رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عبدالله العمادي

د. عـبــدالله العـمـادي

 

مساحة إعلانية

مقالات

1389

د. عبدالله العمادي

كتائب القسام.. للإخوان عنوان

06 فبراير 2025 , 02:00ص

فكرة الإخوان المسلمين لم تكن قد نضجت بعد في فلسطين إلا بعد أن رأى أهلها شجاعة وحماسة واستبسال كتائب الإخوان في حرب 1948 ضد الصهاينة المحتلين، خاصة في غزة التي بقيت تحت حماية الجيش المصري، والذي كان لكتائب الإخوان دورها في الحفاظ على غـزة، بعد أن ضاعت أجزاء كثيرة من فلسطين بفعل الدعم الغربي للعصابات الصهيونية.

النفوس في فلسطين بعد تلكم المعارك، بدأت تبحث عن السر الذي جعل تلك الكتائب بهذه الروح في تلك المعارك، فوجدت أنها الروح نفسها التي دفعت ابن الوليد وسعد والزبير والمقداد، ومن بعدهم صلاح الدين وقطز وألب أرسلان ومحمد الفاتح، فكانت قصص تلك الكتائب في تلك المعارك بدايات زرع فكرة الإخوان في فلسطين، حيث بدأت دعوة الشيخ البنا تصل وتنتشر تدريجياً.

لكن تكرار محنة الإخوان المسلمين في مصر في عام 1954، أضعف الوجود المصري العسكري في غزة فاحتلها الصهاينة من جديد، ما جعل فكرة المقاومة المسلحة تنضج من جديد في غزة في سبتمبر 1967، وكان من أبرز الذين نادوا بفكرة التجمع وتأسيس حركة مناهضة للاحتلال، الشيخ أحمد ياسين رحمه الله.

بقيت الفكرة في القلوب والأفئدة لمدة عقدين من الزمن، اهتم الإخوان خلالها بقيادة أحمد ياسين بالبناء التربوي وفي الوقت نفسه الجهادي، حتى جاء يوم التاسع من ديسمبر من عام 1987 حين وقعت حادثة دهس متعمدة لأربعة عمال فلسطينيين، فكانت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الأولى، وأدت إلى أن تشهد الأراضي الفلسطينية غلياناً مشهوداً، ويبلغ التوتر حداً ينذر بانفجار أو وقوع حدث ما سيكون له تأثير بعيد المدى.. ويمكن القول ها هنا إن ذلكم الحدث كان ولادة حماس عبر البيان الأول لتأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس، والإعلان بأنها جناح للإخوان المسلمين وامتداد لهم.

يقوم الشيخ أحمد ياسين الذي كان مصاباً بالشلل الرباعي، بدوره التربوي والقيادي المؤثر، رغم الإصابة، ويستمر في استلهام خطوات مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا في دعم وتقوية وبناء الجناح الفلسطيني أو الغزاوي لجماعة الإخوان المسلمين.

ولم يمض عامان ونصف العام حتى شكلت حماس جناحها العسكري ليحل محل كتائب «المجاهدون الفلسطينيون» وتم تسمية الكتائب الجديدة تحت مسمى كتائب عز الدين القسام، تيمناً وتقديراً للمجاهد السوري الأصل، عز الدين القسام الذي بذر البذور الأولى لفكرة الجهاد المسلح ضد المحتل، وكان من أشعل فتيل الثورة الفلسطينية الأولى ضد المحتلين عام 1935.

حماس مشروع أمة

منذ ظهور حماس، والعدو الصهيوني فاقد لراحة باله، فالحركة لم تخضع ولم تركع لكل محاولات التدجين كما حدث مع فصائل فلسطينية أخرى، التي رأت أن تقاوم سلمياً عدواً متوحشاً لا يعترف بأغصان زيتون ولا غيرها من الأشجار الأخرى أو وسائل المقاومات السلمية، حتى باتت العنصر المؤثر في القضية الفلسطينية، والرقم الصعب، الذي أشغل كل العالم. هذا العالم أو النظام العالمي الذي ثبت بالتجارب والوقائع أنه لا يعترف ولا يتعامل إلا بالوسيلة التي هو يتعامل بها مع الآخرين. القوة لا غيرها.

هذه باختصار قصة امتداد حركة الإخوان المسلمين نحو فلسطين وقصة ظهور حركة حماس من رحم هذه الجماعة، التي دخلت فلسطين منذ ثلاثينيات القرن العشرين، وإن ما يحدث الآن في فلسطين، لا سيما غزة، إنما هو امتداد لمعركة الحق والباطل. معركة الشر والخير.

حركة المقاومة الإسلامية في غزة، اجتمع العالم كله، بما في ذلك العالم العربي، على سحقها ووأدها بكل الطرق والوسائل، لأن بقاءها هو ترسيخ لفكرة المقاومة والجهاد في هذا العالم، الذي سعى النظام الدولي وما زال يسعى منذ قرن من الزمان أن يسيطر على العالم ويوجه الأمور فيه كيفما شاء هو، لا كيفما يريده الآخرون، وبعد أن بذل جهده لعقود عديدة لبعثرة هذه الأمة بإلغاء ما كان يتجمع المسلمون تحت لوائها وهي الخلافة، ومن ثم تقسيم الأمة وتشتيت أمرها وقوتها، باعتبار أنها الأمة الوحيدة التي تملك القوى الكامنة اللازمة لقيادة العالم من جديد.

وأحسبُ أن المقاومة المسلحة في غزة وبشكل مختصر، عبارة عن مشروع إحياء الأمة، وإنّ تركها وشأنها لن يكون في صالح النظام الدولي ومن يسير في فلكه بأي صورة من الصور، وبالتالي لابد من منع ذلك بكل الطرق، ووأد أي مشروعات من شأنها إعادة هذا الأمر أو إحياء أمل القيادة. والأيام ستثبت ذلك.

حماس حركة مقاومة شرعية

حماس أعلنت للعالم خلال طوفان الأقصى بأنها حركة مقاومة ضد احتلال غاشم قائم، وليست ضد أي دين أو فكر أو ثقافة أو عرق. الناس سواسية عندها كما هو واضح بيّن في ديننا الحنيف، الذي هو دين حماس، ودين الإخوان المسلمين، فلا دين لهذه الجماعة غير الإسلام الحنيف كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.

إنها حركة مقاومة ضد احتلال. لا إرهابية كما تزعم بعض أنظمة حكم غربية وعربية. وستكون كذلك طالما بقي المحتل في غزة، سواء الصهيوني أو من يفكر في القيام بذلك، مثل التاجر المهووس بالمال ترامب، الذي يعتقد أنه بالمال يمكنه فعل ما يريد..

إنّ أي حركة مقاومة ضد محتل، جائزة في الشرائع السماوية، وجائزة في القانون الدولي الحديث أيضاً - إن كان العالم إلى الآن يعترف بمثل هذا القانون - وبالتالي لا فرد ولا مؤسسة ولا أي دولة قادرة على أن تقول عن حركة حماس إنها حركة تعمل بعيداً عن هدفها الرئيسي المشروع، وهو مقاومة احتلال بغيض دام أكثر من سبعة عقود، ومن يقول بغير ذلك، إما صهيوني أو متعاون معها، وإن كان مسلماً !

إنّ بقاء فكرة المقاومة التي أحياها الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، أكبر الحركات الإسلامية التي ظهرت في القرن العشرين، إنما هو اقتداء بأسلافنا من القادة والزعماء، وقبلهم الأنبياء، وبالتالي هي فكرة ترعب خصوم وأعداء الأمة، ومن ضمنهم منافقيها وهم على شكل نخب فكرية ومثقفة وعلماء سلاطين باعوا دينهم بدنيا غيرهم.

لقد رأوا جميعهم منذ قديم الزمن ما يفعل الإيمان في المعارك والمواجهات الحاسمة، والتاريخ سجّل ما حصل في الخندق والقادسية وملاذكرد وعين جالوت.. إنها المقاومة التي صنعها الإيمان واليقين بنصر الله سبحانه من بعد اتخاذ كافة الأسباب والوسائل، وهو الفهم الذي عليه الإخوان المسلمون ومنها حماس. الفهم الذي لا يُراد له أن ينتشر بين جموع الأمة، بل ويتم محاربته بكل الصور والأشكال (ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ).

اقرأ المزيد

alsharq هل شيطنة زوجة الأب حقيقة أم وهم؟

في زمن تتقاذفه الصور النمطية والأحكام المسبقة، يطل علينا الإعلام بوجهه الملون، ينسج خيوطاً من الخوف والريبة حول... اقرأ المزيد

186

| 14 نوفمبر 2025

alsharq حين يثقل الحزن قلبك.. اطرق باب الصلاة

إذا داهمك الخوف وشعرت بالحزن فقم حينها إلى الصلاة، فتطمئن نفسك ويهدأ قلبك، لأن الصلاة تقصي القلق وتبعد... اقرأ المزيد

222

| 14 نوفمبر 2025

alsharq السقوط إلى هاوية الطلاق

من المؤسف ان اتحدث عن الطلاق وهي ظاهرة اجتماعية باتت منتشرة وبكثرة في مجتمعنا القطري والخليجي، فنسبة الطلاق... اقرأ المزيد

144

| 14 نوفمبر 2025

مساحة إعلانية