رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

642

صالحة أحمد

من القلب وعبر القلم

07 ديسمبر 2010 , 12:00ص

انحرف القلم عن مساره قليلاً، لينجرف وبكل حب مع مشاعر القلب نحو محطة لا بد وأن نقف عليها، محطة سلمت نفسي (لها ولقلبي) ليكون الحديث بالشكل الذي توده تلك الأولى، ويعشقه ذاك الأخير، الشكل الذي وَلَّد بداخلي سعادة جعلتني ومن حولي نُحلق عالياً لنحظى بفرحة لا ولم تصفها كلمة، فرحة سمحت للصمت بفرصة تولي زمام الأمور؛ لينصب نفسه علينا (سيداً للموقف)، الموقف الذي توقف فيه كل شيء عن النبض سواها رغبة التحدث عنها تلك المحطة، التي ستمثل أمامكم الآن:

إن المحطة التي يشرفني الحديث عنها هي تلك التي ضمنت وتضمنت موضوع (الرحيل) الذي وبرغم أن طرحه سيجمع الكثير من الحزن الذي لا نطيقه بتاتاً لننبذه منذ البداية، إلا أنه هذه المرة (واجب) نقبله وسنتقبله وبصدر رحب، وذلك لنتيح للحياة فرصة متابعة رحلتها من بعده ونحن معها. رحل (نعم) رحل العام الهجري 1431 ليتابع من بعده هذا العام الجديد 1432، الذي حل علينا اليوم ليتابع كل تفاصيله الكبيرة والصغيرة (معنا)، وكلنا فخر به. عن نفسي وحين بزغ فجر هذا اليوم شعرت بفخر امتداد هذه الأعوام لتصل إليه هذا العام، العام الذي نسأل الله لنا فيه تحقيق وتحقق كل ما ضحى من أجله ولأجله حبيبي وحبيبكم رسولنا العظيم محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهو كل ما جاهد وجد كي يَبلُغنا فَنُبَلِغَهُ مِن بَعدِنا لمن سيكون من بعدنا، وهو ما سيبلغ قمته إن شاء الله متى واصلناه بسلام دون خدشه بسوء ما قد ننبس به من تصرفات.

كم هي رائعة تلك اللحظة التي نستيقظ فيها (لنستيقظ فيها قولاً وفعلاً) على صوت هذا العام الجديد وهو يجذبنا نحوه لنُقَبِله، ونُقبِلَ عليه بكل هدف عظيم نسعى إلى تحقيقه لنحققه وبكل عزم أسوة بحبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، الذي ظل يقاوم كل ما تعرض له واعترضه دون أن يسلم ويستسلم فخلف لنا كل ذاك الصبر؛ لنرثه نحن ونتابع به حياتنا حتى آخر رمق.

من جديد

يأخذ هذا العام الجديد أنفاسه اليوم ويستعد ليأخذ مكانه من بعد ذاك العام الذي رحل محملاً بكثير من الأحداث، التي سَيُخَلَّّد معها، ويعيش في (ذاكرة الزمن)، تلك التي نُقلبها فقط لنأخذ منها الفكرة السليمة والعبرة العظيمة. ولكم مني لهذا العام الجديد نصيحة: كن مهتما وبشدة لتغدو متهماً، ويبقى السؤال: وما هي تلك التهمة؟

كم هي لطيفة تلك التهمة

حين يخطفك الجد بعيداً عن لحظات الفشل، وحين تأخذك المحاولة إليها من جديد، وحين يغلبك الطموح ليتغلب عليك فتغدو طموحاً بالإكراه، وحين تُجبر على ممارسة حقك بالمتابعة مرات ومرات حتى يصرخ النجاح معبراً (عنه) منك وفيك، فلا شك أنك قد تفوقت على كل العقبات لتتشكل وتُشكل من ذاتك القوية عقبة أمام كل العقبات التي وقفت أمامك من قبل، العقبات التي ستتهمك لتصبح المتهم الأول، وما تهمتك سواها همتك العالية، التهمة التي لا بد وأن تفتخر بها أمام الجميع حين تُتهم بها، فكم هي لطيفة، وكم هو لطيف لأن تصبح متهما (تهمته همته). والآن لعلك ترغب وبشدة معرفة الوسيلة التي سَتُعينك على ذلك، وهي تلك التي سنلخصها لك في نقطة واحدة هي: اشحذ همتك وبهمة دون أن تسلم وتستمع لمن يهوى تحطيمك، وذاك الأخير هو:

كل مَن يهوى تحطيم كل قلب يسعى إلى رؤية الحياة بنظرة متفائلة، وهو ذاته من سنقول له: لا تُبدد لحظاتك وأن تسعى إلى تحطيم كل من يرى الحياة جميلة من زاويته الجميلة، ولا تهدر وقتك وأنت تبذل ما تبذل لتقديم أدلة قد تأخذ من عمرك ما ستأخذ دون أن تخرج بالحقيقة التي تود تسليط الضوء عليها، فقط حول نظراتك لزاوية جديدة علك ترى من الحياة ما يجعلك تقبلها وتتقبلها، فالحياة هي كل ما يراه كل واحد منا، وتكون على ذلك مهما كانت الظروف، مما يعني أنها جميلة إن رأيتها كذلك، (نعم) الحياة جميلة، وتستحق منا معاملتها ومعايشتها على هذا الأساس، من خلال شُكر الله على كل ما نملك، والعمل وبجد لتحسينه (ذاك الذي نملكه) بطرق مشروعة شرعها الله لنا، وهو كل ما يتوجب علينا فعله؛ لأن فعله هو ما سيضمن لنا رضا الضمير، الذي لا يُرضيه إلا نيل رضا الله.

قبل أن يختم القلب ومن بعده القلم كل ما سبق من كلمات لكم مني التالي: حين يتوافق العمل بالأمل، وتندمج الفكرة الجديدة بالرؤية السديدة، ليتلاحم من بعدها الصبر بالنصر، فلاشك أننا سنخرج لنكون، تماماً كما خرجت قطر بقطر أمام العالم كله (عظيمة) من بعد رحلة عزم عزمت على أن تكون ليكون لها ما يكفي لتفخر به الأجيال ولأجيال متتالية، وعليه فلنتحمل المسؤولية وليكن كل واحد منا قطر. فليوفق الله الجميع لكل خير.

ومن جديد راسلوني بالجديد:

salha_202@hotmail.com

اقرأ المزيد

alsharq توطين الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي القطري

يشهد قطاع الرعاية الصحية في قطر ثورة رقمية مع تصاعد دور الذكاء الاصطناعي في تشخيص الأمراض وعلاجها. ومع... اقرأ المزيد

273

| 23 أكتوبر 2025

alsharq بين الفكر والروح

من الأوقات الصعبة على أيِّ مبدع أن ينتهي من كتابة رواية أو ديوان، وتتوقف الروح لبعض الوقت عن... اقرأ المزيد

102

| 23 أكتوبر 2025

alsharq النظام المروري.. قوانين متقدمة وتحديات قائمة

القضية ليست مجرد غرامات رادعة، بل وعيٌ يُبنى، وسلامةٌ تُصان، وحياةٌ تُدار بانسيابية ومسؤولية. لا أحد ينكر مدى... اقرأ المزيد

261

| 23 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية