رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
تناقلت وسائل الإعلام العربية والعبرية مؤخرا أخبارا مؤداها ان السمسار عزام الأحمد قيادي في عصبة المشيخة العباسية في رام الله وآخرين قاموا بعملية تواصل نيابة عن العدو الإسرائيلي صاحب الإبادة الجماعية في غزة بملاك الأراضي في القطاع يقنعونهم بتوفير 400 دونم بهدف إقامة مخيم لإيواء مهجري رفح قبل ان تقوم إسرائيل باجتياحها برا، في الوقت نفسه اعلن الكيان الصهيوني انه استورد 45 الف خيمة لذات الهدف. وتقول الانباء الإعلامية أيضا ان مصر طلبت من أمريكا تمويلا ومساعدات عسكرية للتعامل مع التدفق المحتمل لسكان غزة نحو الحدود المصرية هربا من الإرهاب المسلح الإسرائيلي.
في الوقت ذاته صرح مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي بالقول نحتاج الى موافقة مصر لاجتياح رفح برا (الحرة، ومجلة بوليتيكو في 29 مارس 2024 ) وتطمينا للجيش الإسرائيلي بطريقة مباشرة او غير ذلك أعلن د. ايمن سلامة عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية: انه يستبعد ان تعلق مصر معاهدة السلام مع إسرائيل «برمتها» وانه لا مساس بأي اتفاقيات وقعت بين مصر وإسرائيل بما في ذلك اتفاقية كامب ديفيد بملاحقها المتعددة واقصى ما تستطيع مصر فعله في هذه الحالة هو استدعاء السفير المصري من تل ابيب كما فعلت عام 1982 في العدوان الإسرائيلي على لبنان.
(2)
كل الدلائل تشير الى ان هناك توافقا جاريا على اجتياح رفح بين الأربعة (مصر والسلطة العباسية وأمريكا وإسرائيل) وما يجري بين العواصم الأربع سرا وعلانية هو في حقيقة الامر تشجيع لإسرائيل في كل عملياتها ضد الشعب الفلسطيني في غزة. ان كل الاجتماعات الجارية والوفود المتنقلة من عاصمة عربية الى أخرى انما هي لهدر الزمن الفلسطيني والعمل جار لتهجير اكبر عدد من سكان رفح بهدف تقليل الخسائر البشرية عند اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح الفلسطينية في الأيام القادمة. والعرب والمسلمون جميعا على الارائك متكئون.
(3)
نؤكد القول انه اذا تم اجتياح رفح برا من قبل اسرائيل، لا سمح الله، فإن العواقب ستكون وخيمة ليس على فلسطين وأهلها ولكن على العرب أجمعين، أذكّر زعماءنا العرب الميامين الصامتين على الإبادة الجماعية في غزة بما حدث في أفغانستان في ثمانينات القرن الماضي (1988 ـ1990) وتعاونكم مع أمريكا لإخراج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان وجندتم في سبيل ذلك المجاهدين واحسنتم تمويلهم وتدريبهم وحسنا فعلتم ولكن ألم تلد تلك المعارك «تنظيم القاعدة» الذي ما برحت الساحة العربية تعاني من عملياته الإرهابية؟، وتكرر الحدث نفسه عندما صمتم وغضضتم الطرف عن العمليات الامريكية والبريطانية لاحتلال العراق عام 2003 وتسليم مقاليد الأمور في العراق الشقيق لحفنة من لصوص الطائفية البشعة وكان نتيجة ذلك والذي لم تحسبوا حسابه ولادة تنظيم «داعش في سنة 2003» الذي ما برح يقض مضاجع الكثير من زعمائنا الميامين ومن ثم هيمنة أمريكية على الساحة العربية وقرارات قادتها السياسية والاقتصادية وحتى على رسم مناهج التعليم بما يتوافق والرغبات الإسرائيلية تحت شعار محاربة الإرهاب.
إن مشروع القضاء على الحركة الوطنية في غزة واقصد «حماس والجهاد الاسلامي» لن تتمكن أي قوة مسلحة من تحقيقه، حتى ولو تم القضاء لا سمح الله على القيادات الفاعلة فإن ذلك لن يغير في الميزان لكون الحركتين مشروع تحرير وطن وعقيدة وايمان، واذكركم بمحنة الامام احمد بن حنبل وما أصابه من تعذيب ورغم ذلك فإن فكره بقي ينتشر عبر ارض المسلمين الى يومنا هذا وخلفه تلميذه ابن تيمية وكان اكثر تشددا من سلفه ومات سجينا قاوم التتار دفاعا عن ارض العرب وجاء من بعده الشيخ محمد بن عبدالوهاب اكثر تشددا وصرامة، فحماس وقادتها السنوار وضيف فكرة وعقيدة وايمان لا تجتث ولا تموت، والثأر لا ينسى وان طال مداه. لا جدال بأن حركة حماس واخواتها من الحركات الفلسطينية الوطنية ستخلف من رحم معاناة ومكابدة اهل غزة الباسلة حركة وطنية ستكون اشد واعنف من سابقاتها على إسرائيل وكل من ناصر الصهاينة وخذل مجاهديها وصمت عن معاناتها، والله أعلم بمصير الظالمين.
(4)
السلطة في رام الله كأن ما يجري في الضفة الغربية لا يعنيها، اكثر من 8000 معتقل في السجون والمعتقلات الاسرائيلية منذ السابع من أكتوبر الماضي، اكثر من 24 تجمع رعاة اغنام طردهم قطعان المستوطنات من أراضيهم وقراهم، جنود شرطة إسرائيلية صادروا 700 رأس من الأغنام لرعاة شمال غور الأردن بناء على تعليمات من المجلس الإقليمي لغور الأردن، في أكتوبر الماضي استشهد 31 شخصا في منطقة رام الله أي بجوار سكن ومكاتب زعيم السلطة محمود عباس، استشهدت سيدة ام لسبعة أولاد امام زوجها وأولادها بنيران إسرائيلية، واستشهد 42 شخصا في منطقة طولكرم. لقد بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية وحتى اليوم اكثر من 400 شخص بينهم 100 طفل. كل هذا يجري تحت سمع وبصر 70 الف مجند ومسلح تابعين لسلطة عباس المنتهية صلاحيته ولم يحركوا ساكنا دفاعا عن المواطنين في الضفة. (هآرتس29/3/ 2024 )، جنود الاحتلال يهاجمون مشيعي شهيد منطقة الكرنتينا في مدينة الخليل وقوات السلطة العباسية تهاجم مشيعي جنازة شهيد في مخيم نور شمس بطولكرم، يا للهول ما هذا التماثل والتكامل؟!.
آخر القول: لا تظنوا أن نهاية حركة حماس في غزة ستريحكم، إن الويل والثبور سيلحقان بنا جميعا وسوف نكون من النادمين على عدم نصرة أهل غزة والله مع الصابرين.
اقتصاد قطر 2025 عام تعزيز القدرات المحلية والتكامل الإقليمي
بينما تعيش دولة قطر أجواء الاحتفال بذكرى يومها الوطني المجيد في الثامن عشر من ديسمبر، يختتم الاقتصاد الوطني... اقرأ المزيد
243
| 15 ديسمبر 2025
مكافحة الفساد مسؤولية عالمية
تعكس جائزة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الدولية للتميز في مكافحة الفساد والتي دخلت عامها العاشر، الأهمية... اقرأ المزيد
93
| 15 ديسمبر 2025
كأس العرب من منظور علم الاجتماع
يُعَدّ علم الاجتماع، بوصفه علمًا معنيًا بدراسة الحياة الاجتماعية، مجالًا تتفرّع عنه اختصاصات حديثة، من أبرزها سوسيولوجيا الرياضة،... اقرأ المزيد
174
| 15 ديسمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
لم يكن خروج العنابي من بطولة كأس العرب مجرد خيبة رياضية عابرة، بل كانت صدمة حقيقية لجماهير كانت تنتظر ظهوراً مشرفاً يليق ببطل آسيا وبمنتخب يلعب على أرضه وبين جماهيره. ولكن ما حدث في دور المجموعات كان مؤشراً واضحاً على أزمة فنية حقيقية، أزمة بدأت مع اختيارات المدرب لوبيتيغي قبل أن تبدأ البطولة أصلاً، وتفاقمت مع كل دقيقة لعبها المنتخب بلا هوية وبلا روح وبلا حلول! من غير المفهوم إطلاقاً كيف يتجاهل مدرب العنابي أسماء خبرة صنعت حضور المنتخب في أكبر المناسبات! أين خوخي بوعلام و بيدرو؟ أين كريم بوضياف وحسن الهيدوس؟ أين بسام الراوي وأحمد سهيل؟ كيف يمكن الاستغناء عن أكثر اللاعبين قدرة على ضبط إيقاع الفريق وقراءة المباريات؟ هل يعقل أن تُستبعد هذه الركائز دفعة واحدة دون أي تفسير منطقي؟! الأغرب أن المنتخب لعب البطولة وكأنه فريق يُجرَّب لأول مرة، لا يعرف كيف يبني الهجمة، ولا يعرف كيف يدافع، ولا يعرف كيف يخرج بالكرة من مناطقه. ثلاث مباريات فقط كانت كفيلة بكشف حجم الفوضى: خمسة أهداف استقبلتها الشباك مقابل هدف يتيم سجله العنابي! هل هذا أداء منتخب يلعب على أرضه في بطولة يُفترض أن تكون مناسبة لتعزيز الثقة وإعادة بناء الهيبة؟! المؤلم أن المشكلة لم تكن في اللاعبين الشباب أنفسهم، بل في كيفية إدارتهم داخل الملعب. لوبيتيغي ظهر وكأنه غير قادر على استثمار طاقات عناصره، ولا يعرف متى يغيّر، وكيف يقرأ المباراة، ومتى يضغط، ومتى يدافع. أين أفكاره؟ أين أسلوبه؟ أين بصمته التي قيل إنها ستقود المنتخب إلى مرحلة جديدة؟! لم نرَ سوى ارتباك مستمر، وخيارات غريبة، وتبديلات بلا معنى، وخطوط مفككة لا يجمعها أي رابط فني. المنتخب بدا بلا تنظيم دفاعي على الإطلاق. تمريرات سهلة تخترق العمق، وأطراف تُترك بلا رقابة، وتمركز غائب عند كل هجمة. أما الهجوم، فقد كان حاضراً بالاسم فقط؛ لا حلول، لا جرأة، لا انتقال سريع، ولا لاعب قادر على صناعة الفارق. كيف يمكن لفريق بهذا الأداء أن ينافس؟ وكيف يمكن لجماهيره أن تثق بأنه يسير في الطريق الصحيح؟! الخروج من دور المجموعات ليس مجرد نتيجة سيئة، بل مؤشر مخيف! فهل يدرك الجهاز الفني حجم ما حدث؟ هل يستوعب لوبيتيغي أنه أضاع هوية منتخب بطل آسيا؟ وهل يتعلم من أخطاء اختياراته وإدارته؟ أم أننا سننتظر صدمة جديدة في استحقاقات أكبر؟! كلمة أخيرة: الأسئلة كثيرة، والإجابات حتى الآن غائبة، لكن من المؤكّد أن العنابي بحاجة إلى مراجعة عاجلة وحقيقية قبل أن تتكرر الخيبة مرة أخرى.
2328
| 10 ديسمبر 2025
عندما يصل شاب إلى منصب قيادي مبكرًا، فهذا لا يعني بالضرورة أنه الأفضل والأذكى والأكثر كفاءة، بل قد تكون الظروف والفرص قد أسهمت في وصوله. وهذه ليست انتقاصًا منه، بل فرصة يجب أن تُستثمر بحكمة. ومن الطبيعي أن يواجه القائد الشاب تحفظات أو مقاومة ضمنية من أصحاب الخبرة والكفاءات. وهنا يظهر أول اختبار له: هل يستفيد من هذه الخبرات أم يتجاهلها ؟ وكلما استطاع القائد الشاب احتواء الخبرات والاستفادة منها، ازداد نضجه القيادي، وتراجع أثر الفجوة العمرية، وتحوّل الفريق إلى قوة مشتركة بدل أن يكون ساحة تنافس خفي. ومن الضروري أن يدرك القائد الشاب أن أي مؤسسة يتسلّمها تمتلك تاريخًا مؤسسيًا وإرثًا طويلًا، وأن ما هو قائم اليوم هو حصيلة جهود وسياسات وقرارات صاغتها أجيال متعاقبة عملت تحت ظروف وتحديات قد لا يدرك تفاصيلها. لذلك، لا ينبغي أن يبدأ بهدم ما مضى أو السعي لإلغائه؛ فالتطوير والبناء على ما تحقق سابقًا هو النهج الأكثر نضجًا واستقرارًا وأقل كلفة. وهو وحده ما يضمن استمرارية العمل ويُجنّب المؤسسة خسائر الهدم وإعادة البناء. وإذا أراد القائد الشاب أن يرد الجميل لمن منحه الثقة، فعليه أن يعي أن خبرته العملية لا يمكن أن تضاهي خبرات من سبقه، وهذا ليس نقصًا بل فرصة للتعلّم وتجنّب الوقوع في وهم الغرور أو الاكتفاء بالذات. ومن هنا تأتي أهمية إحاطة نفسه بدائرة من أصحاب الخبرة والكفاءة والمشورة الصادقة، والابتعاد عن المتسلقين والمجاملين. فهؤلاء الخبراء هم البوصلة التي تمنعه من اتخاذ قرارات متسرّعة قد تكلّف المؤسسة الكثير، وهم في الوقت ذاته إحدى ركائز نجاحه الحقيقي ونضجه القيادي. وأي خطأ إداري ناتج عن حماس أو عناد قد يربك المسار الاستراتيجي للمؤسسة. لذلك، ينبغي أن يوازن بين الحماس ورشادة القرار، وأن يتجنب الارتجال والتسرع. ومن واجبات القائد اختيار فريقه من أصحاب الكفاءة (Competency) والخبرة (Experience)، فنجاحه لا يتحقق دون فريق قوي ومتجانس من حوله. أما الاجتماعات والسفرات، فالأصل أن تُعقَد معظم الاجتماعات داخل المؤسسة (On-Site Meetings) ليبقى القائد قريبًا من فريقه وواقع عمله. كما يجب الحدّ من رحلات العمل (Business Travel) إلا للضرورة؛ لأن التواجد المستمر يعزّز الانضباط، ويمنح القائد فهمًا أعمق للتحديات اليومية، ويُشعر الفريق بأن قائده معهم وليس منعزلًا عن بيئة عملهم. ويمكن للقائد الشاب قياس نجاحه من خلال مؤشرات أداء (KPIs) أهمها هل بدأت الكفاءات تفكر في المغادرة؟ هل ارتفع معدل دوران الموظفين (Turnover Rate)؟ تُمثل خسارة الكفاءات أخطر تهديد لاستمرارية المؤسسة، فهي أشد وطأة من خسارة المناقصات أو المشاريع أو أي فرصة تجارية عابرة. وكتطبيق عملي لتعزيز التناغم ونقل المعرفة بين الأجيال، يُعدّ تشكيل لجنة استشارية مشتركة بين أصحاب الخبرة الراسخة والقيادات الصاعدة آلية ذات جدوى مضاعفة. فإلى جانب ضمانها اتخاذ قرارات متوازنة ومدروسة ومنع الاندفاع أو التفرد بالرأي، فإن وجود هذه اللجنة يُغني المؤسسة عن اللجوء المتكرر للاستشارات العالمية المكلفة في كثير من الخطط والأهداف التي يمكن بلورتها داخليًا بفضل الخبرات المتراكمة. وفي النهاية، تبقى القيادة الشابة مسؤولية قبل أن تكون امتيازًا، واختبارًا قبل أن تكون لقبًا. فالنجاح لا يأتي لأن الظروف منحت القائد منصبًا مبكرًا، بل لأنه عرف كيف يحوّل تلك الظروف والفرص إلى قيمة مضافة، وكيف يبني على خبرات من سبقه، ويستثمر طاقات من حوله.
1230
| 09 ديسمبر 2025
في عالمٍ يزداد انقسامًا، وفي إقليم عربي مثقل بالتحزّبات والصراعات والاصطفافات، اختارت قطر أن تقدّم درسًا غير معلن للعالم: أن الرياضة يمكن أن تكون مرآة السياسة حين تكون السياسة نظيفة، عادلة، ومحلّ قبول الجميع واحترام عند الجميع. نجاح قطر في استضافة كأس العرب لم يكن مجرد تنظيم لبطولة رياضية، بل كان حدثًا فلسفيًا عميقًا، ونقلاً حياً ومباشراً عن واقعنا الراهن، وإعلانًا جديدًا عن شكلٍ مختلف من القوة. قوة لا تفرض نفسها بالصوت العالي، ولا تتفاخر بالانحياز، ولا تقتات على تفتيت الشعوب، بل على القبول وقبول الأطراف كلها بكل تناقضاتها، هكذا تكون عندما تصبح مساحة آمنة، وسطٌ حضاري، لا يميل، لا يخاصم، ولا يساوم على الحق. لطالما وُصفت الدوحة بأنها (وسيط سياسي ناجح ) بينما الحقيقة أكبر من ذلك بكثير. الوسيط يمكن أن يُستَخدم، يُستدعى، أو يُستغنى عنه. أما المركز فيصنع الثقل، ويعيد التوازن، ويصبح مرجعًا لا يمكن تجاوزه. ما فعلته قطر في كأس العرب كان إثباتاً لهذه الحقيقة: أن الدولة الصغيرة جغرافيًا، الكبيرة حضاريًا، تستطيع أن تجمع حولها من لا يجتمع. ولم يكن ذلك بسبب المال، ولا بسبب البنية التحتية الضخمة، بل بسبب رأس مال سياسي أخلاقي حضاري راكمته قطر عبر سنوات، رأس مال نادر في منطقتنا. لأن البطولة لم تكن مجرد ملاعب، فالملاعب يمكن لأي دولة أن تبنيها. فالروح التي ظهرت في كأس العرب روح الضيافة، الوحدة، الحياد، والانتماء لكل القضايا العادلة هي ما لا يمكن فعله وتقليده. قطر لم تنحز يومًا ضد شعب. لم تتخلّ عن قضية عادلة خوفًا أو طمعًا. لم تسمح للإعلام أو السياسة بأن يُقسّما ضميرها، لم تتورّط في الظلم لتكسب قوة، ولم تسكت عن الظلم لتكسب رضا أحد. لذلك حين قالت للعرب: حيهم إلى كأس العرب، جاؤوا لأنهم يأمنون، لأنهم يثقون، لأنهم يعلمون أن قطر لا تحمل أجندة خفية ضد أحد. في المدرجات، اختلطت اللهجات كما لم تختلط من قبل، بلا حدود عسكرية وبلا قيود أمنية، أصبح الشقيق مع الشقيق لأننا في الأصل والحقيقة أشقاء فرقتنا خيوط العنكبوت المرسومة بيننا، في الشوارع شعر العربي بأنه في بلده، فلا يخاف من رفع علم ولا راية أو شعار. نجحت قطر مرة أخرى ولكن ليس كوسيط سياسي، نجحت بأنها أعادت تعريف معنى «العروبة» و»الروح المشتركة» بطريقة لم تستطع أي دولة أخرى فعلها. لقد أثبتت أن الحياد العادل قوة. وأن القبول العام سياسة. وأن الاحترام المتبادل أكبر من أي خطاب صاخب. الرسالة كانت واضحة: الدول لا تُقاس بمساحتها، بل بقدرتها على جمع المختلفين. أن النفوذ الحقيقي لا يُشترى، بل يُبنى على ثقة الشعوب. أن الانحياز للحق لا يخلق أعداء، بل يصنع احترامًا. قطر لم تنظّم بطولة فقط، قطر قدّمت للعالم نموذج دولة تستطيع أن تكون جسرًا لا خندقًا، ومساحة لقاء لا ساحة صراع، وصوتًا جامعًا لا صوتًا تابعًا.
801
| 10 ديسمبر 2025