رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جاسم الشمري

مساحة إعلانية

مقالات

444

جاسم الشمري

لنحتفل بغزة وصمودها وبطولاتها!

08 أكتوبر 2024 , 02:00ص

هنالك مفردات مركبة حديثة نحتت في الذاكرة الإنسانية ولا يمكن نسيانها بسهولة، وبمجرد أن تذكر يذهب العقل مباشرة لتفاصيلها وأحداثها.

ومن هذه المفردات: حرب الخليج الأولى، والغزو العراقي للكويت، والحادي عشر من سبتمبر، وحرب الخليج الثالثة، والثورة السورية، وطوفان الأقصى، وغيرها من المفردات التي لا يسع المجال لذكرها في العالم ودولنا العربية على وجه التحديد.

والطوفان، كما في القواميس العربية، يقال: «حطُوفَانٌ - [ط و ف]. «غَمَرَ الطُّوفَانُ كُلَّ البِقَاعِ»: الفَيَضَانُ العَظِيمُ.

وجاء في موسوعة المصطلحات الإسلامية «ويطلق الطوفان على كل ما كان عظيما كثيرا يحيط بالأشياء ويشملها، من ذلك: الموت العام؛ لما فيه من إهلاك للجميع،

ويطلق مصطلح (الطوفان) أيضا في باب الإيمان بالرسل ويراد به طوفان نوح عليه السلام وهو: (فيضان عظيم حصل بسبب طغيان قومه وفسادهم في الأرض).

وعسكريا حينما تذكر اليوم مفردة «طوفان الأقصى» يذهب الفكر إلى عملية «طوفان الأقصى»، وهي عملية رجولية فلسطينية انطلقت من قطاع غزة، واستهدفت البلدات الصهيونية الملاصقة للقطاع!

وامتازت تلك العملية بالدقة العالية، والتوقيت المدروس، والجرأة النادرة، والسرعة الفائقة، والتنظيم العملياتي، والثبات بعد الاقتحام!

وقد وقعت العملية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ولهذا هنالك من يسميها عملية السابع من أكتوبر، وبالمقابل، وللتغطية على فشلها الأمني يسميها الصهاينة «عملية السيوف الحديدية»!

والعملية نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، وكانت بقيادة كتائب عز الدين القسام، المعروفة إعلاميا باسم كتاب القسام، وشارك معها العديد من حركات المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حركة الجهاد، والجبهة الديمقراطية، والجبهة الشعبية وغيرها من المنظمات والحركات فضلا عن عموم أهالي غزة الأخيار!

ونحن لا نريد أن ندخل في سردية الخسائر الصهيونية في معركة الطوفان لأنها وبموجب ميزان القوى لا يمكن أن تكون متكافئة مع تضحيات المقاومة الفلسطينية!

ولكن الثابت أن الكيان الصهيوني غير الشرعي كيان زرع في قلب الأمة العربية ومدعوم حتى اليوم من الولايات المتحدة وغالبية الدول الأوروبية، ومع ذلك، ورغم كل الدعم والسعي لكسر المقاومة الفلسطينية، سياسيا وإعلاميا ومعنويا، صمدت واستمر صمودها لأكثر من عام!

اليوم، ونحن نعيش في السابع من أكتوبر 2024 يحق لنا أن نحتفل بمرور عام من الصبر والبطولة والتضحيات والقدرة على المطاولة في الميدان!

اليوم وبعد عام من الضربات الصهيونية التي ارتكب فيها العدو مئات المجازر بحق المدنيين نجد أن كتائب القسام تدك تل أبيب بصواريخها، وأجبرت صفارات الإنذار الصهيوني على أن تدوي في المستعمرات الصهيونية!

وفي كل ساعة من أشهر المقاومة تعلن سرايا القدس عن عملية جديدة في المواجهات مع العدو، وآخر تلك العمليات استهدافهم بقذيفة «تاندوم دبابة ميركافا الإسرائيلية» وسط مخيم جباليا شمالي غزة.

وبعد عام من الطوفان ذكر موقع «والا الإسرائيلي» بأن تقديرات أجهزة الأمن «الإسرائيلية» تؤكد أن «حماس» لا تزال تمتلك مئات الصواريخ وتسعى لترميم خطوط التصنيع.

عام من التكتيك الذي أذهل العدو وتمكن خلاله رجال المقاومة من تضييع أثر العشرات من الأسرى الصهاينة تحت الأرض في ملحمة الأنفاق التي أذهلت دول العالم من حيث التنظيم والتخطيط تحت الأرض!

«طوفان الأقصى» زرع الثقة بالنفس في قدرتها على مواجهة آلة الحرب الصهيونية!

«طوفان الأقصى» أعاد للأمة هيبتها!

«طوفان الأقصى» أظهر الأنقياء والخبثاء، وفرز الصديق ونقى الصفوف من الخونة والعملاء!

«طوفان الأقصى» أثبت بأن الرجولة تحقق المستحيل رغم الترسانات العسكرية!

تحية لرجال الأقصى ولأهل فلسطين وغزة ولكل من ناصرهم ولو بالكلمة!

لنحتفل بغزة وبطولاتها!

مساحة إعلانية