رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة العتوم

كاتبة قطرية - مستشار الصحة البيئية
falotoum@hotmail.com
@faalotoum

مساحة إعلانية

مقالات

1527

فاطمة العتوم

نحو بيئة مدرسية صحية

03 سبتمبر 2024 , 02:00ص

مع بداية العام الدراسي الجديد، يركز الآباء والمعلمون والمسؤولون في المدارس على تجهيز الطلاب لتحقيق النجاح الأكاديمي. ومع ذلك، غالبًا ما يتم التغاضي عن جانب مهم من هذا التحضير وهو التأكد من أن المدارس بيئات يمكن أن يزدهر فيها الأطفال أكاديميًا وجسديًا وصحياً. فالوقت الطويل الذي يقضيه الأطفال من يومهم في مباني المدارس، يجعل الصحة والسلامة البيئية عاملًا حاسمًا في رفاهيتهم وأدائهم الأكاديمي. إن معالجة المخاطر البيئية المحتملة في المدارس أمر أساسي لحماية صحة الأطفال وتوفير بيئة تعليمية مناسبة. ولأهمية هذا الموضوع وطوله، سوف أقوم بتقسيم مواضيع هذا المقال لعدة مقالات، أرجو أن تتحقق منها الفائدة لمساعدة المدارس والمسؤولين عنها وأولياء الأمور على اتخاذ إجراءات وقرارات كفيلة بالعناية بالجوانب المختلفة للبيئة الصحية المدرسية بما يعود بالنفع على صحة أبنائنا.

يعتبر الأطفال أكثر عرضة للمخاطر البيئية، نظرًا لأجسامهم التي ما تزال في طور النمو، ولتعرضهم للملوثات بنسب أكبر مقارنة بحجمهم. على سبيل المثال، يستنشق الأطفال هواءً أكثر، ويشربون ماءً أكثر، ويتناولون طعامًا أكثر بالنسبة لوزنهم مقارنة بالبالغين. هذا التعرض المتزايد، إلى جانب حقيقة أن أعضاءهم وأنظمتهم لا تزال في طور النمو، يعني أنه حتى في مستويات منخفضة من التعرض للسموم البيئية يمكن أن يكون لها تأثيرات صحية كبيرة.

والبيئة المدرسية الصحية تلعب دورًا حاسمًا في حماية الأطفال من هذه المخاطر المحتملة. بالطبع يشمل ذلك ضمان أن الهواء الذي يتنفسونه خالٍ من الملوثات، وأن المياه التي يشربونها آمنة، وأن المواد التي يتعرضون لها يوميًا غير سامة.

وتوجد عدة مخاطر بيئية قد تكون موجودة في المدارس، وكل منها يشكل تهديدات فريدة على صحة الأطفال. فجودة الهواء الداخلي السيئة مثلاً تعد مصدر قلق كبير في المدارس، حيث قد تكون أنظمة التهوية قديمة أو لا تتم العناية بها وصيانتها وتغيير فلاترها وضبطها عند درجات حرارة ورطوبة مناسبة، أو عدم الاهتمام بتوفير نسب مناسبة من الهواء النقي الذي يكون كافيا لعدد الطلاب في الفصل الدراسي الواحد. ويمكن أن تؤدي جودة الهواء السيئة إلى تفاقم الحالات التنفسية مثل الربو، وهو سبب رئيسي للتغيب عن المدرسة. وحتى لا يطول الحديث هنا فيمكن الرجوع لمقالات سابقة لي تفصل كيفية الحفاظ على جودة الهواء في المدارس.

من المخاطر كذلك تلوث مياه الشرب، حيث تعد من المخاطر التي قد تؤثر على صحة الطلبة اذا لم يتم أخذ الإجراءات المناسبة للمحافظة على نظافة مياه الشرب. فيعد تلوث مياه الشرب مصدر قلق آخر كبير. فعند اهمال المدارس تغطية وتظليل وغسل خزانات المياه وتغيير الفلاتر وفحص عينات مياه الشرب للتأكد من خلوها من البكتيريا الضارة والملوثات الكيميائية الأخرى، فهي بذلك تكون مقصرة في الحفاظ على مياه نظيفة للطلبة.

من المخاطر كذلك، المخاطر الفيزيائية ومناطق ومعدات الألعاب. فبالإضافة إلى المخاطر الكيميائية والبيولوجية، يجب على المدارس أيضًا ضمان السلامة البدنية للأطفال. ويشمل ذلك القيام بصيانة معدات الملاعب وأرضياتها، وضمان طرق نقل آمنة، ومنع الحوادث من خلال معالجة القضايا الهيكلية مثل السلالم المكسورة أو الدرابزينات المتراخية.

وهناك عدد من الاستراتيجيات التي يمكن للمدارس القيام بها لضمان بيئة مدرسية آمنة لتعزيز بيئة مدرسية أكثر أمانًا، والتي من ضمنها:

الفحوصات والصيانة الروتينية: يجب على المدارس إجراء فحوصات منتظمة لمرافقها لتحديد المخاطر المحتملة، واجراء الصيانة الصحيحة لأنظمة التهوية ومعالة المشكلات التي تتعلق بجودة الهواء والماء.

تعزيز ممارسات التنظيف الصحية: حيث تنصح المدارس باستخدام منتجات تنظيف غير سامة وصديقة للبيئة لتقليل التعرض للمواد الكيميائية الضارة.

تثقيف وإشراك المجتمع: من المهم أن يتعلم الآباء والمعلمون والطلاب عن مخاطر الصحة البيئية. يمكن لبرامج التوعية تمكين المجتمع من الدعوة إلى التغييرات والتحسينات الضرورية.

وختاماً: فإنه مع عودة الأطفال إلى المدرسة، يجب أن تكون صحتهم وسلامتهم في مقدمة اهتمامات الجميع. يمكن للمدارس إنشاء بيئات آمنة يمكن للأطفال أن يزدهروا فيها. يتطلب هذا جهدًا جماعيًا من إداريي المدارس، والآباء، والمعلمين، وواضعي السياسات لضمان حصول كل طفل على بيئة تعليمية صحية. وأسعد بتواصلكم عبر البريد الالكتروني لمن يرغب في تحسين البيئة المدرسية للطلاب.

 

مساحة إعلانية