين، فيما أكد رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان مرارا أن "العملية تعد مؤامرة ذات بعد خارجي، تتم تحت غطاء مكافحة الفساد، وتستهدف الحكومة ونهضة البلاد".

الإعلام..معركة خسرها الإسلاميون

صهيب شكري، ناشط سياسي مصري، قال في تدوينه على مواقع التواصل الاجتماعي، تعليقا على الإعلان: "لو كانت الأحزاب الإسلامية في مصر تعي قوة الإعلام و تأثيره، وأحسنت استغلاله لما وصلنا لما نحن فيه الآن"، فيما قالت الناشطة صفاء صلاح بلهجة ساخرة: "زي عندنا بالضبط، يحترمون عقلية المواطن ويخاطبوه بلغة فنية راقية لإقناعه".

أما الناشط ناصر إسماعيل، فقال: "الإعلان الدعائي يعمل على توحيد الشعب التركي خلف راية بلاده لتظل خفاقة، أما الإعلام المصري فقسم المصريين لإرهابيين ومواطنين شرفاء".

بدوره، قال المخرج عز الدين دويدار، لوكالة الأناضول إن "إعلان حزب العدالة والتنمية نموذج لحالة الاحتشاد الشعبي الذي يحاول الحزب تكوينها في مواجهة ما يرى أنه "مؤامرات" تتعرض لها تركيا؛ وهي الرسالة التي "تمكن الإعلان من إيصالها للمتلقي بنجاح كبير".

دعايا انتخابية بعقليات "عجوزة"

أما محمد عباس، عضو ائتلاف شباب الثورة سابقا، يضم حركات شبابية شاركت في ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك، فحمل في تصريحه للأناضول مسئولية بدائية الخطاب السياسي في مصر إلى القوى السياسية المختلفة.

وقال عباس: "يتحكم في الحملات الدعائية السياسية والانتخابية في مصر أصحاب العقليات العجوزة، وهم أسرى زمانهم الفائت وخبراتهم المحدودة، وأزمة كهذه لن نتجاوزها في مصر إلا بتمكين الشباب من إدارة المؤسسات المختلفة".

مساحة إعلانية