رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. فاتن الدوسري

مساحة إعلانية

مقالات

852

د. فاتن الدوسري

الصين وترامب.. التحدي والفرص الإستراتيجية

02 سبتمبر 2024 , 02:00ص

يقدم المقال تصوراً لتحديات وفرص الصين المتوقعة إذا فاز ترامب برئاسة الولايات المتحدة في 2025، ووفقا لاستطلاعات الرأي الأمريكية فإن ترامب قد اقترب بشدة من البيت الأبيض عن منافسته هاريس.

 لعل من مميزات ترامب هو وضوحه وصراحته المزعجة في الكثير من الأحيان. وبالتالي، فمن السهل توقع سياسات ترامب عامة التي يكون جاداً للغاية أيضا في تنفيذها مع بعض الاستثناءات. ومن ثم أيضا، فسياسة ترامب في ولايته الجديدة أو (ترامب 2) تجاه الصين لن تختلف بأي حال من الأحوال عن ولايته السابقة من حيث محاور التركيز الرئيسية وهى تحديدا الحرب التجارية والتكنولوجية، ولعل الاختلاف فقط سيكون في حدة المواجهة في هذه المحاور.

 وباعتراف الكثيرين داخل واشنطن بما في ذلك أعضاء في إدارة بايدن أن الحرب التجارية والتكنولوجية التي استحدثها ترامب في مواجهة الصين، أدوات فعالة لإضعاف الصين؛ وعليه فاستمرار ترامب في تلك السياسات التي ستكون أكثر حدة، ستؤدى إلى توتر شديد في العلاقات الصينية الأمريكية ربما غير مسبوق. ويذكر هنا أن إدارة بايدن قد استمرت في الحرب التجارية والتكنولوجية ضد الصين وبمستوى حدة أعلى من ترامب.

 لكن ما سوف يتميز به ترامب في ولايته الثانية هو اتباع تلك الحرب بصورة عنيفة للغاية، ترمى إلى تقليص فجوة الميزان التجاري الشاسعة إلى مستويات متدنية، حيث تصدر الصين للولايات المتحدة بأكثر من 400 مليار دولار سنويا، بينما لا تتجاوز صادرات الولايات المتحدة للصين 200 مليار سنويا. إذ في إطار ذلك أيضا كشف ترامب في أكثر من لقاء عن خطة كبيرة لتوطين الصناعات الأمريكية وتشجيع الشركات الأمريكية للعودة للعمل في الولايات المتحدة.

 وعلى المستوى التكنولوجي، فمن المتوقع أتباع ترامب لسياسة رامية لتصفير صادرات التكنولوجيا الأمريكية إلى الصين، وتصفير أيضا جميع المنتجات والتطبيقات التكنولوجية الصينية في الولايات المتحدة، أي قطيعة تامة في هذا المجال. ولعل الأهم من ذلك هو كم الضغوط الهائلة التي ستمارسها إدارة ترامب على حلفائها لمقاطعة المنتجات التكنولوجية واللاسلكية الصينية، ففي نهاية ولاية ترامب الأولى، مارست ضغوط شديدة على حلفائها بما في ذلك إسرائيل وإنجلترا لثنيهم عن إدخال الجيل الخامس من الشبكات التابع لشركة هواوى في بلادهم. ويجدر الذكر أن تلك الضغوط قد باءت بالفشل.

 أدت الحرب التجارية والتكنولوجية خاصة الأولى إلى توتر كبير في العلاقات بين البلدين في ولاية ترامب الأولى، وهو ما يدل على الفعالية الكبيرة للحرب التجارية على الصين، حيث أجبرتها هذه الحرب على رفع وارداتها من الولايات المتحدة بما يقدر بـ 200 مليار دولار. وبالتالي، فولاية ثانية لترامب ستمثل تحديا هائلا للصين خاصة وأن الولايات المتحدة ثاني أكبر سوق للصين بعد الاتحاد الأوروبي، ويساهم مساهمة كبيرة في إنعاش الاقتصاد الصيني الذي يعانى من التباطؤ بالأساس.

 لكن على الجانب الموازي للقصة، يقدم ترامب للصين فرصا عظيمة بمقدار ما يفرض تحديات أيضا.

ثمة فارق شاسع ما بين العناوين الإعلامية غير الرصينة التي تبني سردية وتوقعات بناء على موقف أو توتر، وما بين الأبحاث العلمية الموثقة التي تسعى إلى تقديم تحليل شامل الأبعاد للظاهرة. الشاهد في الأمر في هذا الصدد، أن تلك الأبحاث العلمية قد وجدت أن سياسات ترامب الانعزالية ونهجه الانفرادي وتركيزه فقط على الصفقات والحروب التجارية قد منحت للصين فرصا ذهبية لتمديد نفوذها، وتقوية مواقفها وحقوقها. فبسبب الانغماس الضعيف لإدارة ترامب في آسيا، نجحت الصين في استثمار ذلك عبر توثيق العلاقات مع الدول الآسيوية حتى مع حلفاء واشنطن التاريخيين كاليابان وكوريا الجنوبية، والذي قد أسفر عن توقيع 20 دولة آسيوية على اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة بقيادة الصين في 2020 والتي ضمت اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا والهند. وعلى نفس المنوال أيضا، تحسنت العلاقات الصينية الأوروبية بصورة لافتة خلال إدارة ترامب وانضمت بعض الدول الأوروبية لمبادرة الحزام والطريق، إثر سياسة ترامب العدائية تجاه أوروبا وحلف الناتو.

 وعلى إثر ذلك، فاستمرار نهج ترامب المتوقع كما هو تجاه شركاء وحلفاء الولايات المتحدة؛ سيفضى إلى تنافر حاد بين واشنطن وحلفائها مقابل تقارب أوسع مع الصين. فضلا عن ذلك، سيفسد ترامب الجهود الجبارة التي بذلتها إدارة بايدن في إرساء شبكة تحالفات قوية في المحيطين الهندي والهادئ أهمها تحالف كواد. ولعل الأهم من ذلك للصين، أن ترامب سيمنح الصين فرصاً كبيرة لتعزيز موقفها تجاه تايوان وبحر الصين الجنوبي بسبب سياساته الضعيفة المتوقعة تجاه هذين الملفين الخطيرين للغاية.

اقرأ المزيد

alsharq خيركم

يا لجمال الخير وأصحابه! من منا لا يحب الخير ؟ ومن منا لا يحب أن يترك أثراً من... اقرأ المزيد

213

| 11 ديسمبر 2025

alsharq النضج المهني

هناك ظاهرة متنامية في بعض بيئات العمل تجعل التطوير مجرد عنوان جميل يتكرر على الورق، لكنه لا يعيش... اقرأ المزيد

630

| 11 ديسمبر 2025

alsharq مرحبا بكل من يحترم مجتمعنا

تعيش قطر هذه الأيام بطولات رياضية كبرى وهي كأس العرب فورميلا 1 وكأس الخليج تحت 23 سنة، بالإضافة... اقرأ المزيد

141

| 11 ديسمبر 2025

مساحة إعلانية