رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

2723

مرخية الدرب ..الأهالي يتناولون الإفطار والسحور معاً

27 مايو 2017 , 12:54م
alsharq
محمد العقيدي

سبب التسمية نسبة للسعاة الذين كانوا ينقلون رسائل حكام قطر للدول المجاورة

إطعام الجيران من الإفطار عادة مستمرة في المنطقة

منطقة قديمة يسكنها المواطنون منذ عام 1956

" مرخية الدرب" هى احدى المناطق القديمة في قطر يعود عمرها إلى أكثر من نصف قرن، وتبعد عن الدوحة قرابة 50 كيلو مترا، ولا زال يسكنها عدد من المواطنين الذين ساروا على نهج الآباء والأجداد في حب بقائهم وسكنهم بهذه المنطقة التي يحرص سكانها على احياء بعض العادات والتقاليد الشعبية خلال شهر رمضان لنجدهم يتبادلون الزيارات طيلة الشهر الفضيل، ناهيك عن تبادل المأكولات الشعبية بين الجيران هذا يقدم طعاما لجاره والآخر يرد فى نفس الطبق طعاما لجاره أيضا، هكذا تبدو الحياة وبساطتها بين سكان تلك المناطق الذين لازالوا حتى الآن يحملون في انفسهم عادات جميلة وجدوا عليها قبل منهم الآباء والأجداد.

يجتمع بعض السكان قبيل وقت الإفطار في المجلس استعدادا لتناول الإفطار، ومن ثم يقضون ساعات مع بعضهم ليتجهوا بعدها إلى أداء صلاة التراويح في ذلك المسجد المتواضع الذي يحوي بين جدرانه أنفسا نقية عاشت ولازالت بسيطة متواضعة.

تحقيقات " الشرق " اتجهت إلى تلك المنطقة والتقت ببعض سكانها الذين لازالوا يقطنونها حتى الآن وهم لا يفكرون بالانتقال منها رغم غياب أبسط الخدمات عنها، مطالبين بتوفير كافة الخدمات الرئيسية لهم ولباقي المناطق الخارجية للحد من الهجرة الداخلية بحثا عن الخدمات.

لتسمية المنطقة " بمرخية الدرب " قصة خالدة في أذهان الاجيال السابقة ولابد ان تعرفها الاجيال القادمة.. هذا ما قاله جابر حمد الأسود أحد السكان القدماء للمنطقة، فقال: سميت المنطقة بمرخية الدرب نسبة إلى السعاة الذين كانوا يحملون رسائل حكام قطر في السابق إلى حكام الدول المجاورة على ظهور الإبل، إذ كان عليهم المرور من هذه المنطقة الواقعة فى طريقهم، خاصة انها كانت تمتاز بكثافة الأشجار وكثرة الآبار، ويمرون عليها في الذهاب والإياب للراحة وكانوا يستظلون باشجارها ويرتوون من آبارها، وسميت بمرخية الدرب أي درب السعاة.

وأضاف لازالت الآبار وبعض الأشجار موجودة في المنطقة حتى الآن ولازال يسكنها المواطنون الذين يفضلون العيش والبقاء بها، ويتمنون استملاك المنازل بموجب صكوك، خاصة أن بعضها يعود إلى عشرات السنين وبناها الآباء والأجداد، ومنها منزل عبد الله بن سعيد الأسود الذي يعود تاريخ بنائه إلى نهاية الستينيات وتم بناؤه على النمط والتصميم التراثي القديم كما يتضح عليه، لافتا إلى ان هناك العديد من المنازل القديمة التي بنيت في الستينيات وما زالت موجودة إلى الآن.

اما بالنسبة لقضاء شهر رمضان في منطقة مرخية الدرب قال سعيد بن حمد: ان شهر رمضان يختلف تماما في المناطق الخارجية التي لازال سكانها يتذكرون الماضي الجميل الذي عاشوه مع الآباء والاجداد ويعيشونها الآن مع أبنائهم وأحفادهم.

وأضاف ان الإنسان دائما يحن إلى الماضي كلما تقدم في السن ويتذكر الأيام التي قضاها مع الآباء والأجداد وكيف تعلمنا منهم العادات والتقاليد الحميدة مثل الاهتمام بالجار والتزاور في المناسبات وغيرها، وكذلك حسن اكرام الضيف، وهو ما نقوم به الآن في كل وقت وخلال شهر رمضان حيث تبادل الزيارات لتناول الإفطار مع بعضنا، ونجتمع على سفرة واحدة قبل اذان المغرب لنفطر من أشهى المأكولات الشعبية، كما اننا في المناطق الخارجية نحرص على اطعام الجيران لنرى الأبناء وقت العصر قبل اذان المغرب يحملون بأيديهم أطباقا من أشهى المأكولات الشعبية التي تم تجهيزها وهم متجهون إلى الجيران ليقدموا لهم هذه الأطباق وهم يقومون برد ذات الطبق بأشهى المأكولات التي جهزوها أيضا، وهذه العادة الحسنة مازالت قائمة لدينا ونتعامل بها مع الجيران.

وأضاف كنا نصلي في السابق زمن الآباء والأجداد في منطقة مرخية الدرب على الأرض حيث تم تصميم مسجد غير قائم على الأرض عبارة عن أحجار تم تجميعها وتحديد مساحة المسجد بها، إلى ان تم بناء مسجد متواضع نؤدي فيه جميع الصلوات في الوقت الحالي منها صلاتى العشاء والتراويح ويكتظ بالمصلين في شهر رمضان بسبب أن سكان المنطقة الذين انتقلوا منها يترددون إليها باستمرار لتناول الإفطار مع ذويهم وأقربائهم في المنطقة ويؤدون الصلاة معهم.

وطالب الجهات المختصة بالعمل على تطوير المناطق الخارجية والاهتمام بها وتنفيذ المشاريع التطويرية فيها علاوة على تنفيذ مطالب سكانها للحد من الهجرة الداخلية التي نتج عنها بقاء بعض المناطق بدون سكان وبعضها يسكنها العشرات فقط وكل ذلك سببه الانتقال للبحث عن الخدمات.

وقال ان المنطقة تأسست عام 1956 وكان أول من يسكنها هم من عائلة الأسود الذين توافدوا لبناء المنازل، كما أن المنطقة لازالت تحتوي على الآبار القديمة التي حفرها الآباء والأجداد وكان يستخدمها سكان المنطقة سابقا للحصول على المياه، وكان الناس في السابق لا يمتلكون وسائل لتوصيل المياه إلى منازلهم سوى أنهم يسكنون بالقرب من الآبار مما جعل هذه المنطقة مقصدا لهم، وللسعاة الذين يمرون بها باستمرار متجهين إلى الدول المجاورة.

مساحة إعلانية