رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

تقارير وحوارات

1154

مشروع توعوي لمواجهة الأفكار المخالفة للعقيدة

25 ديسمبر 2015 , 06:57م
alsharq
بيان مصطفى

انتشار الأفكار الهدامة تعصف بعقيدة المجتمع، وقد سهَّلت الوسائل التقنية الحديثة وصول الدعوات المضللة، واختراقها للعقول من خلال النوافذ الفضائية، حيث انتهزها منكرو السنة لدس سمومهم، بين مواقع الانترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي التي ظهرت عليها مؤخرا حسابات من يطلقون على أنفسهم بالقرآنيين أو أهل القرآن، ليكتفوا به مصدرا وحيدا للتشريع.

وفي هذا الصدد ابتكر طلاب قسم الشريعة بكلية الآداب والعلوم بجامعة قطر فكرة لحماية المجتمع من تلك الدعوات الهدامة، للمساهمة في إيقاف تدفقها إلى عقول الشباب، موضحين أنه بات من السهل وصول هذه التحريفات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقعهم التي تضلل الباحثين عبرها، دون دراسة فاحصة لأصول العقيدة والتفسير، حتى لا ينخدعوا في أولئك الذين يدسون العسل في السم، مستخدمين أساليب جذابة تناسب لغة العصر.

دعاوى هوائية
الطالبة بقسم الشريعة الجازي المري، مشاركة في المشروع، تقول: فكرنا في فكرة إبداعية ضمن مادة المناهج المعاصرة، واخترنا أن تكون حملة ضد من يُطلقون على أنفسهم "القرآنيون" وهم "منكري السنة"، مضيفة أنها ظاهرة بدأت في الانتشار في العالم العربي، لذلك قررنا من خلال مشروعنا المساهمة في الرد عليهم، لنوضح بطلان منهجهم، وتتابع: اخترنا وسائل معاصرة لإيصال رسالتنا بشكل جذاب، وذلك من خلال فن الكاريكاتير، لعمق المعنى الذي يستطيعه ترسيخه بسهولة، وعن أسلوب تحقيق هدفهن تشير المري إلى نشرهم هذا المحتوى على مواقع التواصل الاجتماعي للتحذير من الإدعاءات المضللة، والتي تستهدف السنة، في الوطن العربي، وفي بلادنا، لافتة إلى سهولة انخداع الناس بهم، بسبب انتشار مواقعه ذات الصبغة الإسلامية الكاذبة، التي تتماشى مع أهوائهم، مستخدمين في ذلك مقاطع الفيديو التي تدعو للاحتكام بالقرآن وحده، مفسرين آيات القرآن بتأويلات مخالفة للعقيدة، مؤكدة أنهم يرون أنهن، طالبات الشريعة، لهن دورا محوريا في مجتمعهن لحمايته من هذا التزييف لدراستهن الشرعية التي تمكنهن من اكتشاف حقيقة ألاعيبهم في تحريف الدين، فهي رسالة من طالبات جامعة قطر إلى جميع البلاد العربية، وأهل قطر نحذرهم من "منكري السنة النبوية"، في ظل ظهور بعض الحسابات الخليجية على مواقع التواصل الاجتماعي تتبع هذا النهج المضلل.
وتؤكد زميلتها الطالبة أمل مطر على ظهورهم على الفضائيات العربية، في ثوب إسلامي يُسهِّل خداع الناس، لافتة إلى أنهم يركزون في حملتهن على القرآن والسنة النبوية التي ترشدنا في جميع مناحي حياتنا، حتى لا تنتشر هذه الأفكار الهدامة في المجتمع من خلال جميع الوسائل الإعلامية التي تعطي لهم الفرصة، ومن ثم وجب إيجاد حملات تحذر من هذه الأخطار التي تواجه الأمة وتهدد عقيدتها، مضيفة ومشيرة إلى أهمية هذه المشاريع الفكرية للحيلولة دون وصولها إلى بلادنا.

الاحتكام للسنة النبوية
وللتعرف على حقيقة ضلال "منكري السنة" التقت "الشرق" بالدكتور مكي اقلينة، أستاذ الشريعة بجامعة قطر، ومشرف المشروع، وقد أشار الدكتور مكي إلى أن من يسمون أنفسهم بالقرآنيون أو أهل القرآن هم امتداد لأولئك الذين ظهروا قديما في الهند أثناء الاستعمار الانجليزي، حيث كانوا يخدمون مصالحه، ويبررون أفعاله، وانتقلت دعواهم إلى كثير من الدول، لتصبح دعوة تظهر في الدول العربية، موضحا أنهم يعتمدون على القرآن فقط، ولا يأخذون بالسنة النبوية، فينكرون جميع الأحاديث الشريفة، متسائلا عن كيفية معرفة أركان الصلاة دون الاحتكام للسنة، وهو ما ينطبق على جميع العبادات، التي ذكرها القرآن من حج وزكاة، وفصَّلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم يخالفون بذلك آيات الكتاب الكريم (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)، التي تبين ضلالهم، ويتابع الدكتور مكي: أن هدف الحملة فضحت انحراف هذه الفئة الفكري، الذي يحلل المحرمات، فأبرز شخصياتها تنتشر على مواقع الانترنت ناشرة مقاطع الفيديو التي تحلل فيها البغاء والزنا، وشرب الخمر، لافتا إلى أن بعض مشاهيرهم لا يحفظون القرآن، ويفسرونه على أهوائهم، حيث يرون أن كل إنسان يستطيع تأويله كما يشاء، وهو دائما على صواب، وعن أهمية توعية المجتمع بانتشار هذه الدعوات المغرضة، يقول الدكتور مكي: مجتمعنا ملتزم بطبعه، وقد يسهل خداع بعضه بالمسميات الزائفة التي ينتهجوها، فهم يخلطون بين أهل القرآن، الذين هم أهل الله وخاصته، ويشفعون لذويهم بفضل مكانتهم، وبين أولئك الذين يعطلون شرع الله.

مساحة إعلانية