رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

1090

الكواري: التحول نحو الطاقة النظيفة يُشكل تحدياً

22 سبتمبر 2020 , 07:00ص
alsharq
جانب من المشاركين
الدوحة - الشرق:

انضم السيد عمران الكواري، الرئيس التنفيذي لمؤسسة قطر الدولية، وباحث دكتوراه في كلية لندن الجامعية، معهد الموارد المستدامة بالمملكة المتحدة، إلى نخبة من الخبراء المشاركين في منتدى افتراضي بعنوان "التعافي الأخضر" نظمته "بروجيكت سينديكيت" (منظمة إعلامية دولية)، تبادلوا خلالها الآراء ووجهات النظر بشأن التحوّل العالمي الذي يشهده قطاع الطاقة والأعمال.

عمل الكواري سابقًا في قطاع النفط والغاز، كما شغل منصب الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة "جرين جلف" (GreenGulf)، وهي شركة متخصصة في مجال استشارات التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة. وفي حديثه خلال جلسة بعنوان "إقفال الدائرة"(Closing The Circuit)، أكّد الكواري على دور"القطاع المالي كمحرك رئيسي لإحداث هذا التحوّل" لافتًا إلى "قدرة هذا القطاع على زيادة تكاليف الوقود الأحفوري باهظ الثمن، وإتاحة الطاقة النظيفة كخيار أوفر".

وقال: "بدأ هذا التغيير يحدث بالفعل بوتيرة سريعة، وأصبحنا نشهد توجهًا أكبر نحو الطاقة النظيفة. فقد أجرى بنك الاستثمار الأمريكي "جي بي مورغان" استطلاع رأي مع 50 مؤسسة عالمية تمتلك أصولا بقيمة 13 تريليون دولار أمريكي، وأكدت نسبة 70% منها أن جائحة (كوفيد-19) سوف تؤدي إلى تسريع هذا التحوّل.

لقد أصبح الوقت مناسبًا الآن لتعزيز الطاقة النظيفة مع تزايد أهميّة التكنولوجيا وانخفاض التكاليف ووجود الاستعداد اللازم".

أضاف الكواري: "في نقاش طاولة مستديرة عُقد مؤخرًا بمشاركة 200 شركة، أوصت مجموعة من الرؤساء التنفيذيين لشركات مثل أمازون وشيفرون صراحةً بتطبيق تسعير الكربون أي الضريبة المفروضة على التلوث الكربوني للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، مؤكدين حاجتهم لفرض هذه الضريبة. لقد بات السياق الآن مختلفًا، وتغيرت الأوضاع بشكل كبير".

مع ذلك، حذر الكواري من أن التحوّل نحو الطاقة النظيفة قد يُشكل تحديًا أمام العديد من الدول لمواكبة هذا التغيير والتكيّف معه قائلاً: "بالنسبة للدول المصدرة التي تعتمد على إيرادات النفط والغاز، سوف يتعين عليها أن تواكب احتياجات السوق".

تابع: "سوف تُفرض ضريبة الكربون في نهاية المطاف بطريقة أو بأخرى، ولكن قد يتم إدخالها بطريقة تدريجية، وذلك، على سبيل المثال، من خلال الحثّ على استخدام مصادر نفط وغاز ذات كثافة كربونية منخفضة، وتشجيع المصدرين على التحوّل نحو الطاقة النظيفة. بدأ الناس بالاستجابة لهذا التغيير والاستعداد له، لكن من الصعب الاعتقاد أن ذلك قد يتحقق دون أن تعمل الدول على تكييف هيكلها المالي وفقًا له، وهو ما بدأنا نراه الآن في دول الخليج، وسيكون تحديًا بالنسبة للجميع".

وفقًا للكواري، التحدي الآخر هو "الاقتصاد السياسي"، إذ تتحمل شركات النفط والغاز الوطنية مسؤولية عائدات البلاد إلى جانب مسؤولية استخراج النفط والغاز، في حين تتطلع الدول النامية إلى تحويل احتياطاتها الهيدروكربونية إلى نقد، مشيرًا إلى أن التحول إلى الطاقة الخضراء "قد يتطلب اتخاذ قرارات صعبة مثل "إغلاق مصانع الفحم"، كما أنه قد يتطلب أيضًا اتخاذ قرارات غير شعبية من ناحية بيئية، مثل تلك المرتبطة بالطاقة النووية.

وأردف قائلاً: "لن نتمكّن من تحقيق أهداف اتفاقية باريس بشأن الاحتباس الحراري وتغير المناخ، دون أن تؤدي شركات الطاقة الدور المنوط بها، فهي تتعرض لضغوطات من قطاع الصناعة المالية وصُنّاع السياسات والشعوب حول العالم لإعادة النظر كليًا في انبعاثات الغازات التي تتسبب بها. هذا سيغير الأمور وسيقود إلى تغيير فعلي لأنه سيعزز الاستثمار في التكنولوجيا منخفضة الكربون، وسيدعم كذلك إيجاد الحلول المبتكرة للحد من استخدام الكربون. إننا نشهد هذا التحوّل الآن، وعلى الرغم من أنه قد يستغرق وقتًا طويلًا، إلا أنه يختلف عن التحولات الأخرى السابقة، والتي كان العالم يمر بها مرّة واحدة كلّ قرن".

مساحة إعلانية