رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
توجه شاب إلى مطبعة كبيرة باحثاً عن وظيفة مهمة. وبعد أن نجح في المقابلة الأولى، كان عليه أن يقابل المدير من أجل المقابلة النهائية، نظر المدير إلى سيرته الذاتية ووجد أنها ممتازة فسأله: هل تلقيت منحة من أجل دراستك ؟، فأجابه الشاب:”لا”، هل أبوك هو من تحمل نفقات دراستك ؟، أجاب الشاب:”نعم”، أين يعمل أبوك ؟، أبي حدّاد، طلب المدير من الشاب أن يريه يديه، كانت يدا الشاب ناعمتين بدون أي عيوب، هل سبق لك أن ساعدت أهلك في عملهم ؟، لا، أهلي كانوا يريدون دائماً أن أدرس وأن أقرأ كتباً أكثر. كما أن أبي يعرف كيف يقوم بعمله أفضل مني، قال المدير:”أريد أن أطلب منك خدمة: عندما تعود إلى منزلك اليوم، اغسل يديّ أبيك وعد لتراني غداً صباحاً”، شعر الشاب أن حظه في الحصول على الوظيفة كبير. عندما عاد إلى المنزل، سأل أباه إذا كان يستطيع أن يغسل يديه، شعر أبوه أن الطلب غريب، كان سعيداً ولكن مشاعره كانت مضطربة ومدّ يديه لابنه، غسل الشاب يديّ أبيه رويداً رويداً. كانت المرة الأولى التي يلاحظ فيها أن يديّ أباه كانتا خشنتين وأن هناك تشققات وخدوش عديدة فيهما، كانت بعض الخدوش مؤلمة لدرجة أن بشرته كانت تقشعر عندما يلمسها، كانت المرة الأولى التي يفهم فيها الشاب ما الذي يعنيه لهاتين اليدين أن تعملا كل يوم كي تستطيعا أن تدفعا تكاليف دراسته. الكدمات على اليدين هي الثمن الذي عليه أن يدفعه من أجل تربيته ونشاطاته الدراسية ومستقبله، بعد أن فرغ الشاب من تنظيف يدي أبيه، بقي صامتاً وبدأ بترتيب وتنظيف ورشة أبيه في ذلك المساء، تكلم الأب وابنه طويلاً.
قيمة مساعدة الأسرة
في صباح اليوم التالي، توجه الشاب إلى مكتب المدير. لاحظ المدير الدموع في عيني الشاب عندما سأله: أتستطيع أن تخبرني ماذا فعلت وماذا تعلمت أمس في منزلك ؟، أجاب الولد: لقد غسلت يديّ أبي، وعندما انتهيت، بقيت وقمت بتنظيف الورشة، أعرف الآن أنني لولا أهلي لم أكن لأصل إلى هنا اليوم. بعد أن ساعدت أبي، تيقنت كم هو صعب أن أنجز شيئاً بنفسي. فهمت أهمية وقيمة أن أساعد عائلتي، صرح المدير قائلاً: “هذا ما أبحث عنه عند الناس، أنا أريد أن ألتزم مع شخص يستطيع أن يقدّر مساعدة الآخرين، شخص يعرف الصعوبات التي يواجهها الآخرون عندما يقومون بأشياء في الحياة. أنت مقبول في العمل”، الولد المدلل، المحمي، يعيش بعقلية “لديّ الحق”، ويضع نفسه دائماً أولاً متجاهلاً جهود أهله، عندما ندع أولادنا يتبنون هذا السلوك، هل نظهر لهم حبنا لهم أم ندمرهم ؟، تستطيعون أن تعطوا لولدكم منزلاً كبيراً، غذاءً جيداً، دورات تعليمية، وقتاً لاستعمال أحدث التكنولوجيات، ولكن عندما تنظفون الأرض أو تدهنون الحائط، دعوهم يجربون، بعد أن تأكلوا اطلبوا منهم أن يقوموا بغسل الأطباق، مهما كانت درجة ثرائكم، لأن هذا يغرس فيهم القيم الحميدة. ذات يوم، سيصبح شعركم أبيض، كما والد هذا الشاب، الشيء الأهم هو أن يتعلم ولدكم كيف يقدّر جهودكم، كيف يواجه الصعوبات وكيف يتعلم العمل مع الآخرين ويجعل الأشياء تتحسن.
التنشئة الاجتماعية وتأثير البيئة المدرسية
ما ينقصنا في مجتمعاتنا الخليجية خاصة والعربية بشكل عام التنشئة الاجتماعية والتي هي ليست إلا عملية تطبيعٍ اجتماعي وضبط اجتماعي وتكيف اجتماعي. إنها بالتحديد ذلك الشيء الذي يُميِّز الإنسان عن الحيوانِ، ويجعله ناجحا أو فاشلا، صالحا أو مجرما، أمينا أو خائنا… التنشئة الاجتماعية تكسب الإنسان إنسانيته، وتجعله متفاعلاً بالبيئة المحيطة به مثال ذلك المدرسة التي يقضي فيها أبناؤنا اكثر اوقاتهم ولها بالغ الأثر على شخصية الطالب وأدائه الأكاديمي ليست المدرسة مكانًا للتعلّم فقط، بل هي مساحة للتفاعل الاجتماعي بين مختلف أفرادها، ومكاناً لاكتساب القيم والسلوكيات إلى جانب المعارف والمهارات، والطالب الذي يقضي نصف نهاره في المدرسة لا بد أن يتأثر بثقافتها ورسالتها وبالعناصر التي تشكّل بيئتها، دعنا نتفق على أن أي طفل يولد كصفحة بيضاء، بل ناصعة البياض، وتنقسم سماته الشخصية فجزء منها هي جينات متوارثة من العائلة، والجزء الأكبر تكون سمات مكتسبة من خلال المعاملة، والبيئة المحيطة به، والتنشئة الاجتماعية، وغيرها.
باب إلى الجنة
يسعى الانسان المسلم جاهدًا إلى طاعة والديه بمختلف السبل طمعًا بنعيم الدنيا والآخرة، من أهمها مساعدة الولد لأبيه في عمله أو البنت لأمها في المنزل، وفي هذا واجب على الأبناء، طالما الأمر لم يكن مخالفًا لتعاليم الله عز وجل فإن الطاعة واجبة، وفي طاعتهما ومساعدتهما فتح باب للجنة، وبالتالي فإن الطفل في السنوات الأولى من عمره يكون إيجابيًّا ومتفائلًا، حيث إنه لا يعرف السيئ والقبيح والخطأ، وبهذا فإن مهمة الآباء تنحصر في تنمية هذه الصفات الإيجابية، وإلا فسوف تُقتل في داخله هذه الإيجابية الجميلة، وربما هذا الصدد يدلل عليه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (كل مولود يولد على الفطرة).
كسرة أخيرة
أهمية دور الأسرة في بناء وتكوين شخصية إيجابية للطفل منذ الصغر، وعلى الأسرة أن تقود وتشجع الطفل على المبادرة الإيجابية، كما أن رد فعل الأسرة نفسها تجاه مواقف الطفل الإيجابية هي التي تجعله يستمر في هذا المسار الإيجابي طيلة حياته، وعدم إغفال دور المدرسة، ذلك المكون التربوي المهم الذي يعتبر شريكًا أساسياً للأسرة في هذا الأمر، ويجب ألا نغفل أيضاً أن بإمكاننا أن نجعل أبناءنا إيجابيين في تفاعلهم مع افراد الأسرة ومشاركتهم في تحقيق أهداف الأسرة لتعيش متكاتفة ومتعاونة ونساهم في تنشئة جيل له تأثير إيجابي في مجتمعه والمشاركة في نهضة بلاده.
Falghazal33@gmail.com
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول شعاع يلامس مياه الخليج الهادئة، من المعتاد أن أقصد شاطئ الوكرة لأجد فيه ملاذا هادئا بعد صلاة الفجر. لكن ما شهده الشاطئ اليوم لم يكن منظرا مألوفا للجمال، بل كان صدمة بصرية مؤسفة، مخلفات ممتدة على طول الرمال النظيفة، تحكي قصة إهمال وتعدٍ على البيئة والمكان العام. شعرت بالإحباط الشديد عند رؤية هذا المنظر المؤسف على شاطئ الوكرة في هذا الصباح. إنه لأمر محزن حقا أن تتحول مساحة طبيعية جميلة ومكان للسكينة إلى مشهد مليء بالمخلفات. الذي يصفه الزوار بأنه «غير لائق» بكل المقاييس، يثير موجة من التساؤلات التي تتردد على ألسنة كل من يرى المشهد. أين الرقابة؟ وأين المحاسبة؟ والأهم من ذلك كله ما ذنب عامل النظافة المسكين؟ لماذا يتحمل عناء هذا المشهد المؤسف؟ صحيح أن تنظيف الشاطئ هو من عمله الرسمي، ولكن ليس هو المسؤول. والمسؤول الحقيقي هو الزائر أولا وأخيرا، ومخالفة هؤلاء هي ما تصنع هذا الواقع المؤلم. بالعكس، فقد شاهدت بنفسي جهود الجهات المختصة في المتابعة والتنظيم، كما لمست جدية وجهد عمال النظافة دون أي تقصير منهم. ولكن للأسف، بعض رواد هذا المكان هم المقصرون، وبعضهم هو من يترك خلفه هذا الكم من الإهمال. شواطئنا هي وجهتنا وواجهتنا الحضارية. إنها المتنفس الأول للعائلات، ومساحة الاستمتاع بالبيئة البحرية التي هي جزء أصيل من هويتنا. أن نرى هذه المساحات تتحول إلى مكب للنفايات بفعل فاعل، سواء كان مستخدما غير واعٍ هو أمر غير مقبول. أين الوعي البيئي لدى بعض رواد الشاطئ الذين يتجردون من أدنى حس للمسؤولية ويتركون وراءهم مخلفاتهم؟ يجب أن يكون هناك تشديد وتطبيق صارم للغرامات والعقوبات على كل من يرمي النفايات في الأماكن غير المخصصة لها، لجعل السلوك الخاطئ مكلفا ورادعا.
4101
| 05 ديسمبر 2025
فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين برحيل معالي الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن علي العقلا، أحد أشهر من تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، والحق أنني ما رأيت أحدًا أجمعت القلوب على حبه في المدينة المنورة لتواضعه ودماثة أخلاقه، كما أجمعت على حب الفقيد الراحل، تغمده الله بواسع رحماته، وأسكنه روضات جناته، اللهم آمين. ولد الشيخ العقلا عليه الرحمة في مكة المكرمة عام 1378 في أسرة تميمية النسب، قصيمية الأصل، برز فيها عدد من الأجلاء الذين تولوا المناصب الرفيعة في المملكة العربية السعودية منذ تأسيس الدولة. وقد تولى الشيخ محمد بن علي نفسه عمادة كلية الشريعة بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1428، فكان مكتبه عامرا بالضيوف والمراجعين مفتوحًا للجميع وجواله بالمثل، وكان دأبه الرد على الرسائل في حال لم يتمكن من إجابة الاتصالات لأشغاله الكثيرة، ويشارك في الوقت نفسه جميع الناس في مناسباتهم أفراحهم وأتراحهم. خرجنا ونحن طلاب مع فضيلته في رحلة إلى بر المدينة مع إمام الحرم النبوي وقاضي المدينة العلامة الشيخ حسين بن عبد العزيز آل الشيخ وعميد كلية أصول الدين الشيخ عبد العزيز بن صالح الطويان ونائب رئيس الجامعة الشيخ أحمد كاتب وغيرهم، فكان رحمه الله آية في التواضع وهضم الذات وكسر البروتوكول حتى أذاب سائر الحواجز بين جميع المشاركين في تلك الرحلة. عرف رحمه الله بقضاء حوائج الناس مع ابتسامة لا تفارق محياه، وقد دخلت شخصيا مكتبه رحمه الله تعالى لحاجة ما، فاتصل مباشرة بالشخص المسؤول وطلب الإسراع في تخليص الأمر الخاص بي، فكان لذلك وقع طيب في نفسي وزملائي من حولي. ومن مآثره الحسان التي طالما تحدث بها طلاب الجامعة الإسلامية أن أحد طلاب الجامعة الإسلامية الأفارقة اتصل بالشيخ في منتصف الليل وطلب منه أن يتدخل لإدخال زوجته الحامل إلى المستشفى، وكانت في حال المخاض، فحضر الشيخ نفسه إليه ونقله وزوجته إلى المستشفى، وبذل جاهه في سبيل تيسير إدخال المرأة لتنال الرعاية اللازمة. شرفنا رحمه الله وأجزل مثوبته بالزيارة إلى قطر مع أهل بيته، وكانت زيارة كبيرة على القلب وتركت فينا أسنى الأثر، ودعونا فضيلته للمشاركة بمؤتمر دولي أقامته جامعة الزيتونة عندما كنت مبتعثًا من الدولة إليها لكتابة أطروحة الدكتوراه مع عضويتي بوحدة السنة والسيرة في الزيتونة، فكانت رسالته الصوتية وشكره أكبر داعم لنا، وشارك يومها من المملكة معالي وزير التعليم الأسبق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الوالد الشيخ عبدالله بن صالح العبيد بورقة علمية بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في خدمة السنة النبوية» ومعالي الوالد الشيخ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك، العضو السابق بهيئة كبار العلماء في المملكة، وقد قرأنا عليه أثناء وجوده في تونس من كتاب الوقف في مختصر الشيخ خليل، واستفدنا من عقله وعلمه وأدبه. وخلال وجودنا بالمدينة أقيمت ندوة لصاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد آل سعود حضرها أمير المدينة يومها الأمير المحبوب عبد العزيز بن ماجد وعلماء المدينة وكبار مسؤوليها، وحينما حضرنا جعلني بعض المرافقين للشيخ العقلا بجوار المستشارين بالديوان الملكي، كما جعلوا الشيخ جاسم بن محمد الجابر بجوار أعضاء مجلس الشورى. وفي بعض الفصول الدراسية زاملنا ابنه الدكتور عقيل ابن الشيخ محمد بن علي العقلا فكان كأبيه في الأدب ودماثة الأخلاق والسعي في تلبية حاجات زملائه. ودعانا مرة معالي الشيخ العلامة سعد بن ناصر الشثري في الحرم المكي لتناول العشاء في مجلس الوجيه القطان بمكة، وتعرفنا يومها على رئيس هيئات مكة المكرمة الشيخ فراج بن علي العقلا، الأخ الأكبر للشيخ محمد، فكان سلام الناس عليه دليلا واضحا على منزلته في قلوبهم، وقد دعانا إلى زيارة مجلسه، جزاه الله خيرا. صادق العزاء وجميل السلوان نزجيها إلى أسرة الشيخ ومحبيه وطلابه وعموم أهلنا الكرام في المملكة العربية السعودية، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، اللهم تقبله في العلماء الأتقياء الأنقياء العاملين الصالحين من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. «إنا لله وإنا إليه راجعون».
1737
| 04 ديسمبر 2025
في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه أكثر مما ينظر إلى ما يملكه. ينشغل الإنسان بأمنياته المؤجلة، وأحلامه البعيدة ينشغل بما ليس في يده، بينما يتجاهل أعظم ما منحه الله إياه وهي موهبته الخاصة. ومثلما سأل الله موسى عليه السلام: ﴿وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى﴾، فإن السؤال ذاته موجّه لكل إنسان اليوم ولكن بطريقة أخرى: ما هي موهبتك؟ وما عصاك التي بيدك؟ جوهر الفكرة ان لكل إنسان عصا. الفكرة الجوهرية لهذا المفهوم بسيطة وعميقة، لا يوجد شخص خُلق بلا قدرة وبلا موهبة وبلا شيء يتميز به، ولا يوجد إنسان وصل الدنيا فارغ اليدين. كل فرد يحمل (عصاه) الخاصة التي وهبه الله ليتكئ عليها، ويصنع بها أثره. المعلم يحمل معرفته. المثقف يحمل لغته. الطبيب يحمل علمه. الرياضي يحمل قوته. الفنان يحمل إبداعه. والأمثلة لا تنتهي ….. وحتى أبسط الناس يحملون حكمة، أو صبرًا، أو قدرة اجتماعية، أو مهارة عملية قد تغيّر حياة أشخاص آخرين. الموهبة ليست مجرد ميزة… إنها مسؤولية في عالم الإعلام الحديث، تُقدَّم المواهب غالبًا كوسيلة للشهرة أو الدخل المادي، لكن الحقيقة أن الموهبة قبل كل شيء أمانة ومسؤولية. الله لا يمنح إنسانًا قدرة إلا لسبب، ولا يضع في يدك عصا إلا لتفعل بها ما يليق بك وبها. والسؤال هنا: هل نستخدم مواهبنا لصناعة القيمة، وترك الأثر الجميل والمفيد أم نتركها مدفونة ؟ تشير الملاحظات المجتمعية إلى أن عددًا كبيرًا من الناس يهملون مواهبهم لعدة أسباب، وليس ذلك مجرد انطباع؛ فبحسب تقارير عالمية خلال عام 2023 فإن نحو 80% من الأشخاص لا يستخدمون مواهبهم الطبيعية في حياتهم أو أعمالهم، مما يعني أن أغلب البشر يعيشون دون أن يُفعّلوا العصا التي في أيديهم. ولعل أهم أسباب ذلك هو التقليل من قيمة الذات، ومقارنة النفس بالآخرين، والخوف من الفشل، وأحيانا عدم إدراك أن ما يملكه الشخص قد يكون مهمًا له ولغيره، بالإضافة إلى الاعتقاد الخاطئ بأن الموهبة يجب أن تكون شيئًا كبيرًا أو خارقًا. هذه الأسباب تحوّل العصا من أداة قوة… إلى مجرد منحوتة معلقة على جدار الديوان. إن الرسالة التي يقدمها هذا المقال بسيطة ومباشرة، استخدم موهبتك فيما يخدم الناس. ليس المطلوب أن تشق البحر، بل أن تشقّ طريقًا لنفسك أو لغيرك. ليس المطلوب أن تصنع معجزة، بل أن تصنع فارقًا. وما أكثر الفروق الصغيرة التي تُحدث أثرًا طويلًا، تعلُم وتعليم، أو دعم محتاج، خلق فكرة، مشاركة خبرة، حل مشكلة… كلها أعمال نبيلة تُجيب على السؤال الإلهي حين يُسأل الإنسان ماذا فعلت بما أعطيتك ومنحتك؟ عصاك لا تتركها تسقط، ولا تؤجل استخدامها. فقد تكون أنت سبب تغيير في حياة شخص لا تعرفه، وقد تكون موهبتك حلًّا لعُقدة لا يُحلّها أحد سواك. ارفع عصاك اليوم… فقد آن لموهبتك أن تعمل.
1587
| 02 ديسمبر 2025