رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  Falghazal33@gmail.com

مساحة إعلانية

مقالات

768

فاطمة بنت يوسف الغزال

مشاكل المتقاعدين تتفاقم.. ولا مجيب

05 مارس 2025 , 02:00ص

يواجه المتقاعدون في دولة قطر، الذين خدموا الوطن لسنوات طويلة تصل إلى أكثر من ثلاثين عامًا أو أكثر، تحديات كبيرة بعد تقاعدهم، خاصة أولئك الذين تقاعدوا قبل إصدار القوانين الجديدة المتعلقة بالرواتب التقاعدية، على الرغم من خبراتهم الكبيرة وإسهاماتهم البارزة في بناء المجتمع، إلا أن العديد منهم يعاني من ضعف الرواتب التقاعدية التي لا تلبي متطلبات الحياة اليومية.

من أهم التحديات التي يواجهها المتقاعدون هو ضعف الرواتب التقاعدية والتي لا تزال لبعض المتقاعدين الذين خدموا لفترات طويلة غير كافية لتغطية احتياجاتهم الأساسية، مما يضعهم في موقف صعب لتأمين متطلبات الحياة اليومية، خاصة الذين تقاعدوا قبل اصدار القانون الجديد الذي يحمل مزايا إضافية للمتقاعدين، ومن التحديات القيود على الاقتراض، حيث يُمنع العديد من المتقاعدين من الحصول على قروض بنكية، مما يحد من قدرتهم على تحسين أوضاعهم المعيشية أو الاستثمار في مشاريع صغيرة، ومنها تحدي مشاكل بناء السكن، كما أن بعض المتقاعدين يمتلكون أراضي منحتها لهم الحكومة، لكنهم يواجهون صعوبات في الحصول على قروض لبناء مساكنهم، خاصة الارامل والمطلقات اللواتي لا زلن يتقاضين الرواتب القديمة، ومن التحديات أن هناك بعض المتقاعدين لا يزالون يعولون اسرهم مما يزيد من الأعباء المالية عليهم ويجعل توفيرالاحتياجات اليومية تحديا كبيرا.

*الحاجة الى حلول عاجلة: على الجهة المعنية بالمتقاعدين وهي الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية أن تأخذ هذه الحالات بعين الاعتبار وتعمل على تقديم حلول عملية لتحسين أوضاع المتقاعدين، من بين هذه المقترحات التي يمكن النظر فيها: زيادة الرواتب التقاعدية لتتناسب مع متطلبات الحياة اليومية والسماح لهم بالحصول على قروض ميسرة لبناء مساكنهم او تحسين أوضاعهم المعيشية، ودعم المطلقات والأرامل من هذه الفئة بما في ذلك منحهن قروضا لبناء مساكنهن، وإطلاق برامج اجتماعية لدعم المتقاعدين الذين يعولون اسرهم مثل تقديم مساعدات مالية او تخفيضات على الخدمات الأساسية.

إن المتقاعدين هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، وخبراتهم وإسهاماتهم لا تقدر بثمن، يجب أن تكون هناك جهود حثيثة لضمان حياة كريمة لهم بعد التقاعد، من خلال سياسات عادلة وبرامج دعم فعالة، إن تحسين أوضاعهم ليس فقط واجباً اجتماعياً، بل هو أيضًا استثمار في تعزيز الاستقرار والرفاهية في المجتمع، وإذا تم تبني هذه الحلول، يمكن أن نرى تحسنًا كبيرًا في حياة المتقاعدين، مما يعكس تقديراً حقيقياً لجهودهم وتضحياتهم على مر السنين.

طالب العديد من المتقاعدين بضرورة تعديل القوانين لضم بدل السكن للراتب التقاعدي، والسماح بالجمع بين مكافأة نهاية الخدمة والمعاش التقاعدي، وإنشاء جمعية للمتقاعدين تتولى دراسة وحل مشاكلهم، وتعديل أوضاعهم المادية والمعنوية تماشياً مع ما قدموه طوال سنوات عملهم من خدمات للوطن، وخاصة بأن الفرصة سانحة حالياً لإقرار التعديلات التشريعية اللازمة لتلبية تلك المطالب، في ظل طرح قانون الموارد البشرية للدراسة على لجنة خاصة كما تعد لجنة أخرى مماثلة تعديلات على قانون التقاعد والذي سيتحول عقب الانتهاء من التعديلات إلى قانون للتقاعد والتأمينات الاجتماعية.

*وتصدرت مطالب المتقاعدين ضرورة الاستفادة من خبراتهم السابقة ويمكن تشكيل لجنة في الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية لدراسة كل حالة على حده حيث يمتلك هؤلاء المتقاعدون عقودا من التجارب والمعرفة التي اكتسبوها خلال سنوات خدمتهم الطويلة في مختلف المجالات ويعتبر عدم استغلال هذه الخبرات خسارة كبيرة ليس فقط لهم بل أيضا للمجتمع بأسره، ويمكن لخبراتهم ان تلعب دورا كبيرا في دعم مشاريع التنمية المستدامة من خلال تقديم الاستشارات والمشاركة في صنع القرار، ويمكن ان يكونوا مصادر للالهام والابتكار باستغلال خبراتهم لتطوير مشاريع وأفكار جديدة تساهم في تحسين الخدمات والمنتجات، ان الاستفادة من خبرات هؤلاء المتقاعدين ليست خيارا بل هي ضرورة لتحقيق التقدم والاستدامة في المجتمع، ويمكن تحويل المتقاعدين الى فرص للنمو والتطور كما تفعل كثير من الدول المتقدمة ونحن نرى كبار السن في مقدمة المستشارين ومديري المؤسسات العملاقة.

*كسرة أخيرة*

لا شك أن بلدنا قطر تبذل جهودا كبيرة لتحقيق رفاهية وعيش كريم لجميع افراد المجتمع وهو ما يظهر في السياسات والبرامج التي تسعى للارتقاء بمستوى الحياة ومن بين اهم الفئات التي تستحق الدعم والتقديرهي فئة المتقاعدين الذين يمثلون جزءا لا يستهان به من تاريخ الوطن وخبراته المتراكمة، إن الاهتمام بالمتقاعدين لا يقتصر على تحسين أوضاعهم المادية فقط، بل يمتد ليشمل توفير الفرص لتفاعلهم مع المجتمع واستثمار مهاراتهم التي اكتسبوها عبر السنوات، خاصة في ظل تزايد عددهم في السنوات الأخيرة حيث بلغ عدد المتقاعدين من المدنيين وفقا للاحصائية الصادرة من الهيئة العامة للتقاعد والتأمينات الاجتماعية حتى شهر يونيو عام 2024 حوالي 18.453 متقاعدا، منهم حوالي 9.220 من النساء المتقاعدات، وهذا العدد يعتبر نسبة كبيرة من المجتمع القطري وتستحق ان توليها الجهات المعنية بالدولة مزيدا من الاهتمام والرعاية.

اقرأ المزيد

alsharq بين العلم والضمير

عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى ماردٍ مارقٍ متفلّت يسير بمنطقه الخاص دون الالتفات إلى الإنسان... اقرأ المزيد

252

| 26 أكتوبر 2025

alsharq ترامب يستجيب لأمير قطر والقادة العرب ويعارض ضم الضفة

طالبت في مقال الأسبوع الماضي» تحديات وعقبات أمام نجاح اتفاقية وقف حرب إسرائيل على غزة»- الحاجة لتقديم ضمانات... اقرأ المزيد

300

| 26 أكتوبر 2025

alsharq ماذا استفادت القضية الفلسطينية بعد حرب غزة؟

شهدت القضية الفلسطينية واحدة من أكثر اللحظات دراماتيكية في تاريخها الحديث، حين اندلعت مواجهة غير مسبوقة بين فصائل... اقرأ المزيد

123

| 26 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية